الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدبلوماسيه الفلسطينيه عاجزه عن تأمين انتصار وافي لشعبنا

محمود الشيخ

2019 / 6 / 29
القضية الفلسطينية



على مدار اكثر من شهر والحديث جاري في البلاد عن صفقة القرن وورشة المنامه،لكن اين جرى وكيف جرى،تعكس حجم المشاركه في المسيرات الإحتجاجيه على الورشه قصور مختلف القوى السياسيه بما في ذلك السلطة الفلسطينيه صاحبة اعلى حجم تشغيلي في البلاد،عن تأمين الحجم اللازم في الشارع الفلسطيني لنذهل العالم واصحاب اللمة في المنامه للجم السنتهم ووقف نقاشهم.
ولو حاولنا استنتاج الأسباب الحقيقيه للكم المشارك في التظاهرات الإحتاجيه،نصل الى نتيجة مفادها غياب العمل السياسي في الشارع الفلسطيني،واستعضنا عنه بالعمل العشائري برز ذلك بوضوح في انتخابات المجالس البلديه والمحليه،اذ جرى وقف مختلف الفئات عن دورها الكفاحي المقاوم بعد ان حيدتها العملية التفاوضية التى جرت على مدى خمس وعشرون عاما عن المشاركة في الكفاح،ولم تستغل كسلاح في يد المفاوض،بل جمد دورها بفعل القائمين على الدبلوماسية الفلسطينيه،ولذلك غابت الحياة السياسيه عن الشارع الفلسطيني.
ثم ان مختلف القوى السياسيه باتت تؤمن بالعمل الكفاحي الناعم كالبحث عن دور للفئات المؤمنه بالسلام في المجتمع الإسرائيلي،ليشكلوا جهة ضاغطة على الساسه الإسرائيلين،ورغم الفشل الذريع الذى منيت به تلك السياسيه في البحث عن اشخاص مؤثرين وفئات تؤمن بالشراكه الكفاحيه فلسطينين واسرائيلين منذ العام 2014 لكنها فشلت ولم تتمكن تحقيق شيئا نستطيع ان نقول هناك من يؤمن بالسلام في اسرائيل،وهذه السياسه فتحت المجال واسعا امام اتصالات الكثر من الفلسطينين عقد لقاءات مع اسرائيلين والنتيجه كانت صفر،وليس هذا فحسب بل ان جهات رسميه شاركت في التعزيه بالحكام العسكرين الذين لعبوا دور في المصادقه على السيطره عن اراضي اقامت عليها وحدات استيطانيه او مصادره اراض او اعتقال اداري او قتل او القيام بسلسلة مضايقات على شعبنا،جرى ذلك تحت شعار قضايا انسانيه وعلاقات تنم عن ارتباط مصالح اقتصاديه مع الحكام العسكرين،غير المشاركه في عزاء بيريس الذى كان اول من اقام المستوطنات عن طريق حزب العمل الذى احتل البلاد،ثم اللقاءات مع الصحافة الإسرائيليه واصدار تصريحات تنم عن استعدادنا تقديم التنازلات دون الحصول عن تنازل اسرائيلي حتى عن حقوقنا الإنسانيه.
وفشلت اوسلو بكل ما فيها من بنود استعملتها اسرائيل لتعميق احتلالها للضفة الغربيه،وتوسيع استيطانها ومصادرة اراضي البلاد مستخدمة اوسلو والقيادة الفلسطينيه ملتزمه بتطبيق اوسلو من طرفها،واسرائيل لم تنفذ اي جزء خاص بالطرف الفلسطينيه،وحتى ان الطرف الفلسطيني لم يحاول استخدام التنسيق الأمني للضغط على اسرائيل كونها المستفيدة الأولى والأخيره منه،بل استمرت وحتى اليوم تنفيذ التنسيق الأمني الذى شكل عقبة كأداء في وجه المقاومه الفلسطينيه،في الوقت نفسه لم تكن تشكل السلطه اداة كفاحية بيد الشعب الفلسطيني،بل كانت اداة قمع احيانا لأي شكل احتجاجي في الشارع الفلسطينيه.
غير الفساد الذى انتشر في كل زاوية من زوايا السلطه حتى اصبح ظاهرة عامه في الشارع الفلسطيني ومنه انتشرت اشكال الجريمه بكل اشكالها وبات القتل والشجار والإختلاف سهل نشوئه،والسلطه لا تتمكن من السيطرة عليه،فعمت الفوضى في الشارع الفلسطيني واستنكف الناس عن استعمال القيم الإجتماعيه التى تعزز لغة التفاهم والتسامح والعقل.
وهذه انسحبت جميعها على قوانا واحزابنا السياسيه التى استرخت واتكأت على المفاوضات التى جلبت لنا كل شرور الإحتلال من حرق الأشجار الى حرق المساجد الى هدم البيوت ومصادرة الأراضي وزيادة حجم الإستيطان في البلاد حتى وصل عدد المستوطنين في الضفة الغربيه (650) مستوطن سيطروا على الشارع وباتوا يشكلون خطرا على حياة الناس في معظم الحالات،واتكأت القوى على العمليه التفاوضيه خلق منها حركة كسوله وغير فاعله لا دور لها في اي شء وانهت بأيديها دورها الذى كان ابان الإنتفاضة الأولى،وكأنها ليست هي بل غيرها مما ساهم في استعجال شيخوختها وبات من على رأسها همه تقتضي مخصصات تنظيمه وبقاء روح التنظيم قائمه يتنفس بلا فعل او دور،غير ما غزانا من ثقافة اوسلو الإنهزاميه التى باتت تسيطر على عقول من وقعوا الإتفاق ومن امن به واصبح منتفعا منه ومن السلطه،وهمه الحفاظ على السلطه لأنها مصلحه تحافظ على مصالحه.
كل ذلك لعب دورا مهما في استنكاف الجماهير عن المشاركه في التظاهرات الإحتجاجيه على ورشة المنامه،وشكل ما تقدم سببا لنزع الثقة بالسياسه والسياسيين،وللأسف لم تحاول القوى السياسيه ولا السلطه دراسة اسباب استنكاف الجماهير على الفعل الجماهيري خوفا من ان تصل الى النتيجة التى تدينهم وتدين سياساتهم وادائهم السياسي ودورهم الذى لا يحظى على ثقة الناس به.،في نفس الوقت اخذت السلطه قرار بعدم استلام اموال المقاصه التى كانت نتيجته عدم صرف الرواتب كامله للموظفين في الوقت الذى يعتمد الإقتصاد الفلسطيمي عليه كونه اقتصاد استهلاك،دون ان نعرف كيف نغظي ان بقي الوضع على حاله رواتب الموظفين،مما سيشكل تهديدا للحياة في البلاد،وسيزيد النزاع بين الكم الهائل من الموظفين وبين السلطه فمن يتخذ قرار عليه ان تكون النتيجه تحصيل حاصل لديه،وان لا يعتمد على دول هي عميله لأمريكا،لا نعرف مع من نتحالف سياسيا وفي اي جبهة كفاحية نكون،لذا نحن اليوم في الجبهة المعاديه لمصالحنا،من هنا مطلوب من القيادة الفلسطينيه ان تصحح تحالفنا وتعلن انها مع محور المقاومه وليس مع محور اعداء شعبنا محور السعوديه،وهذا ايضا يسبب زيادة نزع الثقه بالسياسه الفلسطينيه.فكيف نكون مع من دمر الدول العربيه ويقف الى جانب اسرائيل ونقبل تصريحاته الكاذبه.
صحيح ان ورشة المنامه فشلت لكن ليس كليا ولو كان الفشل كلي لإضطرت امريكا الى سحب مشروعها،انما حققت اسرائيل نصرا في غالبية دول الخليح ستقيم علاقات مع اسرائيل ان كانت سريه قبل المنامه ستصبح علنية بعد المنامه،واصبحت مواقفهم رغم وقاحتها الا انهم يصرحون بها دون خجل كوزير خارجية البحرين الذى يدعي بأن احتكاكه مع الإسرائيلين تبين له انهم يملكون مشاعر انسانيه وان اسرائيل اصبحت جزءا من دول المنطقه وتم الفلسطينين اخطؤوا بعدم حضورهم الورشه،غير ما صرح به الصحفي السعودي فهد الشمري الذى نفى ان يكون الأقصى مسجدا اسلاميا بل هو كنيس يهودي،والطامه الكبرى ان السعوديه اول الدول المتأمره على حقوقنا يصرح الرئيس بأنها متمسكه في حقوقنا.
وما يزيد الطين بله ليس غياب العمل السياسي عن الساحه الفلسطينيه بل غياب استراتيجيه فلسطينيه تحدد ما لنا وما علينا لتصل للمواطن الفلسطيني ماذا تريد الدبلوماسيه الفلسطينيه من استراتيجيتها ثم غياب ليس وحدة الموقف السياسي بل غياب الوحدة الوطنيه والإنقسام يهدد المصالح الفلسطينيه مثلما يهددها الإحتلال،فما الذى يريده اصحاب الإنقسام من جهه،واصحاب اوسلو من جهة اخرى،ثم ماذا تريد الفصائل التى تدعي انها لا زالت قائمه على الساحة الفلسطينيه،هل انتم مقتنعون بأنكم لا زلتم على الساحه ودوركم قائم.خاصه بعد ان اصبحت الحراكات لها تأثير على الشارع وتنموا بسرعة مدهشه ويشكلون ليس تهديدا لكم ولدوركم بل ربما يشكلون بديلا عن قواكم ان بقيتم على ما انتم عليه.
الظرف الذى نعيشه صعب جدا يتطلب من كافة القوى ان تجري تقيما ودراسة لسياساتها ومراجعة لبرامجها اين اصابت واين اخطأت وتجري انتخابات لهيئاتها القياديه على ان تجري تغيرا جديا لكل هيئاتها بعد ان تكلست وغدت تشكل عائقا امام دورها ومكانتها وتوسعها وايمان الجماهير بها،تنازلوا عن دوركم المعيق لتطور قواكم عل وعسى ان لا تتلاشوا وتختفوا.لأن وضعنا بحاجه لكل قوى مهما صغرت وكان دورها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار