الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تكمل الجزائر مسارها المتفرد ؟

خالد الصلعي

2019 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


هل تكمل الثورة الجزائرية مسارها المتفرد ؟
--------------------------------------------
بتنا جميعا نتحسس مآلات ثوراتنا . وها نحن اليوم ننتظر افرازات الثورة الجزائرية ويدنا على قلبنا .الجميع يتابع بانبهار وغيرة ، بل وحسد ما يصنعه الشعب الجزائري بجميع مكوناته ، بدءا بنشطاء الحراك الشعبي والجماهيري وانتهاء بقيادة الجيش ، مرورا بالأحزاب وكوكبة من الأساتذة والمحللين الجزائريين . ولا زال الشعب الجزائري يخط بمداد من العقلانية ويمشي بخطى تسامحية كبيرة ، ويعبد الطريق لثورة بيضاء ناصعة قد تخرج أول بلد عربي من كبوة الانقلابات العسكرية والثورات المضادة ، الى شاطئ الديمقراطية الحقة .
يمكننا القول ان الثورة الجزائرية تمثل خروجا سلسلا عن منطق التاريخ العربي ، حيث يمكن التأكيد أن جيمع الأطراف تتنافس للخروج من هذا المخاض العسير بأقل الخسائر . وكانهم جميعهم يرفعون شعار"رابح، رابح" . وقد كان الحوار الرمزي سيد مسار الثورة الجزائرية ، حيث الى الان لم يبرز أي ممثل رسمي للحراك الشعبي ، وهو ما جعل الأفكار تغلي على مهل ، ودفع جميع الفرقاء الى انتاج أرقى وأنبل ما لديهم من افكار . حتى ان قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح ابتكر مصطلح "المرافقة " ، دون أن يطرح نفسه كبديل أو يقفز الى مهام قيادة البلد كما حدث بمصر .
عشرون أسبوعا مرت دون أن تسجل أي احداث عنف قد تحرف مسار الحراك ، او بعبارة أصح وأدق مسار الثورة الجزائرية . الا بعض المناوشات التي قد تصدر من هذا الطرف او ذاك ، وهو ما يمكن أن يدخل في باب "جس النبض " ، دون ان تنفلت الأمور عن السيطرة . يمكن تسجيل أخطاء ارتكبها النظام ابان الحراك كاعتقال رئيسة حزب العمال المعارض وأيقونة التحرير الجزائري السيد "لخضر بورقعة " ، وهو أحد قادة جيش التحرير ضد فرنسا ، وشخصية لها وزنها الكبير على الصعيد القومي .
وهي أخطاء يمكن معالجتها بطريقة أو أخرى . لكن زخم الثورة الجزائرية ظل في تصاعد وتطور ، أجبر قيادة الجيش باعتبارها المؤتمنة على مصير وواقع الجزائر على اعتقال كثير من رموز الفساد في المرحلة السابقة وعلى رأسهم الوزير الأول الأسبق أحمد أويحيى , والرجل القوي في عهد بوتفليقة أخوه سعيد . وبعض من رجال الأعمال .
على العموم يمكن الجزم -الى حدود كتابة هذه الأسطر - ان الثورة الجزائرية قطعت أشواطا كبيرة على درب التقعيد الديمقراطي الرشيد . وهي بذلك تسطر طريقا جديدا لحداثة عربية غير مسبوقة ، مؤسسة على ارادة الشعب ، وليست قادمة من فوق كقشور للالهاء والتسويق الاعلامي المبتذل الرخيص .
دفعت حركة الشارع جميع الأحزاب الى التكتل في جيهة واحدة ، من اسلاميين وليبراليين ويساريين ، ولم يجد حزب جبهة التحرير الوطني، الحاكم الأوحد منذ الاستقلال ، نفسه الا مرغما على تقمص نفس خطاب ومطالب الشارع . الى درجة أن أعضاءه في البرلمان كانوا أول من دفع برئيس البرلمان الى الاستقالة ، باعتباره أحد الباءات الثلاث التي طالب باسقاطها الشارع .
واستطاع الجزائريون أن يقصوا منذ البداية شياطين الثورات العربية ، كالدول الخليجية والدول الاستعمارية . فبات من أكبر الأخطاء أن يقوم مسؤول جزائري بزيارة لاحدى هذه البلدان ، كما أن ساسة هذه الدول فهموا ان اللعب في الجزائر ينبغي أن يتم تحت الطاولة ، وفي الخفاء ، وليس كما حدث في مختلف الثورات بما فيها ثورة السودان .
اذن فقطع الطريق على شياطين الثورات العربية كان ضربة متقنة ، سرعان ما ظهرت ثمارها على أرض واقع الثورة الجزائرية . فحتى رجالات فرنسا كانوا أول من زج بهم في السجن ، وسعيد بوتفليقة والجنرال توفيق "محمد لمين مدين " ، ورئيس الوزراء السابق أحمد اويحيى ، يشكلون ابرز وجوهها .
وكأن اجندة الثورة الجزائرية كانت معدة سلفا ، فحتى حراكاتها الشعبية منعت عنها كل القوى السياسية الحزبية . وكأنهم يريدون أن يقولوا" الشارع سيد نفسه "، ولن يركب على ظهر مآسينا أي سمسار دنيئ .
دعونا نقول ان الثورة الجزائرية ، وخاصة حراكها الشعبي لم يفرز بعد ممثليها ، ان هذه الثورة تروم دفع الجميع الى الاتفاق بصيغة مبتكرة على أنجع السبل لتدبير شؤون الجزائر . فلربما تم استلهام مقولة فوكو "بؤرة ارادة كلية " حيث ينصهر الجميع مرغمين من أجل وضع برنامج انتقالي ، يسطير دستور يوطن لعملية سياسية حداثية بمفهومها الجزائري .
ذلك أن توطين مبادئ الديمقراطية وتفعيلها التفعيل المحسوس الذي يحسه ويدركه ويتذوقه أفراد الشعب ، دونه هرطقة ومجانية تدبيرية كما نعيشها في جيمع أقطار الوطن العربي . حيث قمة الهرم تعنى بكل شيئ في مملكة متسيبة أو جمهورية متفلتة أو امارة مقفولة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لنكن واقعيين
حميدوو ( 2019 / 7 / 7 - 22:21 )
خلاصة القول أن الديمقراطية الحقة لن تأتي من شعوب لا تؤمن بها البتة بل وتكفر من ينادي بها وكل ما تراه هوانفجار شعبي على الفساد والحقرة لا يرقى الى المطالبة بالديمقراطية التي أساسها العلمانية وحقوق الانسان

اخر الافلام

.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من


.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال




.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار


.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل




.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز