الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موسم إصطياد البعثيين ؟

داود البصري

2003 / 4 / 1
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

يبدو أن التكتيك العسكري الإستنزافي الذي تتبعه القوات البريطانية المتواجدة في  عمق مدينة البصرة وفي أطرافها المؤثرة والذي يتلخص بتوجيه الضربات المباشرة لحزب البعث وخلاياه الإرهابية وإعتباره هدفا مباشرا من أهداف الحرب الشرسة المعلنة هو المؤشر الواضح على قرب إعلان هذا الحزب حزبا إرهابيا محظورا يجب محاربته بكل الوسائل القانونية والعسكرية وبصورة تتشابه وحظر الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية لحزب ( العمال القومي الألماني ) المعروف بالحزب النازي ؟! ، ويبدو أن هذا التوجه قد بات حقيقة واقعة كأحد النتائج النهائية والترتيبات الفاصلة التي ستتمخض عنها نتائج الحرب الحالية والتي ستتوج لامحالة بهزيمة النظام البعثي ورحيله عن العراق ولكن ليس قبل أن تتكفل المجازر القادمة والتي يهيأ لها النظام جيدا بتدمير أجزاء مهمة من العراق في إطار حملات تصفية الأوضاع بين النظام والشعب وبين النظام وقوات الحلفاء ! ، فالنظام العراقي يراهن على معجزات لن تحدث ؟ والنظام يتعمد رسم سيناريوهات جهادية وقتالية لنظام لاعلاقة له بالجهاد ولا المجاهدين ولا الدين ؟ ، وخلايا الإرهابيين من القاعدة أو من بعض الجماعات الإرهابية الإيرانية والفلسطينية لن تستطيع قلب معادلات الصراع ؟ والأطراف الدولية التي يعول عليها النظام الكثير كروسيا أو فرنسا لاتملك من أبرها ماتستدبر ، بل أنها تتصارع على المغانم والتركات ولاتعبأ بمصير نظام مغامر فقد البوصلة وإنعزل عن الواقع ولايستقر إلا في المخابيء المحصنة تاركا الناس تحت رحمة القذائف والصواريخ ومساهما هو الآخر في قصف العراقيين في المناطق العراقية البغدادية الفقيرة من أجل إثارة الرأي العام العالمي ؟ وهي لعبة مكشوفة معروفة للعراقيين ولكن السادة في قنوات ( الجزيرة ) و ( أبوظبي ) وقناة ( حزب الله العربي الإشتراكي ) المنار! لايريدون تصديقها ولايثيرون حتى إحتمالياتها ؟ رغم أنها حقيقة ملموسة ، فالنظام العراقي الذي يرفع اليوم شعارات التحرر والصمود يحتقر شعبه ويكن له بغضا عميقا ويفضل مصلحة الفرد وعشيرته الذهبية على مصالح ملايين العراقيين ودمائهم ؟ وهي ممارسات معروفة عن نظام لم يقدم للعراق والعراقيين سوى الحروب ونتائجها الكارثية والهزائم الثقيلة الناتجة عنها ؟ ويبدو أن العرب قد عميت أبصارهم عن رؤية الحقائق المجردة وباتت أحاديثهم وتعليقاتهم مجرد ترديد بائس لشعارات نظام مفلس وإرهابي يقامر بحياة العراقيين وبإمكانات العراق في معارك خاسرة لاطائل من ورائها لأن نظام الهزائم لايمكن أن يقدم سوى الهزائم ؟ ولأن الأسلوب الفاشي والإرهابي في الحكم والتحكم لايمكن أن يؤدي سوى لكوارث وهذه هي سنة التاريخ وأحكامه التي لاتقبل الجدل ولا النقض ؟ فتبصروا في كيفية نهاية النظام الألماني النازي ؟ وتفكروا كيفية نهاية الفاشية في إيطاليا ؟ جثة معلقة في مجاري ميلانو لموسوليني وعشيقته ومقربيه ؟ وإنظروا لهزيمة الفاشية المتطرفة في اليابان رغم قوتها الإمبراطورية الهائلة ؟ فهل يتمكن البعث العراقي المفلس البائس من الإفلات من مصيره المحتوم ؟ وهل ينتصر في معركة لاتسمح نتيجتها سوى بشيء واحد وهو تقويض نظام صدام الإرهابي تقويضا شاملا ونهائيا وطي صفحته ونظامه وكوارثه نهائيا من صفحات التاريخ العراقي وذلك بطبيعة الحال لايتوقف على مصير صدام وأبنائه فقط بل يتعلق بمصير مجمل التشكيلة الحاكمة المرتبطة به والإطار المؤسساتي الذي يجمعهم وهو ( حزب البعث العربي الإشتراكي ) والذي تحول لمؤسسة أمنية إستخبارية وقاعدة إرهابية منظمة ، وتنظيم فاشي يخضع لإرادة الزعيم الفرد وأبنائه وعصابته من رعيان قرية ( العوجة ) وإنكشارية العشيرة الذهبية الحاكمة ؟ فليس للبعث في العراق سوى الإسم فقط والعنوان المزيف المعبر عن هوية وإيديولوجية لم تعد قائمة ؟ وهو بالمناسبة نفس التوصيف الذي ينطبق على فرع الحزب الآخر الحاكم في دمشق ؟ فالبعث كالكفر تماما ( ملة واحدة )؟ والبعث أحد أهم أدوات الهزيمة الفكرية والسياسية العربية وهو واحد من أهم روافد تكريس الطائفية والتخلف في العالم العربي ؟ والبعث لم يستطع أن يحقق أي إيجابية في الحياة القومية العربية سوى تكريسه للقطرية والطائفية وإثارته للنزاعات الإقليمية وخدمته الواضحة للمشاريع الإسرائيلية للهيمنة في العالم العربي ؟ عبر التفنن في إضعاف العالم العربي وخنق كل آفاق التطور والإنفتاح والإنطلاق الحضاري بنظرته الأمنية وأساليبه الإرهابية وقوانينه المتخلفة عن سياق العصر ، لذلك لم تكن ( فزعة ) بعثيي   دمشق لنجدة أعدائهم    التاريخيين في بغداد غريبة ؟ ولم يشرب السوريون حليب السباع صدفة ؟ بل أنهم يعلمون من ان سقوط البعث في بغداد يعني تنظيف الحياة السياسية العربية من هذا الحزب العنصري الفاشي المتخلف المعادي للدين وللحرية وللديمقراطية ولكل القيم الإنسانية ؟ ولعل القاريء الكريم يتذكر دعم البعث السوري للنظام الديني في إيران من أجل إسقاط البعث العراقي في الحرب العراقية / الإيرانية ؟ دون أن يعبأؤا بحكاية التضامن القومي ولا المصير الواحد ولا الرسالة العربية الخالدة ؟ لقد وقف بعثيو دمشق بكل ثقلهم مع الشعارات الإيرانية ذات الأصداء الطائفية والدينية بل وساعدوا الجهد العسكري الإيراني بالخبراء والخطط والمعلومات الإستخبارية وتنظيم الإنفجارات وتدريب الفرق الإنتحارية ؟ وكانت معسكرات دمشق ودهاليز مخابراتها نشطة للغاية في تهيئة المهمات الخاصة ؟ وحتى عندما إحتل الإيرانيون في التاسع من شباط / فبراير 1986 شبه جزيرة الفاو وقف معهم السوريون ولم يقولوا بأن هنالك قطعة أرض عربية قد أحتلت وإن التضامن القومي يرتفع على كل ماعداه ؟ ولكن ذلك لم يحصل ؟ وكان الرد العراقي على النشاطات السورية قاسيا ومفتقرا للأخلاقية حيث أقدمت مخابرات النظام الذي تهتف بحياته اليوم جماهير دمشق على جريمة تفجير حي الأزبكية الدمشقي ؟ وعلى دعم عصابات الإخوان المسلمين دعما تعبويا هائلا ؟ لابل أن الصفاقة قد وصلت بصدام حدودا جعلته يصف الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بأن ( الغجر أكثر وطنية منه )!!! هكذا قالها والله صدام على شاشة التلفزيون في ربيع 1982 ؟؟؟ ، ومن هنا تتبين أخلاقيات البعثيين في التعامل مع خصومهم ، وفي نظرتهم للعلاقات العربية ؟ وأعتقد بـأنه لاداعي للخوض بعيدا في التاريخ العربي الحديث وتذكر الأدوار التآمرية التي مارسها البعثيون ضد الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر ودورهم في تخريب كل صيغ وأشكال الوحدة والتضامن العربي ؟

وفي رأيي الشخصي والمتواضع فإن  تفجير القوات البريطانية لتماثيل وأصنام صدام في البصرة هي بمثابة دعوة لتشغيل الفكر العربي الذي إنشغل بتأليه الحكام الفاشلين وجعلهم أربابا من دون الله والتي تناضل جماعة الإسلام السياسي بالدفاع عنهم ؟ كما إن إستهداف البعثيين وتصفيتهم هو بمثابة تنظيف للعراق من أدران فاشية لم تجلب لشعبه سوى التخلف والفقر وتأليه الطغاة وتدمير الفكر العربي وإشاعة الأمية والجهل والتدجيل الثوري ؟ إن حكاية البعث في العراق يجب أن تطوى نهائيا ، كما إن إطلاقات الحرية ضد التماثيل البعثية ورموزها تظل إحدى أهم النتائج الحاسمة التي ستتمخض عنها حرب تحرير العراق .

ومن يعلم فقد تتحقق الوحدة العربية بعد رحيل عدوها الأكبر ( حزب البعث العربي الإشتراكي ) نحو بوابات التاريخ الخلفية ، حيث مصير الطغاة والمهزومين.

لقد حان موسم قطاف البعث والتخلف ؟ .

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خطة بايدن تزيد الانقسام في حكومة نتنياهو| #غرفة_الأخبار


.. الانتخابات الرئاسية الإيرانية.. مرشحون كثر وتحديات كبيرة| #غ




.. السعودية تسعى أن تكون قوة نووية محمية باتفاقية دفاع أميركية


.. لجنة طوارئ البلديات في شمال قطاع غزة تعلن جباليا ومخيمها وبي




.. إعلام موال للنظام السوري: مقتل 17 شخصا وإصابة 15 آخرين جراء