الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سجون مماليك يوليو-من محمد نجيب إلى محمد مرسى

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2019 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


جون مماليك يوليو - من محمد نجيب إلى محمد مرسى
أثارت الوفاة المأساوية للرئيس السابق محمد مرسى داخل السجن موجة من التعاطف الشعبى المؤقت، والذى سرعان ماتبدد بسبب الرصيد السيئ لجماعة الإخوان المسلمين فى نفوس الشعب المصرى، أو فى نفوس قطاع كبير منه على الأقل ، لكنها مع ذلك قد أعادت إلى الأذهان ذلك السؤال العالق فى الضمائر والنفوس، وفى الوعى الجمعى الجريح للمصريين، متى تغلق هذه السجون، سجون مماليك يوليو التى بدأت بمحمد نجيب، أول رئيس لدولة المماليك الجديدة، الذى إنقلب عليه مماليكه بعد أن إنتهى دوره ، ووضعوه فى سجن خاص، بدافع عصبية السلاح، وليس بدافع الرحمة،ليلحق به بعد ذلك كل ألوان الطيف السياسى فى السجون العتيقة، بدون تمييز ولافارق، وفديون ويساريون وإخوان ، لتظل مفتوحة تبتلع كل الأجيال والمذاهب، حتى يقتل فيها شهدى عطية، ويسجن فيها عنان ومعصوم ودومة والعليمى وقائمة طويلة من الأسماء والضحايا.
كانت خطيئة مرسى فى حق المصريين أنه حاول فرض دستوراً للإخوان، وليس دستوراً لكل المصريين، ومن هنا إندلعت شرارة الثورة بعد إعلانه الدستورى فى نوفمبر 2012، الذى عطل فيه أحكام القضاء حتى يتمكن من تمرير دستوره، ومع رفضه إجراء إستفتاء، إستمرت الثورة فى الشوارع لنحو سبعة أشهر وتوجت بالخروج الكبير فى 30 يونيو، الذى طالب فيه الشعب جيشه بالتدخل لخلعه، والعمل على إقرار دستور حديث لكل المصريين، وإستجاب الجيش بقيادة قائده عبدالفتاح السيسى، وقام بإيقاف مرسى وإيداعه السجن بتهمة التخابر مع قطر وحماس، وليس بتهمة خيانة الدستور، التى تاهت فى الزحام ، نسياناً أو عمداً، ليظل يحاكم بتهمة التخابر المزعومة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة فى سجون المماليك الرهيبة، فى الوقت الذى كان فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى قد قام بالواجب وألغى كلمة الدستور من حياة المصريين إلغاءً تاماً، وإحتفظ بجميع السلطات لنفسه، وسيطر على القاهرة والقلعة، وأعاد تأسيس سلطنة المماليك مرة أخرى، بعد أن كانت قد سقطت فى يناير، وبدأ على الفور فى شحن الجميع إلى السجون حسب العرف المملوكى.
وفاة مرسى المأساوية جعلت معظم المصريين يشعرون لبعض لحظات أنهم مهددين بنفس المصير، ففى السجون، ومع سوط السجان، والصراخ والأنين ، يمكن أن يُفقد اليقين السياسى، ويصبح الجميع مجرد مظاليم، سجناء، مضروبين بالأحذية والسياط، فى غياب أى رادع أو قانون، كما كان الحال منذ زمن صلاح نصر وشمس بدران، وحتى اليوم، الجميع واحد أمام سلطان المماليك، الذى لانعرف له مذهب سياسى غير عبادة السلطة، كما جلبت معها ذلك السؤال التقليدى، وماذا لو كان مرسى وحزبه العثمانى، هو الذى إنتصر، وسيطر على القاهرة والقلعة، ماذا كان يمكن أن يكون مصير المصريين، و معه الإجابة المعروفة، نفس المصير، سجون العثمانيين بدلاً من سجون المماليك، والخازوق بدل السيف، كما جلبت معها أيضاً ذلك السؤال المعلق فى فضاء التاريخ، ألم يأن الأوان بعد نحو قرن من الزمن ، نشرت فيه جماعة الإخوان الإرهاب فى العالم، ودمرت روح المصريين، وأسالت دمائهم، وشتت أفكارهم، وبددت وحدتهم، ومزقت دولتهم الحديثة، ومكنت منهم مملكة سلاطين المماليك الجديدة، بكل قسوتها، أن تعلن عن حل نفسها،وتقبل مخلصة بنصيحة الأجداد، الدين لله والوطن للجميع، أم أن ذلك مازال مستحيلاً، وعلينا أن ننزف دماً، لقرن آخر من الزمن؟
عبدالجواد سيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحقيقه
على سالم ( 2019 / 7 / 1 - 15:50 )
سيدى الكريم , نعم وبكل اسف هذه هى حقيقه مصر الداميه المحزنه الكارثيه , الضباط الاحرار لثوره يوليو المشؤومه كانوا اكبر كارثه ومصيبه تحدث لبلدنا المنتهك الجريح , كانوا عصابه من اللصوص والقتله والغوغاء والشبيحه والبلطجيه والمرضى نفسيين الجهلاء الحمقى , لقد سهلت او تساهلت معهم ظروف البلد السوداء واعتلوا القمه يعيثوا فسادا وقمع وبلطجه وسرقه وانتهاكا وعربده , لاتزال العصابه تدمر وتخرب وتسرق وتسجن وتقتل ولااحد يستطيع فتح فمه والا ؟ سواء العسكر او عصابه الدين فهم شربه علقم مره يتجرعها افراد هذا الشعب المستباح الذليل الى ان يتحرر هذا الشعب المستعبد المنتهك من سيطره هؤلاء المجرمين الساديين القمعيين الانجاس


2 - الرد على تعليق الأستاذ على سالم رقم 1
عبدالجواد سيد ( 2019 / 7 / 1 - 19:20 )
مع الأسف الشديد أستاذ على هذا هو واقع مصر منذ قيام حركة الإخوان المسلمين سنة 1928
وحركة الضباط الأحرار سنة 1948 ندعوا الله أن يخلصنا من الإثنين وشكراً على مرورك الكريم

اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران