الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معالجة العنصرية بكل أشكالها

جدعون ليفي

2019 / 7 / 5
القضية الفلسطينية



اطلاق النار على يهودي من اصل اثيوبي هو أمر غير سوي. اطلاق النار على عربي اسرائيلي هو أمر أكثر صحة؛ اطلاق النار على فلسطيني من المناطق هو قمة الاستقامة الاسرائيلية. اسرائيل تعتقد أنه يمكن أن تكون عنصريا احيانا أو عنيفا احيانا. أن تؤيد وحتى تشجع عنصرية معينة وتتحفظ من عنصرية أخرى. مسموح اطلاق النار على شخص ما فقط بسبب قوميته، ومحظور اطلاق النار على شخص آخر فقط بسبب لون جلده. أن تتثاءب أو حتى أن تهتف على قتل فلسطينيين وأن تشعر بحرج بسيط من قتل أبناء جيلهم الاثيوبيين.

اسرائيل طورت لنفسها خارطة استقامة، بحسبها هناك عنصرية وعنف مسموح بهما، وهناك عنصرية وعنف ممنوعين. لرجال الشرطة سيتحدثون عن ذلك في الايام القريبة القادمة. ورقة توجيهات جديدة: لتتوقف العنصرية تجاه الاثيوبيين. وبالنسبة لمن تبقى، واصلوا بدون ازعاج. سيشرحون لهم أنه يجب التوقف عن ضرب واهانة الاثيوبيين، ولكن مسموح مواصلة التصرف بهذه الصورة تجاه السود الآخرين، طالبي اللجوء الأفارقة والسودانيين والعرب الاسرائيليين.

وبالطبع الفلسطينيين في المناطق. مسلسلات التعليم في الطريق: عنصرية مقيدة. خسارة على وقت رجال الشرطة. لا يوجد ما نشرحه لهم ولا حاجة الى تجديد الاجراءات: لا يوجد أمر كهذا. إما أنك عنصري وإما أنك غير عنصري. إما أنك تطلق النار عبثا وإما أنك لا تطلق النار. لا يوجد شيء في الوسط.

محاولة اسرائيل المضحكة لخلق جزء من الاخلاق والمساواة داخل بحر العنصرية والعنف انفجرت في وجهها مرة اخرى. الاسرائيليون متوحدون في تفاخرهم بعرض ديمقراطية غربية ومجتمع مثالي مع بقع صغيرة جدا تكاد تكون مخفية عن العين للاحتلال الى جانبها. معظمهم على قناعة بوجود شيء كهذا، هذا واقع.

المعركة من اجل التبرير الذاتي تجند لها كل انظمة القيم والاعتقادات: عبادة الامن والشعب المختار والكارثة والخطر الوجودي والتخويف - كل ذلك من اجل التغطية غير الفجوة غير القابلة للجسر الواقعة بين التفاخر والواقع. ولكن في كل مرة يتم تمزيق القناع على وجه هذا الصراع. والحقيقة المقلقة تم كشفها. هذا ما يحدث مؤخرا في احتجاج الاثيوبيين.

لا أحد يعتقد أنهم غير محقين. يدينون بصورة مخجلة عنفهم – "فوضى"، حفل الزفاف الذي تأجل بسبب ازمة السير، الطفلة المصابة بالحمى والتي علقت في الطريق، السيارة التي تم احراقها – لكن يبدو أنهم يفهمون. ثرثرة: العنصرية المؤسساتية والعنف السياسي انزلقا الى ما بعد المسموح به. يجب خفض السنة اللهب والعودة الى الاتجاه، ولكن فقط ضد الاهداف المسموحة. هذا ليس أمر جميل.

اثيوبيون، أنتم تذكروننا بأننا عنصريين، لكنكم الوحيدون الذين يمكنهم فعل ذلك. وباقي ضحايا العنصرية الاسرائيلية – "المتسللون"، "الماكثون غير القانونيين"، "الارهابيون"، غير شرعيين. استمروا في اطلاق النار على مئات المتظاهرين في غزة، أطلقوا النار في كل مرة على عرب اسرائيل، لكن اتركوا اليهود. الراية ترفعها في العادة قوات الامن، هي التي تتعهد بتنفيذ العنصرية الاسرائيلية التدريجية.

المستوطنون يشاغبون ويشعلون النار ويرشقون الحجارة ويطلقون النار وخطرون بدرجة لا تقدر في احتجاجاتهم مقارنة مع أي قطاع آخر، لكن لم يولد بعد الجندي أو الشرطي الذي يخطر بباله أن يطلق النار عليهم. ازاء احتجاج الحريديم مطلوب ضبط النفس بصورة أقل بقليل، لكن بالطبع الى حد ما. فهؤلاء يهود. اطلاق النار مسموح على عرب اسرائيل مثل الاثيوبيين. وعلى الفلسطينيين يجب اطلاق النار.

لا توجد حدود للعنصرية. السياسة العنصرية هي سياسة عنصرية. هذا ليس أن الاحتلال هو المذنب في كل شيء – هذه هي العنصرية التي تبث الأورام الخبيثة لها في كل صوب. مرة في المناطق ومرة في كريات حاييم. الاثيوبيون يكشفونها بصورتها القبيحة. هنا لا يوجد أمن ولا يوجد خوف، هنا يوجد لون للجلد. هو فقط. ولكن من الخطأ الاعتقاد أنه اذا تم القضاء على العنصرية ضد الاثيوبيين فان اسرائيل ستكف عن أن تكون عنصرية.

العنصرية هي ظاهرة دولية وهي في تعاظم. ولكنها في اسرائيل مؤسساتية، يتم املاءها من أعلى، وهي أكثر سلامة من أي دولة اخرى طالما أنها توجه للأهداف المسموحة. وحتى لو تم القضاء على العنصرية المحظورة في الغد، والاثيوبيون تحولوا الى أعزاء المجتمع والمفضلين فيه، فان القليل فقط سيتغير. فإما أن يتم القضاء على العنصرية ضد كل ضحاياها وإلا فانه سيكون عندنا الكثير من الضحايا السولومونيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال