الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على جدار الأحداث ..... عذراً بريطانيا العظمى : ((ثور ة العشرين)) كانت حركة((إرهابية))!!!

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2019 / 7 / 1
كتابات ساخرة


لقد احتجنا لخمس وثمانين عاماً ـ هي عمر ثورة العشرين أنذك ـ لنكتشف بعدها بأسف شديد ، ما الذي فعلناه بجنود بريطانيا العظمى وبأنفسنا وبلادنا ومستقبل أجيلنا في أحداث 1920 . وآن لنا أن نقدم الاعتذار للدولة الصديقة التي ضحت بفلذات أكبادها ، من أجل (تحـــــريـــــرنا) وتمديننا وإدخالنا إلى عصر النور والحرية والديمقراطية .
وبالتأكيد أن (هذه) الدولة الصديقة التي عادت إلى بلادنا من جديد ، من أجل نفس الأهداف "النبيلة" ستقبل اعتذارنا عن افعالنا تلك ، لأنها بحكم تقدمها الهائل في كل مجالات المعرفة ستفهم وتقدر الأسباب لتي دفتنا إليها ، وهي أسباب عديدة ومعقدة ومتداخلة كما تعلم :
أولاً: لأننا أناس متخلفون لا نكتشف الخطأ إلا بعد مرور وقت طويل عليه!
وثانياً : إن الذين قاموا بتلك الأعمال لإرهابية المسماة "ثورة العشرين" كانوا من الجهلة والأميين الذين لا يفهمون شيئاً في العلم والسياسة والحضارة ، ولا يميزون "التحرير" والاحتلال . فهم في اغلبيتهم من العمال البسطاء والفلاحين الاجلاف والحرفيين الأميين وشيوخ العشائر والمعممين الموتورين!

وهم على العكس تماماً من رجال العراق اليوم ، العظماء المتنورين الذين يحملون أعلى الشهادات العلمية :
البروفسيرية والدكتوراه والاستاذية ، ومعهم مجموعة محترمة من العمائم البيضاء والسوداء ، الذين لم تلوث أيديهم (الكريمة) ماكنة تافهة أو مهنة حقيرة أو طين الأرض وفلاحتها!
كما أنهم لم يأكلوا من "الحصة التموينية السوداء" فتسمم امعائهم وأفكارهم ، ولم يتعرضوا "للحصار" أو يعيشوا برد العراق القاتل ولا حره القائض ، فجاءت أفكارهم ناعمة صافية رقراقة "شفافة" لا شبهة للـ "الإرهاب" فيها ، وهي التي مكنتهم من أعظم اكتشاف عرف الإنسان إلى اليوم .. وهو :
إن "الـــتـــحــــريـــر" يأتــــــــــــــي من الـــخــــارج ، بينما "الاحـــــتـــــلال" ينبع مــــــــــــن الــــداخـــل!!
وكذلك مكنتهم من اكتشافات أخرى لا تقل عن الاكتشاف الأول أهمية وخطورة .. مثل :
أن القومية العربية وليس القومية الكردية أو التركمانية أو أية قومية أخرى على وجه الأرض ، تمثل التخلف والدكتاتورية ، وأن "الإسلام" قتل ودمار و "إرهاب" و "ظالم يسلمها إلى ظالم وسفاح يسلمها إلى سفاح على مدى ألف وأربعمائة عام" كما قال أحد المتعممين المتنورين!!
وهذه الاكتشافات الخطيرة ـ كما نرى بوضوح ـ (لتلك) المسميات مفاهيم تحديثية ، على العكس تماماً من المفاهيم القديمة التي ألفها أولئك السذج والبسطاء المتخلفين ، والتي دفعتهم إلى تلك الأعمال البربرية الإرهابية التي تسمى "ثورة العشرين" . كما أن أولئك المتخلفين لم يقرأوا التاريخ ، وهم أصلاً أميون فكيف يقرأونه؟ ، ويعرفون من خلاله أيادي بريطانيا البيضاء وأفضلها عليهم وعلى أبائهم وعلى العرب أجمعين!
***
فهم مثلاً: لا يعرفون أن العرب في بداية القرن العشرين لم تكن لهم دولة واحدة على وجه الأرض ، وكانوا يحلمون (بمجرد اسم) لدولة تشكل لهم عـــنـــوانــــــــاً!!
لكن عطف بريطانيا العظمى وكرمها أللامحدود ، لم يكتفي بإعطائهم دولة عربية واحدة كما هو الاتفاق بينها وبينهم ، (إنما) أعطتهم اثنين وعشريـــــــــــــــــــن دولة ترفرف أعلامها في أرجاء الأرض ، وبعضها "دول عظمى" ترتعد لها فرائص العالم في جهاته الأربع!!
ولا يعرف أولئك "الإرهابيون" المتخلفون أن بــــــــــلادنـــــــــــــــا :
كانت خراباً فعمرتها بريطانيا لنا ، وأرضنا كانت بوراً فزرعتها لنا ، وصحرائنا كانت رمالاً تذرها الرياح ، فأخرجوا لنا بأيديهم "الكريمة" النفط والغاز والمعادن الثمينة ، وهي ـ أي بريطانيا ـ التي جعلت من دول الخليج "العظمى" من أغنى بلدان العالم ، يستطيع شيخها : أن يفطر في الخليج ، ويتغدى في أوربا ، ويتعشى في الشرق الأقصى ، وينام قرير العين في أرقى الفنادق!!
ولم يقف كرم بريطانيا العظمى وعطفها عند هذه "المكارم" السخية وحدها ، بل أضاف إليها "مكرمة" أخرى ليس لها مثيل في تاريخ الـــشـــــعــــــــــــــــوب :
فقد قامت بجلب أبناء عمومة العرب "اليهود" من كل أرجاء العالم ، لتلم شملهم بأبناء عمومتهم ، و(أقامت) لهم "دولة" في وسطهم ، لتكون مشعلاً يشع عليهم بالنور والخير والتقدم والسلام والديمقراطية!!!
***
فــــعـــــذراً بريطانيا العظمى وألف عذر.. فلك في أعناقنا ديون وديون تعجز عن وصفها الكلمات ولا تحيط بها المجلدات!
ومع أن اعتذارنا جاء متأخراً خمسة وثمانين عاماً ، فعلينا أن نعترف (هنا) بحقيقة كابرنا كثيراً في اخفائها .. وهــــــي : أننا بعد "التحرير" العظيم قد تحررت عقولنا وقلوبنا وضمائرنا ، وعرفنا فداحة الخسارة التي سببتها تلك الأعمال "الإرهابية" في عام 1920 لنا ولأصدقائنا الانكليز ، ولضحاياهم البريئة التي ذهبت ضحية لذلك الإرهاب ، وأصبحنا (اليوم) نشعر بــ "عقدة ذنب" اتجاه تلك الأرواح البريئة التي أزهقت ، ونريد أن نعوض "ورثتهم" ، عسى أن نخفف من عقدة الذنب هذه!
وقبل أن ندخل في تفاصيل هذا "التعويض" علينا أن نقر ونعترف ، بأنه مهما قدمنا من تعويضات لذوي (الشهداء البريطانيين) ، فإنها لن تساوي شيئاً أمام تضحياتهم الجسيمة . وستبقى "عقدة الذنب" تلاحقنا ولا حول ولا قوة ألا بالله!

ونقترح أن يتم التعويض على المبدأ البسيط ، الذي يقسم (الشهداء البريطانيين) إلى ثلاث فئات: جنود ، ضباط ، قادة كبار ، ويكون تعويضهم رمزياً .. مثلاً :
 يتم تعويض ورثة كل جــــنــدي (بريطاني) : بإحدى شركات "القطاع العام" بعد "خصخصته" ان شاء الله!
 وتعويض ورثة كل ضابط : بواحدة من "أبار النفط" الكثيرة المنتشرة في بلادنا ، والتي لا نحتاجها جميعها!
 أما القادة البريطانيون الكبار : فيتم تعويضهم بطريقة أخرى ، لأنهم شكلوا خسارة فادحة لنا وللشقيقة بريطانيا العظمى .. والمقترح :
أن يعوض ورثتهم كل على حدة ، بواحدة من (المدن الإرهابية) أو (بمحافظة إرهابية) كاملة ، والتي انطلقت منها تلك الأعمال الإرهابية ـ أي ثورة العشرين ـ مثل :
"الرميثة" و "النجف الأشرف" و "أبو غريب" وتوريثها لهم كأقطاعات ، على أن يصبح مواطنو تلك المدن والمحافظات "رعايا" لأولئك الورثة ، شرط أن يتمتعوا بالحقوق المدنية الكاملة!

وبالتأكيد سيقول الإرهابيون والمخربون أن هذا "مشروعاً استعمارياً" ، كما هي عادتهم مع كل مشروع خير يطرحه "الحلفاء" ، أو السلطات الوطنية المخلصة أو الوطنيون العراقيون الأحرار . ويمكن معالجة مثل هذه الأقاويل الإرهابية بإقامة "فدرالية" بين هذه (الاقطاعات) المختلفة ، تتقاسم فيها الموارد والثروات والسلطات بشكل عادل و "شفافية" عالية!
وستؤدي هذه العملية بالنتيجة ، إلى قيام [عراق حر ديمقراطي (فدرالي) تعددي مزدهر] يشع على "منطقة الشرق الأوسط الكبير" كلها وعلى العالم ، وعلى دول العالم الثالث بالخصوص ، والتي حدثت فيها أعمال إرهابية شبيهة بــــــ "ثورة الــــعــــشـــريـــــــــــــــــــــــــــــــــــن"!!
***
ومع كل هــــــــــــــــــــــذا :
علينا أن نقر إقراراً صريحاً ونعترف اعترافاً كاملاً وعلى رؤوس الأشهاد .. أن :
كل تلك الأعمال التي حدثت عام 1920 والتي اطلق عليها اسم "ثورة العشرين" ، وكذلك الأعمال التي حدثت عام 1941 والتي عرفت بــ "حركة مايس" ، ومثلها (جميع) الحركات والانتفاضات والتظاهرات التي حدثت فيما بعد في العراق ، وأن كل من ساهم أو قاد أو شارك أو تظاهر أو أيد أو رضي عن تلك الأعمال ، هو من الإرهابيين وينطبق عليهم وعلى ورثتهم قانون "مكافحة الإرهاب" بأثر رجعـــــــــــــي ، وإن إرهابي الأمس يتناسل منهم إرهابيو اليوم . فالإرهاب وراثة ، كما أن "الوطنية" وراثة أيضاً.. وبهذا نستطيع أن نفرز بين الاثنين بطريقة سهلة وعملية ميسورة :
فالوطنيون هم : كل أعضاء مؤتمرات لندن وصلاح الدين والناصرية ، وكل المؤتمرات السرية التي لا نعرفها ، والاتصالات الجانبية على نفس الطريق ، وكذلك أعضاء "مجلس الحكم" و "الحكومة المؤقتة" و "المجلس الوطني" و "المجالس البلدية" ومؤسسي مراكز الابحاث المنتشرة اليوم في البلاد.........الخ
فكل هئولاء العراقيين الوطنيين الأصلاء ، لا يمتون بأية صلة أو نسب أو قرابة لإرهابيي "ثورة العشرين" أو إرهابيي "حركة مايس" أو غيرها من الحركات الإرهابية ، وليس من المعقول أن يكون هئولاء العراقيين النجباء يمتون بأية صلة نسب لأولئك الإرهابيين الظلاميين .
فبعد هذا "التحرير" الواضح أصبح فرز "الإرهابيين" على الجبهة المقابلة سهلاً وميسوراً .. وهو :
اعتبار كل حركة سياسية أو دينية أو اجتماعية ، وكل عراقي لا تثبت صلته بتلك المؤتمرات والمؤسسات ، أو أنه عارضها أو شكك فيها أو شاغب عليها أو تردد في تأييدها وتأييد عملية "التحرير" ، يعتبر كل هئولاء من "الإرهابيين"!
فلا يمكن اجتثاث "الإرهاب" من هذه المنطقة ومن العراق بالخصوص ، إلا بوضع خطة أمنية جريئة وصارمة تصبح انموذجاً يحتذى في المنطقة والعالم أجمع.. وذلــــــــــــــــــك :
بجمع الإرهابيين ـ الذين تم فرزهم في أعلاه ـ والقيام بحرقهم أو رميهم بالرصاص أو إغراقهم في نهري دجلة والفرات!
وقد تبدو هذه الاجراءات قاسية وغير ديمقراطية ، ولا يقرها "العالم الحـــــر" الذي أصبحنا جزءاً منه . في هذه الحالة ـ رفض العالم الحر ـ لا مفر لنا من إجراءات أخرى أقل قسوة وأكثر ديمقراطية ، طبقها العالم الحر قبلنا مثل المعسكرات : وذلك بأن يجمع هئولاء "الإرهابيون" في معسكرات خاصة ، على غرار معسكر "غوانتنامو" ويمنع ـ هئولاء الإرهابيون ـ عن (التناسل) حتى ينقرضوا ، وبانقراضهم ينتهي الإرهاب من العراق!!

وعند هذه الحالة فقط يمكننا أن نبني وننعم حقاً ، بعراق حر ديمقراطي "فدرالي" تعددي مزدهر ، ويصبح انموذجاً مشعاً فــــــــــــــــــــي منطقتنا والعالم أجمع!)) .......... (انتهــــــــى)
جريدة "راية العرب" 2005-7-3








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-