الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في دفتر وزارة الداخلية والمختلين عقليا!

عماد فواز

2006 / 5 / 10
حقوق الانسان


تحولت بيانات وزارة الداخلية المصرية إلي مزاحة تلوكها اللسنة في الشوارع..فحادث بنى مزار ارتكبه مختل عقليا ..وحادث الاعتداء على كنيسة الإسكندرية ارتكبه مختل عقليا.. وعندما وقعت تفجيرات دهب هب المصريون ساخرين من الوزير الهمام وأعلن الجميع من قبل الوزير بأن مرتكبي الحادث مختلين عقليا..!.
هذه النكتة المصرية ليست وليدة هذا الحدث الأخير ، وإنما وليدة سنوات طوال استخدمت فيها وزارة الداخلية المختلين عقليا للتهرب من مسؤولياتها .
ففي 26 أكتوبر 1993 اقتحم شاب يدعى صابر فرحات (27سنة) قاعة الفالوكة داخل فندق سميرا ميس القاهرة الساعة العاشرة والنصف وأطلق النار على رجال قانون حضروا من معظم أنحاء الدنيا للمشاركة في المؤتمر السادس للجمعية المصرية للقانون الجنائي ، ليلقى أربعة من أبرز الحضور مصرعهم وهم فرنان بولان عميد كلية الحقوق بجامعة مرسيليا وكيب هوفمان محام أمريكي ، وروبرت لويس مور محام أمريكي،ولويجى راجا قاضى إيطالي.. كما أصيب المحامي السوري محمد العقاد والمحامي الامريكى ماربل كرامل وأحد جارسونات المطعم المصريين.
وقبل مرور أقل من نصف ساعة ، وقبل حضور سيارة الإسعاف، أعلنت وزارة الداخلية أن مرتكب الحادث هو صابر فرحات وانه مختل عقليا طبقا لشهادة طبية رسمية صادرة عن وزارة الدفاع تفيد بأنة أصيب بلوثة عقلية أثناء تأدية الخدمة وفصل بسببها من الخدمة ، وأن الضحايا مجرد سياح أجانب !.
.بدأت الحكايات تتناثر في كل أنحاء القاهرة علي لسان شهود العيان.. حيث قال أحدهم أن المتهم لم يطلق النار عشوائيا على المجني عليهم ،بل كان يصوب مسدسة بدقة في اتجاههم بطريقة التنشين المباشر ..الأمر الذي نتج عنة قتل وأصابه كل هؤلاء بتسع طلقات فقط..!.
والغريب أن جميع المجني عليهم من الضيوف الأجانب أعضاء المؤتمر ولم يصيب أحد من المصريين الحضور _ والرواية على لسان الشاهد كما نشرتها مجله روز اليوسف بتاريخ 27/10/1993 _ اى أن صابر كان يعرف إلى من يصوب مسدسة وشاهد أخر قال أن المتهم لم يكن بمفردة أثناء تنفيذ جريمته، بل كانت هناك فتاه تشير له على المجني عليهم ،وأن المتهم أطاعها وأطلق عليهم النار!.
وفى صباح اليوم التالي للحادث صدرت الصحف القومية لتحمل صفحاتها الأولى العناوين الحمراء ومؤكدة أن المتهم مجنون مجنون،وأن الضحايا سياح أجانب ،وان زيارة الرئيس مبارك إلى أمريكا التي تزامنت مع الحادث لم تتأثر وأن تصريحاته عن تراجع الإرهاب ليست أوهاما وطالب مبارك أثناء رحلتة بضرورة تمديد قانون الطوارئ!
وفي صدر الصحف توالت المفاجآت والمفارقات والمتناقضات، فقد أشارت مجله روزاليوسف بتاريخ27/10/1993 إلى إن السيناريو المتبع في الحادث قد حدث من قبل أثناء زيارة الرئيس العام الماضي ــ اى عام 1992ــ حيث شهدت أسيوط حادثة إرهابية تزامنت مع الزيارة!!.
وان تصريحات الداخلية مدعمه بالوثائق والمستندات، وأنة مصاب بلوثة عقلية قبل الحاقة بالخدمة العسكرية وان التقرير الطبي صادر بتاريخ 20 ديسمبر 1988لذا كان من الطبيعي إنهاء خدمتة بالقوات المسلحة لعدم لياقتة الطبية وكان ذلك في شهر مايو 1989، وان صابر ألقى القبض علية قبل ثلاثة أشهر للاشتباه في أنة ينتمي لأحدى الجماعات المتطرفة ولكنه أفرج عنة بعد أسبوع واحد فقط !!!.
وحملت صحيفة الحياة اللندنية في عددها الصادر بتاريخ 29 أكتوبر 1993 عن لسان اللواء نصار زاهر مدير مصلحة الأمن العام ـــ أن ذاك ـــ انه لم يتم القبض على شركاء للمتهم وانه لاينتمى للجماعات المتطرفة وليس للحادث أي أبعاد سياسية.
في الوقت الذي أجمعت فية الصحف القومية والتقارير الحكومية على جنون صابر حملت صحيفة الأحرار في عددها الصادر في أول نوفمبر 1993 اعترافا من خطيبة صابر السابقة قالت فيه((مين اللي قال إن صابر كان مجنونا..أبدا ،أنا اعرفة نذ عامين وألقيت به عشرات المرات وكان طبيعيا وعاقلا في كل تصرفاته واعرف تماما علاقتة بأهلة فقد كانت طبية وسليمة جدا.
زهى نفس شهادات أصدقاؤه وزملاؤه في معهد الموسيقى الذي التحق به وأنهى درا ستة بعد خروجة من الخدمة العسكرية حاملا شهادة طبية تثبت أنة مختل عقليا وأن عجزة كلى وغير مدرك لما يدور حولة!!!!.
ويؤكد والد صابر بعد ما قرأ ما تناولتة الصحف القومية صباح اليوم التالي للحادث بأن ابنة عاقل ولم يصل لحد الجنون أبدا وأنة كان فنانا وأنة أنتج شريطا غنائي قبل الحادث بعام واحد.
وبعرض المتهم على المتهم على النيابة .. أمر المستشار على عمران المحامى العام لنيابيات وسط القاهرة الكلية ـ أن ذاك بعد تحقيقات استمرت أربعة أيام فقط بإيداع المتهم صابر فرحات أبو العلا مستشفى الأمراض العقلية والنفسية وتقديم تقرير للنيابة بعد أن اعترف المتهم تفصيليا بارتكابه حادث إطلاق الرصاص على رواد فندق سميرا ميس بمفردة وبدون تحرض من أحد.
وهنا انتهت الحكاية وقفل الموضوع أمام صمت غريب وغير متبع من الدول المنتمى إليها الضحايا..وأمام تراخى أمنى بدا واضحا أمام حجم الكارثة لتطوي صفحة صابر فرحات المختل عقليا ولكن لسنوات فقط..!!.

المـــفاجـــــــئة:
بعد أربعة سنوات وبالتحديد يوم 18/997وقع الاعتداء الارهابى على أتوبيس سياحي بميدان التحرير بوسط القاهرة في الواحدة ظهرا وراح ضحيتة 10 سياح وإصابة 17 آخرون.. وكما تعودنا من وزارة الداخلية من خفة ورشاقة ، صدر البيان بعد أقل من نصف ساعة ليعلن المفاجئة، وهى أن مرتكب الحادث هو صابر فرحات (31سنة) وشقيقة محمود (27سنة) .. وان المتهم الأول مختل عقليا وهارب من مستشفى الأمراض العقلية وسبق اتهام في القضية رقم 6977 لسنة1993 جنايات قصر النيل ..حيث ارتكب في 26 أكتوبر 1993 واقعه إطلاق أعيرة نارية من طبنجه كانت في حوزتة على احد نزلاء ـــ وهذا نص بيان الداخلية ــ فندق سميرا ميس في القاهرة وتم التحقيق معة في الجناية وتبين أنة مختل عقليا ، وأيدت المحكمة المتخصصة بالنظر في القضية هذا القرار وتم تنفيذة في حينة وأودع مستشفى الخانكة منذ التاريخ.. وتأكدت من التحريات العاجلة أنة هرب من المستشفى يوم 15 سبتمبر 1997 والتقى شقيقة محمود واشتركا في ارتكاب الحادث.
وتوالت المفاجآت ..حيث تبين أن صابر اعتاد الخروج من المستشفي والتردد على بيتة وأنة ــ كما نشرتة جريدة الوفد بتاريخ 19/9/1997 ـ قد تزوج في شهر ابريل 1997 من سميرة مصطفى بمقتضى عقد زواج رقم 6 مسلسل 376814 أحوال شخصية الزيتون!!.
وفى يوم 22/9/1997 نشرت صحيفة الأهرام خبرا بحبس الدكتور سيد القط مدير مستشفى الخانكة وتهامة بتقاضي رشوة من المتهم صابر مقابل استخراج الشهادة الطبية التي أفادت بحنونة !!.
الغريب أن النيابة لم تستمع للدكتور سيد القط والذي أكد أن الشهادة صادرة من الإدارة الطبية بالقوات المسلحة وليس من مستشفى الخانكة!!.
في الوقت نفسة تناول عددا من الكتاب موضوع صابر وتناثرت الأسئلة التي لا إجابة لها .. فقد طرح الكاتب سعيد سنبل أهم تلك الأسئلة وأهمها ..كيف يحاكم الدكتور القط والشهادة صادرة عن القوات المسلحة وبسببها أنهيت خدمة صابر بالقوات المسلحة؟.
ثم كيف خرج صابر من المستشفى وتزوج بعقد شرعي شهد علية الأهل والأقارب وهو مجنونا وعاجز كليا كما ادعت الداخلية قبل أربعة أعوام؟
وكيف يقنع الأخ المجنون شقيقة العاقل بارتكاب عمل ارهابى فية نار وتفجيرات؟
ومن الذي قام بتدريب صابر على الرماية بمهارة بالغة ليقتل في الحادث الأول ثمانية أشخاص بثمانية رصاصات، وفى الثاني قام بتفجير أتوبيس بقنابل محلية من صنعة هو؟
وجاءت المفاجآت الأكثر دويا فقد أحيل صابر(المجنون بشهادة القوات المسلحة والداخلية ) إلى مفتى الديار المصرية وتم اعدامة وبعد تنفيذ الحكم بأيام أعلنت المحكمة براءة الدكتور سيد القط من تهمة الشهادة الطبية المزورة!!.
وهنا سوف أطرح أنا الأسئلة الملحة، إذا كان الدكتور القط بريئا فمعنى ذلك أن صابر بريء ، فلماذا لذا تم اعدامة قبل حكم المحكمة والتأكد من قوى صابر العقلية؟.
هل مصادفة أن تتزامن الحادثة وللمرة الثالثة مع زيارة الرئيس مبارك لأمريكا وحديثة عن الإرهاب وتمديد قانون الطوارئ؟.
أين الشريك الثالث الذي أكد الشهود وبيان وزارة الداخلية انه كان يقود سيارة ويجو بيضاء؟.
تبقى الإجابة تائهة كما هي العادة ليجيب عليها والد المجنون قبل الأخير مرتكب مذبحة بنى مزار والذي اعترف لمراسل جريدة الصرى اليوم بأن ضابط شرطة طلب منة أن يعترف بأن ابنة مجنون لكي يتركوه!!.
والطريف أن مجنون بنى مزار ــ طبقا لبيان الداخليةــ مجنون بشهادة صادرة عن القوات المسلحة!!.
كذلك الأمر في حادث كنيسة الإسكندرية الأخير فقد أعلنت الداخلية أن المتهم مجنون وانه حاصل على شهادة من وزارة الدفاع تفيد بأنة مجنون ..والأغرب أ، الحادث واكب الحديث عن قانون الطوارئ وقرب موعد بمديدة خلال أيام..!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق