الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القطا لا ينام ، غريب عسقلاني

مهند طلال الاخرس

2019 / 7 / 5
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


القطا لا ينام وقصص أُخرى "مختارات" غريب عسقلاني
كتاب من القطع المتوسط يقع على ١٦٢ صفحة من اصدارات وزارة الثقافة الفلسطينية سنة ٢٠١٦، الكتاب يتضمن مختارات من اعمال غريب عسقلاني الادبية والقصصية والنثرية، اعمال غريب عسقلاني هي مثل اسمه فهي الشهيد الشاهد على حله وترحاله وهي سيرته الخاصة في عنوانها الجمعي العام.

غريب عسقلاني مواليد النكبة عام ١٩٤٨ هُجر وترك موطن رأسه ومهوى قلبه عسقلان اثر النكبة عام ١٩٤٨ ومنذ ان ترك عسقلان بحث عن الوعي فوجد ضالته بالمعرفة والكتابة وعندما امتلك الوعي ترك اسم المولد(ابراهيم الزنط) واختار اسما من ارث النكبة (غريب عسقلاني) ليظل اسمه الجديد شاهدا ابد الدهر على مأساة شعب وعلى حضور النكبة الدائم فينا، فغريب كحنظلة حالهم واحد وشتاتهم واحد وغربتهم واحدة وعدوهم واحد، لكن الفرق في ان اداة النضال عند غريب هي الكلمة وعند حنظلة هي الرسمة.

في هذه المختارات تلمس اثر النكبة في تشكل الوعي السياسي والادبي عند غريب، وكذلك الحال تلمس اثر تداعيات النكبة ونشوء المخيم وحزام البؤس القابع في الاعماق والذي لا يخفف من حدته الا رغوة امواج البحر وذلك المدى المفتوح الذي تصنعه خيوط صباحات الشمس على امواج البحر.

في نصوص المختارات المتعددة تجد ذلك الالتصاق الانساني المرهف بعسقلان، ويتصاعد ذلك الالتصاق ويصنع حبا وفيا طاهرا بريئا يزداد ولها كلما امتد به العمر وطال.

في مقدمة المختارات وردت سيرة غريب عسقلاني وهي سيرة صاحب الارض الحقيقي ووريث العماليق والكنعانيين ووريث قلمهم وابجديتهم. في بطاقة السيرة لغريب مجموعة من المؤلفات والابداعات في مجال الرواية والقصة القصيرة والنقد والمقالات.

شخصيا لا اخفي وقع هذا الاسم على مسامعي اذ ان تراتيل هذا الاسم وموسيقاه وايقاعه بالاضافة الى مجازه ودلالاته ألزمتني بالبحث عنه اكثر وتفحص سيرته ومطالعة كتاباته (غريب عسقلاني) ؛ فعرفت الكثير وتعرفت عليه اكثر باجتماعنا سويا خلال انعقاد جلسات المجلس الوطني الفلسطيني برام الله، لكن اكثر ما ألزمني بحبه وبحب ما يكتب عندما قرأت له "حوليات الدم" وهي تتحدث عن مأساة الفلسطينيين في الأردن إبَّان مجازر أيلول الاسود (1970_1971) والمحطة الثانية عندما قرأت له قصة "الطحلب" وهي تصور جانباً مما قام به النظام السوري عام (1976) في الحرب الاهلية ببيروت، لكنه ورغم كل هذا الحب نجح بابكائي عامدا متعمدا ومع سبق الاصرار والترصد حين قرأت له "النورس يتجه شمالا" ومن ثم ادمى مدامعي حين قرأت له "غزالة الموج"، ولان الدموع والوجع رفيقة لكتابات وكلمات غريب حالها كحال اسمه فلقد توقفت عن القراءة طمعا في ان يتوقف البكاء.

بقلم : مهند طلال عمر الاخرس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدّد بإعادة لبنان -إلى العصر الحجري- حال اندلاع حرب


.. ما أبرز الملفات التي سيتناولها ترمب في المناظرة الرئاسية الأ




.. ديموغرافيا الولايات المتأرجحة.. كيف سيكون أثرها على الانتخاب


.. بايدن وترمب وجها لوجه.. ما أسباب تضاعف أهمية المناظرة بينهما




.. الولايات المتحدة تشهد مناظرة -تاريخية- بين الرئيس الأمريكي ب