الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملحمة الأحد والرد علي المبادرة الآفروأثيوبية

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2019 / 7 / 1
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


شهد السودان يوم الأحد 30 يونيو خروج مواكب مليونية في المدن والقرى علي طول وعرض الوطن، وكانت مواكب الأمس ملاحم شعبية عكست جسارة وعظمة السودانيين الذين إستبسلوا في الدفاع عن قيم ومبادئ الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية والوفاء لأرواح الشهداء الذين وهبوا دمائهم لوطن غالي، فقد سطرت تلك المواكب تاريخ جديد لمسيرة الثورة السودانية في الطريق إلي الإنتصار وبناء دولة المواطنة طبقا لنظام الحكم المدني الديمقراطي، فالكلمات والعبارات تعجز عن وصف بطولات وتضحيات السودانيات وهن يسرن في شموخ مع السودانيين السائرين بصمود في شارع الحرية والتغيير، فكل التحايا لهذا الشعب العظيم، وكل الإحترام لجيلنا الباسل الذي قاد أروع ثورة للوعي والإستنارة في القرن الحادي والعشرون.

فقد الشعب السوداني يوم أمس عدد من الشهداء الأحرار في مواكب الوفاء للشهداء والحكم المدني، كما تم جرح الكثيرين، وهؤلاء الشهداء والجرحى ستضاف أسمائهم لقوائم الفرسان الذين فقدناهم والذين أعيقوا منذ 30 يونيو 1989م تاريخ وقوع الإنقلاب الإنقاذي الإسلاموعسكري حتى 30 يونيو 2019م تاريخ جرح وقتل شهداء خرجوا لتأكيد وفائهم للشهداء السابقين فأحلقوا بهم بسلاح الغدر والخيانة، وستظل أرواح الشهداء بيننا ما دمنا علي قيد الحياة، وسنظل نردد دوما "شهدائنا ما ماتوا ... عايشين مع الثوار" وستظل رسالة جيلنا العزيز خالدة وراسخة في القلوب والعقول، ونقول لكل أمهات وأباء وأهالي الشهداء "دم الشهيد دمي ... أم الشهيد أمي" ولن تسقط راية الحرية والسلام طالما هذه الأرض الخصبة تنجب الشرفاء من أولاد وبنات حالمين بوطن يسع الجميع، فالرحمة والسكينة والسلام لأرواح شهداء الثورة، وعاجل الشفاء للجرحى، والنصر لشعب السودان الصامد في ميادين النضال.

إننا نتطلع للسلام والديمقراطية والمواطنة بلا تمييز، والمسلك الوحيد للوصول إلي ما نحلم به هو مواصلة الحراك الثوري التحرري في المدن والقرى والمطالبة بحكومة مدنية إنتقالية كاملة الصلاحية من أجل التأسيس لسودان جديد ديمقراطي موحد، وبعد أن تابع الجميع ملاحم الأحد الخالدة سقط وهم المجلس العسكري الذي راهن علي آلة عسكرية هزمتها إرادة هذا الشعب الجسور، فبعد تماطل وتسويف المجلس العسكري لشهور جاء رده متزامن مع رد قوى الحرية والتغيير للمبادرة الآفروأثيوبية الرامية لحل الأزمة الوطنية القائمة، وتابعنا تعليق الوساطة علي الردود التي تسلمها من الجانبين بوصف المشهد السوداني بـ(الدقيق) مع الإمساك عن كشف محتويات الردود، وهذا أمر طبيعي في ظل تعقيدات الوضع السياسي داخل السودان، ونتوقع تعليقات أوفر من الوسيط، وهذه المبادرة كيما تصل إلي نهايات تحقق للشعب تطلعاته تحتاج لضغط المجلس العسكري داخليا وخارجيا للعودة إلي منضدة التفاوض والترتيب السريع لتسليم مقالد الحكم إلي المدنيين، فقد أثبتت التجربة أن المجلس يعيق مساعي الإنتقال المدني الديمقراطي عن قصد بالتسويف المستمر، وسيكون عمل الوسيط صعب جدا في خضم ساحة تشهد متغيرات جزرية بين ساعة وآخرى، فالوضع اليوم لم يعد كما كان بالأمس، ولن يعود الشعب خطوة إلي الوراء بعد أن بلغ نقاط متقدمة في طريقه إلي التغيير والتحرر، فثورة الشعب إنتصرت، وما تبقى أقل مما تحقق، وغدا نكون كما نود.

المجد للوطن، والتحية للشعب، والرحمة للشهداء، وعاجل الشفاء للجرحى.

سعد محمد عبدالله
1 يوليو - 2019م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟