الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات البلدية التركية واسباب فوز مرشح المعارضة باسطنبول

شريف هلالي

2019 / 7 / 1
السياسة والعلاقات الدولية


فعلها ابن الامام وهي الترجمة الحرفية للاسم الثاني لأكرم امام اوغلو مرشح المعارضة، وفاز ببلدية اسطنبول درة التاج التركي ونجح في تكرار المفاجاة في ثاني مرة للانتخابات المحلية بالفوز بكبرى مدن تركيا بل وحقق فوز أكبر من المرة الأولى ، حيث تجاوز الفارق من 13 الف صوت إلى ما يصل إلى 700 الف صوت في المرة الثانية.
وبالتأكيد هذه الانتخابات تمثل نجاحا للديمقراطية في تركيا ويحسب لها ، ومنها البمناظرة التي تم تنظيمها بين كل من المرشحين بن علي يلدريم مرشح حزب العدالة والتنمية وامام اوغلو مرشح الشعب الجمهوري .
وكان قد أدى قرار اللجنة العليا باعادة الانتخابات التي جرت في اسطنبول في شهر ابريل الماضي إلى نقد البعض للقرار ، والذي جاء بعد طعن حزب العدالة والتنمية ، ومثل الإعادة الفرصة الأخيرة للحزب لعدم خسارة اسطنبول ، وهي المدينة الاقتصادية الأولى في تركيا .
لكن ما هي اسباب فوز اكرم امام اوغلو في تلك الانتخابات؟
حاول مسئولي حزب العدالة والتنمية تفادي نقاط الضعف التي ظهرت امامهم في المرة الاولى وهي التصويت الكردي لأوغلو وحيث يبلغ عدد الأكراد في اسطنبول ما يقارب المليون ونصف . من خلال اظهار رسالة من الزعيم الكردي المحبوس اوجلان بضرورة التزام الاكراد الحياد في هذه الانتخابات و ولم تنجح المحاولة وجاءت بأثر عكسي ، خاصة انها جاءت من داخل السجن ولذلك صوت الأكراد بكثافة لصالح اوغلو .
ـ نجح اوغلو في الاستثمار السياسي لقرار اعادة الانتخابات ، باظهار مدى الظلم الذي حاق به خاصة انه اعطى سند ممارسة مهامه في المرة الأولى ثم سحب منه بعد قرار لجنة الانتخابات . وبالتأكيد غالبية الجمهور يكون مؤهلا للوقو ف بجانب المظلوم خاصة أنه اعطى ايحاء ان الدولة وقيادتها تقف ضده وتحاول وضع العراقيل امام ارادة الأتراك في اسطبول.
ـ اعتمد اوغلو وحزب الشعب على اجتذاب كتلة من الشباب الذي لم يتجاوز العشرينات ، حيث أن هذا الشباب لا يرى انه مدينا لحزب العدالة والتنمنية والذي حقق الكثير منذ وجوده في السلطة في 2002 وبنى تركيا اقتصاديا وسياسيا وقضى على سياسة الانقلابات العسكرية وحد كثيرا ىمن قوة المؤسسة العسكرية في لعب دور سياسي. وبالتالي تأثر هذا الشباب متأثرا بخطاب اوغلو في مواجهة خطاب مرشح الحزب الحاكم..
ـ ايضا صورت بعض وسائل الإعلام الانتخابات البلدية باعتبارها استفتاء على سياسات الرئيس اردوغان وكان هذا التصور خاطئا وبالتأكيد كان هذا مختلفا وخاصة في الفوز المريح لأردوغان في الانتخابات الرئاسية الأخيرة ، وسمح هذا التصور لجانب من مواطني اسطنبول وانقرة بتوجيه رسائل سياسية بانهم غير راضين على الأوضاع الاقتصادية الحالية . .
ـ ايضا جاءت هذه الانتخابات في ظل وضع اقتصادي صعب إلى حد ما بسبب الانخفاض في سعر الليرة التركية بالمقارنة بالدولار ، بما اثر في ظهور صعوبات في المعيشة لدى عدد من المواطنين خاصة في تدبير قوتهم اليومي.
ـ كما سعت المعارضة إلى استثمار الوجود المتعاظم للاجئين السوريين في تخويف الاتراك من تأثير هذا العدد من اللاجئين سواء في قيام هؤلاء المقيمين الجدد بسلوكيات معينة ، او المخاوف من فرص العمل للجيل التركي الجديد .
ـ اخيرا لم تنجح الماكينة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية هذه المرة والتي نجحت في كل الاختبارات السابقة واخرها في الاستفتاء على التعديلات الدستورية أو الانتخابات لرئاسية الأخيرة في تحقيق الفارق والذي يؤهل مرشحها في رئاسة اسطنبول للفوز ـ رغم فوزها في أغلب البلديات الأخرى بالأغلبية واعتمدت على مسئول حكومي وتنفيذي سابق بن علي يلدريم وبرغم نجاحاته كرئيس للوزراء سابقا الا انه لم ينجح في اقناع بعض الناخبين في احقيته بالفوز على اوغلو الطامح والممثل للجيل الشاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص