الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قاسم مطرود . . والنص الخارج عن النص

رشا فاضل

2006 / 5 / 8
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


وانت تقرأ (الجرافات لاتعرف الحزن ). . هذا النص الخارج عن حدود الوعي والايهام المحكم الذي تتقنه الامكنه ،
لا يمكنك إلا أن تصبح اللسان الناطق بالخيبه وهي تتخذ صيغة بكاء. . يرتدي ملامح الكتابه. .،
وموت . . يمسك بجسد الحلم الغض من أطرافه . . .وينزله من خشبة المسرح إلى منصة الجرح معتليا النزف الشاهق بشاعريه تتجاوز الخطاب المسرحي التقليدي ليكون نصا شعريا ممسرحا فوق أرضنا الخصبة .

. . . يحدث للموت ان يكون بهذه الاناقه .. ! كما يحلو لنا أن نتغزل به على نحو قد يثير الريبه والمخاوف حول تركيبتنا النفسيه (وبناها التحتيه) المستوجبه للدراسه والتحليل من قبل سكان المدن المأهولة بالحرير والنعاس، بسبب مقدرتنا الاستثنائيه على التغزل به . . واستشفاف اللذه من سيمفونيته المتكرره في اكثر من مناسبه ومحفل وعند نهاية كل حلم دون ان يدركنا الملل والتثاؤب..!

لم يبرق في رأسي (مسرح اللامعقول) يوما أن اكتب عن مسرحيه ما على الرغم من ورود الكثير من الافكار ألمدهشه التي مازالت ترد اليه بتأييد تام وبدون اية مقاومة تذكر...!
لكنها الغواية التي يمارسها النص امام اصابعنا .. ليستفز الكتابه فينا .
غواية . . استدرجتني . . لاعتلاء خشبة المسرح كما فعلت ذات زمن جميل.. مع فارق شاسع في السينوغرافيا هذه المره ..!
اذ تتحول سلة الازهار التي حملتها في يدي وانا اغني لها وللربيع ولحنان ام . . لم التقي بها الا عبر حكايات النوم , الى صندوق كبير للرسائل الصفراء. . للأمنيات الشاحبه فوق اسطح ذاكرة غير مؤهله للشيخوخه. .
واردد بصوت ذلك العجوز الذي وجد صداه داخل حنجرتي. . ( انا وامك رحلتنا دونك سخريه ومزاح لايقبله حتى الله .. ترحل كيف والدعاء لك ..؟)

واضيف انا . . المعتليه لمسرح الحزن العراقي ضمن عرضة اللامنتهي : - (رحم يهب الحياة . . وحياة تلد الموت... . الصق وجهي بالأرض .. واهمس لذراتها – هنيئا لك كل هذا السماد القادم .. ).

يجيب المزروع فوق ابجدية المنافي ( الجرافات لاتعرف الحزن . .كلماتك ترن في اذني عن صبح بهيج قادم .كلماتك يا ابي كلمات. لا الصبح ياتي ولاسقوط الاشجار يوقف الجرافات . . زحفت علي السنين .. نخرت احلامي فوق الكتب المدرسيه وفتت اوراقي السمر.)


نعم . . الجرافات لا تعرف الحزن ..! كحزننا الذي لايخضع للتجريف؟
لانه عراقي. . !
لانه عريق..!
لانه ممتد في عروقنا منذ حليب الامهات . .
منذ تموز ..
منذ راس الحسين والمدن الغادره. .

منذ ان تحول الفرد فينا الى كيس نفايات مهمل في قبو يصفعه البرد والظلمه وصوت فقد صداه بين رطوبة الجدران . . وعفونة العتمه

صدى العجوز مافتيء يرتد بين زوايا مسامعي ( إني لا احسن التوسلات .. اعرف ان روحي خواء .جسدي صار كالرقم الطينيه تتناقلها العصور .. وروحي شوهت معالمها الريح. اني لا احسن البكاء لان انهاري جففها الرصاص. لا اجيد الغناء، لقد سرق القتله الحاني )
. . . . . . . . . . . . . . . .
بلا ألحان
ترتبك المراثي فوق الجسد الهزيل
يمتليء الصدر بالدخان
وتغرق العين بفيض وجوه بلا ملامح
هكذا . . يستمر العرض . .
هابطا من خشبة المسرح الى واحة جرح مؤصد بالنزف..

تصطخب الرياح بوجه الجرافات . .
لكن الجرافات تعمل بجد
لا يستوقفها أنين النخيل وهو يهوي تحت عجلاتها
تأكل الخضرة بنهم
يتساقط النخيل
وينهض
لا يبدو لنا سقوطه من وقوفه
هي الحياة اذن
بجرافاتها
باشجارها الواقفه
الهاويه
الواثبه في رحم الارض

وهي وجوهنا . .
تلك الشاخصة نحو الزمن
بانتظار انتهاء
العرض. . !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و