الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متابعات صحفية

علي شايع

2003 / 4 / 1
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



                        
                                      ( (53


الخبر:  وكالات الانباء ؛  منظمة اليونسكو توصي الاطراف المتحاربة
                              بحماية الآثار العراقية من مخاطر الحرب.

المبتدأ:  
في عام 1997 حضرت معرضاً للفنانة العراقية عفيفة لعيبي اقيم ضمن عنوان: معرض تحريضي لحماية الآثار القديمة في مدينة خودا – الهولندية-،وجرت فعالية المعرض في قاعة اقدم فندق في هولندا تم بناؤه قبل 337 سنة. وكانت تلك هي المرة الاولى التي التقي فيها بالفنانة البصرية واحضر لها معرضاً. وبينما انشغل الحضور الهولندي في استذكار حضارتهم!، انشغلنا نحن حدّ الدمع في حديث عن ارض سومر ومجد ما بين النهرين ، واحاديث عن الشناشيل وكنوز البصرة، واذكراني تركت القاعة بعد حديث مع احد المهتمين بالتراث الهولندي ،كنت سبّبت له صداعاً في استذكاري لعمق حضارتنا وتاريخنا، وبعد ان وجدته غير متعاطف مع حديثي عن سرقات الانكليز وغيرهم لتاريخنا ، قررت مناكدته بذكر مجمل حضارة اندنوسياً التي سرقها المستعمر الهولندي.

 في السنوات الاخيرة وبعد غزو الكويت تحديداً بدأت حملات تهريب منظمة للآثار العراقية ، حداً اعلنت فيه مديرية الآثار العراقية  قائمة طويلة من القطع والتحف النادرة التي اختفت او هرّبت خارج العراق منذ غزو الكويت والتي وصلت الى ثلاثة آلاف قطعة، ومن بعض ماذكر : 24 قطعة اختفت من متحف دهوك ،748 قطعة من متحف كركوك ، 98 قطعة من متحف الكوفة ،94 قطعة من  متحف الديوانية ، 947 قطعة من متحف البصرة ، 22 قطعة من متحف السليمانية،ومما اعلنه النظام كعادته ان هذه الآثار اختفت بعد الانتفاضة الشعبية، وهذا ما يجافي الحقيقة التي تكشـّفت اوراقها عن شبكة تهريب يشرف عليها عدي واطراف من العائلة الحاكمة*، والكثيرمن زبانيتهم ممن القي القبض على بعضهم في الاردن وفي دول مجاورة.
 وفي تصريحات  للبروفيسورنيكولاس بوستغت المتخصص في الآثار العراقية ذكر ان شركات للحفريات الغير مختصة كان يتم استئجارها بإشرف بعض اركان النظام العراقي للبحث والتنقيب في المواقع الاثرية، ليتم قلبها رأساً على عقب بطرق بدائية غير علمية، دمر خلالها السياق الأثري للكثير من المواقع. وما استولوا عليه من آثار تسرب بصورة منظمة عبر حدود العراق إلى الأسواق العالمية لتجارة الآثار، ففي عام 1998 أعادت السلطات الأردنية إلى بغداد أكثر من ألف قطعة أثرية هربت لصالح جهات أجنبية، واعيد ايضاً للمتحف العراقي  رأس الثور المجنح التي هشمها اللصوص إلى عشر قطع،   وكادوا سرقة رأس الملك سنوترك الثاني - أول من لفظ اسم العرب- .
 والحديث عن هذا الموضوع حديث يطول وربما ستنجلي وتستجد حقائق مرعبة عنه بعد زوال هذا النظام.
               

 الان ، والطوفان يخترق العراق ،من ضمن اولويات كل العراقيين  وفي ظرف هذه  الحرب البغيضة التي يراد منها الكثير.. من اولوياتنا حماية  وانقاذ ما تبقى من آثار العراق قبل ان يأخذ  الطوفان الحديث تاريخ العراق في تيارات الطمس و النهب، وبضرورة مطالبة كل الجهات المختصة وتذكيرها  باتفاقية لاهاي حول التراث العالمي في وقت النزاعات المسلحة لعام 1954 وبروتوكول عام 1999 المعدل لها*، حيث يشترك في هذه  الحرب اول دولة في عنف آلتها وتاريخها في الغاء مدن من سطح البسيطة ، وتشترك ايضاً اول دولة في العالم ( لم توقع بعد على هذه الاتفاقية من دون 156 دولة) ** في نهب الآثار، وتضم متاحفها اكبر الاجنحة للحضارة العراقية .وحيث صرح رئيس وزرائها  قبل اشهر انه لا يمانع  من اعادة  "حجر رشيد "الى مصر لمدة ثلاثة اسابيع فقط  لغرض عرضه هناك، ويذكر ان هذا الحجر يسمى في مصر سيد الاحجار ، والذي لولاه ما فكّت اسرار الكتابة الهيروغليفية واللغة المصرية القديمة، والذي تعتبره بريطانيا ايضاً حجر الزاوية في متحفها الشهير. 

في السنة الماضية  وقف رئيس الحكومة الاثيوبية دامع العين في خطابه  امام منظمة منظمة الاغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (( فاو)) في روما، وذكّرهم ان البناية التي يجتمعون فيها قد تحولت بعد اعلان الجمهورية الايطالية من وزارة المستعمرات الى مقر منظمة الاغذية والزراعة، وقال: .....(لكني رأيت الاستعمار يقف قبل قليل امام هذه البناية) وكان يشير الى مسلة " اكسيوم" التي تنتصب قبالة مبنى المنظمة والتي استولى عليها دكتاتور ايطاليا موسليني وجلبها من اثيوبيا الى روما عام 1937.

كل الاثار التي استولت عليها الدول الاوربية واخذتها معها كانت بحجة حمايتها والاحتفاظ المؤقت بها، وكانت المفاوضات حولها تطول ،ومن طريف مايذكر حكاية المفوضات بين مصر والمانيا من اجل اعادة رأس "نفرتيتي" التي توقفت مع مجيء هتلر للحكم ، والذي أعلن في احدي خطبه أن نفرتيتي هي محبوبته ولن تخرج من ألمانيا، وانه سيحميها مهما كلّف الثمن.
القوات الامريكية والبريطانية دخلت العراق ، وهي ترمي وتقصف الان في كل مكان ودون هوادة، وهذه الجيوش الغازية تستخدم كل الوسائل والاليات للوصول الى هدفها. ربما لا احد في هذه الجيوش يعلم ان ارض العراق كلها موقع اثري، وان فيه عشرة آلاف موقع آثري لم ينقب فيها لحد الان وأجّل التنقيب لضروف الحروب المتوالية .
ترى هل يعرف هذا وزير الدفاع الامريكي السيد دونالد رامسفلد، وهو صاحب الشهادة الجامعية في التاريخ؟

* لنتذكّر هنا جميعاً العاصفة الإعلامية التي سببها هدم التماثيل في افغانستان.  
** مقال سابق ...   http://sotaliraq.com/newsot/article_2002_11_2_0152.html
 
***  يرد في قانون بريطاني: (ليس من حق أي دولة استرداد قطعة أثرية موجودة في المتاحف البريطانية مضى عليها 50 سنة في بريطانيا، سواء خرجت بشكل شرعي أو غير شرعي من بلدها الاصلي)

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل قامر ماكرون بحل الجمعية الوطنية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. حل الجمعية الوطنية، سلاح ذو حدين محفوف بالمخاطر




.. كولومبيا تقرر وقف بيع الفحم لإسرائيل حتى وقف الإبادة الجماعي


.. قوات الاحتلال تنشر فرق القناصة على أسطح وداخل عدد من البنايا




.. فيضانات تجتاح جنوب النمسا والسلطات تناشد السكان بالبقاء في ا