الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يتبنى الجاهل أفكارا هدامه!!

عماد فواز

2006 / 5 / 15
حقوق الانسان


هل يعقل أن أحد العمال الأميين يتبنى أفكاراً مناهضة للحكم ؟! هل من المنطقي أن يكون أحد الأفراد الذين لا يقرأون ولا يكتبون يتبنى رؤى أو أيديولوجيا مضادة لنظام الحكم ؟! ما هو المنتظر من شاب جاهل ؟! ما الذي سوف تأخذه الجماعات المتطرفة من شاب مثل هذا ؟! وكيف تجنده فكرياً ؟! أمن الدولة لا تعرف المستحيل ، وسواء كنت جاهلاً أو متعلماً أو مثقفاً ، فالكل سواء ، ويدها تقبض عليك في أي مكان ، وتستطيع أن توجه إليك أية اتهامات .
هذا ما حدث بالفعل مع بائع اللبن عماد دسوقي زكريا 34 سنة المقيم في المطرية ، وقصة عماد حسب رواية والدته السيدة أمال بركات بدأت في 24 أكتوبر عام 2003 ، منذ سنتين ، عندما اقتحمت مباحث أمن الدولة منزلهم ، وقامت بتفتيش المنزل رأساً على عقب ، وعندما لم تعثر على عماد ألقت القبض على والده المسن كرهينة ، لكي يسلم عماد نفسه لأمن الدولة ، منذ هذا التاريخ الحاجة أمال بركات لم تشاهد عماد مرة أخرى ، وعماد حسب روايتها ، شاب يسعى وراء رزقه ، يعمل في تجارة اللبن ، وفي أوقات الفراغ يتاجر في الملابس التي يذهب لشرائها من مدينة بورسعيد ، على رأس عيوبه – حسب رؤية أمن الدولة – أنه مصلي ، يذهب لصلاة الجماعة في المسجد ، وعماد يقضي يومه كالتالي : في الصباح الباكر يحمل قسط اللبن ويجوب الشوارع ينادي على الحليب القشطة ، وبعد أن ينتهي من الكمية التي يحملها يعود إلى المنزل يغتسل ويأكل لقمة بسيطة ، ثم يذهب إلى المسجد لأداء الفريضة ، في المساء يذهب إلى تاجر اللبن ليجهز الكمية التي سوف يسرح بها ، وعماد على علاقة حب بإحدى الفتيات من الجيران ، وتقدم لخطبتها ، ولأن تجارة اللبن لا تسعفه على تجهيز متطلبات الزواج ، تعلم تجارة الملابس ، فقد كان يسافر إلى بورسعيد لشراء بعض الملابس ، وعرضها على أهل الحي بعد عودته ، وهكذا تسير الحياة ، صباحاً يبيع اللبن ، ومساء يجهز اللبن ويتاجر في الملابس ، خلال اليوم يؤدي الفريضة جماعة في المسجد ، من حيث الثقافة فعماد لا يجيد القراءة أو الكتابة ، وحسب توصيف والدته هو شاب جاهل ، هذا الشاب فوجئت والدته أن قوات مباحث أمن الدولة تقتحم المنزل بسببه تسأل عنه .
فين عماد ؟!
في بورسعيد .
وبعد تفتيشهم كل ركن في المنزل ، أمر الضابط مرافقيه بأخذ والده كرهينة لكي يسلم عماد نفسه لهم ، وبالفعل بعد عودة عماد وعلم والده المريض ذهب هو ووالدته إلى القسم ، وأفرجوا عن الرهينة ، ووعدوا والدته أنهم سوف يفرجون عنه بعد التحقيق معه ، وسؤاله بعض الأسئلة ، وبعد أيام اكتشفت الحاجة أمال ما قيل لهم مجرد وهو وكذب ، فولدهم لم يعد للمنزل ، وعرفت بعدها أنهم قاموا باعتقاله بتهمة تبني ونشر أفكار هادمة ، فذهبت إلى النائب العام وقالت :
وأرسلت عدة تلغرافات إلى رئاسة الجمهورية وإلى وزير الداخلية قلت فيها يا سيادة الرئيس ابني جاهل واتهامه في قضية مثل هذه غير معقول يا سيدي نحن من سكان حارة سعد مسعود بمدينة عرفات – المطرية وهي حي هادئ لا يوجد به تنظيمات أو جماعات وعماد لم يخرج من الحي أبداً إلا عندما قرر الاتجار في الملابس أما قبل ذلك فهو لا يعرف إلا الحي وأهل الحي .
والدليل أنه تجاوز الثلاثين من العمر وهو يسعى لتحقيق حلمه بالارتباط بحبيبته التي تركته بعد القبض عليه .. يا سيادة الرئيس ابني لم يكن أبداً لديه الوقت للتفكير في أي شيء إلا تكوين نفسه وإعداد عش الزوجية والانفاق على أشقائه ووالده وأنا .
بعد هذه الرسالة بأسبوع تم عرض عماد على نيابة أمن الدولة يوم 24 يناير وظننت لبعض الوقت أن عماد سوف يفرج عنه ولكنه مازال معتقلاً بوادي النطرون رقم ( 1 ) حتى اليوم ولم يفرج عنه .. وأعادوه بعد العرض على النيابة دون أن يقدم إلى المحاكمة ولم أيأس وتقدمت بطلبات للإفراج عنه .. طلباً تلو الآخر وكنت في معظمهم أحصل على قرار بالإفراج عنه ولكن لم ينفذ أي منهم حتى وصل عددهم إلى 19 قراراً أخرها كان بتاريخ 2 يونيو 2005 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق