الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....7

محمد الحنفي

2006 / 5 / 8
ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية


الإهـــــــداء إلـــــــى :

 النقابة المبدئية المناضلة.

 الشغيلة التي ترفض الانحراف النقابي و الانتهازية النقابية، و انتهازية الشغيلة.

 كل مناضل نقابي يحرص على أن تكون النقابة أداة في يد الطبقة العاملة، و حلفائها، من أجل تحسين أوضاعها المادية، و المعنوية.

 كل مناضل حزبي يحرص على أن تكون النقابة مبدئية.


 إلى المناضلين الأوفياء لمبدئية العمل النقابي، في الك.د.ش، و في مقدمتهم القائد النقابي الكبير الرفيق مبارك المتوكل.

 من أجل عمل نقابي مبدئي.

 من أجل الارتباط العضوي بين النقابة، و الشغيلة، و طليعتها الطبقة العاملة.

 من أجل وعي نقابي متقدم.

محمد الحنفي

طبيعة العلاقة بين النقابة و الشغيلة :4 :

5) علاقة تكوينية : لأن الشغيلة إذا لم تتسلح بالوعي النقابي الصحيح، فإنها تبقى غير واعية بواقعها الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي. و هي لا تمتلك هذا الوعي إلا عن طريق التكوين العام، و التكوين الخاص.

فالتكوين العام هو ما تكسبه الشغيلة من وعي عن طريق الاعلام السمعي البصري، و المقروء، و عن طريق العروض، و الندوات التي يحضرها عامة الناس، على جميع المستويات الثقافية، و الحقوقية، و السياسية، و النقابية.

و هذا التكوين، يأتي نتيجة للاهتمام اليومي بالقضايا الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، و محاولة استيعاب تلك القضايا، و مواكبتها، و رصد التطور الذي يحصل فيها، و ما مدى علاقتها بالطموحات المستقبلية للشغيلة، و بالطموحات المستقبلية للجهات المستفيدة من الاستغلال المادي، و المعنوي للشغيلة، و ما مدى علاقتها بما يجري في هذا العالم، و خاصة في عصر عولمة اقتصاد السوق، التي تحاول الإمبريالية العالمية، بصيغتها الجديدة، استغلالها لمصادرة كافة الحقوق، حقوق الأفراد، و حقوق الجماعات، و حقوق الدول، و حقوق الشعوب، لحساب الدولة المسيطرة في العالم، الذي صار بقطب واحد، يفعل ما يشاء بالكرة الأرضية، و أمره لا راد له.

و بدون هذا التكوين، بمعناه العام، تبقى الشغيلة منفصلة عن العالم، و عن الواقع، و يصير كل فرد من أفرادها بمثابة بهيمة لا تملك إلا أن تكون رهن إشارة مالكها/مشغلها، حتى تحصل على القوت، الذي يضمن لها الاستمرار في الحياة، و ما سوى ذلك لا يكون حاضرا.

و لذلك فالدفع بالشغيلة إلى الاهتمام بالحياة، و بالواقع، و ما يجري فيه، و بمختلف القضايا المحلية، و الإقليمية، و الوطنية، و القومية، و الإنسانية، يجعل ذلك الاهتمام، هو المدخل إلى اكتشافها، و على جميع المستويات، سواء تعلق الأمر بواقعها الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو الثقافي، أو السياسي، أو بعلاقتها بوسائل الإنتاج، أو بما مدى ما يمارس عليها من استغلال، أو بحجم ما يستفيده مالكو وسائل الإنتاج، من أجل أن تتبين الشغيلة: ماذا يجب عمله للحد من آثار الاستغلال المادي، و المعنوي الممارس عليها، و بصفة مرحلية؟ و ماذا يجب عمله في أفق القضاء على أسباب وجود الاستغلال في الأصل؟

و الوعي النقابي، بالخصوص، لا يأتي إلى الشغيلة هكذا، و بدون وسيلة تجعل الشغيلة تملك ذلك الوعي، بل لابد من وجود وسيلة تنقل ذلك الوعي إلى الشغيلة، و تجذره في صفوفها. و هذه الوسيلة ليست إلا المناضلين النقابيين المخلصين للشغيلة، و ليست إلا النقابة المبدئية، التي تأخذ على عاتقها تنظيم الشغيلة، و قيادتها في نضالاتها الاقتصادية، و الاجتماعية. و في أفق تنظيمها لابد من قيام النقابة المبدئية بوضع برنامج للتكوين يستهدف توعية الشغيلة بمطالبها المادية، و المعنوية من جهة، و بأهمية التنظيم النقابي من جهة أخرى. و إعداد الأطر النقابية من جهة ثالثة.

و إذا كان لابد من وعي نقابي صحيح، فإن النقابة تركز في تكوينها للشغيلة، على دراسة الواقع الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و المدني، و السياسي، بالاعتماد على المعطيات الدقيقة، التي يجب إبرازها، حتى تصير معروفة عند الشغيلة، التي ترتكز عليها، و بتوجيه من النقابة المبدئية، و تحت إشرافها، للوقوف على واقع الاستغلال الممارس عليها، و ما مدى التأثير الذي يخلفه على وضعيتها المادية، و المعنوية، و ماذا يجب القيام به في إطار النقابة لتحقيق وحدة الشغيلة المطلبية و النضالية.

فالنقابة عندما تكون مبدئية، و عندما تحرص على الارتباط بالشغيلة، فإنها :

أ- تعمل على التعريف بمبادئها المعتمدة في الممارسة النقابية اليومية: تعمل على التعريف بالديمقراطية، كما تراها، في معناها العام، و في معناها الداخلي، و في معناها الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و المدني، و السياسي، و تعمل على التعريف بالتقدمية، في المنظور العام، و في المنظور النقابي، و كيف تصير وسيلة لربط النضال النقابي، بالنضال السياسي العام، و كيف تكون حافزا على جعل الشغيلة تمتلك وعيها النقابي، باعتباره جزءا لا يتجزأ من الوعي الطبقي الحقيقي. كما تعمل على التعريف بالجماهيرية ،على المستوى العام، و على المستوى النقابي، و كيف يكون مبدأ الجماهيرية هو الوسيلة التي تمكن شرائح الشغيلة المختلفة من الالتحاق بالنقابة، و الانتظام فيها، و النضال بواسطتها، و تحت قيادتها، لتحقق المطالب المادية، و المعنوية، كما تعمل على التعريف بالاستقلالية، التي بدونها تصير النقابة بيروقراطية، أو تابعة لجهة معينة، أو منظمة حزبية، أو مجرد مجال للإعداد و الاستعداد لتأسيس حزب معين أو للسيطرة على أجهزته.

و الاستقلالية هي صمام الأمان لحماية النقابة من السقوط في متاهات التحريف المختلفة، التي لعبت دورا كبيرا، و رئيسيا، في جعل الشغيلة تنسحب من النقابة، و من العمل النقابي.

ب- تعمل على التعريف بالملف المطلبي، و بمختلف فقراته الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، حتى تستوعب الشغيلة تلك الفقرات، و تعمل على إغنائها، وتطورها، و تطويرها، و اعتمادها في توحيد صفوفها، على المستوى الفئوي، و على المستوى القطاعي، و على المستوى المركزي.

فالتعريف بالملف المطلبي، الذي ينطلق من واقع الشغيلة، و يعود إلى الشغيلة، التي عليها أن تناضل من أجل تحقيق فقرات الملف المطلبي فئويا، و قطاعيا، و مركزيا، يعتبر شرطا لارتباط الشغيلة بالنقابة.


ج- تعمل على التعريف بالبرنامج النضالي: التنظيمي، و المطلبي، و ما هي فقرات البرنامج ذات الأولوية؟ و ما هي الفقرات التي تقتضي الأجل المتوسط؟ حتى يتأتى للشغيلة أن تواكب البرنامج النقابي، و تساهم في تنفيذه، و تعمل على تطوره، و تطويره بما يتناسب مع واقعها، ومع واقع النقابة في نفس الوقت.

د- تعمل على التعريف بالأهداف النقابية، التي لا يمكن أن تكون إلا أهدافا قريبة، و التي تتمثل في توعية الشغيلة، و تنظيمها، و قيادتها في نضالاتها المطلبية، إلى أن تتحقق مطالبها المادية، و المعنوية، و العمل على الحفاظ على تلك المكاسب، و تطوير الملف المطلبي، حسب ما تقتضيه الشروط الموضوعية التي تعيشها الشغيلة.

و العمل على تحقيق هذه الأهداف، هو مهمة نقابية صرفة، انطلاقا من مبادئ العمل النقابي، و من مصلحة الشغيلة المادية، و المعنوية.

و بقيام النقابة بالتعريف بمبادئها، و بالملف المطلبي، و بالبرنامج النضالي، و بالأهداف النقابية، تكون قد لعبت دورها في تكوين الشغيلة، التي تصير مرتبطة بها، و حريصة على تنظيمها، و مساهمة في تنفيذ القرارات، التي تساهم في الشغيلة في اتخاذها، حتى تصير الشغيلة، و النقابة، شيئا واحدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -علموا أولادكم البرمجة-..جدل في مصر بعد تصريحات السيسي


.. قافلة مساعدات إنسانية من الأردن إلى قطاع غزة • فرانس 24




.. الشرطة الأمريكية تداهم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات الطلاب


.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24




.. بلينكن يلتقي من جديد مع نتنياهو.. ما أهداف اللقاء المعلنة؟