الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تطور الفنون البصرية في ضوء المستجدات التكنولوجية

إسلام الجبالي

2019 / 7 / 2
الادب والفن


تطور الفنون البصرية في ضوء المستجدات التكنولوجية

من الملاحظ أن الفن بصفة عامة لا يستطيع أن يبقى بمنأى عن البرمجيات التقنية المتطورة وعن الوسائط والوسائل الاتصالية الحديثة التي تعتبر سبل تعبيرية بإمكانها أن تدعم المنحى الإبداعي والحسي والرؤية الجمالية.
والواضح أن الفنون التشكيلية مثلها مثل بقية الفنون تتأثر بكل تطور تقني, فلقد استحال الحديث اليوم عن العولمة وثقافة الصورة المرئية والحوامل الحديثة المتعددة كآلات التصوير والشاشات الرقمية وبرمجيات معالجة الصورة بالحاسوب. كلها جعلت المفاهيم الإبداعية تتغير مع هذا التطور التكنولوجي لتصبح اللحظة الإبداعية مزيجا من التفاعلات البصرية والحسية والتقنية, وهنا أصبحنا نتحدث عن تغير المادة التشكيلية من مواد ملمسية حسية إلى عناصر رقمية في شاشة الحاسوب ومن محامل مسندية إلى رقمية تتبلور داخل الشاشة ببرمجيات متعددة الوسائط, وربما هذا ما يجعلنا أمام العديد من الإشكاليات التي من أهمها غياب العلاقة الملمسية الحسية وانتفاء المادة أي انتفاء المظاهر والأبعاد الحسية للعمل الفني. فقد أصبحت المادة التشكيلية في الفن الافتراضي أو الفن الرقمي افتراضية داخل الفضاء البصري الوهمي لشاشة الحاسوب وربما هذه من سلبيات المنظومة الحديثة للبرمجيات في علاقتها بالفن التشكيلي وخصوصا بمادية الإبداع.
نحن حتما نتجه نحو مستقبل زاخر بكل مقومات التكنولوجيا ، فنلاحظ منذ بضعة سنوات اكتساح الوسائل التقنية كل مجلات الإبداع وذلك ما أتاح الإنفتاح على التكنولوجي مجلا واسعا وطفرة هائلة في الحركات الفنية حيث فرضت التكنولوجيا نفسها بشدّة وأحدثت عدّة تغييرات في مجال الفن التشكيلي فلم يعد الفنان بحاجة إلى الوسائل التقليدية لينتج لنا لوحة تشكيلية، ولم يعد بحاجة إلى تلك الطقوس الروتينية. فهذا السحر الرقمي المنبثق من رحم التكنولوجيا يعطينا حاضرا زاخرا بكل المقومات الإبداعية المعاصرة ولايكتفي بهذا وإنما يؤسس لثقافة جديدة وذلك ما دفع الفنان إلى البحث باستمرار عن ماهية الفن وعن أشكاله وأنماطه المستحدثة تبعا لما يعيشه م تطورات تكنولوجية عديدة تهيمن بالضرورة على المشهد الحياتي البسيط إنه مستقبل الإبتكارات التكنولوجية المتسارعة في تطورها
ومنذأن ظهرت التكنولوجيا الرقمية بدأنا نلاحظ إتجاه العديد من الفنانين سواء كان تشكيلون أو سينمائيون إلى هذا الفن الرقمي، فقد تفاعل الفنان مع أدوات عصره وسخرها لخدمة عمله وأفكاره, وربما يكون السبب وراء هذا الإنسياق هو الخروج من الواقع وتحقيق مالا يمكن تحقيقه واقعيا . فقد أصبحت كل أوجه العلوم بما فيها المقاربات الإنسانية متأثرة بالتطور التقني.
فالتقدم التكنولوجي الذي أتاح لنا فرصة الغوص وتجربة هذا الفن الرقمي وماصاحبه من ابتكارات وابداعات فنية ساعد على الإرتقاء بالفن التشكيلي وجعله في إبداع متجدّد، حيث أن إبداع التقنية الذي توفره التقنية الرقمية الجديدة والذي يعد بتغييرات جذرية في جمالية الصورة وانتشارها ومن هنا يمكننا الحديث عن معايير جديدة للفن التشكيلي.
فلإنجاز لوحة تشكيلية رقمية أصبح يكفي أن يمتلك الفنان حاسوبا، فهو بمثابة ورشة عمل لديه والإستغناء كليا عن ورشة التصوير والألوان الزيتية ، هذه الثورة الرقمية غيرت كليا مفاهيم الفن التشكيلي فقد أصبح للفن الرقمي مفاهيم حديثة مرتبطة بالحاسوب وهي الإضاءة ، التلوين ، التصميم، الرسم في الأبعاد الثلاثية و الكتابة، حيث يمزج الفنان بين مختلف هذه العناصر لأنشاء لوحتة الرقمية الممتزجة بالخيال.
وإذا كانت العميلة الإبداعية تتطلب الإبداع والتخيل والإبتكار والإنتقال من الواقع إلى الخيال عن طريق المخيلة، فتبقى هذه الأخيرة منطلق وأساس الإبداع بالنسبة للفنان، وهذا ماجعل من الفنان مبدعا للوحاته الرقمية حيث أصبحت التكنولوجيا الرقمية عنصرا أساسيا في أعماله الفنّية، فتتميز اللوحة بحضور تقنية عالية يكون فيه الفنان متفاعلا في ذلك مع الحياة الواقعية المعاصرة وهذا مايسمى بالواقع الإفتراضي، حيث يختصر هذا الأخير عدة مسافات ويسهل على المبدع عملية الإنتاج، ليخرج ما يسمى بتفاعل الرسم والتصوير بأحدث التقنيات الرقمية والبرمجيات الحديثة.
تعتبر التكنولوجيا هي الترجمه الحقيقية والتطبيق الفعلي للنظريات والقوانين والابتكارات العلمية, فمجموعة الأفكار والمعارف والأساليب لحياة الإنسان تتحول إلى واقع عملي وتطبيقات حياتية تستفيد بها البشرية من خلال وسائل التكنولوجيا الحديثة.
ولقد فرضت التكنولوجيا واقعا جديدا للحياة وافرزت رؤى جديدة صاحبتها متغيرات اجتماعية انعكست بشكل أو بآخر على الفنون كافة , ومنها الفن التشكيلي, فقد تفاعل الفنان مع أدوات عصره وسخرها لخدمة عمله وأفكاره, أنتجت حضارة الصورة, فنلاحظ منذ بضعة سنوات اكتساح الوسائل التقنية كل مجالات الابداع. وقد اتاح الانفتاح على التكنولوجيا مجالا واسعا وطفرة هائلة للحركات الفنية. ودفع الفنان للبحث باستمرار عن ماهية الفن أنماطه المستحدثة تبعا لما يعيشه من تطور تكنولوجي يهيمن بالضرورة على المشهد الحياتي البسيط كما يملي على العقول أساليب فكرية وردود أفعال واعية وغير واعية, لقد أصبحت كل أوجه العلوم بما فيها المقاربات الانسانية متأثرة بالتطور التقني.
من الملاحظ أن الفن بصفة عامة لا يستطيع أن يبقى بمنأى عن البرمجيات التقنية المتطورة وعن الوسائط والوسائل الاتصالية الحديثة التي تعتبر سبل تعبيرية بإمكانها أن تدعم المنحى الإبداعي والحسي والرؤية الجمالية.
وقد ارتبط استخدام الوسائط التشكيلية بين جميع الفنون بالاستفادة من التطور التكنولوجي من أجل التوصل إلى أهم الاساليب التعبيرية والقيم المبتكرة التي يستخدمها فناني ما بعد الحداثة لكي نتوصل من خلالها إلى مداخيل جديدة للفن.
ويبقى هناك الجدل الذي نشأ إزاء علاقة الفن بالتكنولوجيا, فهناك البعض الذي يعتبر أن التكنولوجيا أوجدت قيما جمالية جديدة وأن لكل عصر أدواته التي يطوعها في نتاجه الإبداعي وأن على الفنان مواكبة عصره و مواكبة التطورات التكنولوجية والتقنية في مجال الفن فيعبّر بذلك عن وجهة نظره، فهذا التداخل بين عالم الفن وعالم التكنولوجيا أصبح أمرا ضروريا ولابدّ منه، مبتكرا لنا الفنان رؤية حديثة في عالم الفن التشكيلي وهناك من يعتبر أن القيم الجمالية تهاوت وتساقطت أمام التكنولوجيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب