الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارهاصات ترسمها نفثات دخان !! (قصيدة السرد)

عدنان سلمان النصيري

2019 / 6 / 30
الادب والفن


ينفثُ بدخانِ سيجارته دوامات في الهواء يرسمُ أرهاصات ذكرياته يغمسُ ريشته في دويــّاتِ عقله المطمور يمزجُ ألوانه من خصب خيال يتدفق في ركامات اللا وعي أو الوعي فالامر سيّـان مادامت تؤدي دورها الالوان ولاتنضب لإكمال آخر اللوحات ليبتدأ بأول عناويين الذات في سفر التكويين بالارحام يوم تجلى من نزوة عليقات ذلك الدبـّور الاحمر بكنيته القدرية التي صيرته عليه أباً ومولى يقضُّ مضجع أحلامه باغتصابِ ملكته الحبيبة ليستنفذ منها خلاصة الرحيق و أوديب الجنين يندبُ حظه المنحوس ينتفضُ داخل رحمها تتأصل فيه اول العقد يمازحها من الاعماق بعتاب وشغب يغازلها بالدغدغاتِ وتدوين أول المذكرات بالخربشاتِ والشقلبة على الجدران بسخرية القهقهات المكتومة بغور زنزانته في ورشة الطين.
يوم أزِفَ الانعتاق بخلاف رغبته من الحصار صرخاته المزلزلة شقّت عِنانَ السماء باول هجرة قسرية في تاريخ الذات حين وطأت قدماه الغربة مغمض العينين مضربا عن ألإبـصار بارضِ الحرام الفاصلة بين الكان و الذي سيكون سيقضي بقية حكمه المؤبد بمنفاه الجديد حتى الموت فما زال معلقا بحبله السري كبندول ساقط يتشبث آلته بعناد يسحب خلفه سلة متاع رحلته الطويلة كحلزون صاعد لارضِ المهجر قبل أن يقطعوا عليه صلته بالرحم فبات يهزه الحنين كل حين بالارتزاق على بحبوحة أول وطن.
لم يمتلك حِيال أمه كلمة شرف ولا ضمير بدفء احضانها يفعلها بدم بارد مثل شلالات نياجارا فتلعن حظها العاثر وتلوذ مسرعة به يبكي بعناد لا يريد الاعتذار لتعود ادراجها تسترضيه بالشم والاحتضان والبوّس.
ناصبها التحدي كفحل طاووس كلما اصابه الضجر ينفشُ بدلعهِ الريش يتشرطُ بطلباتهِ الكثيرة تتفجرُ به الغيره كلما داعبت طفلا أو تبسمت لغيره في العلن و السريرة تتفقدهُ مسقومة الفؤاد كلما اصابهُ ضرر تتلمسُ جبينهُ برقةِ ملاك لم تغفلْ عنه بطرفة عين مهما نـأى بها الليلْ مغرم صبابة يتوه بوجهها بعيدا بالقسمات بين كلثمة وكلحة وندوب يكتشف مقلتيها أصفى من سمائها ومن كل مياه الخلجان وقلبها اوسعُ من الكون والجنة تحت اقدامها تركع وهو المحظوظ فقد فاز باحلى قدر فامست روحه على دمدمات القلب تُصعَق بطولِ الفراق ويغزرُ دمعه بالاسى كهطولِ الغيث قبل المطر وبلهفةِ حنين الفلدة للكبدِ يهفــو وإن أخصبت السنين بادلهمامِ الهموم حتى ليجد روحه مصروعة برغبتها لاعتى صرخة يشقُ بها سقف المكان قبل أن يصلَ الى اخر المحطات السفلى تحت أديــم الارض بدنيا السفر.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل