الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكارثية الثيوقراط الجديده

أحمد السعد

2006 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


لعل الجديد والمثير للجدل ان تتمكن مجاميع دينية متشدده من التأثير فى القرار السياسى للكثير من الأنظمة العربية وقد يتأتى ذلك من الخوف من هذه القوى والمجاميع ان تكشر عن أنيابها وتفصح عن حقيقتها فتحيل حياة الناس جحيما بالقتل والحرق والتفخيخ الذى صار سمة مميزة لهذه المجاميع بعد ان فقدت –فى مواجهة المد الحضارى – القدرة على الخطاب المتعقل الواضح فلجأت الى التهديد والوعيد بالقتل والتصفيات وكتم الأفواه وهو أسلوبها المعتاد بعد أن نجحت الى حد كبير فى تشويه صورة الأسلام فى كل العالم ولست ادرى من المستفيد من ذلك ؟ او قد يكون السبب فى استجابة بعض الأنظمة العربية لضغوط تلك الجماعات هو أتفاق المصالح والأهداف بين الحكومات العربية القمعية وبين أرادة الجماعات الأسلامية وأغراضها فى محاربة الفكر الثورى العلمانى 0
لقد أعتمدت السياسة الأمريكية منذ عشرينات القرن الماضى على مجاميع اسلامية فى التصدى للفكر الماركسى وحركت الكثير من رجال الدين ليصدروا الفتاوى بتحريم التعاطى مع هذا الفكر وأعتباره كفرا وألحادا وأستجاب الكثير من هذه القوى دون أدراك منها بأن هدف امريكا كان اضعاف الحركة الأشتراكيه فى العالم التى كانت تسعر ضدها حربا مستخدمة كل الوسائل الأعلامية والأستخبارية والحرب النفسيه ونجحت امريكا ليس فى استخدام الأسلام بل وباستخدام الفكر اليهودى والمسيحى فى حربها الضروس تلك حيث زجت بكل من تحالف معها لأسقاط التجربة الأشتراكية وكان تنظيم القاعدة ومجاميع طالبان فى افغانستان صنيعة امريكية فى حربها لأسقاط النظام الأشتراكى فى افغانستان0
ولعل التحرك الأخير للقوى الأسلامية فى البحرين وتحريضها الحكومة البحرينيه على اغلاق موقع الحوار المتمدن خطوه فى نفس الأتجاه رغم ان الحوار المتمدن ليس موقعا معاديا للأسلام أو لأى فكر آخر سوى عداءه للأستغلال والقمع والدكتاتوريات لنصرة الأنسان العربى الساعى من أجل خبزه وحريته وكرامته0
أن القوى المعادية للحرية وهى تعرف حق المعرفة ان الوسط العمالى هو الحاضنة الرئيسيه للأفكار والنظريات الثورية وبأن الطبقة العامله لو قدر لها ان تتوحد ستكون القوة المؤثرة فى صيرورة المجتمع نحو التحررالكامل من عبودية رأس المال وسلطة الأنظمة الشمولية والعدو الرئيسى لأى توجه معاد للحرية وللتقدم 0ولذلك تحاول القوى الأسلامية التسلل الى التنظيمات العمالية وعندما تفشل فى ذلك تعمد الى غلق مقرات الاتحادات النقابية كما حصل فى البصرة عندما قامت السلطات المدعومة من الأحزاب الدينية بغلق مكاتب نقابة الميناء تحت حجج واهيه منها الطعن فى نزاهة الأدارة وكشف بعض المعلومات التىتكشف التلاعبات وعدم الشفافية فى العمل 0
وأذا كانت المكارثية أداة قمعية بيد البرجوازية الراسماليه المتمثلة بالولايات المتحده فى حربها الضروس ضد الفكر الأشتراكى فما تمارسه بعض القوى من سلوك لا ديمقراطى ضد الفكر الماركسى أنما يعكس حقيقة واضحه وهى محاولة ألاستحواذ على الشارع العربى وتسطيح الوعى بحيث لا يقبل سوى الطروحات التى تسوقها هذه القوى بالأتجاه الذى يخدم توجهاتها بالسيطرة والهيمنه ورفض الرأى الأخر والتعنت والعنجهية وتصلب الخطاب السياسى مما يجعل الموقف متوترا ويمهد لمواجهات فكرية وحرب أيدلوجيه جديده نتمنى ان تبدأ لكى يتبين للناس خطا الأعتقاد بأن فكرا واحدا يمكن أن يسود الساحة ويغيب ألأفكار الأخرى 0 بهذه العقلية يجب أن نفهم العالم ونفهم الحياة ونتعاطى مع الأفكار الأخرى لأنها موجودة شأنا أم ابينا لأننا لانستطيع أن نفرض حجرا على العقول والأفكار لا يمكن أن تحجب فهى تسرى وتتنقل وتنمو وتتطور وتتبلور .
أننا أمام مرحله خطيره ونفق ضيق يمر به الفكر اليسارى فى المجتمعات العربية فهو محاصر من أتجاهات كثيره وعليه ان يستند الى الجماهير اولا وأخيره لكى يحقق الأنتصار النهائى على الأفكار والممارسات التى تقف ضد عجلة التأريخ أو تلك التى تسوقها البروباغاندا البرجوازيه الأمريكيه لتعمى الأبصار عن رؤية الحقائق وتزيد بالتالى من استغلالها للشعوب وفرض ايجندتها عليها وتحضير العقول للقبول بالمشروع الأمريكى فى الهيمنه على العالم وقيادته بالأتجاه الذى يخدم مصالح الصهيونية العالمية ورأس المال العالمى 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر