الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرضحاجي ..دراما الصغار وربات البيوت

حسن عبد الرزاق

2019 / 6 / 28
الادب والفن


العرضحالجي
دراما الصغار وربات البيوت

حسن عبد الرزاق

ترتكز جميع اعمال الفنان قاسم الملاك مابعد 2003 على شخصية واحدة متكررة ، اختلفت في المهن التي ظهرت بها ، وتشابهت في البناء النفسي والسلوكي ، وهي شخصية المواطن البسيط المستلب صاحب المواقف الايجابية التي تكافيء بمواقف سلبية من قبل الاخرين.
وهذه الشخصية ركز عليها الملاك انطلاقا من مستجدات الواقع السياسي والاجتماعي التي اصبحت فيه بعض الشرائح تعاني من مشاكل معيشية واضطهاد اجتماعي بسبب تخلخل منظومة القيم والاخلاق السائدة .
وكان باستطاعة الفنان استغلالها بصورة صحيحة متخذا منها نموذجا للانسان العراقي الذي مابرح يعاني في كل العهود من الفاقة والحرمان ، لو انه وظفها في دراما متطورة معاصرة تبتعد عن المصادفات والاحداث غير المنطقية والمعقولة التي مابرحت تتكرر في كل المسلسلات التي قدمها سابقا ، ومنها مسلسل (العرضحالجي) الذي عرض في شهر رمضان الماضي .
فالعمل اعلاه بني على حكاية محورية قصيرة وبسيطة تتمثل بمشكلة عائلية تحدث للواد مع ابنائه.
حيث ان هناك اب لولدين متزوجين يمنحهما داريه الوحيدين وهو على قيد الحياة، لكن تصرف زوجة احد الابنين السيء وطمعها واستحواذها على الدار تدفع الرجل الى المغادرة والتشرد في احد الفنادق واللجوء اخيرا الى دار المسنيين .
وهي حكاية تكفي باحداثها لان تكون تمثيلية قصيرة من حلقة واحدة لكن زخم الاحداث الثانوية الكثيرة حولها الى مسلسل من ثلاثين حلقة وهنا يكمن الخلل .
فهذه الاحداث باكملها لاترتبط باي رابط درامي مع الحدث المحوري ، بمعنى اخر اخر انها غير مؤثرة في الحبكة حيث ان وجودها لايشكل اي دفع لسير الاحداث الى الامام .
فقد كانت ضرورة وجود الفرقة الموسيقي بشخصياتها الثلاثة هي ضرورة كوميدية ، الهدف منها تسلية المشاهد من خلال حوارات واغاني غير هادفة يرتجل بعضها انيا ، ولم يكن لها دور في ماالت اليه العلاقة بين الاب وعائلته ،كذلك الحال مع عامل الفندق والنزلاء الاخرين والاشخاص الذين صادفهم البطل اثناء رحلته اليومية في العمل.
والامر نفسه ينطبق على بقية الاحداث القصيرة والسريعة مثل الامرأة التي اودعها ابناؤها في مستشفى الامراض العقلية وزميله العرضحالجي الاخر الذي نبذه ابنه والامراة التي تمتهن بيع الادوية وسواها من احداث اخرى.
ان نثار الاحداث هذه ودورالشخصيات الكثيرة التي تدخل وتخرج سريعا بلامبرر، كان اغلبه مفتعلا واعتمد على عنصر الصدفة التي ليست هي قانون ثابت من قوانين الحياة ، ولاهي احد الاساسيات التي يشيد عليها هيكل العمل الدرامي ، لكن المتلقي العادي الذي يبحث عن بساطة الطرح والفة الشخصيات الاجتماعية التي يشاهدها والكوميديا المسلية انجذب الى هذا العمل وتابعه بشكل يومي وعلى امتداد مدة عرضه.
واكثر الفئات العمرية التي تابعت المسلسل وانجذبت اليه هي فئة الاطفال والنساء ذوات الخلفية الثقافية البسيطة .
حيث شكلت طرافة شخصيات المسلسل ومفاجات احداثه وعاطفية حوارته المبسطة ذات الدلالات المباشرة ، اضافة الى تغيير مواقع الاحداث بشكل مستمر ، عناصر جذب لهم كونها اقتربت الى مستوى نضج الاطفال العقلي وبساطة ثقافة النساء وبعض الرجال ممن استهواهم العمل ايضا وتفاعلوا معه.
وهنا تكمن اشكالية التقييم .
فعمل كهذا لايمكن ان ندرجه ضمن خانة الدراما الجيدة التي تعالج مشاكل الواقع باسلوب تاليفي واخراجي قائم على رصانة الاحداث ومنطقية حدوثها وجدية الافكار وقوتها وابتعادها عن المباشرة والسطحية .
كما لايمكن ان تصنفه ضمن الاعمال الهابطة التي تنحو باتجاه التهريج ومحاولة اضحاك الجمهور بشتى الاساليب الفجة غير الفنية رغم ضعف حبكته وعدم تماسك احداثه .
ولكن ربما نستطيع القول انه يقع في خانة الدراما الوسط (اذا جاز لنا لك) ذات الطابع الارشادي والوعظي الذي يهدف وبشكل بسيط الى تقويم الانسان وانتقاد سلوكياته البعيدة عن المعايير والقيم الاخلاقية المتوارثة الاصيلة .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا