الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النيبال : نصر شعبي أول ورهانات سياسية واجتماعية جديدة

المناضل-ة

2006 / 5 / 8
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


بقلم: بيير روسيه

أحرزت الحركة الشعبية النيبالية نصرا باهرا بفرض إعادة البرلمان. وينفتح طور جديد على دعوة جمعية تاسيسية.

بعد أسابيع عديدة من التعبئة، و18 يوما من الاضراب العام، وزهاء 10 قتيل برصاص قوات القمع، ومئات الجرحى، أحرزت الحركة الشعبية النيبالية نصرا كبيرا. فقد اضطر الملك غيانندرا في الأخير الى الرضوخ بدعوة البرلمان الذي سبق أن حله في فبراير 2005 ليحوز سلطات كاملة.


--------------------------------------------------------------------------------


إن هذا النصر باهر بقدر ما أن الحركة الديمقراطية واجهت دون سلاح، في كاتماندو، جيشا منخرطا منذ 10 سنوات في حرب قذرة ضد مقاتلي حرب الغوار القروية التي يقودها الحزب الشيوعي النيبالي(ماوي)، وديكتاتورية ملكية حقيقية. استفاد الملك، حتى النهاية، من أشكال دعم دولية هامة من طرف الحكومات الهندية، والصينية، والامريكية، والاوربية. وحتى آخر لحظة مارست القنصليات الغربية ضغوطا شديدة على أحزاب المعارضة لدفعها إلى قبول مساومة عفنة: اختيار وزير أول جديد، لكن مع حفاظ الملك على التحكم بالوضع وحق حل البرلمان.

تتباهى الحكومات الغربية بتصدير الديمقراطية إلى العالم برمته. ومع ذلك راقبت بالكثير من التشكك حركة ديمقراطية بالغة العمق، انبثقت من المجتمع النيبالي ذاته حول شعارات بسيطة: إعادة البرلمان والحريات المدنية، ودعوة جمعية تاسيسية كفيلة بتقرير طبيعة النظام … وكان هوس تلك الحكومات إنهاء الأزمة بأسرع ما يمكن. لكن التعبئة الشعبية كانت قوية لدرجة أن أي حزب معارض لم يتمكن من قبول مساومة آخر لحظة المقترحة من الملك والقنصليات.

وعلى مر الأيام، انتقلت المظاهرات والتجمعات، بهذا البلد ذي 28 مليون نسمة، من 50 ألف إلى 100 ألف، ثم إلى 200 ألف. هذا دون نسيان الاضراب العام. إنه لطريف مشاهدة راهنية أشكال يعتبرها ايديولوجيو الحداثة "قديمة".إن قوة المطلب الديمقراطي مثيرة. وهي تسفه الكثير من الاحكام المبتذلة، التي يحافظ عليها بعناية أنصار "صدام الحضارات" حول الشعوب الأسيوية (بالهيمالايا فوق ذلك) الغريبة عن الديمقراطية, لكن عن أي ديمقراطية يجري الحديث؟

لم تكن إعادة برلمان 2005 أبدا الهدف الأقصى للتعبئات. فهو تحت سيطرة أحزاب مفلسة، مثل حزب المؤتمر. يتعلق طور المعركة الديمقراطية الثاني، والحاسم، بدعوة جمعية تأسيسية. وهو مطلب مقبول من حيث المبدأ. لكن بأي كيفية سيجري اجتماعها؟

إن طبيعة النظام محط سؤال، بدءا باستبدال الملكية بنظام جمهوري. لكن النيبال هو كذلك الدولة الهندوسية الوحيدة بالعالم. والحال أن به أعراق بالغة التباين وديانات عديدة، حتى ولو أن الأغلبية هندوسية (80%). وقد تم التعبير بوضوح في تجمع 28 أبريل، المحتفل بالنصر، عن مطلب دولة علمانية بوضوح شديد:" يعيش بالنيبال أناس من كل الأديان. ثمة هندوس، وبوذيون، ومسلمون، وأخرون. هذا ما يستدعي دولة علمانية". ويحتل التحديد اللاديني للدولة قلب الانشغالات الديمقراطية بآسياالجنوبية، سواء ببلدان مثل الهند، حيث العلمانية التقليدية للدولة مهددة بصعود قوي للحركات السلفية الهندوسية، أو بباكستان التي انشئت عام 1947 على أساس طائفي إسلامي.

كما سيطرح المضمون الاجتماعي للديمقراطية النيبالية في إطار تحضير الجمعية التأسيسية. بلغت الأزمة بالقرى مستوى جعل مقاتلي حرب الغوار بقيادة الحزب الشيوعي النيبالي(ماوي) يسيطرون على 70% من التراب. وكان التأثير الثوري ملموسا بقوة خلال مظاهرات كتاماندو. لكن الوضع، يسارا، أشد تعقيدا مما يبدو للوهلة الأولى، لأن الحركة الماركسية-اللينينة النيبالية منقسمة، كما في الهند. فالحزب الشيوعي الهندي الماركسي-اللينيني(التحرير)، مثلا، مرتبط بالحزب الشيوعي النيبالي"اتحاد الماركسيين-اللينينيين"، أحد احزاب المعارضة الشرعية الرئيسية السبعة.

ومن جهتها تسعى الأحزاب البرجوازية، مثل حزب المؤتمر، إلى نزع فتيل الشحنة الثورية للحركة الديمقراطية بدعم، مرة أخرى، من القنصليات الغربية.

أسبوعية روج


تعريب المناضل-ة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت