الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذٰلِكَ ٱلْغَبَاءُ ٱلْقَهْرِيُّ ٱلْتَّكْرَارِيُّ: طُغَاةُ ٱلْتَّقَدُّمِ أَمْ بُغَاةُ ٱلْتَّهَدُّمِ؟ (12)

غياث المرزوق
(Ghiath El Marzouk)

2019 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ ٱلْسَّاعَةِ ٱلْهَرْجَ. قِيلَ: وَمَا ٱلْهَرْجُ؟ قَالَ: ٱلْكَذِبُ وَٱلْقَتْلُ [أَيْضًا].
قَالُوا: أَكْثَرَ مِمَّا نَقْتُلُ ٱلْآنَ؟ قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمْ [أَعْدَاءً]، وَلٰكِنَّهُ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا!
مُحَمَّدٌ بْنُ عَبْدِ اللهِ


قبلَ كُلِّ شَيءٍ، أيَّتُهَا القارئةُ الحَصِيفَةُ وأيُّهَا القارئُ الحَصِيفُ، لا بُدَّ لِي منْ أنْ أسْتَهِلَّ فَحْوَاءَ هذا القسمِ الثَّانِيَ عَشَرَ والأخيرِ (وليسَ الآخِرَ، بَتًّا وحَتْمًا مُتَحَتِّمًا) منْ هذا المقالِ، لا بُدَّ أنْ أسْتَهِلَّهُ بالتعبيرِ منْ أعْمَاقِ القَلْبِ عن مَدَى الشُّكْرِ والشُّكْرَانِ والتقديرِ لِكُلٍّ من الأخَوَاتِ الحَبِيبَاتِ المَعْنِيَّاتِ والإخْوةِ الأحِبَّاءِ المَعْنِيِّينَ، وقدْ سَاهَمْنَ وقدْ سَاهَمُوا أيَّمَا مُسَاهَمَةٍ بالعَزْمِ والحَزْمِ، ودُونَمَا تَوَانٍ أوْ تَهَاوُنٍ، بِكَمٍّ لافِتٍ من التعليقِ والتعقيبِ والتقريرِ والتنقيبِ والتذكيرِ والتصويبِ، وغَيْرِهِ وغَيْرِهِ، كَمٍّ لافِتٍ للعِيَانِ ليسَ لَهُ إلاَّ عَيْنُ الإثْرَاءِ في مَادَّةِ الفَحْوَاءِ كَيْفًا وكَيْفِيَّةً إثْرَاءً مباشرًا أوْ لامباشرًا، بالرَّغْمِ منْ أنَّهَا مَادَّةٌ لَمْ تُكْتَبْ، كَمَا تَرَيَانِ، هكذا كَمَا يُمْلِيهِ تَقْلِيدُ الكِتَابَةِ السَّائِدُ إمْلاءً بحُدُودِ، أوْ حتَّى بقُيُودِ، كُلٍّ من الشَّكْلِ المَنْضُودِ والمَتْنِ المَعْضُودِ عَلى ذلك النَّحْوِ «الرَّسْمِيِّ» والسَّطْحِيِّ السَّمِيِّ والسُّمِّيِّ الذي تَنْحُوهُ عَنْوَةً، منْ دَاخِلٍ جَلِيٍّ أو منْ خَارِجٍ خَفيٍّ، جُلُّ الصَّحَائفِ والمَجَلاتِ والدَّوْرِيَّاتِ والدُّورِ العربيَّةِ (الخَاصَّةِ والعَامَّةِ مِنْهَا، عَلى حَدٍّ سَوَاءٍ)، إنْ لَمْ نَقُلْ كُلَّهَا مُجْتَمِعَةً ودُونَ سِوَاهَا كذلك دُونَمَا الاِسْتِثْنَاءِ، تَنْحُوهُ عَنْوَةً نَامُوسًا «مُقَدَّسًا ومُكَلَّلاً» للعَديدِ من الكُسَّابِ «مُنَزَّلاً» من السَّمَاءِ، وفَانُوسًا «مُهَجًّسًا ومُدَلَّلاً» للعَبِيدِ من الكُتَّابِ «مُحَلَّلاً» لِلإمَاءِ، في آلِيَّاتِ أوْ إوَالِيَّاتِ النَّشْرِ العربيِّ بالذاتِ – ومَا أدْرَاكُمَا، مَا أدْرَاكُمَا، مَا آلِيَّاتُ أوْ إوَالِيَّاتُ النَّشْرِ العربيِّ بالذاتِ، مَا أدْرَاكُمَا في هذهِ الدُّنْيَا قبلَ أنْ يَسْتَبِيئَهَا اسْتِبَاءَةً عِزْرَائِيلُ المَمَاتِ؟

كَما قلتُ في القسمِ الآنِفِ منْ هذا المقالِ (أيْ في القسمِ الحَادِيَ عَشَرَ منهُ بالذاتِ)، وخاصَّةً في مَعْرِضِ الكَلامِ عن ارتكابِ الخَطَأِ الفَادِحِ نَوْعًا جَرَّاءَ إجْرَاءِ ذلك «التَّحليلِ السِّياسيِّ» الاِنتقائيِْ والاِصطفائيِّ مُنَمَّقًا بفَيْضٍ، أوْ بفُيُوَضٍ، منْ بلاغيَّاتِ اللِّسَانِ التَّخْيِيريِّ التي تَنْجُمُ عنْ ذلك الحَمَاسِ المُفْتَعَلِ بالزَّيْفِ والإيهَامِ (أيِ الحَمَاسِ فوقَ-الثوريِّ Hyper-Revolutionary Fervour) عَلى كُلٍّ من المُسْتَوَيَيْنِ الجَمْعِيِّ والفَرْدِيِّ، وفي مَعْرِضِ الكَلامِ كذاك حتَّى عن ازْدِيَادِ فَدَاحَةِ هذا الخَطَأِ النَّوْعِيِّ أكثرَ فأكثرَ حَائِدًا حينمَا يَصْدُرُ هكذا «تحليلٌ سياسيٌّ» عنْ مَصْدَرٍ مَرْبُوصٍ ومَحْسُوبٍ عَلى «اليسارِ العربيِّ» الماركسيِّ أوِ اللاماركسيِّ أوْ حتَّى الـ«مَا بَيْنَ بَيْنَ»، إنَّ مُجَرَّدَ التركيزِ وخَالِصَ التشديدِ المُتَعَمَّدَيْنِ عَلى «أسْرَارِ التَّفَوُّقِ والتَّمَيُّزِ» في المشهدِ الثوريِّ الشَّعْبِيِّ السُّودَانيِّ أوْ حتَّى عَلى «أسْبَابِ الإخْفَاقِ والإحْبَاطِ» في سَائِرِ مَا خَلاهُ منْ مشاهِدَ ثوريَّةٍ شَعْبِيَّةٍ عربيَّةٍ قدْ تأجَّجتْ منْ قبلُ في المُقَابِلِ، ليسَ لَهُمَا، والحَالُ، إلاَّ أنْ يدخُلا في إطاراتِ ذلك الزَّخْمِ الرِّوَائِيِّ، أو «الشِّعْرِيِّ»، الدِّعَائيِّ والدِّعَاوِيِّ الذي تختصُّ بهِ وسَائلُ الإعلامِ الغَنِيَّةُ عن التعريفِ في الشَّرْقِ حتَّى قبلَ الغَرْبِ – منْ حيثُ قُدْرَتُهَا الوَلائِيَّةُ كُلاًّ عَلى الإشْهَارِ، إشْهَارِ فَرْدٍ أوْ جَمَاعَةٍ في حِينٍ، ومنْ حيثُ قُدْرَتُهَا العَدَائِيَّةُ كُلاًّ كذاك عَلى الإغْمَارِ، إغْمَارِ هذا الفردِ أوْ هذهِ الجَمَاعَةِ، أوْ حتَّى عَلى الإفْنَاءِ، إفْنَاءِ كُلٍّ مِنْهُمَا إفْنَاءً كُلِّيًّا، في حِينٍ آخَرَ. فهَا هو، مثلاً لا حَصْرًا، مثالُ الباحثِ الجَامعيِّ (الماركسيِّ) جلبير الأشقر، في مقالِهِ المُطَرَّزِ في الخِتَامِ تطريزًا شِعْرِيًّا زَيَّادِيًّا «ارفعوا أيديكمْ عنْ شعبِنا في السُّودانِ!» (القدس العربي، 11 حزيران 2019)، هَا هو يناقضُ نفسَهُ بنفسِهِ حتَّى في سِيَاقِ الجُمْلَةِ ذاتِهَا، إنْ لَمْ نَقُلْ في سِيَاقِ الفِقْرَةِ أوْ حتَّى المَقَالَةِ كُلِّهَا، هُنا وهُناك منْ صَفَحَاتِ ذاك المِنْبَرِ المَعْنِيِّ أوْ حتَّى منْ صَفَحَاتِ هذا المِنْبَرِ بالذاتِ. فبعدَ تقريظٍ إغراقيٍّ لافتٍ كانَ قدْ أسْبَغَهُ أيَّمَا إسْبَاغٍ عَلى الدَّورِ التَّنْظِيمِيِّ والرَّأْيِيِّ الذي تقومُ بِهِ الآنَ «قيادةُ» ذلك الائتلافِ المورفولويِّ المُسَمَّى بـ«قوى (إعلانِ) الحريةِ والتغييرِ»، بوَصْفِهَا منْ حيثُ التنظيمُ السِّياسِيُّ والرَّأْيُ البرنامجيُّ الجَلِيُّ، قيادةً «أثبتت أنَّها حقًّا متفوِّقةٌ عَلى كافَّةِ القياداتِ التي عرفتها السَّيْرُورَةُ الثوريَّةُ الإقليميَّةُ حتَّى يومِنَا [هذا]»، نَرَاهُ يُعْلِنُ إعْلانَ المُشَارِكِ الفِعْلِيِّ في حُشُودِ الحَرَاكِ الشَّعْبِيِّ السُّودَانِيِّ بالعَيْنِ عنْ كَثَبٍ أنَّ هذهِ القيادةَ ذاتَهَا قدْ «تمكَّنتْ، في وجهِ الأسلحةِ الناريَّةِ التي استخدمتْهَا قواتُ القمعِ في ارتكابِهَا مجزرةَ فضِّ الاعتصامِ السِّلْمِيِّ، تمكَّنتْ منْ أنْ تُشْهِرَ سِلاحَ الإضرابِ العامِّ والعصيانِ المدنيِّ [الأعَمِّ]». تُرَى كيفَ يتراءَى للنَّاظِرِ أنَّ قيادةً ثوريَّةً منْ هكذا نوعٍ (ولا رَيْبَ، لا رَيْبَ، في كُلِّ خُطْوَةٍ إيجَابيَّةٍ كانتْ، ومَا زالتْ، تخطُوهَا في مَسَارِ هذا الحَرَاكِ الشَّعْبِيِّ، كَمَا سُوجِلَ وكَمَا شُدِّدَ عَلَيْهِ أكثرَ منْ مرَّةٍ قبلاً، حتَّى لا يُسَاءَ الظَّنُّ، هَا هُنَا)، تُرَى كيفَ يتراءَى لهذا النًّاظِرِ أنَّهَا تولَّتْ إشهارَ هذا السِّلاحِ، أعْنِي «سلاحَ الإضرابِ العامِّ والعصيانِ المدنيِّ [الأعَمِّ]»، وقدْ تولَّتْ إشهَارَهُ بالفِعْلِ (أوْ، عَلى الأقلِّ بادئَ ذِي بَدْءٍ، بالقَولِ المُعَوَّلِ عَلَيْهِ بالتوثيقِ دُونَ الفِعْلِ ذاتِهِ) حُشُودُ الثائراتِ السُّودانيَّاتِ أنفسِهِنَّ والثائرينَ السُّودانيِّينَ أنفسِهِمْ طُرًّا، حتَّى قبلَ أنْ لجأتْ في مطلعِ هذا الشهرِ، شهرِ حزيرانَ، عَنَاصِرُ لاإنْسِيَّةٌ مَا دُونَ-بَهيمِيَّةٌ منْ «قواتِ الدعمِ السريعِ» (أو منْ «ميليشياتِ الجَنْجَويدِ» تلك الشَّبِيهَةِ بـ«الشَّبِّيحَةِ»، سَابقًا)، بالإيعازِ «العربيِّ» المَرْئِيِّ وبالإشرافِ الغربيِّ اللَّامَرْئِيِّ، مثلَمَا أُشِيرَ إليهِمَا في مَوْضِعٍ آخَرَ، حتَّى قبلَ أنْ لجأتْ عَنَاصِرُ لاإنْسِيَّةٌ مَا دُونَ-بَهيمِيَّةٌ كهذهِ إلى ارتكابِ تلك الجَرَائِرِ النَّكْرَاءِ والمَجَازِرِ الشَّنْعَاءِ بحَقِّ مَنْ كُنَّ يعْتَصِمْنَ، ومَنْ كانوا يعْتَصِمُونَ، اعْتِصَامًا سِلْمِيًّا في الخَارجِ منْ مَقَرِّ الدِّفَاعِ بالذاتِ، مِمَّا أسْفَرَ عنْ عَشَراتٍ من القَتْلى قابلةٍ للزِّيَادَةِ حَتْمًا وعنْ مِئَاتٍ من الجَرْحَى كذاك قابلةٍ للنُّقْصَانِ لكيمَا تزدادَ العَشَرَاتُ الأولى أكثرَ فأكثرَ (بِمَا فِيهَا حَالاتٌ مُوَثَّقةٌ من الإغْيَابِ والاغتصابِ القَسْرِيَّيْنِ، كذلك) – هذا عَدَا أنَّ هؤلاءِ الثائراتِ الصِّنْدِيدَاتِ لمْ يكنَّ راغباتٍ وأنَّ هؤلاءِ الثائرينَ الصَّنَاديدَ لمْ يكونوا راغبينَ، بَتَّةً، في إيقافِ ذينك «الإضرابِ العامِّ والعصيانِ المدنيِّ [الأعَمِّ]» حتَّى حينَمَا أعلنَ عنْ هذا الإيقافِ قادةٌ منْ «قوى (إعلانِ) الحريةِ والتغييرِ» بعدَ أيَّامٍ ثلاثةٍ، أوْ يزيدُ أوْ ينقصُ، مِمَّا حَدَا بِهِنَّ وبِهِمْ (أيْ بالثائراتِ وبالثائرينَ هؤلاءِ) كُلاًّ إلى الانجِرَارِ تلقائيًّا في التظاهُرِ النَّهَاريِّ وإلى حتَّى الاستمرَارِ تَشْيَائِيًّا في التظاهُرِ اللَّيْلِيِّ، عِلاوةً عَلَيْهِ، وعَلى الرَّغْمِ الرَّغِيمِ منْ لجُوءِ رَعَادِيدِ ذلك «المجلسِ العسكريِّ الانتقاليِّ»، أو «الانقلابيِّ» بالعُرْفِ المُعَارِضِ بالأصَحِّ، إلى قَطْعِ إرسَالاتِ الشَّبَكَةِ الدُّوَلِيَّةِ في طُولِ البلادِ وعَرْضِهَا بحُجَّةِ، لا بَلْ بأُحْبُولَةِ، أنَّهَا إرسَالاتٌ دِسَاسٌ تمثِّلُ «تهديدًا للأمنِ القوميِّ»، وأنَّهَا إرسَالاتٌ أدَسُّ تُسَهِّلُ «تبديدًا للصَّالِحِ الوطنيِّ»، كذلك. يَعْنِي ذلك عَنْيًا جَلِيًّا أنَّ دَافِعَ، أوْ دَوَافعَ، مَا أُشِيرَ إلَيْهِ أكثرَ منْ مَرَّةٍ كذاك قَبْلَئِذٍ بـ«المَنَابِ الإنسَانيِّ الجَمْعِيِّ» Collective Human Agency، وعَلى الأخَصِّ حينمَا يكونُ هذا المَنَابُ مُدَجَّجًا بقُوَّةِ الإرادَةِ الإنسَانيَّةِ الجَامِعَةِ، لا يأبَهُ، أوْ لا تأبَهُ، والحَالُ النفسيُّ-الاجتماعيُّ، بأيٍّ منْ تلك الإعلاناتِ «التَّرْشِيدِيَّةِ»، أوْ تلك الإشْعَارَاتِ «التَّوْجِيهِيَّةِ»، عنْ إيقافِ تأجُّجِ الثَّورانِ الشَّعْبِيِّ، مَهْمَا كانتْ أمثالُ هذهِ الإعلاناتِ وهذهِ الإشْعَارَاتِ بَادِرَةً منْ «قادةٍ» مدنيِّينَ نَاصِحِينَ ومَانِحِينَ، ولا يأبَهُ، أوْ لا تأبَهُ، فَضْلاً عنهُ، حتَّى بأيٍّ منْ تلك الفَرَمَانَاتِ «التَّهْدِيدِيَّةِ»، أوْ تلك القَرَارَاتِ «الوَعِيدِيَّةِ»، في قَطْعِ الإرسَالِ الإلكترونيِّ، مَهْمَا كانتْ أشكالُ هذهِ الفَرَمَانَاتِ وهذهِ القَرَارَاتِ صَادرةً عنْ «قادةٍ» عسكريِّينَ كَابِحِينَ وكَاسِحِينَ.

وللمشهدِ الثوريِّ الشَّعْبِيِّ الجَزَائِرِيِّ، مُتَجَلِّيًا، بدَوْرِهِ هو الآخَرُ، في كُلٍّ منْ تجلِّيَاتِ هذا «اللاأَبْهِ» وهذا «اللااِلْتِفَاتِ» وهذا «اللااِكْتِرَاثِ»، ومُتَبَدِّيًا منْ ثَمَّ في كلٍّ مِمَّا يُقَابِلُهَا، عَلى النَّقِيضِ، منْ تَبَدِّيَاتِ الأَبْهِ والاِلْتِفَاتِ والاِكْتِرَاثِ منْ أجلِ تأريثِ الجِذاءِ من الثَّوَرَانِ الشَّعْبِيِّ مُسْتَدَامًا (بأيٍّ منْ تفعيلاتِهِ السِّلْمِيَّةِ في التَّظاهُرِ أوْ الاِحتجَاجِ أوْ حتَّى مُجَرَّدِ الاِعتصَامِ – ولَمْ يَزَلْ يَجْتَرِحُ المُعْجِزاتِ في التَّخَلُّصِ منْ رُمُوزِ النِّظَامِ البيروقراطِيِّ العَسْكَرِيِّ القَمِيءِ وَاحِدًا تِلْوَ الآخَرِ)، ولهذا المشهدِ الثوريِّ الشَّعْبِيِّ أنْ يبرُزَ إلى حَيِّزِ الوُجُودِ مثالاً واقعيًّا مَحْسُوسًا بِجَانِحَيْهِ المُتَوَازِيَيْنِ والمُتَوَازِنَيْنِ كـ«كُلٍّ واحِدٍ مُتَوحِّدٍ» على كلٍّ منْ ذلك الانجِرَارِ التَّلْقَائِيِّ إلى تَحْشِيدِ الحَرَاكِ السِّلميِّ كَمًّا وكَيْفًا على مستوياتِ «العَامَّةِ» منْ جَمَاهِيرِ الشَّعْبِ الجَزَائِرِيِّ الفِرْنَاسيِّ بِجُلِّ أطْيَافِهَا الثَّرَّةِ مِمَّن ثَارتِ ومَا زَالتْ تَثُورُ، منْ ناحِيةٍ أولى، وذلك الاستمرَارِ التَّشْيَائِيِّ في مُضَاعَفَةِ هذا التَّحْشِيدِ بالكَمِّ والكَيْفِ كذاك، إضَافَةً إلى ذلك كُلِّهِ، على مستوى «الخَاصَّةِ» من جَمَاهِيرِ هذا الشَّعْبِ الفِرْنَاسيِّ الخِنْذِيذِ بكُلِّ طَيْفِهَا الثَّرِّ، عَلى الأثَرِّ، من الطالباتِ الثَّائِرَاتِ والطُلابِ الثَّائِرِينَ، من ناحِيةٍ ثانيةٍ. وهكذا، وقدْ قاربَ تَسْيَارُ هذا الحَرَاكِ السِّلميِّ منْ نِهايةِ أسْبُوعِهِ التاسِعَ عَشَرَ دُونَمَا حَدٍّ زَامِنٍ أوْ مُزَمِّنٍ، ودُونَمَا أيِّ شَيْءٍ يُذْكَرُ مِنْ قَبِيلِ وُجُودِ مَنْ «يَقُودُهُ» مِنْ قَادَةٍ مَعْنِيِّينَ مُعَيَّنِينَ، عَلى الأقَلِّ عَلى غِرَارِ أولئك القَادَةِ المَعْنِيِّينَ المُعَيَّنِينَ منْ «قوى (إعلانِ) الحريةِ والتغييرِ» في المشهدِ الثوريِّ الشَّعْبِيِّ السُّودَانِيِّ النَّظِيرِ – كمَا ذُكِرَ، فإنَّ مَا نَرَاهُ الآنَ رَأيَ العَيْنِ البَصَرِيَّةِ والعَيْنِ العَقْلِيَّةِ منْ هذا المشهدِ الثوريِّ الشَّعْبِيِّ الجَزَائِرِيِّ المُنَاظِرِ قدْ بَرْهَنَ، ولمْ يَفْتَأْ يُبَرْهِنُ، للعَالَمِ كٌلِّهِ تلك المَقُولَةَ الثَّوْرِيَّةَ التي قِيلتْ عَلى ألْسِنِةِ الكثيرِ من المُحَلِّلِينَ السِّيَاسِيِّينَ اليَسَارِيِّينَ (الماركسيِّينَ أوِ اللاماركسيِّينَ أوْ حتَّى «مَا بَيْنَ-البَيْنِيِّينَ») بأنَّ الثَّوَرَانَ الشَّعْبِيَّ، بأيٍّ منْ تفعيلاتِهِ السِّلْمِيَّةِ المُشَارِ إليهَا قَبْلَ قَلِيلٍ، إنَّمَا هو ثَوَرَانٌ «دَفْعِيٌّ عَفْوِيٌّ» Spontaneously Impulsive، بِطَبْعِهِ وتَطَبُّعِهِ، كَمَا يَسْتَعِيرُ هؤلاءِ المُحَلِّلُونَ السِّيَاسِيُّونَ في تَوْصِيفِهِم هذا منِ اصْطلاحَاتِ مَا يُسَمَّى بـ«عِلْمِ النَّفْسِ الحُشُودِيِّ (أوِ الجَمَاهِيريِّ)» Crowd Psychology، وقدْ كانَ من رُوَّادِهِ اللامِعِينَ الأوائلِ عَالِمُ النَّفْسِ الاجتمَاعِيُّ الفرنسيُّ شارل-ماري غوسْتاف لو بون (1841-1931). بصَرِيحِ الكلامِ، هَا هُنا، الثَّوَرَانُ الشَّعْبِيُّ ثَوَرَانٌ «دَفْعِيٌّ عَفْوِيٌّ»، بِطَبْعِهِ وتَطَبُّعِهِ، بمَعنَى أنَّهُ لا يَحْتَاجُ إلى بَوَادِرِ أيَّةِ إرْهَاصَةٍ «لادَفْعِيَّةٍ لاعَفْوِيَّةٍ» بَادِرَةٍ، عَلى العَكْسِ، بُدُورًا منْ أيَّةِ «قِيَادَةٍ تَنْظِيمِيَّةٍ» تُحَاوِلُ أنْ تَرْكَبَ أمْوَاجَ هذا الثَّوَرَانِ الشَّعْبِيِّ مَرْكبًا قِيَادِيًّا (ثوريًّا) تَنْظِيمِيًّا، فتسْعَى منْ ثَمَّ وَرَاءَ توجِيهِ دَفَّتَيْهِ إلى المَصِيرِ وبِالمَسَارِ اللذينِ تُريدُ منْهُمَا هكذا «قِيَادَةٌ تَنْظِيمِيَّةٌ»، لا إلى المَصِيرِ وبِالمَسَارِ اللذينِ تُريدُ منْهُمَا جَمَاهِيرُ الشَّعْبِ ذَاتُهَا وذَوَاتُهَا، مَهْمَا حَاوَلَتْ هكذا «قِيَادَةٌ تَنْظِيمِيَّةٌ» أنْ تَتَشَدَّقَ للآنَامِ برُمَّتِهَا، ومَهْمَا حَاوَلَتْ أنْ تَتَنَطَّعَ في تَشَدُّقِهَا هذا بأنَّهَا لا تَحْمِلُ بينَ طّيَّاتِ طَوَايَاهَا أيًّا منْ رَغَائبِ هذهِ الإرادةِ القِيَادِيَّةِ (الثوريَّةِ) التَّنْظِيمِيَّةِ. عَلى الخِلافِ المنطقيِّ منْ كُلِّ ذلك، فإنَّ المُحَلِّلَ السِّيَاسِيَّ اليَسَارِيَّ الماركسيَّ التَّقْلِيدِيَّ، أوِ «المُحَنَّطَ» بالذَّاتِ، مثلَمَا يَحْلُو للبَعْضِ منْ أمْثَالِهِ اسْتِحْضَارُ هكذا نَعْتٍ نَاجِمٍ عنْ مَنْطُوقِ مَا يُعْرَفُ بـ«النَّقْدٍ الذَاتِيٍّ» Autocriticism، إنْ كانَ يدَّعِيهِ بالفِعْلِ مَنْطُوقًا تَقَدُّمِيًّا بنَحْوٍ أوْ بآخَرَ، فإنَّ هذا المُحَلِّلَ السِّيَاسِيَّ ذَاتَهُ لَهُوَ الذي يُؤْمِنُ إيمَانًا رَاسِخًا رُسُوخًا إلى حَدِّ «التَّحَنُّطِ»، في حَدِّ ذَاتِهِ، بضَرُورَةِ الحُضُورِ القِيَادِيِّ (الثوريِّ) التَّنْظِيمِيِّ في قرينةِ هذا الثَّوَرَانِ الشَّعْبِيِّ المُتَحَدَّثِ عنهُ، هَا هُنا، لماذا؟ – لأنَّهُ يُؤْمِنُ إيمَانًا رَاسِخًا رُسُوخًا إلى حَدٍّ أشدَّ «تَحَنُّطًا» حتَّى بضَرُورَةِ الوُجُودِ القِيَادِيِّ (الثوريِّ) التَّنْظِيمِيِّ في سِيَاقِ ذاك الثَّوَرَانِ القَائِمِ بالقِيَامِ الجَسَدِيِّ والرُّوحِيِّ كُلاًّ وكُلِّيًّا عَلى طَيْفٍ مُحَدَّدٍ منْ أطْيَافِ جَمَاهِيرِ الشَّعْبِ، والحَالُ هذهِ، طَيْفٍ مُحَدَّدٍ جِدِّ خَاصٍّ يُطَبِّقُهُ تطبيقًا ويُبَوِّبُهُ تبويبًا، ويُعَرِّفُهُ تعريفًا منْ ثَمَّ بـ«الطبقةِ العاملةِ»، أوْ بـ«الطبقةِ الكادحة»، أوْ بـ«البروليتاريا» بالحَافِ، إذا أرَادَ أنْ يَتفَذْلَكَ بَعْضَ الشيءِ. وهذا الإيمَانُ الرَّاسِخُ بالرُّسُوخِ إلى الحَدِّ الأشدِّ «تَحَنُّطًا» حتَّى يعُودُ بتاريخِهِ التَّلِيدِ والعَتِيدِ، عَلى أقلِّ تقديرٍ، إلى أوائلِ التِّسْعِينِيَّاتِ من القرنِ التاسِعَ عَشَرَ، هذا إنْ لَمْ نُرِدْ أنْ نَذَهَبَ في التنقيبِ الزَّمَانِيِّ أبعدَ منْ باكورةِ أعْمَالِ فلاديمير لينين (1870-1924) حينمَا كانَ في ربيعهِ الثالثِ والعشرينَ، عَلى وَجْهِ التَّحْديدِ، ألا وهي كُرَّاسُهُ الشَّهيرُ الذي يحملُ العنوانَ الاِسْتِفْهَامِيَّ، عنْ قَصْدٍ، هكذا: «مَنْ هُمْ «أصْدِقَاءُ» الشَّعْبِ؟» What the ‘Friends of the People’ Are، ذلك الكُرَّاسُ الذي يشيرُ، بالمُخْتصَرِ الشَّدِيدِ المُفيدِ، إلى مَدَى أهميَّةِ التكوينِ الأُسِّيِّ لأسَاسِ «حِزْبٍ قِيَادِيٍّ (ثوريٍّ) تَنْظِيمِيٍّ» يهدفُ، قبلَ كلِّ شيءٍ، إلى تَوْعِيَةِ هذا الطَّيْفِ المُحَدَّدِ والجِدِّ خَاصٍّ من العمَّالِ الكادِحينَ تَوْعِيَةً بالواقعِ المَرِيرِ الذي يرزحُونَ تحتَ نيرِهِ بسببٍ منِ استغلالِ ثَمَرَاتِ أتْعَابِهِم استغلالاً سَافرًا منْ لَدُنْ فَلٍّ مُعَيَّنٍ منْ أنْجَاسِ الرأسماليَّةِ التقليديَّةِ المَنَاكيدِ الذين كانوا يتظاهرُونَ بالنقيضِ منْ كلِّ هذا، حِينَذَاك: وهؤلاءِ الأنْجَاسُ «الشَّعْبَوِيُّونَ» المَنَاكيدُ ليسُوا في شَيْءٍ منْ أصْدِقَاءِ الشَّعْبِ الحَقيقيِّينَ، بتاتًا – وكانَ ذاك، معَ الاحترَامِ الكُلِّيِّ لكلِّ مَا تستحقُّهُ الطبقةُ المَعْنِيَّةُ منْ حَقٍّ فرديٍّ وجَمْعِيٍّ ومنْ عَدَالةٍ اجتمَاعيَّةٍ، كانَ ذاك في زمنٍ كانَ مُسْتَوى مَا يُدْعى بـ«الوَعْيِ الجَمْعِيِّ» Collective Consciousness، في أدْنَى مُسْتَوَيَاتِهِ (سَأعُودُ، بِشَيْءٍ من التَّفْصِيلِ، إلى هذهِ النقطةِ الهَامَّةِ، عَمَّا قليلٍ). منْ هُنا، ونحنُ هُنا الآنَ نتحدَّثُ عنْ شَعْبٍ جَزَائِرِيٍّ أوْ شَعْبٍ سُودَانِيٍّ أوْ شَعْبٍ لِيبِيٍّ أوْ شَعْبٍ يَمَانِيِّ أوْ شَعْبٍ سُورِيٍّ، إلى آخِرِهِ، إلى آخِرِهِ، بأكْمَلِهِ وبكافَّةِ أطْيَافِهِ الجَمَاهِيرِيَّةِ «العَامَّةِ» و«الخَاصَّةِ» بالفحْوَائَيْنِ المقْصُودَيْنِ (بمَا فيهَا ذلك الطَّيْفُ المُحَدَّدُ والجِدُّ خَاصٍّ من العمَّالِ الكادِحينَ)، ونحنُ هُنا الآنَ نتحدَّثُ عنْ كُلٍّ منْ هذِهِ الشُّعُوبِ وقدِ ارتقتْ إلى مُسْتَوًى لافتٍ للانتبَاهِ منْ هذا «الوَعْيِ الجَمْعِيِّ» بوُجُودِهَا المَسْلوبِ، مُسْتَوًى لافتٍ لَمْ تَكُنْ قدِ ارتقتْ إليهِ منْ قبلُ سِوَاهَا من الشُّعُوبِ الأُخْرَى، فإنَّ ذاك المُحَلِّلَ السِّيَاسِيَّ اليَسَارِيَّ الماركسيَّ التَّقْلِيدِيَّ، أوِ «المُحَنَّطَ» بالذَّاتِ، إنَّمَا يُخَاطِبُ الذَّاتَ أوِ الآخَرَ بلسَانٍ أيديولوجيٍّ ليسَ لَهُ إلاَّ يُوَلِّدَ حَيِّزًا هَائلاً بينَ الرُّوحِ الفَرْدِيِّ الكامِنِ في هذا اللسَّانِ الأيديولوجيِّ وبينَ الرُّوحِ الجَمْعِيِّ الكَنينِ الذي تنطوي عَلَيْهِ مشيئةُ الجَمَاهيرِ بِدَفْقِهَا اللُّجِّيِّ: ذلك لأنَّ الجَمَاهيرَ، في يقينِهِ، تتأسَّسُ في «جَمَاهيرِ» العمَّالِ الكادِحينَ، وتتقدَّسُ بالتالي في قُدْسِيَّةِ اللَّوْحِ المَحْفُوظِ مُسَمًّى لهذهِ «الجَمَاهيرِ»، ولا جَمَاهيرَ غَيْرُ هذهِ «الجَمَاهيرِ». وهكذا، فإنَّ ثَمَّةَ فارقًا جِدَّ مُهِمٍّ بينَ نَوْعِ التَّفَكُّرِ «الشَّعْبِيِّ» Popular الذي يأخذُ بعَيْنِ الاعتبارِ عُمُومَ أطيَافِ الشَّعْبِ بكُلِّيَّتِهَا (بمَا فيهَا طَيْفُ العمَّالِ الكادِحينَ بجُزْئِيَّتِهِ) وبينَ نَوْعِ التَّفَكُّرِ «الشَّعْبَوِيِّ» Populist الذي يأخذُ بلُبِّ الحُسْبَانِ خُصُوصَ طَيْفِ العمَّالِ الكادِحينَ بجُزْئِيَّتِهِ، ويدَّعي في الآنِ ذَاتِهِ الاِهتمَامَ بعُمُومِ أطيَافِ الشَّعْبِ بكُلِّيَّتِهَا، مَثَلُهُ تمامًا كمَثَلِ ذلك الفارقِ المُهِمِّ جِدًّا بينَ شَكْلِ التَّصَوُّرِ «التَّجْرِيبِيِّ» Empirical الذي يعتني بتجربةِ الواقعِ صُورةً كمَا هي كائنةٌ بتَعْمِيميَّتِهَا وبينَ شَكْلِ التَّصَوُّرِ «التَّجْرِيبَوِيِّ» Empiricist الذي يهتمُّ بتجربةِ الواقعِ صورةً كما هي مُكَوَّنةٌ بتَبْعِضِيَّتِهَا – وليتَ ذاك المُحَلِّلَ السِّيَاسِيَّ اليَسَارِيَّ الماركسيَّ التَّقْلِيدِيَّ، أوِ «المُحَنَّطَ» بالذَّاتِ، لَيْتَهُ يَعِي لماذا كانَ جوزيف ستالين (1878-1953) ذَاتُهُ يُخَاطَبُ، حِينًا بعدَ حِينٍ، باسْتِهْجَانِيَّةِ هذا المُصْطَلَحِ الأخيرِ مَنْعُوتًا بعبَارَاتٍ من مثلِ «التَّجْرِيبَوِيُّ الحَرُونُ»، إيحَاءً بِحِرَانِ الجَحِيشِ والبِغَالِ!

يَسْتَتْبِعُ مِمَّا تقدَّمَ، إذنْ، أنَّ قرَارَ أيَّةِ قيادةٍ ثوريَّةٍ يَسَارِيَّةٍ تَسِيرُ تَسْيَارًا جَسَدِيًّا وَ/أوْ رُوحِيًّا مُوَازِيًا لتَسْيَارِ الثَّورانِ الشَّعْبِيِّ في السُّودَانِ (أوْ في أيِّمَا بلدٍ عربيٍّ، أوْ لاعربيٍّ، آخَرَ ثائرٍ في هذا الأوَانِ، كمثلِ الجزائرِ أوْ حتَّى كمثلِ جزيرةِ هونغ كونغ، بقَدْرِ مَا يَخُصُّهَا الأمْرُ، كذلك) إنَّمَا هو قرَارٌ مُتَرَتِّبٌ عَلى مَا يُقِرُّهُ الشَّعْبُ الثَّائِرُ إقرَارًا، أوَّلاً وآخِرًا، بمَا يقتضِيهِ في قَرَارَتِهِ منْ ذلك الكُمُونِ العَامِليِّ التأليفيِّ والتَّوْحِيدِيِّ الذي تَصَدَّى لَهُ بالبَحْثِ وبالتَّنْقِيبِ الجَادَّيْنِ عَالِمُ الاجتماعِ الفرنسيُّ، إميل دوركايم، في كتابِهِ الشهيرِ «تقسيمُ الشُّغْلِ الاجتماعيِّ» De la Division du Travail Social، ذلك الكُمُونِ العَامِليِّ الذي سَمَّاهُ تَسْمِيَةً اصطلاحِيَّةً بـ«الوَعْيِ الجَمْعِيِّ» (أوْ، بالحَرِيِّ، بِـ«الضَّمِيرِ الجَمْعِيِّ» Conscience Collective، حَسْبَمَا يعْنِيهِ الأصْلُ الفرنسيُّ أيضًا)، والذي عَرَّفَهُ منْ ثَمَّ بكُلٍّ منْ غَرَزِيَّتِهِ وعُضْوِيَّتِهِ في إطارِ فِعْلِهِ النفسَانيِّ الوَاعِي (أو المُضْمِرِ)، من طَرَفٍ أوَّلَ، وفي إطارِ تَجَلِّيهِ بهَيْئَاتِ شُغْلٍ اجتماعيٍّ قابلةٍ للتَّهَيُّؤِ تأليفيًّا وتوحيديًّا، من طَرَفٍ آخَرَ. وهكذا، بصَريحِ الكَلامِ عنْ تَسْيَارِ الثَّورانِ الشَّعْبِيِّ في السُّودَانِ بالذاتِ، فإنَّ هذا القرَارَ القياديَّ الثوريَّ المُتَكَلَّمَ عنهُ، هَا هُنَا، إنْ هو، قبلَ أيِّ شيءٍ آخَرَ، إلاَّ قرَارٌ مَرْهُونٌ بِإقرَارِ، أوْ بإقرَارَاتِ، هذا «الوَعْيِ الجَمْعِيِّ»، أو هذا «الضَّمِيرِ الجَمْعِيِّ»، سَوَاءً كانَ فِعْلُهُ النفسَانيُّ الوَاعِي (أو المُضْمِرُ) غَرَزِيًّا أمْ عُضْوِيًّا، وليسَ بالغِرَارِ العَكْسِيِّ – وليسَ ثَمَّةَ أوضَحُ، منْ هذا الخُصُوصِ، مِمَّا قدْ صَرَّحَ بِهِ عَيْنُ الأمينِ العَامِّ لـ«الحزبِ الشيوعيِّ السُّودَانيِّ»، محمد مختار الخطيب عَيْنِهِ، قبلَ سُوَيعَاتٍ (منْ كتابَةِ هذهِ «العَيْنِ» الأخِيرَةِ) قائلاً بحَرْفِيَّتِهِ، عَلى المَلَأِ الأدْنَى، هكذا: «فالشعبُ [السُّودَانِيُّ] هو الذي انتفضَ وصنعَ التغييرَ، والكلمةُ الأعلى لهُ، بعدَ أنْ أسقطَ نظامَ الرأسماليةِ الطفيليةِ الذي جثمَ على صدرهِ ثلاثينَ عامًا. [...] والكلُّ يعلمُ أنَّ الشعبَ [السُّودَانِيَّ] صنعَ الانتفاضةً تحريرًا لإرادتهِ المغتصبةِ [...] وهدفَ لفترةٍ انتقاليةٍ تؤسِّسُ دولةً مدنيةً ديمقراطيةً [...] وقدْ أدركتِ الجماهيرُ بحسِّهَا الثوريِّ كلَّ المراوغاتِ في تسليمِ السُّلطةِ، مِمَّا دعَاهَا إلى الاستجابةِ للاضرابِ حفاظًا عَلى [سَيْرُورَةِ] الانتفاضةِ». وإنْ دَلَّ هذا التصريحُ عَلى شيءٍ، بعدَ مُضِيِّ كَمٍّ من الزَّمَانِ لافِتٍ للانتباهِ «المَحَلِّيِّ» والدُّوَلِيِّ، فإنَّهُ يدُلُّ عَلى ضَرُورةِ اتِّخَاذِ المَوْقِفِ الصَّحِيحِ والصِّحِّيِّ إزَاءَ أيٍّ من هذهِ الثوراتِ الشَّعْبِيَّةِ العربيَّةِ، أو اللاعربيَّةِ، وقدْ طَفِقَتْ تَشُبُّ بالفِعْلِ شُبُوبًا سِلْمِيَّ الفُؤادِ والمُحَيَّا في أنْحَاءٍ مُتَبَايِنَةٍ عِدَّةٍ منْ هذهِ الدُّنْيَا، ألا وهو: الوُقُوفُ الآنَفِيُّ، بكلِّ الجَوارِحِ والجَوَانِحِ كُلِّهَا، إلى جَانِبِ تلك الإرْهَاصَاتِ الحَقيقيَّةِ التي ليسَ لَهَا سِوَى أنْ تنبثقَ انبثاقًا غَرَزِيًّا وَ/أوْ عُضْوِيًّا عنْ شتَّى مَنَابِعِ «الوَعْيِ الجَمْعِيِّ»، أو «الضَّمِيرِ الجَمْعِيِّ»، مَهْمَا كانتْ طبيعةُ الوُقُوفِ اللاحِقيِّ إلى جَانِبِ تلك الإسْنَادَاتِ الواقعيَّةِ التي تقترنُ اقترَانًا بشكلٍ أوْ أكثرَ منْ أشكالِ التمثيلِ السياسيِّ، أوْ حتَّى منْ أشكالِ التَّبَنِّي اللاسياسيِّ، منْ لَدُنْ أيَّتِمَا جهةٍ كانتْ. فَفِيمَا لَهُ مِسَاسٌ بالصِّرَاعِ شِبْهِ الحَتْمِيِّ حَولَ أشكالِ التمثيلِ السياسيِّ في المشهدِ الثوريِّ الشَّعْبِيِّ السُّودَانيِّ دُونَ غيرِهَا، عَلى أقلِّ تَخْمِينٍ، ثَمَّةَ فارقٌ مبدَئيٌّ لَهُ دَلالَةٌ اِسْتِقْبَالِيَّةٌ (كَيْلا نقولَ «تنبُّئِيَّةٌ» أوْ حتَّى «تكهُّنِيَّةٌ»، هَا هُنا) من الأهميَّةِ والخُطُورَةِ بمَكَانٍ، ثَمَّةَ فارقٌ مبدَئيٌّ بينَ الوُقُوفِ إلى جَانِبِ شَعْبٍ ثائرٍ مُعَيَّنٍ، كمثلِ الشَّعْبِ السُّودَانيِّ، يَسْعَى إلى تمثيلهِ السِّيَاسِيِّ ائتلافٌ مورفولوجيٌّ مُعَيَّنٌ، كمثلِ «قوى (إعلانِ) الحريةِ والتغييرِ»، وبينَ الوُقُوفِ (العَكْسِيِّ) إلى جَانِبِ ائتلافٍ مورفولوجيٍّ مُحَدَّدٍ، كمثلِ «قوى (إعلانِ) الحريةِ والتغييرِ»، يسْعَى إلى تمثيلِ شَعْبٍ ثائرٍ مُحَدَّدٍ، كمثلِ الشَّعْبِ السُّودَانيِّ، تمثيلاً سِيَاسِيًّا. وعَلى الرَّغْمِ منْ أنَّ هكذا فارقًا مبدَئيًّا قدْ يتبدَّى للناظرِ بالعَيْنِ البَصَرِيَّةِ، لا بالعَيْنِ العَقْلِيَّةِ، فارقًا «ظاهريًّا» وفارقًا «سَطْحِيًّا» للوهلةِ الأولى، إلاَّ أنَّهُ سُرْعَانَ مَا يشتدُّ عُمْقًا وسُرْعَانَ مَا يَحْتَدُّ غَوْرًا حينمَا يتأتَّى الحَدِيثُ (حتَّى الحَدِيثُ العَابِرُ) عنْ وُجُودِ تلك الأعْدَادِ غيرِ القليلةِ، بَتَّةً، منْ سَائِرِ أنواعِ الاِئتلافاتِ المورفولوجيَّةِ الأصليَّةِ وشِبْهِ الأصليَّةِ والفرعيَّةِ وشِبْهِ الفرعيَّةِ (وحتَّى شِبْهِ شِبْهِ الفرعيَّةِ) الأُخرى والأُخْرَيَاتِ هناك في المشهدِ الثوريِّ الشَّعْبِيِّ السُّودَانيِّ، في حَدِّ ذاتِهِ. وأخُصُّ بالذِّكْرِ، في هذا السِّيَاقِ الشَّائكِ جدًّا جدًّا، عَلى الأدْنَى تلك الاِئتلافاتِ المورفولوجيَّةَ التي تتولَّى (أوْ، بالقَمِينِ، تدَّعِي بأنَّهَا تتولَّى) زِمَامَ الرِّعَايَةِ انْضِواءً تَحْتَ رَايَةِ ذلك الاِئتلافِ المورفولوجيِّ المَعْنِيِّ تَسْمِيَةً بائتلافِ «قوى (إعلانِ) الحريةِ والتغييرِ» منذُ أنْ أعْلَنَتْهُ تَسْمِيَةً فِعْلِيَّةً في اليومِ الأوَّلِ منْ شهرِ كانونَ الثاني منْ هذا العَامِ (2019)، وأخُصُّها بالذِّكْرِ اقتضَابًا عَلى النَّحْوِ التالي: أوَّلاً، «تجمُّع المهنيين السُّودانيين» الذي تُكَوِّنُهُ تَجَمُّعَاتٌ جُلُّهَا منْ مَعَاشِرِ الصِّحَافيِّينَ والمُحَامِينَ والطِّبَابِيِّينَ، وجُلُّ قادتِهَا كذاك أشخَاصٌ مَغْمُورُونَ عَلى الصَّعِيدِ الشَّعْبِيِّ، تحديدًا؛ ثانيًا، «تحالف قوى الإجماع الوطني» الذي تُشَكِّلُهُ تَحَالُفَاتٌ مِمَّا لا يَنْزُرُ عنْ سَبْعَةَ عَشَرَ حِزْبًا «لايَسَاريًّا» تتخلَّلُهَا أرْبَعَةُ أحْزَابٍ من «اليَسَارِ الماركسيِّ» أو «اليَسَارِ اللاماركسيِّ» أو الـ«مَا بَيْنَ بَيْنَ»؛ ثالثًا، «تكتُّل نداء السُّودان» الذي تُجَسِّدُهُ تَكَتُّلاتٌ منْ مُخْتَلِفِ الأطْيَافِ الوطنيةِ ضَامَّةً بذاك تنظيمَاتٍ مَدَنِيَّةً مُسَالِمَةً وحَرَكَاتٍ شَعْبِيَّةً مُسَلَّحَةً، عَلى حَدٍّ سَواءٍ؛ رابعًا (وأخيرًا، وليسَ آخِرًا)، «التجمُّع الاتحادي المعارض» الذي تُجَسِّمُهُ تَجَمُّعَاتٌ مِمَّا يَرْبُو عنْ ثمَاني فَصَائلَ اتِّحَادِيَّةٍ لا تَرُومُ التَّدَخُّلَ في شؤونِ أيٍّ من الأحْزَابِ الأُخرى، إلى آخِرِهِ، إلى آخِرِهِ – نَاهِيكُمَا، بالطَّبْعِ، عنْ أنَّ بقاءَ هكذا إعلانٍ مفتُوحًا لكُلِّ مَنْ يُرِيدُ أنْ يُصيبَ مِنَ النظامِ الأتوقراطيِّ العسكريِّ المَقِيتِ المَقَاتِلَ كُلَّهَا ليسَ لَهُ إلاَّ أنْ يُخَلِّقَ، والحَالُ هذهِ، نوعَيْنِ مِمَّا يُمْكِنُ أنْ نُسَمِّيَهُ بـ«الخِلافِ السَّبَبِيِّ التَّعَاوُرِيِّ» Alternately Causative Discordance، نوعَيْنِ، أقُولُ، منْ هذا «الخِلافِ» عَلى أقلِّ تقديرٍ: ثَمَّ خِلافٌ سَبَبِيٌّ تَعَاوُرِيٌّ بينَ كلٍّ منْ هَاتِهِ الاِئتلافاتِ المورفولوجيَّةِ وبينَ ذاتِ «المجلسِ العسكريِّ الانقلابيِّ» في مَسْألَةِ الاِخْتِلاءِ الثنائيِّ حَوْلَ التَّبَاحُثِ والتَّفَاوُضِ، منْ جَانبٍ أوَّلَ، وثَمَّ خِلافٌ سَبَبِيٌّ تَعَاوُرِيٌّ كذاك بينَ هذا الاِئتلافِ المورفولوجيِّ السِّينِيِّ وبينَ ذاك الاِئتلافِ المورفولوجيِّ العَيْنِيِّ في قَضِيَّةِ الاِخْتِلاءِ الأُحَادِيِّ حَوْلَ التخطيطِ والتدبيرِ، وبالأخصِّ فِيمَا يخُصُّ هكذا خِلافًا سَبَبِيًّا تَعَاوُرِيًّا فِيمَا بينَ أحْزَابِ «اليَسَارِ الماركسيِّ» و«اليَسَارِ اللاماركسيِّ» والـ«مَا بَيْنَ بَيْنَ» ذَوَاتِهَا، منْ جَانبٍ آخَرَ.

يُعْجِبُنِي كثيرًا كُلُّ شَيْءٍ، وآنَ الآنَ للحَقِّ عَلى شَفِيرِ هذا «الشِّقِّ» أنْ يُقَالَ، يُعْجِبُنِي كثيرًا كُلُّ شَيْءٍ من اليَسَارِ الماركسيِّ الحَقِيقِيِّ الحَقِيقِ في الآلِ والمَآلِ، خَلا، حَقًّا، أيِّ شَيْءٍ يَتَشَيَّأُ بالقُوَّةِ، دَعْكُمَا مِنْ تَشَيُّئِهِ بالفِعْلِ، عنْ أولئك الزَّاعِمِينَ والمَزْعُومِينَ عَليهِ منْ سَائِرِ الاِزدواجِيِّينَ والاِنتهازيِّينَ والاِنهزاميِّينَ والاِنكسارِيِّينَ والاِنكشارِيِّينَ، ومنْ سَائِرِ أمْثَالِهِمْ كذاك، بطبيعةِ الحَالِ. بَيْدَ أنَّ من الأغلاطِ الجِسَامِ، الجِسَامِ اللواتي يرتكبُهَا هذا اليَسَارُ الماركسيُّ الحَقِيقِيُّ الحَقِيقُ، وترتكبُهَا كذلك سَائِرُ «مُشْتقَّاتِهِ» ارْتِكابًا لاوَاعِيًا في بلادِ الغربِ بالذاتِ (بِمَا فيها حتَّى تلك «المُشْتقَّاتُ» الأصليَّةُ والفرعيَّةُ والفرعيَّةُ-الفرعيَّةُ، وهْيَ تظهرُ حِينًا بعدَ حِينٍ بانضوائِهَا البَيِّنِ تحتَ لِوَاءِ اليَسَارِ التروتسكيِّ، أوِ اليَسَارِ الأَنَارْكِيِّ، أوْ أيٍّ منْ أمثالِهِمَا، كذلك)، من الأغلاطِ الجِسَامِ مَا يَتَكَمَّنُ في الاِختلاقِ الوَاعِي، عَلى النَّقِيضِ، لذلك البَوْنِ الأيديولوجيِّ شَاسِعًا شُسُوعًا إلى حَدٍّ لا يقبلُ المِرَاءَ ولا يقبلُ الجِدَالَ، فِيمَا يبدُو، بينَ «الثِّقَالِ» منْ تلك الآثامِ والشُّرُورِ التي تتخصَّصُ بِهَا أنظمةُ الرأسماليَّةِ التقليديَّةِ نَهْجًا مُنْتَهَجًا (بأيٍّ منْ شَكْلَيْهَا «البَرَّانِيَّيْنِ» المُكَمِّلَيْنِ لِبَعْضِهِمَا البَعْضِ، شَكْلِهَا الليبراليِّ الاِتِّبَاعِيِّ، أو القَدِيمِ، وشَكْلِهَا الليبراليِّ المُحْدَثِ، أو الجَدِيدِ)، مُنْتَهَجًا في ذلك العَالَمِ «الديمقراطيِّ» المصنَّفِ «عَالَمًا أوَّلَ»، خاصَّةً، منْ جِهةٍ أولى، وبينَ «الخِفَافِ» منْ تلك الآثامِ والشُّرُورِ ذَوَاتِهَا التي تتعمَّمُ بِهَا أنظمةُ الرأسماليَّةِ التقليديَّةِ-التقليديَّةِ (المُنْضَوِيَةِ) نَحْوًا مُنْتَحًا بشَكْلٍ «دَوْلِيٍّ-مَرْكَزِيٍّ» سَارِدٍ، أوْ بالعَكْسِ «مَرْكَزِيٍّ-دَوْلِيٍّ» سَادِرٍ، شَكْلٍ آخَرَ ثالثٍ يُسَمَّى تَسْمِيَةً قَرْنِيَّةً خَاصَّةً بـ«رأسماليَّةِ الدولةِ» State Capitalism، مُنْتَحًا في هذا العَالَمِ الأتوقراطِيِّ المصنَّفِ «عَالَمًا ثَالِثًا»، عَامَّةً، منْ جِهةٍ أُخْرَى. وهكذا، عَلى سبيلِ التمثيلِ لا التحصيرِ، في أثناءِ تأجِيجِ تلك التَّدَاعِيَاتِ الإقليميَّةِ والعَالَمِيَّةِ التي تَأَتَّتْ عنْ حَرْبِ الخَلِيجِ الأولى عامَ 1991، تَأَتَّتْ في الضَّرَّاءِ لا في السَّرَّاءِ، وفي إبَّانِ تَهْجِيجِ تلك المُظَاهَرَاتِ الغربيَّةِ التي قِيمَ بِهَا احْتِجَاجًا وسَخَطًا عَلى شَنِّ هذهِ الحَربِ البربريَّةِ الشَّعْواءِ (وعَلى الأخصِّ تَهْجِيجَ تلك المُظَاهَرَاتِ التي قِيمَ بِهَا في فرنسا وإنكلترا دُونَ غيرِهِمَا، إبَّانَئِذٍ، في كافَّةِ الأطرَافِ والآنَاءِ)، لَمْ يَلْبَثِ المُتَظَاهِرُونَ، ولَمْ تَلْبَثِ المُتَظَاهِرَاتُ، منْ ذاك اليَسَارِ الماركسيِّ الحَقِيقِيِّ الحَقِيقِ أنْ رَفَعُوا يَافِطَاتِهِمْ وعَقَائِرَهُمْ، وأنْ رَفَعْنَ يَافِطَاتِهِنَّ وعَقَائِرَهُنَّ، بأعْلَى مِمَّا تُطيقُ الأيَادِي والحَنَاجِرُ تنديدًا شَدِيدًا بأمريكا جورج هربرت بوش (الأبِ)، وكذاك بكُلٍّ منْ تلك الحَلِيفَاتِ منْ بلادِ «الغُرْبَانِ» ومنْ بلادِ «المُسْتَغْرِبِينَ» قَاطِبَةً، مِنْ زَاوِيَةٍ أولى، وتأييدَا وتسْنيدًا أشدَّ منهُ بشدِيدٍ، منْ ثَمَّ، لعِرَاقِ صدام حسين (الآبِ والاِبْنِ والرُّوحِ المُقَدَّسِ، ذاك الذي «تحَدَّى، بالمُفْرَدِ، أيَّمَا تَحَدٍّ» أرَاهِيطَ الأبَالِيسِ، «جَمْعًا مَجْمُوعًا»، من الغَرْبِ الإمبرياليِّ المُدَنَّسِ)، دُونَمَا تَطَرُّقٍ إلى أيَّةٍ من تيك الخَصِيمَاتِ والغَرِيمَاتِ الشُّؤْمَيَاتِ الأُخْرَيَاتِ منْ بلادِ «العُرْبَانِ» ومنْ بلادِ «المُسْتَعْرِبِينَ» بَتَاتًا، منْ زَاوِيةٍ أُخْرَى، كذلك – وذلك فيمَا يُمْكنُ أنْ نَدْعُوَهُ الآنَ، منْ هذهِ الزَّاويةِ الأَخِيرَةِ بالذاتِ، بـ«المُقَابِلِ المَوْضُوعِيِّ» Objective Contradictive، حَسْبَمَا يَدُلُّ عَليهِ المفهُومُ النَّظِيرُ دَلَالاً خَفِيًّا في خَفَايَا الاِستدلالِ المنطقيِّ، وحَسْبَمَا يُسْتَأْنَسُ بِهِ استئناسًا جَلِيًّا كذاك بمَا يُدْعَى دُعَاءً نَحْتِيًّا أجَلَّ بِـ«المُعَادِلِ المَوْضُوعِيِّ» Objective Correlative، يُدْعَى في كُلٍّ من مَجَالِ النقدِ الفنيِّ الآلْسْتُونِيِّ (نَسْبًا إلى الرَّسَّامِ والشَّاعِرِ الأمريكيِّ المَغْمُورِ واشِنْتُون آلْسْتُون (1779-1843) ومَجَالِ النقدِ الأدبيِّ الإلْيُوتِيِّ (عَزْوًا إلى الشَّاعِرِ والنَّاقِدِ الأمريكيِّ-البريطانيِّ المَشْهُورِ توماس سْتيرْنْز إلْيُوت (1888-1965)). صَحِيحٌ أنَّهُ، في مَرَاحِلِ طُغْيَانِ أنظمةِ الرأسماليَّةِ التقليديَّةِ طُغْيَانًا بتَوَحُّشِهَا وتَحَوُّشِهَا الجَارِفَيْنِ، أنَّ عَلى البشريَّةِ جَمْعَاءَ أنْ تختارَ بينَ «الاِنتقالِ الدَّلِيلِ إلى النِّظَامِ الاِشتراكيِّ» وبينَ «الاِنْخِزَالِ الذَّلِيلِ إلى المَشَاعِ البَرْبَرِيِّ»، كمَا كانَ المُعَلِّمَانِ الصَّدِيقَانِ كارل ماركس (1818-1883) وفريدْريك إنْغِلْز (1820-1895) يُحَذِّرَانِ الآنَامَ، عَلى الدَّوَامِ، تَحْذِيرًا منْ مَغَبَّاتِ هذا الطُّغْيَانِ الرأسماليِّ التقليديِّ الذَّمِيمِ والدَّمِيمِ، وكمَا كانتْ كذلك عَيْنُ التلميذةِ الصَّدُوقَةِ روزا لَكْسِمْبُورْغ (1871-1919) تُؤَكِّدُ تَأْكِيدًا، بالمِرَارِ والتَّكْرَارِ، عَلى هكذا تحذيرٍ دُونَمَا كَلالٍ، أوْ مَلالٍ، منْ خِلالِ مَنْشُورَاتِ كُرَّاسِهَا الشَّهِيرِ بالعنوانِ الجَهْرِيِّ «أزْمَةُ الديمقراطيةِ الاِجتماعيَّةِ في ألمانيا» Die Krise der Deutschen Sozialdemokratie، والأكثرِ شُهْرةً كذاك بالعنوانِ السِّرِّيِّ «كُرَّاسُ يونْيوس» Junius-Broschüre (والاِسمُ «يونْيوس»، أوْ «جونْيوس»، عَلى فكرَةٍ، هو الاِسمُ القَلَمِيُّ المُسْتَعَارُ الذي كانتْ روزا لَكْسِمْبُورْغ تستخدمُهُ لِذَاتِهَا تلميحًا تفاؤليًّا إلى مؤسِّس الجمهوريَّةِ الرُّومَانيَّةِ الأولى، لوشْيوس جونْيوس بروتوس (545-509 ق.م.)). ولٰكِنَّهُ صَحِيحٌ كذاك، لا بَلْ أصَحُّ بكَثِيرٍ، أنَّهُ، في أطْوَارِ عُدْوَانِ أنظمةِ الإمبرياليَّةِ الحَدِيثَةِ عُدْوَانًا بتَوَغُّلِهَا وتَغَوُّلِهَا العَارِمَيْنِ، وفي أطْوَارِ بُغْيَانِ أنظمةِ الفاشيَّةِ «الحَثِيثَةِ» بُغْيَانًا بتَوَغُّلِهَا وتَغَوُّلِهَا الأشَدِّ عُرَامًا، أنَّ عَلى هذهِ البشريَّةِ جَمْعَاءَ كذلك ألاَّ تختارَ إلاَّ المَوْقفَ الرَّافِضَ رَفْضًا قَطْعِيًّا لِكُلٍّ من «الاِنْبِيَاعِ اللَّكِيعِ لِلنِّظَامِ الإمبرياليِّ البَرْبَرِيِّ» و«الاِنْصِيَاعِ الوَضِيعِ لِلنِّظَامِ الفاشيِّ الهَمَجِيِّ»، كمَا كانَ الرَّاحِلُ الفَذُّ إدوارد سعيد يُنَبِّهُ «اليَسَارَ» الغَرْبِيَّ (حتَّى قَبْلَ «اليَسَارِ» الشَّرْقِيِّ) بالذاتِ، عَلى اختلافِ تَحَزُّبَاتِهِ وعَلى ائتِلافِ تَكَتُّلاتِهِ، تَنْبِيهًا مُسْتَدِيمًا منْ مَطَبَّاتِ هذا الوُقُوفِ «المَبْدَئِيِّ» التَّقَلْقُلِيِّ السَّقِيمِ والخَمِيمِ، هذا الوُقُوفِ «المَبْدَئِيِّ» التَّقَلْقُلِيِّ بينَ شَرَّيْنِ شِرِّيرَيْنِ لا يَنِيَانِ يَجْنِفَانِ بكُلِّ الشُّرُورِ، وكلٌّ بأُسْلُوبِهِ السُّلُوكِيِّ اللاإنْسَانِيِّ واللاأخْلاقِيِّ المَسْعُورِ، جَنَفًا جَنُوفًا عن الحَقِّ الفَرْدِيِّ والجَمْعِيِّ وعن العَدَالَةِ الاِجْتِمَاعِيَّةِ أنَّى تَوَاجَدَا (إنْ تَوَاجَدَا، فِعْلِيًّا) في هذهِ الدُّنْيَا، وعَلى حِسَابِ أيٍّ منْ تلك الجَمَاهِيرِ التي ثارتْ، ومَا زالتْ تَثُورُ، منْ أجلِ هذا الحَقِّ ومنْ أجْلِ هذهِ العَدَالَةِ، ولَوْ بالإتْيَانِ والمَأْتَاةِ بَدْءًا بالحُدُودِ الدُّنْيَا، كبدايةٍ لحَاضِرٍ جَديدٍ وبدايةٍ لمستقبلٍ مَجيدٍ – وقدْ أعَادَ إدوارد سعيد ذاتُهُ هذا التَّنْبِيهَ بنَحْوٍ حتَّى أكثرَ اسْتِدَامَةً في مُسْتَهلِّ إحْدَى رَائِعَاتِ مُحَاضَرَاتِهِ الرِّيثِيَّةِ (نِسْبَةً إلى جون تشارلْز وُولْشَامْ ريث (1889-1971)، بوَصْفِهِ أوَّلَ مُديرٍ عَامٍّ مُؤَهَّلٍ بجَدَارَةٍ لهَيْئةِ الإذَاعةِ البريطانيَّةِ BBC، الغَنِيَّةِ عن التَّعْرِيفِ)، تلك المُحَاضَرَةِ التي ظَهَرتْ بتَرْتِيبِهَا السَّادِسِ والأخِيرِ تحتَ العنوانِ الدَّالِّ «الآلِهَةُ التي تفشلُ دَائمًا» Gods That Always Fail، في كُتَيِّبِهِ الشَّهِيرِ جَامِعًا هذهِ المُحَاضَرَاتِ كُلَّهَا، وحَامِلاً كذاك عنوانَ المُحَاضَرَةِ الأولى الأكثرَ دَلالّةً، «تَمَثُّلاتُ المُثَقَّفِ» Representations of the Intellectual – وفيمَا يلي، هَا هُنَا أدْنَاهُ، بِضْعَةٌ منْ أمثلةٍ مَلْمُوسَةٍ عَلى هذا الوُقُوفِ «المَبْدَئِيِّ» التَّقَلْقُلِيِّ بينَ الشَّرَّيْنِ الشِّرِّيرَيْنِ المَعْنِيَّيْنِ بالذَّاتِ، أمثلةٍ مَلْمُوسَةٍ مُسْتَقَاةٍ منْ صَفَحَاتِ ذلك المِنْبَرِ المَعْنِيِّ بالذَّوَاتِ:

هكذا وُقُوفٌ «مَبدَئِيٌّ» تَقَلْقُلِيٌّ لا يَخْتَلِفُ بَتَّةً، منْ حيثُ الجَوْهَرُ، عنْ مَوْقِفِ البَاحِثِ الجَامِعِيِّ «اليَسَارِيِّ الماركسيِّ» جلبير الأشقر لَدَى تَرْوِيجِهِ الدِّعَائِيِّ والدِّعَاوِيِّ الجِدِّ وَاضِحٍ، عَلى لِسَانِهِ بالذَّاتِ، لقوَّةِ إيرانَ «الجمهوريةِ الإسلاميَّةِ» بالفَرْضِ الكِفَائِيِّ والكِفَاوِيِّ أوْ، بأدْنَاهُ، بفَرضِ العَيْنِ، ولقدرَتِهَا «عَلى إشْعَالِ منطقةِ الخَلِيجِ بأسْرِهَا» قُدَّامَ المَشْرِقَيْنِ وقُدَّامَ المَغْرِبَيْنِ، رَغْمَ الصَّوَابِ في كلامِهِ الانتقادِيِّ عنْ أمريكا بذَاتِ الذَّاتِ وعنْ سِيَاسَةِ «البَلْطَجَةِ»، أوْ بالقَمينِ سِيَاسَةِ «الخُوَّةِ»، التي تَسُوسُهَا «مُتَعَنْطِزَةً» وتُسَيِّسُهَا «مُتَمَضْرِطَةً»، عَلى أكثرَ منْ صَعِيدٍ، في تلك الفَلاةِ (انْظُرَا، مثلاً، مَقَالَهُ: «ترامب، كثورٍ في متجرِ خزفٍ»، القدس العربي، 14 أيار 2019). وهكذا وُقُوفٌ «مَبدَئِيٌّ» تَقَلْقُلِيٌّ لا يَفْتَرِقُ البَتَّةَ أيضًا، منْ حيثُ الأسَاسُ، عنْ مَوْقِفِ الكاتبِ الإعْلامِيِّ «اليَسَارِيِّ اللاماركسيِّ» فيصل القاسم إزَاءَ تَدْوِيرِهِ الدِّعَائِيِّ والدِّعَاوِيِّ الأوْضَحِ منْ آنِفِهِ، منْ لَدُنْهُ هو الآخَرُ، لوَضْعِ اللائِمَةِ، كُلِّ اللائِمَةِ كُلِّهَا، عَلى أولئك الآمِرِينَ مِمَّنِ اصْطَنَعُوا الطُّغَاةَ العُتَاةَ، لا عَلى هؤلاءِ المَأْمُورِينَ من الطُّغَاةِ العُتَاةِ المُصْطَنَعِينَ أنفسِهِم بالإثْبَاتِ والدَّلِيلِ، ولاتِّهَامِ كُلِّ مُحَلِّلٍ، أوْ مُعَلِّقٍ، سِيَاسِيٍّ يلُومُ هؤلاءِ المَأْمُورِينَ الأوَاخِرَ لَوْمًا دُونَ أولئك الآمِرِينَ الأوَائلِ بالخِدَاعِ والتَّضْلِيلِ، رَغْمَ السَّدَادِ في حَدِيثِهِ المَلامِيِّ عنْ أولئك الآمِرِينَ الأوَائلِ، في حَدِّ ذَوَاتِهِمْ، بوَصْفِهِمْ سَبَبَ البَلاءِ والبَلْوَى كُلِّهِمَا، في مَقَامٍ أسْبَقَ منْ مَقَامِ طُغَاتِهِمْ (انْظُرَا، مثلاً، مَقَالَهُ: «لا تلوموا كلابَ الصيدِ بلْ لوموا أصحابَها»، القدس العربي، 10 أيار 2019). وهكذا وُقُوفٌ «مَبدَئِيٌّ» تَقَلْقُلِيٌّ لا يَتَبَايَنُ بَتًّا كذلك، في لُبَابِهِ، عنْ مَوْقِفِ النَّاقِدِ الأَدَبِيِّ «اليَسَارِيِّ الماركسيِّ-اللاماركسيِّ» صبحي حديدي جَرَّاءَ تَدْوِيلِهِ الدِّعَائِيِّ والدِّعَاوِيِّ الأشَدِّ وُضُوحًا منْ آنِفَيْهِ، منْ طَرَفِهِ هو الآخَرُ، لِلسَّمَاحِ لنفسِهِ (وهو مُحِقٌّ كُلَّ الحَقِّ في ذلك) بإدَانَةِ «العُرْبَانِ» في المَمْلكاتِ والإمَارَاتِ منْ منطقةِ الخَلِيجِ، كمثلِ آل خليفة وأمثالِ «الآلاتِ» الآخَرِينَ، بِمَا فَعَلُوهُ في تلك «الورشةِ الاقتصاديةِ المَنَامِيَّةِ» منْ أفْعَالٍ في التَّحْرِيفِ والتَّسْريعِ الكَارِثِيَّيْنِ منْ مَسَارِ الشَّعْبِ الفلسطينيِّ نَحْوَ مَصِيرٍ مَجْهُولِ الهُوِيَّةِ لا مُؤدًّى لَهُ إلاَّ إلى الهَاوِيَةِ، ولِعَدَمِ السَّمَاحِ لنفسِهِ منْ ثَمَّ، في المُقَابلِ المُدَاهِنِ أيَّمَا مُدَاهَنَةٍ، بإدَانَةِ «العَرَبِ» و«المُسْتَعْرِبينَ» منْ أزلامِ «القياداتِ الفلسطينيَّةِ» أنْفسِهِمْ من البَائدينَ كياسر عرفات ومن السَّائدِينَ كمحمود عباس، عَلى حَدٍّ سِوًى، عَلى الأقلِّ بَدْءًا مِمَّا سَبَّبُوهُ منْ كوارثَ أفظَعَ جَرَّاءَ الرُّضُوخِ لتوقيعِ اتِّفَاقِيَّاتٍ هَوَانِيَّةٍ، كاتِّفَاقِ مُعَسكر داوود واتِّفَاقِيَّةِ أوسْلو، ومَا شَابَهَ ذلك، ظَانِّينَ أنَّهُمْ سَيَحْصُلُونَ عَلى مَا خَالُوهُ منِ امتيازاتٍ منْ خلالِ «بُنُودِ السَّلامِ» لِعَجْزِهِمْ عنْ حُصُولِهِمْ إيَّاهَا مِنْ خلالِ الحُرُوبِ الضِّرَامِ – وهناك من المُحَلِّلِينَ والمُعَلِّقينَ السِّيَاسيِّينَ مِمَّنْ هُمْ عَلى يَقِينٍ تَامٍّ منْ أنَّهُ لَوْ كانَ ياسر عرفات عَلى قَيْدِ الحَيَاةِ، في هذا الزَّمَانِ، الزَّمَانِ المَوَاتِ، لكانَ قدْ أوْصَلَ الشَّعْبَ الفلسطينيَّ إلى جَحِيمٍ أسْوَأَ بكثيرٍ مِمَّا يفعلُهُ الآنَ بِهِ «عُرْبَانُ» الخَلِيجِ أولئك «الآلاتُ»، بحُضُورِ «شَخْصِيَّةِ» المِهْرَجَانِ العَجِيِّ الدَّاشِرِ جارد كوشنر، صِهْرِ دونالد ترامب الهَكَّةِ الأدْشَرِ– وهناك كذاك من المُحَلِّلِينَ والمُعَلِّقينَ السِّيَاسيِّينَ مِمَّنْ هُمْ عَلى يَقِينٍ أتَمَّ منْ أنَّهُ لَوْ كانَ شارل ديغول عَلى قَيْدِ الحَيَاةِ، هو الآخَرُ الذي يُدَوِّلُ لَهُ صبحي حديدي «اليَسَارِيُّ الماركسيُّ-اللاماركسيُّ» عَلى الغِرَارِ الدِّعَائِيِّ والدِّعَاوِيِّ ذاك عَلى اعتبارِهِ بالحَرْفِ الحَدِيدِيِّ « مُحرِّرَ فرنسا من الاحتلالِ النازيِّ»، لَوْ كانَ شارل ديغول عَلى قَيْدِ الحَيَاةِ بضَمِيرٍ إنْسَانِيٍّ حَقِيقِيٍّ كضَمِيرِ نْعُوم تشومسكي، مثلاً لا حَصْرًا، لَهَزِئَ كُلَّ الهَزْءِ وكُلَّ الهُزُوءِ وكُلَّ المَهْزَأَةِ كُلِّهَا منْ هكذا تدويلٍ دِعَائِيٍّ ودِعَاوِيٍّ لشَيْءٍ لَمْ يَقُمْ بِهِ بَتَاتًا، في وَاقِعِ الأمْرِ، بَلْ قَامَ بِهِ أولئك الجُنُودُ الذينَ جُلِبُوا عَنْوَةً منْ أرْحَامِ المُسْتَعْمَرَاتِ، أيَّامَذاك، وأغلبُهُمْ كانوا منْ آنَامِ الجَزَائرِ والمَغْرِبِ، عَلى وَجْهِ التَّحْدِيدِ، أولئك الجُنُودُ الذينَ أُرْغِمُوا عَلى الخَوْضِ في غِمَارِ حَرْبٍ لَمْ يكونوا، في الأصْلِ، يُرِيدُونَ الخَوْضَ في غِمَارِهَا، منْ قريبٍ أوْ بعيدٍ، أولئك الجُنُودُ الذينَ قاتلوا النَّازِيِّينَ بِبَأْسٍ شدِيدٍ كَانَ الفَصْلَ الحَاسِمَ والفَيْصَلَ المَحْسُومَ في مَسْألَةِ «الانْتِصَارِ»، وكانَ الرَّأيُ الفرنسيُّ العَامُّ قَدْ أَجْحَفَ، عنْ قَصْدٍ وعنْ عَمْدٍ، بحَقِّهِ أيَّمَا إجْحَافٍ منْ أمَامِ كُلِّ المَدَائنِ والأمْصَارِ، أولئك الجُنُودُ الذينَ قاتلوا النَّازِيِّينَ بأشدِّ مَا أُوتُوا منْ ذلك البَأْسِ الشدِيدِ لأنَّهُمْ كانُوا قَدْ خُدِعُوا وقَدْ وُعِدُوا باسْتِقْلالِ بلادِهِمْ، في المُقَابلِ الأَعَزِّ والأغْلَى، فكانوا يقاتلونَ النَّازِيِّينَ بأشدِّ مَا أُوتُوا منْ ذلك البَأْسِ الشدِيدِ وكأنَّهُمْ كانوا يقاتلونَهُمْ منْ أجْلِ تَحْرِيرِ بلادِهِمْ، ليسَ إلاَّ (انْظُرَا، مثلاً، مَقَالَيْهِ: «المنامة: طنينُ آلِ خليفة في ورشةِ آلِ ترامب»، القدس العربي، 27 حزيران 2019؛ «اليمينُ الفرنسيُّ بينَ مطرقةِ ماكرون وسندانِ ديغول»، القدس العربي، 13 حزيران 2019). حتَّى طَاقِمُ التَّحْريرِ المَعْنِيُّونَ، طاقِمُ تَحْرِيرِ هذهِ «القدس العربي» الذينَ يدَّعُونَ باسْتِحْسَانِ «الاِستقلالِ السِّيَاسيِّ» عنْ سَائرِ الطُّيُوفِ من «اليَسَارِ» وعنْ كافَّةِ الصُّنُوفِ من «اليَمينِ» وعنْ مُجْمَلِ المَعْطُوفِ واللامَعْطُوفِ منْ رُفُوفِ أوْ منْ دُفُوفِ الـ«مَا بَيْنَ بَيْنَ»، حتَّى طَاقِمُ التَّحْريرِ المَعْنِيُّونَ هؤلاءِ، والأنْكى منْ ذلك كُلِّهِ، لا يتردَّدُونَ ولا حتَّى يتلكَّؤونَ في اسْتِنْفَارِ مَلَكَاتِ «المَوْهُوبِينَ» منْهُمْ، إنْ كانَ ثَمَّةَ بينَهُمْ «مَوْهُوبُونَ» حَقًّا، في السَّبْكِ الكلاميِّ الإعْلاميِّ المَبْتُورِ لأحْقَرِ مَا يُمْكِنُ أنْ يكونَ نَعْتًا نَمُوذَجًا للمَوْقِفِ «المَبدَئِيِّ» التَّقَلْقُلِيِّ المَسْتُورِ مَا بينَ هذا وذاك المُبْتَدأِ المُبْتَدَى ومَا بينَ هٰذاك المُنْتَهَى من السُّطورِ، ترويجًا دِعَائِيًّا ودِعَاوِيًّا جَلِيًّا لِمَا يُمْلَى عَليهِمْ من الطُّغَاةِ العُتَاةِ من «العُرْبَانِ» المُمَوِّلِينَ، وتَسْحِيجًا كِنَائِيًّا وكِنَاوِيًّا خَفِيًّا لِمَا يُتْلَى عَليهِمْ من الطُّغَاةِ العُتَاةِ من «العُرْبَانِ» اللامُمَوِّلِينَ، تَرَيَانِهِمْ (أيْ تَرَيَانِ طَاقِمَ التَّحْريرِ المَعْنِيِّينَ هؤلاءِ) يجْرُؤُونَ بالجَرَاءَةِ المُشْتَرَاةِ، إبَّانَ «الحُرُوبِ الدَّاحِسِيَّةِ والغَبْرَائِيَّةِ حَوْلَ انْبِثَاقِ الهِلالِ»، يجْرُؤُونَ عَلى شَنِّ الهُجُومِ المَنْظُومِ عَلى «العُرْبَانِ» في المَمْلكاتِ والإمَارَاتِ بالـ«آلِ» والـ«آلِ»، يجْرُؤونَ (وهُمْ، لاكْتِمَالِ المَهَازِلِ، مُصِيبُونَ) عَلى شَنِّهِ بالحِجَاجِ والتَّحَجُّجِ أنَّ هذهِ «الآلاتِ» لَمْ تَفْتَأْ تُعَجِّلُ بالخُطَى نَحْوَ ذلك «التَّطْبِيعِ» الذَّلِيلِ، ولا يتجَرَّؤُونَ، كَمَا الفِئْرَانِ، بأيِّ تَجَرُّؤٍ عَلى شَنِّهِ، في المُقَابِلِ الأنْكَى، عَلى «الآلاتِ» من «العُرْبَانِ» في الدُّويْلاتِ بالذَّوَاتِ وهُنَّ «المُطَبِّعَاتُ» الأُولَيَاتُ، بلا مُنَازِعٍ، معَ تلك الدُّوَيْلَةِ التي يَدْعُونَهَا «إسرائيل». كَمَا نَوَّهَتْ إحدى المُعَلِّقَاتِ الفَطِينَاتِ عَمَّا مَعْنَاهُ هُنَا، لا أظنُّ أنَّ هناك «مُحَلِّلاً سِيَاسِيًّا»، أوْ «كاتبًا صِحَافِيًّا»، عربيًّا شريفًا في أيِّ طَاقِمِ تَحْرِيرٍ عربيٍّ لأيَّةِ صَحِيفةٍ رَسْمِيَّةٍ عربيَّةٍ، حتَّى لَوْ شَهِدَتْ كلُّ مَعَاشِرِ الإِنْسِ والجِنِّ عَلى «شَرَفِهِ»، من المَسْجِدِ الحَرَامِ إلى المَسْجِدِ الأقْصَى – والافتتاحِيَّاتُ منْ طَاقِمَ التَّحْريرِ المَعْنِيِّ اللواتي تَدُلُ عَلى هذا التَّنْوِيهِ بالبُرهَانِ القَطْعِيِّ أيَّمَا تَدْلِيلٍ لا تُعَدُّ ولا تُحْصَى!

وفي الأخيرِ، تستمرُّ أمريكا ترامب في الالتذاذِ باللَّعِبِ اللامرئيِّ معَ إيرانَ الخامنئي (لا الخميني، كما يغرِّدُ المَسْطُولُ الأوَّلُ)، تستمرُّ أمريكا في تلعيبِ إيرانَ عَلى أحبالٍ لامرئيَّةٍ كذاك ثَمَنًا لتَسْلِيمِ الأولى الأخيرةَ العراقَ «عَلى طَبَقٍ منْ ذَهَبٍ، أوْ منْ فِضَّةٍ»، كمَا يَحْلَوْلِي للكثيرِ من المُحَلِّلِينَ السِّيَاسِيِّينَ والكَتَبَةِ الصِّحَافِيِّينَ استعْمَالُ هذا التعبيرِ العُبُودِيِّ قلبًا وقالبًا. وهذا الالتذاذُ باللَّعِبِ اللامرئيِّ، ها هُنا، إنْ هو إلاَّ شكلٌ من أشكالِ النُّزوعِ إلى التلاعبِ بالتباسيَّةِ الدالِّ اللاواعي، كأمرٍ مقضيٍّ، نزوعٌ من العسيرِ جدًّا فَصْلُهُ فَصْلاً كُلِّيًّا عنْ جِنسانيَّةِ كلٍّ من الملتذِّ اللاعبِ والملتذِّ الملعوبِ بهِ (ترامب والخامنئي، والحالُ هذهِ، على الترتيبِ)، نزوعٌ سمَّاهُ المُحَلِّلُ النفسانيُّ الفرنسيُّ جاك لاكانُ تسميةً بالنَّحْتِ المُركَّبِ Jouissance، باللغةِ الفرنسيَّة، وسمَّيتُه، بدوري، تسميةً بالنَّحْتِ المُركَّبِ «الرَّعِبُ»، باللغةِ العربيَّةِ، لكي يوحيَ بكُلٍّ منْ دلالةِ «الرَّعْشَةِ» ودلالةِ «اللَّعِبِ» في آنٍ واحدٍ – وكأنَّ ترامب والخامنئي، بالتعبيرِ النفسانيِّ الصَّريحِ، يمارسَان الجنسَ الذُّهَانِيَّ ممارسةً «رَعِبِيَّةً» عَلى الطريقةِ الإنجيليَّةِ-الصَّفويَّةِ (الشِّيعِيَّةِ)، لأنَّ منْ مقتضيَاتِ هذا الالتذاذِ باللَّعِبِ اللامرئيِّ أنْ يشتدَّ الانجذابُ الجنسيُّ الذُّهَانِيُّ كلَّمَا احتدَّ العداءُ (المرئيُّ) بينَ الملتذِّ اللاعبِ والملتذِّ الملعوبِ بهِ، تمامًا كمَا ينعتُ عَلَنًا كلٌّ من المَعْنِيَّيْنِ الآخرَ نَعْتًا تكفيريًّا استهجانيًّا بـ«الشَّيطانِ الأكبرِ»، أوْ بـ«الشَّيطانِ الأعظمِ»، وكلٌّ في الآنِ ذاتِهِ يلتذُّ التذاذًا «رَعِبِيًّا» بما يكتسبُهُ اكتسابًا ماديَّا و/أو معنويًّا منْ جرَّاءِ ذلك كلِّهِ، في آخرِ المَطافِ (كاجتياح إيرانَ لأربعٍ من العواصمِ العربيَّةِ حتَّى الآن، ومكتسباتُ أمريكا منْ «صَفقَتِهَا» لمْ تعدْ خافيةً على أحدٍ). وفي الأخيرِ، من جهةٍ أخرى، تستمرُّ أمريكا ترامب في الالتذاذِ باللَّعِبِ المرئيِّ معَ تركيا أردوغانَ، تستمرُّ أمريكا في تلعيبِ تركيا عَلى أحبالٍ مرئيَّةٍ كذاك ثَمَنًا لتَنْدِيبِ الأولى الأخيرةَ على شمالِ سوريا إشباعًا لمآربِهَا التوسُّعيَّةِ، ولتَسْخيرِهَا منْ ثمَّ الأغلبَ و«الأقوى» منْ فصائلِ المعارضةِ السوريَّةِ، ولتَحْويلِهَا فضلاً عنْ ذلك كلِّهِ إلى فصائلَ مرتزقةٍ مأجورةٍ لا تختلفُ، منْ حيثُ المبدأُ الهمجيُّ والبربريُّ، عن «الكتائبِ الحَميدِيَّةِ» حينذاك، فصائلَ مرتزقةٍ مأجورةٍ لا تستخدمُها تركيا أردوغانَ القوميِّ الفاشيِّ منْ أجلِ تحريرِ الشَّعبِ السُّوريِّ منْ إجرامِ النظامِ الأسديِّ الطائفيِّ الفاشيِّ، هو الآخَرُ، بلْ منْ أجلِ القضاءِ على الشعبِ الكرديِّ بدلاً منهُ، بدءًا منْ وَحَدَاتِ الحزبَيْنِ الكرديَّيْنِ الشهيرَيْن، الأصلِ «حزبُ العمالِ الكردستانيِّ» PKK، والفرعِ «حزبُ الاتحادِ الديمقراطيِّ» PYD، ذينك الحزبَيْنِ اللذين لا ينيَانِ يقُضَّانِ مضجعَ «السلطانِ العثمانيِّ الجديدِ» في اليَقَاظِ وفي المنام – الجِمَاعُ الجنسيُّ بينَ ترامب وأردوغانَ، هَا هُنا، لا يحيدُ عنْ سَابقهِ كثيرًا (خصُوصًا وأنَّ الأوَّلَ مشهُورٌ بصِفَتِهِ «هَبِّيشَ» إباحيَّاتٍ من الدرجةِ الأولى)، الجِمَاعُ الجنسيُّ بينَهُمَا لا يحيدُ كثيرًا خَلا أنهُ جِمَاعٌ عُصَابيٌّ يمارسُهُ الاِثنانِ ممارسةً «رَعِبِيَّةً» عَلى الطريقةِ الإنجيليَّةِ-العثمانِيَّةِ (السُّنِّيَّةِ)، نظرًا لأنَّ هذا الالتذاذَ باللَّعِبِ المرئيِّ لا يقتضي احتدادَ العداءِ (المرئيُّ) بينَ الملتذِّ اللاعبِ والملتذِّ الملعوبِ بهِ، في هذهِ الحَالِ. والطُّغاةُ العُتاةُ المُصْطَنَعُونَ من «العُرْبَانِ» و«العَرَبِ» و«المُسْتَعْرِبينَ»، طُغاةُ التهدُّمِ لا التقدُّمِ، منْ طرفِهِمْ، ليسَ لهُمْ إلاَّ أنْ يمارسُوا الجِمَاعَ الذُّهَانِيَّ و/أو العُصَابيَّ فيمَا بينَهُمْ ممارسةً «رَعِبِيَّةً» مرئيَّةً و/أو لامرئيَّةً عَلى الطريقةِ الوَهَّابِيَّةِ السَّلَفِيَّةِ أو الخَلَفِيَّةِ (المُحْدَثَةِ)، حَسْبَمَا يَنْتَوِيهِ حَالُ التظاهُرِ بـ«العَداوةِ»، تارةً أولى، وحَسْبَمَا يَبْتَنِيهِ حَالُ التَّمَظْهُرِ بـ«الصَّداقةِ»، تارةً أخرى. بَيْدَ أنَّهُمْ، رغمَ ذٰلِكَ ٱلْغَبَاءِ ٱلْقَهْرِيِّ ٱلْتَّكْرَارِيِّ الذي يتَّصِفُونَ بهِ جَميعًا، ولا رَيْبَ فيهِ، بَيْدَ أنَّهُمْ مُخْلِصُونَ بـ«الذَّكَاءِ» المُقَابلِ كُلَّ الإخلاصِ لِمَا يَرْمِي إليهِ بيتُ المتَنَبِّي المُغَمَّسُ بإكْسِيرِ الخُلُودِ: «وَمِنَ العَداوَةِ مَا يَنَالُكَ نَفْعُهُ / وَمِنَ الصَّدَاقَةِ مَا يَضُرُّ وَيُؤْلِمُ». وليسَ لهُمْ، في ذاك، منْ كُلِّ هذا التَّجامُعِ الذُّهَانِيِّ و/أو العُصَابيِّ، وليسَ لهُمْ منْ كلِّ هذا التظاهُرِ بـ«العَداوةِ»، أوْ منْ كلِّ هذا التَّمَظْهُرِ بـ«الصَّداقةِ»، سوى التَّسَانُدِ واالتَّعَاضُدِ الجِمَاعِيَّيْنِ الحَمِيمَيْنِ فيمَا بينَهُمْ سَعْيًا وَرَاءَ الاِبتكارِ اللاإنسانيِّ واللاأخلاقيِّ، لا بلْ سَعْيًا وَرَاءَ الاِبتكارِ مَا دُونَ-الحَيَوانيِّ ومَا دُونَ-البهيميِّ، لأحدثِ الأسَاليبِ وأنجعِهَا وأكثرِهَا دَمَويَّةً ووَحْشِيَّةً وحُوشِيَّةً وبربريَّةً منْ أجلِ القَمْعِ والسَّحْقِ «النِّهَائِيَّيْنِ» لكلِّ ثَوَرَانٍ شَعْبِيٍّ يهدِّدُ وُجُودَهُمْ ويَهُزُّ كِيَانَهُمْ ويُقَوِّضُ عُروشَهُمْ، في أيِّ صُقْعٍ منْ أصْقَاعِ هذا العَالَمِ العَرَبيِّ الرَّثِيمِ – فالطاغيةُ المصطنَعُ عبد الفتاح السيسي، من جَانِبِهِ، يُضَاعِفُ منْ حَالاتِ الاعتقالِ والإخْفاءِ القَسْرِيِّ والقتلِ الفُجَائيِّ بالعَشَرَاتِ وبالمئاتِ، بلا توقُّفٍ، وبالأخَصِّ بعدَ أنْ لَقِيَ الرئيسُ الأسبقُ محمد مرسي حَتْفَهُ وهو في قفصِ الاتَّهَامِ، ذلك الحَتْفَ الذي سَيَبْقَى وَصْمَةَ عَارٍ وخِزْيٍ في جَبِينِ هذا النظامِ السيسيِّ الفاشيِّ إلى أنْ يأتيَ آنُ زَوَالِهِ بسَواعِدِ المصريَّاتِ والمصريِّين، لا مَحَالَ – والطاغيةُ الأكثرُ اصْطناعًا بشار الأسد، منْ طرفِهِ، يُوَاصِلُ، بالسِّلاحِ والعَتادِ الرُّوسِيًّيْنِ جَوًّا والإيرانيَّيْنِ برًّا، يُوَاصِلُ التفنُّنَ، دُونَمَا انقطاعٍ، في ارتكابِ المَجَازرِ تلوَ المجَازرِ في الشَّمَالِ والشَّمَالِ الغربيِّ منْ سُوريا، ووَسْطَ صَمتٍ قُبُوريٍّ في كلٍّ من العَالَمِ الغربيِّ «الديمقراطيِّ» والعَالَمِ الشرقيِّ الأوتوقراطيِّ، ووَسْطَ بُزوغِ إرهَاصَاتٍ من الثَّوَرَانِ الشَّعْبِيِّ هُنَا وهُناكَ رَغْمَ كُلِّ ذلك – وثَمَّةَ قتلٌ في ليبيا اللَّهِيفَةِ بالجُملةِ منْ لَدُنِ الحَفْتَرِيِّينَ، وثَمَّةَ قتلٌ وقتلٌ في اليَمَنِ «اللاسعيدِ» بالجُملةِ والمُفَرَّقِ منْ قِبَلِ الحُوثِيِّينَ، وثمة قتلٌ وقتلٌ وقتلٌ في غزَّةَ الحَزينةِ حتَّى بالوصَايةِ المُثْلَى، وبالوصَايةِ اللامُثْلَى، وعلى أيْدِي الإسْرَائيليِّينَ وألْسِنَةِ العَبَّاسِيِّينَ المُنَسِّقِينَ الأمْنِيِّينَ الفَتْحَاوِيِّينَ القادمينَ من أوْسَاطِ «اليَسَارِيِّينَ الماركسيِّينَ» و«اليَسَارِيِّينَ اللاماركسيِّينَ» و«اليَسَارِيِّينَ الماركسيِّينَ-اللاماركسيِّينَ»، إلى آخرِهِ، إلى آخِرِهِ.

مَرَّةً أُخْرَى، يُعْجِبُنِي كثيرًا كُلُّ شَيْءٍ، وآنَ الآنَ للحَقِّ عَلى شَفِيرِ هذا «الشِّقِّ» أنْ يُقَالَ، يُعْجِبُنِي كثيرًا كُلُّ شَيْءٍ من اليَسَارِ الماركسيِّ الحَقِيقِيِّ الحَقِيقِ في الآلِ والمَآلِ، خَلا، حَقًّا، أيِّ شَيْءٍ يَتَشَيَّأُ بالقُوَّةِ، دَعْكُمَا مِنْ تَشَيُّئِهِ بالفِعْلِ، عنْ أولئك الزَّاعِمِينَ والمَزْعُومِينَ عَليهِ منْ سَائِرِ الاِزدواجِيِّينَ والاِنتهازيِّينَ والاِنهزاميِّينَ والاِنكسارِيِّينَ والاِنكشارِيِّينَ، ومنْ سَائِرِ أمْثَالِهِمْ كذاك، بطبيعةِ الحَالِ. ولا أسْفَلَ، لا أسْفَلَ، منْ هؤلاءِ، ولا أفْسَلَ، لا أفْسَلَ، منْهُمْ (ومنهُنَّ، تَبْعًا بالإيحَاءِ والإيمَاءِ) سِوَى أولئك «المُتَمَرْكِسِينَ» و«المُتَمَرْكِسَاتِ»، أولئك «المُتَأَدْلِجِينَ» و«المُتَأَدْلِجَاتِ»، أولئك المُتَذَبْذِبِينَ والمُتَذَبْذِبَاتِ تَذَبْذُبًا ليسَ ثَمَّ بَعْدَهُ، وليسَ ثَمَّ قَبْلَهُ، منْ تَذَبْذُبٍ في المُنَاوَرَاتِ وفي المُحَاوَرَاتِ وفي المُؤَازَرَاتِ بَيْنَ أنْجَاسِ النظامِ الطُّغْيَانيِّ العُرْبَانِيِّ والعِبْرَانِيِّ والغُربَانيِّ وأذْنَابِهِمْ وبَيْنَ أرْجَاسِ الظَّلامِ «الإسلاميِّ» والإيرانيِّ والعُثْمَانِيِّ وأرْبَابِهِمْ – هذا إنْ لَمْ نَقُلْ أيَّ شيءٍ آخَرَ عنْ سَفَالَتِهِمْ وسَفَالَتِهِنَّ وعنْ فَسَالَتِهِمْ وفَسَالَتِهِنَّ، وهُمْ يتشدَّقُونَ وهُنَّ يتشدَّقْنَ بعباراتِ «النقدِ الثوريِّ البَنَّاءِ والعَمَّادِ» وعباراتِ «النقدِ الثوريِّ النَّصَّاحِ والجَدَّادِ»، و«الحَرْبُ مَسْألَةُ القَطِيعِ لِمَنْ يَدُكُّونَ الجِيَادَ»، و«الحَرْبُ خَاتِمَةُ الجُنُونِ، وَبِالجُنُونِ يُحِيلُهَا السِّمْسَارُ مَائِدَةَ الجَرَادِ»، و«طَبِيعَةٌ ثَكْلَى، وَإرْمٌ لا تَقِرُّ بِمُسْتَقَرٍّ أوْ عِمَادٍ»، ومَا إلى هذا مِنْ صَخْرَةٍ في وَادٍ، ومَا إلى ذاك مِنْ حُفْرَةٍ في مِهَادٍ!

[انتهى القسم الثاني عشر والأخير من هذا المقال، وليس الآخر]

*** *** ***

بلفاست، 19-29 حزيران 2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عزيزي الكاتب القدير غياث المرزوق خالص التحية
سليم نبهان ( 2019 / 7 / 3 - 13:22 )
عزيزي الكاتب القدير غياث المرزوق خالص التحية والتقدير والاحترام .
صدقا في كل مرة أقرأ مقالا جديدا خطه قلمك الحر تعجز كلماتي عن التعبير عن روعته وعمقه والجزء الأخير 12 ختامها مسك بكل معنى الكلمة في الكمية والكيفية فلا يسعني في هذه الزاوية إلا أن أقول أيضا بنفس الإعجاب وأكثر منه.
مقال رائع بكل معنى الكلمة في العمق بالتحليل السياسي النفسي والمعلومات الثرة والأسلوب الأدبي المتميز.
مقال يحتاج إلى قراءة متأنية ومتعمقة أكثر من مرة حتى يدخل في الذهن ويتبين من روعته وعمقه.
شكراً لك ولكلّ الأقلام الحرة وفي مقدمتها قلمك الحر الذي يدافع بلا هوادة أو كلل عن كبرياء كرامة الانسان العربي.
شكراً لقلمك الحر والمقدام الذي لا يهادن ولا يتوانى بأي شكل في فضح شرور الطغيان ورذيلة الطغاة المعتوهين.
نعم إنه قرار الشعوب في التغيير الثوري وليس قرار أي قيادة ثورية تحاول أن تمتطي الشعوب.
المجد كل المجد للأقلام الحرة والمقدامة والشجاعة حينَ تصطفُّ هكذا مع الشعوب ضدّ الطغاة.
والعار لكل المنافقين والانهزاميين والانتهازيين الذين اصطفوا مع الطغاة فسحقاً لهم ولطغاتهم.
خالص الود والتقدير والاحترام
سليم نبهان - السويد


2 - 2-عزيزي الكاتب القدير غياث المرزوق خالص التحية
سليم نبهان ( 2019 / 7 / 3 - 16:15 )
فاتني أن أذكر إلى جانب روعة مقالات الأخ غياث في المضمون والشكل.
هناك لمحات من روح الفكاهة الجميلة تتخللها من وقت لآخر وهي تضيف إليه جمالا خاصا يمزج بين عمق التحليل السياسي النفسي وجديته الصارمة وومضات روح الدعابة الجميلة التي تقوم بعامل الترويح عن النفس المشبعة بالاستدلال المنطقي وبغزارة المعلومات.
خالص الود والتقدير والاحترام
سليم نبهان - السويد


3 - مقالات رائعة حقا وفي الصميم حقا أتابعها بتشوق دائم
باسمة العيد ( 2019 / 7 / 3 - 16:26 )
مقالات رائعة حقا وفي الصميم حقا أتابعها بتشوق دائما
كالعهد بالأخ غياث المرزوق هذه مقالات رائعة حقا وفي الصميم حقا أتابعها بتشوق دائما خاصة بوقوفها الحاسم مع إرادة الشعب وبتشريحها للمختبئ بين السطور في مقالات الصحفيين العرب المتذبذين
مقالات متألقة تكشف بالبرهان الأكيد عن الأخطاء في التفكير الثوري عند المحللين المختصين وعلى رأسهم أساتذة جامعات ماركسيين لا يهمهم غير نخبة معينة من الشعب تترأس بعض الأحزاب والتنظيمات ويزعمون أنهم يساندون الشعب الذي هو الذي يقوم بالثورة ويضحي بالأرواح من أجلها
مقالات بالتأكيد سوف تغير مجرى التفكير عند الكتاب العرب خاصة ياللي ما زال فيهم ضمير
كل التقدير والشكر والثناء للكاتب المتميز غياث المرزوق المحترم


4 - تحية أوجهها من الأعماق للأخ غياث المرزوق بشكل خاص
أسعد ميقاتي ( 2019 / 7 / 4 - 02:12 )
تحية أوجهها من الأعماق للأخ غياث المرزوق بشكل خاص كاتب المقال قسم (12) الموزون بالكلمة والحرف بدقة متناهية والكاشف والفاضح بالدليل الموثق لتحنط الكتاب الاشتراكيين العرب مثل الأشقر ولتذبذب الكتاب الصحفيين والسياسيين العرب أيضا خاصة أسرة تحرير جريدة القدس العربي بين شن الهجوم بالأجرة على الطغاة الخليجيين في الإمارات والسعودية والنفاق للطغاة الخليجيين الآخرين في دول الخليج الصغيرة مثل قطر مع أنها على علاقات حميمة مع الدولة الصهيونية وراء الكواليس قبل كل الدول التي يهاجمونها بالأجرة. كحال الأقسام (11) ، (10) ، (9) وما سبقها ، هذا المقال الثوري المليء بالمعلومات المنورة والنقدي السياسي النفسي باالفعل موزون حرفا حرفا بدقة متناهية على خلاف ونقيض ما أقرا الكثير الكثير من مقالات الكتاب (او الكتبة) في هذه الايام وفي (أفضل) الجرائد والمجلات والدوريات العربية!!!


5 - والله صدقت يا أخونا الكريم غياث المرزوق في كل حرف
شيماء محجوب – السودان ( 2019 / 7 / 4 - 15:12 )
والله صدقت يا أخونا الكريم غياث المرزوق في كل حرف تقوله من كلامك الدرر والجواهر والتحليل السياسي النفسي العميق والفصاحة اللغوية الفائقة
وبمناسبة تعليق الأخت باسمة العيد عن أستاذ الجامعة “الماركسي” أتذكر ردي على المعلق الذي مدحه:
المعلق siddig awad الأكاديمي “الماركسي” التقليدي الذي تتكلم عنه لا يهمه الشعب المقهور أبدا و لكن يهمه نخبة معينة من الشعب تترأس بعض التنظيمات والأحزاب ويدعي أنه يقف بجانب الشعب المقهور
وأتذكر أيضا تأييد المعلقين لكلامي وأحدهم قال أشياء مهمة جدا بأن المشكلة في هؤلاء الاكاديميين “الماركسيين” التقليدين الذين يدعون الاشتراكية والشيوعية المحنطة بتعبيرهم هي انهم دائما يعتقدون ان تحليلاتهم للثورات العربية هي الصح والباقي
إلى الأمام بهذا التألق يا أخونا الكريم غياث المرزوق المحترم
شيماء محجوب – السودان


6 - والله صدقت يا أخونا الكريم غياث المرزوق في كل حرف
شيماء محجوب – السودان ( 2019 / 7 / 4 - 16:41 )
أعيد تعليقي مرة ثانية لأن بعض العبارات لم تثبت:
والله صدقت يا أخونا الكريم غياث المرزوق في كل حرف تقوله من كلامك الدرر والجواهر والتحليل السياسي النفسي العميق والفصاحة اللغوية الفائقة
وبمناسبة تعليق الأخت باسمة العيد عن أستاذ الجامعة “الماركسي” أتذكر ردي على المعلق الذي مدحه:
المعلق siddig awad الأكاديمي “الماركسي” التقليدي الذي تتكلم عنه لا يهمه الشعب المقهور أبدا و لكن يهمه نخبة معينة من الشعب تترأس بعض التنظيمات والأحزاب ويدعي أنه يقف بجانب الشعب المقهور
وأتذكر أيضا تأييد المعلقين لكلامي وأحدهم قال أشياء مهمة جدا بأن المشكلة في هؤلاء الاكاديميين “الماركسيين” التقليدين الذين يدعون الاشتراكية والشيوعية المحنطة بتعبيرهم هي انهم دائما يعتقدون ان تحليلاتهم للثورات العربية هي الصح والباقي كله غلط وينسون ان هذا النوع من التفكير هو قمة التفكير والتكفير عند السلفيين والاصوليين المتعنتين
إلى الأمام بهذا التألق يا أخونا الكريم غياث المرزوق المحترم
شيماء محجوب – السودان


7 - الأخ غياث المرزوق: نعوم تشومسكي نفسه يؤكد كلامك-1
وداد الصفدي ( 2019 / 7 / 4 - 16:46 )
الأخ غياث المرزوق: نعوم تشومسكي نفسه يؤكد كلامك-1
الأخ الكريم غياث المرزوق: مقتطفات من آخر مقابلة أجرتها أمس (3/7/2019) منظمة الأنباء غير الربحية (الحقيقة للعيان) Truthout مع واحد من أبطالك الفكريين نعوم تشومسكي تحت تصريحه بأن (سياسة ترامب الخارجية تدعّم التحالف العالمي بين قادة اليمين) تؤكد كلامك بخصوص علاقة الالتذاذ اللعبي بين غرور ترامب واستجابة إيران. وهذا كلام تشومسكي حرفيا:
Trumps foreign policy a deadly farce that is consolidating the global alliance of right-wing leaders… This is a man, after all, who dismisses the analyses of his massive intelligence system in favor of “Fox and Friends,” where everyone tells him how much they love him…
It follows that any treaty´-or-agreement reached by predecessors (particularly the despised Obama) is the worst deal in history, which will be replaced by the Greatest Deal in History negotiated by the most accomplished deal-maker of all time and greatest American president…
كل المحبة ودمت بخير
وداد الصفدي-فلسطين


8 - الأخ غياث المرزوق: نعوم تشومسكي نفسه يؤكد كلامك-2
وداد الصفدي ( 2019 / 7 / 4 - 16:49 )
تابع المقتطف من كلام تشومسكي:
Reagan was learning about the world from movies, and was so mesmerized that he even came to believe that he had taken part in the liberation of Nazi concentration camps… All of this tells us something about modern politics. But Trump can’t be compared to Reagan, any more than farce can be compared to tragedy, to paraphrase Marx.
The most dangerous foreign policy crisis is the conflict with Iran, which has been deemed the source of all evil. Iran must end its “aggression” and become a “normal country” –like Saudi Arabia, which is making rapid progress in Trump’s fantasy world… The charges against Iran resonate through the media echo chamber with little effort to assess the validity of the accusations –which hardly withstand analysis. Whatever one thinks of Iranian international behavior, by the miserable standards of US allies in the region –not to speak of the US itself– it is not much of a competitor in the rogue state derby.
كل المحبة
وداد الصفدي-فلسطين


9 - الأخ غياث المرزوق: نعوم تشومسكي نفسه يؤكد كلامك-3
وداد الصفدي ( 2019 / 7 / 4 - 16:51 )
تابع المقتطف من كلام تشومسكي:
The US uses its enormous economic power to compel others to obey its dictates.
With regard to Iran, the only question that arises is whether the victim will respond in some way, maybe by “violating” the agreement that the US has demolished, maybe by some other act. And if it does, it will be deemed to deserve brutal punishment.
Analysts try to detect some strategy behind the US assault on Iran, another exercise in futility. It’s easy enough to detect the goals of the thugs surrounding Trump: to smash the miscreant from a safe distance, so that it isn’t costly. And damn the consequences. Trump sees it differently. Whether he called off a military strike because of his compassion for 150 victims, who knows? The only evidence comes from a source that is not credible. But it seems clear that he doesn’t want a war, which would spoil all the fun and games that he is so greatly enjoying, and would harm his electoral prospects...
كل المحبة
وداد الصفدي-فلسطين


10 - الأخ غياث المرزوق: مقتطفات من آخر تقرير الـ BBC
وداد الصفدي ( 2019 / 7 / 5 - 12:38 )
الأخ غياث المرزوق: أورد هنا مقتطفات من آخر تقرير الـ BBC عن استمرار الاحتجاجات في السودان تحت العنوان: Military and opposition agree power-sharing deal، حتى بعد -الاتفاق- بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير:
The TMC agreed with the FFC to share power until elections can be held, and to rotate control of the sovereign council for at least 3 years, first the military for 18 months and then the civilians for the remaining period.
Just days before the deal, vast crowds took to the streets to demand that the TMC hand power to a civilian-led administration (7 killed, 181 injure). Protesters definitely wanted much more from the deal and many are sceptical about the details. Because until 30 June, the TMC has shown brutality against protesters, A sticking point for them is that the military will choose the leader of the sovereign council first. Yet an ongoing internet blackout in the country means many people do not yet know this and other details of the deal!
كل المحبة
وداد الصفدي-فلسطين


11 - أتقدم بخالص الشكر والتقدير للأخت وداد الصفدي
سليم نبهان ( 2019 / 7 / 5 - 13:10 )
أتقدم بخالص الشكر والتقدير للأخت وداد الصفدي من فلسطين.
على إيرادها لآخر المعلومات عن الوضع في السودان خاصة عن استمرار الاحتجاجات والمظاهرات حتى بعد توصل المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية إلى (الاتفاق) المهلهل على تداول السلطة.
وهذا يؤكد كما أكد الأخ غياث المرزوق مرارا بأن مشيئة الشعب السوداني العظيم هي التي تقرر القرار الأول والأخير وهي التي تتحكم بمجريات الأمور مهما حاولت ذلك أي جهة عسكرية أو مدنية.
نعم اطلعت على هذا التقرير لتوي وبالفعل صدر عن منشورات الإذاعة البريطانية BBC منذ دقائق.
خالص الود والتحية.
سليم نبهان - السويد


12 - تحية شكر وتقدير خاصة للأخ غياث المرزوق على مقاله-1
ثائر المقدسي ( 2019 / 7 / 5 - 21:07 )
تحية شكر وتقدير خاصة للأخ غياث المرزوق على مقاله الجديد القسم (12) والأخير وقد تألق في التحليل السياسي النفسي مضمونا وشكلا بكل المعايير والحق يقال...
وتحية شكر خاصة أيضا للأخت الرئعة وداد الصفدي على ذكرها لآخر لآخر ما جاء في مقابلة تشومسكي ولآخر المستجدات في السودان تأكيدا لكلام الأخ غياث في الحالتين... وبالمناسبة دكتورة وداد نشرت جريدة القدس العربي قبل قليل المنشور الذي نشرته شبكة الأنباء الأمريكية CNN بعنوان «السودان: المعارضة تنظم لقاءات جماهيرية‎ لشرح اتفاق الخرطوم» لترويج مصداقية «الاتفاق» بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير وقد كتبت ملاحظاتي على المنشور هناك لحظتها ما يلي...
[للحديث بقية]...


13 - تحية شكر وتقدير خاصة للأخ غياث المرزوق على مقاله-2
ثائر المقدسي ( 2019 / 7 / 5 - 21:12 )
[تابع للحديث أعلاه]...
تحية شكر وتقدير خاصة للأخ غياث المرزوق على مقاله الجديد القسم (12) والأخير وقد تألق في التحليل السياسي النفسي مضمونا وشكلا بكل المعايير والحق يقال...
وقد كتبت ملاحظاتي على المنشور المذكور هناك لحظتها ما يلي...
هذا الاتفاق الخلبي بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتحرير لا تريده الأغلبية الساحقة من الشعب السوداني.... والصورة المنشورة هي الصورة التي تستخدمها وكالات الأنباء الغربية خاصة الـ CNN من أجل ترويج رضاء الشعب السوداني بالاتفاق الذي يقضي بمرحلة انتقالية مدتها أكثر من ثلاث سنوات بقليل، تتسلم المؤسسة العسكرية قيادة المجلس السيادي لمدة 18 شهرا (أو 21 شهرا، بحسب الـ CNN)، ووُعدت قيادة قوى الحرية والتغيير بقيادة المجلس السيادي لمدة 18 شهرا آخر... علما بأن الكثير من الشعب الذين يعرفون بهذا القرار متخوفون من استلام السلطة من قبل العسكر أولا... وهناك الكثير الكثير من الشعب أيضا لا يعرفون أي شيء عن القرار بسبب من انقطاع خدمات الشبكة الدولية في البلاد... فاسمعوا وعوا أيها الانتقائيون المقلدون من نشر ما ينشر نشرا ترويجيا في الغرب... !!!


14 - للتنويه: فيصل القاسم لم يتوقف عن ذبذباته في مقاله
ثائر المقدسي ( 2019 / 7 / 6 - 17:45 )
فقط للتنويه: فيصل القاسم لم يتوقف عن ذبذباته في مقاله الأخير...
[إسرائيل تظاهرت بدعم الثورة السورية ثم حمت النظام من السقوط]...
فيصل القاسم لم يتوقف عن ذبذباته ومراوغاته التي صارت مكشوفة لأغلبية القراء العرب خاصة في هذا الوقت الإلكتروني الذي ما عاد يستطيع أي إعلامي أو صحفي عربي مهما كانت قدرته أن يخفيها بأي شكل...
في مقاله الأخير فيصل القاسم نازل تهجم على النظام والمعارضة كلهم بسبب عمالتهم لإسرائيل... كل الناس صارت الآن تعرف هذه النغمة بأن النظام والمعارضة كلهم عملاء لإسرائيل... هذه النغمة صارت قضية مفروغ من أمرها... لكن فيصل القاسم الجبان بنفس الوقت لا يجرؤ إطلاقا على التكلم ولو بالإشارة (للبيب) عن حقيقة أن أكبر عميلة لإسرائيل من وراء الكواليس هي قطر التي يشتغل فيها من زمان والتي مَلْيَن بالريالات القطرية من ورائها... !!!


15 - صدقت بالحق يا أخونا الكريم ثائر المقدسي في كل حرف
شيماء محجوب - السودان ( 2019 / 7 / 7 - 13:11 )
صدقت بالحق يا أخونا الكريم ثائر المقدسي في كل حرف تقوله عن الاتفاق في الحقيقة المرة
يعني هذا الاتفاق الذي أغلب الشعب السوداني لا يعرف به بسبب انقطاع الإنترنت يعني أنه تم غصبا عن إرادة الشعب السوداني بأغلبه
واضح كوضوح الشمس كما نرى الآن أنهم يعربون عن نواياهم الخادعة : كل من المجلس العسكري الانقلابي وقيادة اعلان الحرية والتغيير يحاول سرقة الثورة السودانية المجيدة على طريقته الخاصة!!؟؟
شيماء محجوب - السودان


16 - سلمت لنا وسلم يراعك يا غياثنا الفذ على القسم 12
آصال أبسال ( 2019 / 7 / 7 - 15:03 )
مقال في منتهى الروعة وغاية في عمق التحليل السياسي النفسي والأسلوب الأدبي المتميز والمتألق كعهدنا بك والقسم الأخير 12 ختامها مسك بالفعل كما نُوّه.. وتأكيدا على تحذيراتك من ثنائية ”الاتفاق“ الشهير بين المجلس العسكري السوداني وقيادة قوى الحرية والتحرير خاصة من استلام السلطة من قبل المجلس العسكري بالأول.. نشر في صحيفة الـWP آخر مقال آدم تايلر وكلير باركر بعنوان: Sudan may follow a perilous Arab Spring playbook: The strongman falls, his allies remain، وهو يتساءل في صحة هذا الاتفاق الذي استقبله بعض الناس بتفاؤل فاتر فيه قلق وتخوف خاصة من دور العساكر في السلطة كتكرار لما سبق في مصر وليبيا واليمن بأن ”يسقط“ الأقوياء ويخلفهم حلفاؤهم.. فالتظاهر بـ“حماية” الثورة من قبل العساكر وهم الأقوى في السلاح يعني التحكم بمسارها كما يريدون في المستقبل لا كما تريد الثورة.. حتى في تونس استعاد رجال النظام السابق نفوذهم السياسي وكان المحتجون والمحتجات في السودان يعون الدروس الماضية والتخوف الأكبر هو من حميدتي مجرم الحرب في دارفور الذي اتهمت قواته الجنجويد بارتكاب المجزرة المشار إليها في مقالك أكثر من مرة.. !!


17 - بورك الأخ غياث المرزوق على المقال الجديد قسم 12
منتهى النواسي ( 2019 / 7 / 8 - 16:52 )
بورك الأخ غياث المرزوق على المقال الجديد قسم 12 الأخير وحقا بالختام المسك حيث بلغ قمة الرقي في التعبير السياسي الأدبي ؛ إضافة إلى تعمقه الأكثر في أغوار المخفي من الجوانب النفسية وتعريته لأمراض نفسيات الحاكمين المستبدين العرب والعربان ورذائلهم وفظائعهم ومؤامراتهم مع أسيادهم الأجانب على الشعوب العربية ؛ إضافة أيضا إلى تعريته للكتاب العرب المنافقين وهم يتذبذبون بين الهجوم المأجور على بعض الحاكمين بالإمارات والسعودية وغيرن والسكوت عن الأخرين بقطر والكويت وغيرن ؛ وأسوأ الكتاب المنافقين المذبذبين هم من أسرة القدس العربي للأسف ؛ وبالنسبة للثورة الشعبية في السودان الآن واضح أن الاتفاق الزائف بين المجلس العسكري الانتقالي و”قوى إعلان الحرية والتغيير” مرفوض من أغلب الشعب ؛ وتحذير الأخ غياث من ثنائية الاستفراد بالتفاوض ما عدا بقية أطراف الشعب السوداني جاء في مكانه ؛ البرهان ومجرم الحرب (حميدتي) كل همن الآن وقف المظاهرات والتحكم بمصير البلاد لكن مهما حاولوا بحيلن إرادة الشعب لن تموت وإذا الشعب قال أقال حقا ؛
بورك الأخ الأستاذ الدكتور غياث المرزوق المحترم ويسلم لنا دائما في هيدا المنبر الحر !!!


18 - الأخ غياث المرزوق فقط اليوم عاد إرسال الإنترنت
منتهى النواسي ( 2019 / 7 / 9 - 16:13 )
الأخ غياث المرزوق فقط اليوم الثلاثاء 9 تموز عاد إرسال الإنترنت إلى الهواتف المحمولة في العاصمة السودانية الخرطوم ؛ بأمر من محكمة سودانية لشركات الاتصالات في البلاد بعد ما مضى على قطع الإرسال أكثر من خمسة أسابيع في يوم 3 حزيران الماضي ؛ عقب مجزرة فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش التي أدت إلى مقتل العشرات وجرح المئات من المعتصمين والمعتصمات ؛ وهيدا بيدل على أن الاتفاق الزائف بين المجلس العسكري الانتقالي و”قوى إعلان الحرية والتغيير” ما كانت تعلم به أغلبية الشعب السوداني لذلك فهو مرفوض من هيدي الأغلبية اليوم بالذات لأنه تم بغيابها وبدون إرادتها ؛
بورك الأخ الأستاذ الدكتور غياث المرزوق المحترم ويسلم لنا دائما في هيدا المنبر الحر !!!


19 - الأخ غياث المرزوق اليوم أيضاانتهت مدة التسعين
منتهى النواسي ( 2019 / 7 / 9 - 20:13 )
الأخ غياث المرزوق اليوم 9 تموز أيضا انتهت مدة التسعين يوما التي حددها الدستور الجزائري للرئيس الانتقالي عبد القادر بن صال لكنه مدّد فترته لغاية تسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب ؛ وتظاهر مئات الطلبة والأساتذة من الجنسين كعادتهم كل يوم ثلاثاء قبل عشرين أسبوعا للمطالبة بـ”تغيير النظام” وإطلاق “سراح المعتقلين السياسيين” ؛ وردّد المتظاهرون شعارات “النظام إرحل” و”جزائر حرة وديموقراطية” ورفعوا يافطات كُتب عليها “السلطة للشعب” و”لا للجهوية” و”صحافة حرة” وأكدوا انهم سيواصلون التظاهر طيلة الصيف إذا لزم الأمر ؛ كما رفض المتظاهرون حل الأزمة السياسية ورفضوا أي إجراء للانتخابات الرئاسية بإشراف رموز النظام القديم التي تبقت في السلطة ؛ وما زالت السلطة ترفض مطالب الشعب الجزائري وأهمها إنشاء هيئات انتقالية خالية من كل هيدي الرموز ؛
بورك الأخ الأستاذ الدكتور غياث المرزوق المحترم ويسلم لنا دائما في هيدا المنبر الحر !!!


20 - على ذكر المفارقة التي فضحت النظام المصري العسكري
ثائر المقدسي ( 2019 / 7 / 13 - 17:25 )
على ذكر المفارقة التي فضحت النظام المصري العسكري الطغياني متمثلا في الـ«زْمِكِّ» المصنوع السيسي وعدائه لأي انتخاب أو استفتاء يقربان من الديمقراطية الحقيقية، ووسطَ الصمت القبوري الذي أشرت إليه أخي غياث، هي كما جاءت في مجلة The Economist الإنكيزية مؤخرا... اعتُقل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وهو المريض بداء السكري، دون عناية تكفيه في زنزانة انفرادية بسجن طرة المعروف بمستواه الصحي السيء للغاية بعد عام وحيد أفرزه ذلك الانتخاب الأقرب إلى الديمقراطية في تاريخ مصر السياسي بأكمله... في حين أن سلفه حسني مبارك يتمتع الآن بعيش حياة تقاعد هادئة مع إسقاط كافة التهم التي وُجِّهت إليه بعد ثلاثين عاما من الحكم الدكتاتوري الوراثي قلبا وقالبا... وكان في المقابل «محتجزا» في مشفى عسكري أشبه بفندق (من مرتبة خمس نجوم) في حي من أحياء القاهرة الراقية... !!!
كما قالت الأخت منتهى قد يختلف المرء مع مرسي في سياساته لكنه تعرض بالفعل إلى انقلاب فاضح وإلى ظلم حقوقي كالعديد من المعارضين في مصر تحت الحكم العسكري الطغياني... حتى أن رئيس تونس السابق منصف المرزوقي بكى على الهواء أثناء كلامه الشجي عن الراحل الفقيد... !!!


21 - عن بيان الحزب الشيوعي السوداني 13 تموز: إن مسودة
ثائر المقدسي ( 2019 / 7 / 14 - 04:14 )
عن بيان الحزب الشيوعي السوداني 13 تموز: إن مسودة الاتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير “تكرس الثورة المضادة”. وكأكبر أحزاب قوى الإجماع الوطني المشاركة في قوى الحرية والتغيير وصف المسودة بأنها لا تحقق أهداف الثورة والتحول الديمقراطي. وتابع أن البنود الواردة أبقت على القوانين المقيدة للحريات والمؤسسات القمعية، بما في ذلك “الدعم السريع”، بقيادة “حميدتي” الذي ارتكبت عناصره مجزرة فض اعتصام الخرطوم. ولفت الحزب إلى تراجع المسودة عن تخصيص 67% من مقاعد البرلمان الانتقالي لقوى الحرية والتغيير. وتابع أن المسودة تمنح مجلس السيادة حصانة فوق القانون، وتبقي على قرارات المجلس العسكري السابقة. وشدد البيان على رفض ما سبق، والتمسك بمواثيق الثورة ومواصلة المعركة حتى انتزاع الحكم المدني الديمقراطي. كما جدد التأكيد على رفض المشاركة في أيٍ من مستويات الحكم في ظل الظروف الراهنة... !!!


22 - غياثنا العزيز إشارة إن ذكرك لذبذبات المتمركسين.. !
آصال أبسال ( 2019 / 7 / 14 - 17:06 )
غياثنا العزيز إشارة إن ذكرك لذبذبات المتمركسين والمتأدلجين في آخر مقالك المتفرد.. يذكر الآن أكثر من كاتب كيف كان الحزب الشيوعي السوري /البكداشي/ يحاول تبرير وقوفه إلى جانب النظام الأسدي الفاشي الذي استبد بالحكم منذ حوالي نصف قرن من خلال انقلاب عسكري.. سوّقه تحت اسم الحركة التصحيحية لكي يسد الطريق من أمام تهديد كل أشكال /الخصوم/.. وكيف تمكّن السفّاح حافظ الأسد في أجواء الحرب الباردة من بناء العلاقات مع الاتحاد السوفييتي وشكّل في الداخل /الجبهة الوطنية التقدمية/ بقيادته وأوامره ونواهيه ولكن تحت عباءة حزب البعث.. أما الحزب الشيوعي السوري /البكداشي/ فقد تحوّل بشكل أو آخر إلى جزء من النظام الأسدي الفاشي نفسه عبر هذه /الجبهة التقدمية/.. وكانت حجة الحزب الشيوعي السوري البكداشي في ذلك أنه يساند سياسة النظام /التقدمية/.. التي تقوم على التحالف مع الاتحاد السوفييتي ومساندة حركات التحرر والأحزاب الشيوعية والعمالية في العالم.. وما إلى ذلك من ادعاءات كاذبة.. !!


23 - عن دير الزور أن «قسد» تنوي إعادة تشكيل «المجلسين»
آصال أبسال ( 2019 / 7 / 15 - 22:54 )
عن دير الزور أن «قسد» تنوي إعادة تشكيل «المجلسين» المدني والعسكري.. وأن حالات الاحتجاج الشعبي شرقي المدينة أجبرت «قسد» على تعيين بعض المقربين منها في مراكز القرار.. وهناك نوع من الصراع بين «قسد» الكردية والقيادات العربية.. وهناك أيضا صلة بين الحراك السياسي الأمريكي والسعودي المكثف في شرق دير الزور وبين هذا التشكيل الجديد.. تحركات «قسد» هذه جاءت ردا على مطالب بعض العشائر العربية في حكم المنطقة خلال اجتماعات جرت مع الوفود الأمريكية والسعودي.. وهناك من يؤكدون بأن خطة «قسد» الجديدة تهدف إلى تقديم شخصيات عشائرية لزيادة التناحر بين العشائر العربية ومنع تشكيل حلف ضدها.. وأن الخلافات حصلت قبل يومين في قرية البصيرة شرق دير الزور بسبب مصادرة مجموعات كردية لبناء كان مقرا لمجموعة عربية.. وكما ألمحت في نهاية مقالك شهد ريف دير الزور الشرقي مؤخرا تظاهرات شعبية احتجاجاً على ممارسات «قسد» وطريقة حكمها هذه المناطق التي تقطنها أغلبية عربية بخلفية عشائرية.. !!


24 - أحيي بصفةخاصة من أعماق الفؤاد كل الأخوات الكريمات
شيماء محجوب - السودان ( 2019 / 7 / 16 - 00:12 )
أحيي بصفة خاصة من أعماق الفؤاد كل من الأخوات الكريمات وداد الصفدي ومنتهى النواسي وآصال أبسال وأيضا أخونا الكريم ثائر المقدسي على كل الجهود الجبارة التي يبذلونها في ذكر آخر المستجدات من مختلف أنحاء وطننا العربي الثائرة رغم كل صعوبة الظروف المخيمة في كل مكان بما فيها عروس الفرات دير الزور مدينة أخونا الكاتب الرائع غياث المرزوق المحترم
بارك الله فيكم وجازاكم كل الخير !!؟؟
شيماء محجوب - السودان


25 - ما زال السودانيون والسودانيات يتظاهرون حتى الآن
شيماء محجوب - السودان ( 2019 / 7 / 16 - 01:57 )
ما زال السودانيون والسودانيات يتظاهرون والآن احتجاجا على مقتل مدني برصاص قوات الدعم السريع التي النار على المتظاهرين بدون تردد
والتظاهرات التي جاءت بعد ساعات على تفريق الشرطة لتظاهرة أخرى في المدينة خرجت احتجاجا على مقتل هذا المدني أول أمس الأحد في مدينة السوكي في ولاية سنار جنوب شرق الخرطوم
وفي الأمس الإثنين خرج السودانيون والسودانيات في تظاهرة منفصلة وهم يهتفون “حكم مدني، حكم مدني” في محطة حافلات في وسط الخرطوم بسبب أحداث العنف في السوكي
لكن شرطة مكافحة الشغب فرقتهم بسرعة وأطلقت الغاز المسيل للدموع وفق شهود قالوا ان الشرطة ضربت ايضا عدة متظاهرين ووضعتهم داخل شاحنات في حين تم نشر أعداد كبيرة من عناصر الشرطة في المنطقة
وتأتي تظاهرات الأحد والاثنين في الخرطوم فيما يعمل قادة قوى التغيير وجنرالات الجيش على وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لتقاسم السلطة تم التوصل إليه مطلع الشهر الجاري
لكن هذه المباحثات تم تأجيلها مرتين خلال الأيام القليلة الماضية بطلب من قادة الاحتجاج. ومن المقرر أن تعقد المفاوضات بين الطرفين مساء الثلاثاء
شيماء محجوب – السودان


26 - في نبأ عاجل عن الخرطوم : أعلن التلفزيون الرسمي الس
شيماء محجوب - السودان ( 2019 / 7 / 17 - 08:24 )
في نبأ عاجل عن الخرطوم : أعلن التلفزيون الرسمي السوداني صباح اليوم الأربعاء 17 تموز أن قادة المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير سيوقعون على الاتفاق السياسي في غضون سويعات.
هذا الإعلان جاء بعد اجتماع مطول تم عقده بين وفدي المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير يوم أمس الثلاثاء 16 تموز مساء واستمر حتى صبيحة هذا اليوم الأربعاء بحضور الوسيطين الإثيوبي الأفريقي.
باعتقادي وباعتقاد الكثيرين من الناس في السودان أن هذا الاتفاق لو تم التوقيع عليه من الطرفين فعلا سيكون أول فخ من المجلس العسكري الانتقالي في طالح الثورة السودانية ولصالح الثورة المضادة!!؟؟
شيماء محجوب - السودان


27 - الأخ غياث المرزوق:أهم ما جاء في آخر نبأ عن الـ BBC
وداد الصفدي ( 2019 / 7 / 17 - 11:25 )
الأخ الكريم غياث المرزوق: أورد هنا أهم ما جاء آخر نبأ عن الـ BBC عن توقيع -الاتفاق- بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير:
Sudans ruling military council and opposition leaders have signed a power-sharing accord after all-night talks.It is a -historic moment- for the country, -Hemeti- is quoted as saying by AFP news agency.The military seized power in April after deposing al-Bashir.
In clashes with the military which have turned deadly, protesters demanded the military hand power to civilians.The signing of the document appears to confirm an agreement made earlier this month.That agreement laid out a plan rotate control of the sovereign council for just over three years. The military would be in charge for the first 21 months, then a civilian-run administration would take over the following 18 months, followed by elections. A second agreement on constitutional issues is expected to be finalised on Friday.
كل المحبة ودمت بخير
وداد الصفدي - فلسطين


28 - أتقدم بخالص الشكر للأخوات وداد وآصال ومنتهى وشيماء
سليم نبهان ( 2019 / 7 / 17 - 19:56 )
أتقدم بخالص الشكر للأخوات وداد وآصال ومنتهى وشيماء على إيراد آخر المعلومات عن ما يحصل هنا وهناك في وطننا العربي الملتهب.
الآن تأكدت من أن تعليقي لم يثبت في يوم 5 تموز عندما صدر في موقع الأنباء الإنكليزي Middle East Eye تقرير لرئيس تحريره ديفيد هيرست بعنوان: Game not over: How the ordinary heroes of the Arab Spring are still resisting، وقد صدر بعد 3 أيام من صدور القسم (12) من مقال الأخ غياث. والمفارقة المؤلمة هي أن محرري القدس العربي المنافقين والمداهنين لم يعترفوا بملاحظاتي التالية: كل ما جاء في هذا التقرير المترجم ترجمة صحفية تجارية يردد حقيقة بعضا من أصداء ما جاء في المقال المعمق والفريد للأخ غياث المرزوق: (ذلك الغباءُ الْقهريُّ التكراريُّ: طغاةُ التقدُّمِ أم بغاةُ التهدُّمِ؟ (12))، الذي يعرّي فيه كل من يستأهل التعرية حقا بمن فيهم هؤلاء المحررين.
ولكن المفارقة المؤلمة حقا هي أن هؤلاء المحررين المنافقين والمداهنين اعترفوا بترجمتهم الصحفية التجارية للتقرير الإنكليزي ولم يعترفوا بإشارتي إلى حقيقة ترديده بعض أصداء ما جاء هنا: هؤلاء هم أشكال العرب!؟
خالص الود والتحية.
سليم نبهان-السويد


29 - الأخ غياث بدأ الآن يتبيّن صواب تحليلك المهم جدا!؟
سليم نبهان ( 2019 / 7 / 17 - 23:46 )
الأخ غياث بدأ الآن يتبيّن صواب تحليلك المهم جدا عندما قلت في مقالك:
(إن بقاء هكذا إعلان مفتوحًا لكل من يرِيد أن يصيب من النظام الأتوقراطي العسكري المقيتِ المقاتلَ كلَّها ليس له إلاَّ أن يخلِّق، والحالُ هذه، نوعين مما يمكنُ أن نسمِّيَهُ بـ«الخلاف السَّببِي التعاوُري» Alternately Causative Discordance، على أقل تقدير: ثَمَّ خلافٌ سببِيٌّ تعاوُريٌّ بين كلٍّ من هاتهِ الائتلافاتِ المورفولوجيةِ وبين ذاتِ «المجلس العسكري الانقلابي» في مسألَة الاختلاءِ الثنائي حول التباحُثِ والتفاوُضِ، من جانبٍ أوَّلَ، وثَمَّ خلافٌ سببيٌّ تعاوُريٌّ كذاك بين هذا الائتلافِ المورفولوجي السيني وبين ذاك الائتلافِ المورفولوجي العينِي في قضية الاختلاءِ الأُحادي حولَ التخطيطِ والتدبيرِ، وبالأخصِّ فيما يخُصُّ هكذا خلافًا سببيًّا تعاوُريًّا فيما بين أحزاب «اليسار الماركسي» و«اليسار اللاماركسي» والـ«ما بَيْنَ بَيْنَ» ذواتِها، من جانبٍ آخَرَ)..
وهذا ما يحصل الآن تماما على صعيد بقية الأحزاب الرافضة للاتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، وعلى رأس هذه الأحزاب المعارضة الحزب الشيوعي السوداني!!؟؟
خالص الود


30 - صدقت يا أخونا الكريم غياث المرزوق في كل تحليلاتك!؟
شيماء محجوب – السودان ( 2019 / 7 / 18 - 01:12 )
صدقت يا أخونا الكريم غياث المرزوق في كل تحليلاتك التي أشار إليها أخونا سليم نبهان.
هناك الآن أحزاب معارضة في السودان تعلن رفضها الاتفاق الموقع بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير لأسباب تمحورت تتعلق بـ“عدم تلبيته مطالب الثورة”.
الحزب الشيوعي السوداني، أحد مكونات قوى التغيير، كان أول من أعلن رفضه للاتفاق لأنه “كرّس هيمنة المجلس العسكري على كل مفاصل الدولة”. وتعهد الحزب باستمرار “التصعيد الجماهير السلمي حتى تحقيق أهداف الثورة” و”الانتزاع الكامل للحكم المدني الديمقراطي”. وأعلنت “الجبهة الثورية” أيضا رفضها للاتفاق باعتباره “لم يعالج قضايا الثورة” و”تجاهل أطرافًا وموضوعات مهمة”. وهناك حركات مسلحة متحالفة مع “نداء السودان”، أحد مكونات قوى التغيير، رفضت الاتفاق أيضا. وفوق ذلك أيضا “شبكة الصحافيين” السودانيين، أحد مكونات تجمع المهنيين ومكونات قوى التغيير معا، أعلنت رفضها للاتفاق قائلة إن هذا “الاتّفاق يريد أن يقطع الطريق أمام المد الثوري من أجل الحفاظ على المكتسبات والامتيازات التّاريخية لقلة من السودانيين على حساب أغلبية الشعب”.
بارك الله فيك وجازاك كل الخير !!؟؟
شيماء محجوب - السودان


31 - تحية شكر للأخ سليم وإشارته إلى نفاق القدس العربي
ثائر المقدسي ( 2019 / 7 / 18 - 14:54 )
تحية شكر للأخ سليم نبهان وإشارته إلى نفاق ومداهنة صحيفة القدس العربي... !!!
فهمت قصدك أخ سليم: هذه ليست أول مرة تعترف فيها أسرة تحرير هذه الصحيفة بتحليلات كتاب أجانب وتتنكر لتحليلات متمكنة أكثر لكتاب عرب حتى لو سبقتها في الزمان والعمق التحليلي، هذا عدا سرقتها الفاضحة للكثير من تحليلات وأساليب الكتاب العرب دون الاعتراف بذلك. ولفت انتباهي اليوم افتتاحية المحررين للصحيفة بعنوان: “لماذا «تخابرت» الإمارات مع «الإخوان» بعد الانقلاب عليهم؟”. وأدليت بتعليقي كالعادة الذي أنكره هؤلاء المحررون الجبناء، وكتبت على ما أذكر: “كعادة صحيفة القدس العربي التي صارت مكشوفة الآن كأحقر صحيفة عربية مرتزقة ومأجورة... هجوم مأجور واضح على بضعة من الدول الخليجية وغير الخليجية (ولو كانت مصيبة في هذا الهجوم)... ودفاع مأجور واضح أيضا عن بضعة أخرى من الدول الخليجية وغير الخليجية”. فتجد هؤلاء المحررين الجبناء يسخرون من التهم الكوميدية حول التخابر مع حماس وقطر ويتساءلون عن دور إسرائيل في كل هذا التخابر مع أن قطر هي من أول الدول الخليجية التي بدأت التطبيع في الخفاء مع إسرائيل... لسا تعيش وتشو يا صديقي العزيز... !!!


32 - إلى الأخ غياث المرزوق والأخت شيماء محجوب... !!!
ثائر المقدسي ( 2019 / 7 / 18 - 17:49 )
تابع لتعليقي السابق بشكل أو بآخر... !!!
صرح قبل قليل أحد (القياديين) في قوى الحرية والتحرير منذر أبو المعالي بما يلي:
[في حال رفض المجلس العسكري لأي صيغة توافق معهم حول مطالبهم بالمرسوم الدستوري، فان العودة لباب الحراك الثوري لا تزال مفتوحة... وإذا تعنت في التفاهم معنا ورفض مطالبنا التي نصر عليها فسيكون قد اختصر علينا الطريق... وسنعود مجددًا للفعاليات والحراك الثوري]...
وصرحت رادا عليه بدون أي تردد بدوري بما يلي:
ليش الحراك الثوري على كيفكم يا سيد (قيادي) ؟؟؟ ما هو الشعب السوداني برجاله ونسائه من مختلف الأعمار ما زال مستمرا في الحراك الثوري حتى هذه اللحظة، سواء عدتم إليه بـ(قراراتكم المشروطة) هذه أم لم تعودا... فكفاكم ضحكا على الذقون وكفاكم لعبا بعقول المغبونين من الناس يا سادة يا (قادة)... !!!


33 - أخونا الكريم غياث المرزوق: عن آخرالأخبارفي السودان
شيماء محجوب – السودان ( 2019 / 8 / 3 - 23:44 )
أخونا الكريم غياث المرزوق: عن آخر الأخبار في السودان؛ اشتكت “الجبهة الثورية” من “الإقصاء” من مفاوضات “الإعلان الدستوري” بين المجلس العسكري وقوى “الحرية والتغيير”، وهذه المفاوضات تشمل صلاحيات ومهام مستويات السلطة الثلاثة “السيادية ومجلسي الوزراء والتشريعي”. واعتبرت “الجبهة الثورية” أن منهج الإقصاء من التفاوض “سيؤدي إلى تعقيد المشهد وإعادة إنتاج الأزمة الوطنية”.
وتتشكل الجبهة الثورية من حركات مسلحة، وهي من مكونات “تحالف نداء السودان” الذي يضم أحزابا سياسية أيضا. وعلن القيادي في الجبهة الثورية، التوم هجو، أن وثيقة السلام ستناقش بعد الفراغ من النقاش حول بقية الوثيقة الدستورية. وتضم الجبهة ثلاث حركات مسلحة، هي “تحرير السودان” برئاسة أركو مناوي (تقاتل الحكومة في إقليم دارفور/ غرب)، و”الحركة الشعبية / قطاع الشمال” بقيادة مالك عقار (تقاتل الحكومة في ولايتي جنوب كردفان/ جنوب، والنيل الأزرق/ جنوب شرق)، و”العدل والمساواة” التي يتزعمها جبريل إبراهيم، وتقاتل في إقليم دافور/ غرب.
ولا زالت الاضطرابات متواصلة في السودان حتى هذه ولا زال هناك مخاوف من احتفاظ الجيش بالسلطة، كما حدث في مصر وغيرها!!؟؟


34 - أخوناالكريم غياث المرزوق:تأكيدالما ذهبت إليه مرارا
شيماء محجوب -السودان ( 2019 / 8 / 7 - 02:42 )
أخونا الكريم غياث المرزوق: تأكيدا لما ذهبت إليه مرارا ؛ ورغم كل التهليل والفرح الآن تؤكد حركة جيش تحرير السودان أن الاتفاق الذي تم توقيعه بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير مجرد اتفاق محاصصة لتقاسم السلطة ليس غير ؛ وتتساءل: “أين التغيير الذي حدث! الثورة تعني تغيير النظام لا التفاوض مع من ورثوه، الطرفان انتهازيان سرقا الثورة لمكاسب خاصة ؛ كل الشعب السوداني انتفض وطالب بإسقاط النظام العسكر ؛ فالثورة أجبرت البشير على الاختفاء، والمجلس العسكري انتهز الفرصة وحل محله بالحكم دون أي تفويض شعبي ؛ وللأسف هناك جزء لافت من قوى الحرية والتغيير قبلوا التطبيع مع الرئيس المعزول بعهده ؛ هؤلاء لم ينقلبوا على حكم البشير إلا بعد أن تأكدوا من سقوطه، ولذا شكلوا بين يوم وليلة في بداية كانون الثاني الماضي تحالف قوى الحرية والتغيير، بينما كنا نحن كحركة وكل الشعب السوداني يقود المظاهرات منذ بداية كانون أول الماضي ؛ لقد انتهزوا الفرصة ونصبوا أنفسهم في قيادة المعارضة ؛ رغم أن هناك من الشرفاء بصفوف تجمع المهنيين وغيرهم”!!؟؟ فمن يتصور أن العسكر سيتركون السلطة واهم!!؟؟


35 - تحية شكر للأخت شيماء محجوب... !!!
ثائر المقدسي ( 2019 / 8 / 9 - 20:44 )
تحية شكر للأخت شيماء محجوب... !!!
كما قلت هناك في حقل التعليقات، بعد الأسبوع الخامس والعشرين من الحراك الشعبي الجزائري لحد الآن، ووسط الانتشار الأمني الكثيف وتحت الشمس الحارقة، تبين أن صلابة الشعب الجزائري تتمثل في استمرار التظاهر حتى الآن والتلويح بالعصيان المدني والإصرار على رحيل رموز النظام كلهم بدون استثناء... وبدون أي قيادة -ثورية- تذكر من نوع -قوى الحرية والتغيير- ببلادكم بالسودان التي استسلمت لمشيئة المؤسسة العسكرية وشرعت في ابتداء وأد الثورة الشعبية... وهذا أقل ما يمكن قوله أكبر دليل على فشل تحليلات -المحلل الماركسي- جلبير الأشقر كلها بدون استثناء أيضا... !!!

اخر الافلام

.. القضاء الفرنسي يبطل قرار استبعاد رئيس -الجمهوريون- إيريك سيو


.. قمة أوكرانيا في سويسرا دون روسيا.. هل تجد طريقا للسلام؟




.. إعلام إسرائيلي: مقتل 8 جنود إسرائيليين في حادث -خطير- و-غير


.. بوليتيكو: خطط -اليوم التالي- لحرب غزة لا ترقى لأن تكون خطة ق




.. قمة مجموعة السبع تختتم قمتها اليوم والذكاء الاصطناعي يستحوذ