الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وفاة مرسي في تونس .

فريد العليبي

2019 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية



ثارت ضجة في تونس حول موت الرئيس المصري السابق محمد مرسي ، الذي توفي فجأة أثناء محاكمته ، ووصلت تلك الضجة الى قبة البرلمان ، بمطالبة رئيس كتلة حركة النهضة الاسلامية قراءة الفاتحة على روحه ، والتشهير بمن رفضوا ذلك بالقول إنهم شياطين ترعبهم قراءة الفاتحة ، و ذلك في توظيف للدين . و بدا أن المشكلة تتعلق بموضوع خلافي ، وأن بإمكان الحركة الترحم عليه في مقرها بمنبليزير ، بعيدا عن أخونة البرلمان ، الذي يمثل مؤسسة وطنية لا مؤسسة حزبية . وبينما كان النقاش محتدما حسم رئيس الجلسة وهو من تلك الحركة النقاش بالقول إنه يفرق بين السياسي والإنساني، وبدأ بقراءة الفاتحة ، و أخذ النواب وهم في غالبيتهم من الإسلاميين في ترديد ما يقوله .
وخارج البرلمان انقسم أيضا السياسيون الى فرقاء ، بين من قالوا إن واجب العزاء والترحم أمر انساني بحت ، ولا علاقة له بالسياسة ، فالموت حق على كل انسان ، و الأخلاق توجب مواساة أهل الميت ، بغض النظر عن العداوة السياسية ، التي لا ينبغي أن تقف حائلا دون التنديد بقتله البطيء في سجنه ، أما الإسلاميون الاخوانيون فكان موقهم أنه شهيد فضلا عن القائلين أن مرسي لا يستحق الرحمة ، فقد أجرم في حق مصر والعرب أجمعين بالمحافظة على التطبيع مع الكيان الصهيوني ، وتوجيه برقية تهنئة الى رئيسه بمناسبة استقلاله المزعوم ،وأن المسالة سياسية وليست دينية .
و أستثمر الحدث أيضا من طرف حلفاء الاخوان السابقين ، من جماعة 18 أكتوبر، مثل الرئيس السابق منصف المرزوقي ، الذي نشر فيديو وهو يبكي مرسي ، معتبرا أنه دخل التاريخ من أبوابه الواسعة وهو شمعة تنير الظلام ، وأن الله يقف الى جانبه وسينصفه ويقتص من قتله في السماء، أما حمة الهمامي القائد اليساري والحليف السابق للإخوان فإنه تماهى مع موقف النهضة تماهي قطرتي ماء ، محملا النظام المصري المسؤولية عن وفاته ، مطالبا بتشكيل لجنة للكشف عن أسباب موته ، معتبرا ذلك مسألة مبدئية .
وبرز لدى البعض السؤال عن الانسان ، فعن أي انسان نتحدث ، فالإنسان مفهوم مجرد، وفي الواقع هناك ناس متناقضون ، متصارعون بحسب المصالح والأفكار، وأن مرسي هو أولا وأخيرا رئيس، ويمثل حزبا وايديولوجيا وسياسة ، مذكرين بترحيب الاسلاميين واحتفالهم بمقتل القذافي وصدام حسين بتلك الطريقة الهمجية ، مؤكدين أن الإخوان مورطين في مقتل القذافي وصدام لحساب الناتو ، فلماذا يستغربون وفاة مرسي في قاعة محكمة ؟ ثم كم من السوريين والعراقيين واليمنيين والمصريين والتونسيين من الشعب العربي الكريم الذين ماتوا بسبب جرائم الاخوان وأشقائهم ؟ منبهين الى الرئيس التركي أردوغان ، الذي يبكي مرسي بنفاق ، وهو من قتل آلاف الكرد والعرب والأتراك ، و أن المسألة لا علاقة لها بالأخلاق والا كيف نحكم على قتل الاخوان في السودان مثلا للمئات ؟
وبينما ذكر الاخوانيون بشرعية مرسي ، وأنه أول رئيس ديمقراطي ، جاء به صندوق الاقتراع ، قال معارضوهم أن ازاحته لا تمثل انقلابا وانما هبة شعبية مصرية ، شارك فيها الملايين والتحق بها الجيش ، ومن ثمة لا شرعية له ، فما مارسه هو الاستبداد السياسي مضافا اليه الاستبداد الديني ، وقد تجلى ذلك في موجة عنف وقتل راح ضحيتها الآلاف وقد استحق ما حصل له ، مثلما حصل لغيره في ارتداد للانتفاضات العربية ، التي لا يمكن التكهن بمفاجآتها القادمة ، وأن الأمر لا يتعلق بغير الاستثمار في الموت ومحاولة خلق شهداء وتوظيفهم في المعارك السياسية ، ومنها الانتخابية ، وأنه يحدث في الصراعات التي ترافق زمن الانتفاضات أن يموت سجناء و منهم رؤساء ، وأن مرسي ربما كان يمكن أن ينتهي كما القذافي أو على عبد الله صالح ، ولا يعرف حتى أين دفن ، وما إن كانت جثته قد ردمت في الصحراء ، أو وضعت في فرن ، أو ألقيت للحوت في البحر ، أو للضباع في الصحاري .*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تونس مشغولة بموضوع مصري داخلي ؟
كيميت ( 2019 / 6 / 29 - 14:53 )
لا عجب .. فالجماعة الدينية التونسية - - النهضة ..العجيبة - هي فرع من الجماعة الدينية -المصرية - الاخوان المُظلِمون المسلمون - فمن الطبيعي ان جماعة الاخوان - التونسية - تنقل مشكلة مصرية داخلية . الي بلادها .. وتشغل شعب تونس بما ليس تونسياً وتبعدهم عن قضايا تونس والإرهاب الأسود الذي توجهه تلك الجماعة المسماة - النهضة - ! بزعم ان موت - مرسي - المصري الإخواني - هو من المسائل الانسانية
ان السعوديين أنفسهم - بلد وعاصمة الاسلام والعروبة . لم يشغلوا أنفسهم بموت - مرسي الاخواني المصري , كما حدث في تونس وفي تركيا !! ان وكلاء الاستعمار الإسلامي العربي . أكثر اهتماماً بمصالح ذاك الاستعمار . من المستعمر نفسه . وهم أكثر غيرة من المحتل البدوي , علي ديانة المحتل وعلي وكلائه في مختلف الدول الخاضعة الأخرى
وصدق القائل : ان شر البلية ما يضحك


2 - مقالات في الصميم
Muwaffak Haddadin ( 2019 / 6 / 29 - 15:10 )
الاستاذ فريد العليبي المحترم
مقالتك هذه وسابقتها -الدين والمال-أصابتا كبد الحقيقة . إن التسلسل المنطقي
والصائب يجبران كل ذي بصيرة وإن حاول المراوغة أن يوافقك الرأي
موفق حدادين
عمان
20 / 6/ 2019

اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا