الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرصنة الامريكية البريطانية في مضيق جبل طارق

زياد عبد الفتاح الاسدي

2019 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أن ادارة ترامب في سلوكها العدواني الغبي والشاذ على صعيد العقوبات الاقتصادية العشوائية الموجهة للعديد من بلاد العالم التي لا تروق لهذه الادارة , قد وصلت بالاتفاق مع ذنبها الامبريالي البريطاني وفي ظل العجز الاوروبي الى مرحلة هستيرية غير مسبوقة . فالقرصنة البريطانية بالتنسيق مع إدارة ترامب التي تعرضت لها ناقلة النفط الايرانية المُتوجهة الى سوريا عبر مسار طويل حول القارة الافريقية, تُشكل سابقة خطيرة من السلوك الاخرق الذي لا يحترم أي شكلٍ من أشكال القانون الدولي ... وهنا يُمكن إيراد الملاحظات والمخاطر التالية الناتجة عن هذه القرصنة :
أولاً : جاء هذا السلوك البريطاني الغير مسؤول وتم تنفيذه من قبل حكومة المحافظين الحالية التي تُواجه أزمة سياسية حادة حول اشكاليات الخروج من الاتحاد الاوروبي في ظل التدهور الحاد في شعبية حزب المُحافظين الذي تقوده تيريزا ماي في انتخابات البرلمان الاوروبي لصالح حزب البركست الجديد بقيادة نايجل فاراج والحزب الليبرالي الديمقراطي ..وبالتالي فهذه الحكومة بزعامة تيريزا ماي سعت وما زالت تسعى وتلهث في ظل هذه الازمة وراء دعم أمريكي قوي من قبل إدارة ترامب .. وهذا ما يُفسر سرعة الاستجابة البريطانية لطلب الادارة الامريكية في احتجاز ناقلة النفط الايرانية .
ثانياً : هذا النوع من القرصنة الذي نفذته بريطانيا بتوجيه أمريكي والتعرض لسفن الملاحة الدولية خارج إطار القانون الدولي سيُفجر بلا شك عمليات احتجاز أو قرصنة شبيهة من قبل دول أخرى , وذلك ليس فقط من قبل الدول التي تعرضت سفنها للقرصنة ولا سيما إيران التي تستطيع بكل سهولة التعرض لسفن أو ناقلات نفط بريطانية أو أمريكية في الخليج ومضيق هرمز , بل أيضاً من قبل دول أخرى قد تجد مُبررات لاحتجاز سفن لدول معادية لها على أرضية الخلافات أو الصراعات العسكرية مع هذه الدول ... وهذا ما سيُعرض المناخ الدولي للخطر والصراعات العسكرية المُدمرة , إضافة الى انهيار الاحترام للقوانين الدولية .
ثالثاً : هذا الاجراء البريطاني سيُدمر بكل بساطة ما تبقى من الالتزام الايراني بالاتفاق النووي من خلال زيادة مخزون وتخصيب اليورانيوم , أو حتى الاحترام الاوروبي للاتفاق النووي الايراني .. وهذا بالضبط ما تسعى اليه الولايات المُتحدة وإدارة ترامب والعدو الصهيوني وحكومة نتنياهو , إضافة الى التحالف الاماراتي السعودي المصري .
رابعاً : لقد أظهرت عملية القرصنة البريطانية والاحتجاز لناقلة النفط الايرانية , كما عرت التواطؤ والتخاذل العربي ضد سوريا وإيران في الوقت الذي اضطرت فيه هذه الناقلة أن تسلك طريقاً طويلاً جداً حول القارة الافريقية لتجنب المرور عبر قناة السويس لتأمين إمدادات النفط الى سورية التي يتعرض شعبها لحصار طويل شامل وخانق من قبل منظومة الغرب وعملائها في المنطقة من أنظمة العمالة الخليجية والتحالف السعودي الاماراتي مع النظام المصري الذي يدعي تعاطفه مع سوريا ولكنه في واقع الامر يمنع سفن الملاحة الايرانية من المرور عبر قناة السويس .
خامساً : تسعى عملية القرصنة الى التشديد على عزل وحصار أيران بتوجيه من الولايات المُتحدة وإدارة ترامب وإضعافها إقليمياً ودولياً بعدما تم الغاء الاتفاق النووي وتصعيد المقاطعة والعقوبات الاقتصادية عليها الى أقصى الحدود , بالترافق مع الضغط على دول الاتحاد الاوروبي بمنع أي شركات أوروبية أو غير أوروبية إن أمكن من الاستثمار في إيران أو استيراد النفط والغاز الايراني .. بهدف تدمير وخنق الاقتصاد الايراني على أمل التحريض المُتواصل للشارع الايراني وإشعال المظاهرات العنيفة المُناوئة تمهيداً لاسقاط النظام .... ولكن من الواضح أن الامور لا تبدو بهذه السهولة للتحالف الامريكي والصهيوني والخليجي فالاوضاع الداخلية في إيران تُظهر التفاف شعبي كامل حول النظام الايراني في مواجهة التهديدات التي تقودها إدارة ترامب مع الحكومة الصهيونية والتحالف الاماراتي السعودي المصري .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع