الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران : -إخبطها واشرب صافيها-.. !

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2019 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


ليس أمام الجمهورية الاسلامية إلا الحرب إذا أعيدت العقوبات الأممية عليها وإنهار الاتفاق النووي بشكل كامل وإذاً سيتضرر الجميع بما فيهم الولايات المتحدة.
هذه المقاربة بات الكثير داخل إيران يُؤْمِن بها خصوصاً الجناح المتشدد الذي يتأهب لجني ثمار انهيار الاتفاق، في الانتخابات التشريعية المقبلة المقررة العام المقبل 2020 والتي ستعبد الطريق -كما يتوقعون- لمجيء رئيس أصولي متشدد في الانتخابات الرئاسية المقررة في 2021 ويعيد إيران الى ماقبل حقبة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، بل وإلى ماقبل العام 1997 ومحاكمة المتهمين باغتيال أربعة من قادة المعارضة الكردية في مطعم ميكونوس في برلين العام 1992، الذي تنفذه في الغالب لجنة العمليات الخاصة" السرية في طهران غير الخاضعة للنظام والتي تأتمر بأوامر جماعة "الحجتية" النافذة والمتغلغلة في الكثير من مفاصل النظام رغم محاولات تصفيتها سواء من قبل الإمام الخميني الراحل أو بأوامر من خليفته آية الله سيد علي خامنئي الذي أمر عام 1999 باعتقال ماأسماه آنذاك الرئيس محمد خاتمي بالغدة السرطانية في وزارة الاستخبارات.
الحجتية
أسس جماعة الحجتية وحملت في البداية إسم "جمعية مكافحة البهائية" الشيخ محمود الحلبي الخراساني الذي باشر نشاطه في مدينة مشهد ثم نقله إلى طهران وكان ذلك بعد إطاحة المخابرات الأمريكية والبريطانية، بحكومة الدكتور محمد مصدّق في 19 أغسطس 1953 وإعادة الشاه محمد رضا بهلوي، وقد تميزت (الحجتية) بمحاربتها البهائيين والشيوعيين، واصطدمت بعد سقوط الشاه بالإمام الخميني الذي اتهمها بالتحريض على أهل السنّة وبتقويض أركان النظام فهي رفضت ولاية الفقيه واعتبرتها معيقة لظهور الإمام الغائب الحجة بن الحسن (في إطار تصوّر عام عن غيبة الإمام الثاني عشر الإمام المهدي) إذ اتُهمت بأنها تطرح نفسها كجماعة تمتلك مفاتيح تعجيل ظهور الإمام الغائب (الحجة بن الحسن). وتضم هذه الجماعة الكثير من الشخصيات واتُهم الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بالانتساب لها، أو بتكرار أفكارها. وكثيراً ما تُتهم شبكات ترتكب أعمال عنف في إيران (كاغتيال صحفيين وكتّاب) أو في الخارج بالانتماء لها.
ويحذر تيار عريض في الجمهورية الاسلامية من أن انهيار الاتفاق النووي سيوفر أرضية خصبة لعودة التطرف بعودة رموز هذه الجماعة ثانية ليس فقط داخل ايران بل في المنطقة والعالم، واعتبر وزير الخارجية محمد جواد ظريف في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" :
"أن الاتفاق مثال واضح على أننا تفاوضنا على هذا الاتفاق مع الوعي الكامل بأننا لا يمكن أن نثق في التزام الغرب، ونحن نمارس هذا الخيار في إطار الاتفاق في الوقت الحالي والذي يمكن بالفعل أن يحول دون انهياره التام الذي سيضر بمصالح الجميع بما في ذلك الولايات المتحدة".
وكان ظريف يشير الى تخفيض ايران بعض التزاماتها تجاه خطة العمل المشترك الشاملة مطالباً الدول الأوروبية تنفيذ التزاماتها للحفاظ على الاتفاق وانقاذه وملمحاً لمخاطر انهياره على السلام حاله حال مسؤولة الشؤون الخارجية والأمن في الإتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني التي قالت يوم إبرام الاتفاق (14/تموز يوليو 2015) وظلت تكرر ذلك محذرة من مخاطر انهياره : الاتفاق النووي يهدف الى تعزيز السلام العالمي .
ويرى الايرانيون بشكل عام أن الجميع استفاد من الاتفاق النووي إلا إيران تضررت منه سواء بالعقوبات الاقتصادية أو بمنعها من ممارسة حقها في تشغيل منشآتها النووية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ومن هنا فإنها تنتظر الخطوة التاليةمن الاوروبيين بعد يوم الأحد السابع من تموز يوليو وهي تلوح بتخصيب اليورانيوم بأكثر من نسبة الـ 3.67 ، فإن نفذوا التزاماتهم أو على الأقل الآلية المالية إنيستكس لضمان حصول طهران على أموال صادراتها النفطية، فانها ستتراجع عن خطواتها السابقة ويعود كل شيء كما كان في السابق حتى مع بقاء العقوبات الأمريكية فالمهم لدى طهران هو أن تبقى تصدر النفط كما في السابق وتحصل على عائداته مالاً وليس بضائع ومواد غذائية وطبية هي تنتجها معظمها (ايران تنتج 90% من موادها الغذائية و97% من الدواء في الداخل)..
الحرب أولاً
لكنْ إذا عجزت الدول الأوروبية عن تنفيذ التزاماتها ولَم تقل لا للعقوبات الأمريكية وللقرار الدولي رقم 2231 الذي صادق على الاتفاق النووي وقضى برفع العقوبات ذات الصلة بالبرنامج النووي فقط، فستواصل ايران تخفيض التزاماتها وتعمل وفق البندين 26,36 من الاتفاق لكنها لن تنسحب منه بانتظار الخطوة التالية من الأوروبيين الذين قد ينفذون تهديداتهم وينضمون الى الرئيس الأمريكي ويعيدون فرض العقوبات وعندها فقط سيرفع الايرانيون شعار "عليّ وعلى أعدائي" وسينضم الرئيس حسن روحاني وباقي المعتدلين والاصلاحيين من خلفه الى خانة التشدد في سباق انتخابي واضح قبل العامين 2020 و2021 وسيتبارى الجميع داخل نظام الحمهورية الإسلامية في من سيبدأ الضربة الأولى أو من سيوجد قبل غيره مبررات الحرب من رؤية يروج لها كل الايرانيين تحت مظلة النظام مفادها أن العقوبات الاقتصادية هي الوجه الآخر للحرب العسكرية(عدا القلة التي تدعو الى الحوار مع الولايات المتحدة وستتهم حينها بالخيانة أو التخاذل والاستسلام أمام الشروط الأمريكية)..
في العقوبات الاقتصادية تتضرر ايران بشكل مباشر ولايتضرر غيرها إلا قليلاً، ولكن إذا وقعت الحرب سيتضرر الجميع خاصة دول المنطقة ومنها الامارات العربية المتحدة التي تقول طهران إن طائرة التجسس الأمريكية التي أسقطتها انطلقت من قاعدة الظفرة ، التي أوفدت مبعوثين الى طهران لإبلاغها أنها لن تنخرط في أي حرب قد تندلع بين الولايات المتحدة وايران لكن الاخيرة ردت عليها بتحذير واضح يشمل جميع الدول التي تضم قواعد أمريكية بأن الرد على النيران التي تنطلق من أراضيكم سيكون بأضعافها ولات ساعة مندم.
ويمكن مراقبة أداء أعلى مسؤول في نظام الحمهورية الاسلامية القائد العام للقوات المسلحة وهو يجري تغييرات جوهرية في قيادة الحرس الثوري بدأها بتغيير القائد العام لهذه القوات مباشرة بُعيد فرض عقوبات أمريكية عليها واعتبارها جماعة ارهابية، وهو يجري المزيد من هذه التغييرات شملت قائد قوات التعبئة الشعبية (الباسيج) وكأنه يعد هذه القوات لمهمة ما إذا ما أعيدت العقوبات الأممية وصارت ايران أمام خيارين :
أن تتضرر لوحدها وتنتظر تأثير العقوبات وهذه المرة أممية على الداخل ليتحرك كما هو المخطط الأمريكي.
أو أن يتضرر الجميع خاصة دول المنطقة التي طالما حرضت على ايران وذلك لن يحصل إلا بالحرب أو باستمرار العمليات على شاكلة تفجير الفجيرة والهجوم على ناقلات النفط وهي تسجل دائماً ضد مجهول وهو ربما يفسر عدم اتهام الامارات لايران رغم اتهامات أمريكية مباشرة لايران بأنها تقف خلف تلك العمليات.فالحرب من وجهة نظر متشددين قد ينضم لهم معتدلون وأيضاً اصلاحيون قبل الانتخابات العامة، ستدفع الى مفاوضات حقيقية تضع النقاط على الحروف عندما يحس الجميع بنيرانها خصوصاً في المنطقة بأن العقوبات الأمريكية هي الوجه الآخر للحرب، والعقوبات الأممية هي الحرب قاتل ومقتول .
وربما توضع في هذا السياق مسارعة الجنرال قاسم سليماني العائد تواً من إدلب في سوريا الى السفر الى العراق لضبط إيقاع الحكومة العراقية(التي تشكلت بتفاهم بين هادي العامري ومقتدى الصدر) قبل أن تتحرك لنزع سلاح الفصائل التي تطلق على نفسها تسمية (المقاومة) بعد الأمر الديواني الخاص بتنظيم عمل الحشد الشعبي. فسلاح المقاومة (الأبيض)مطلوب إيرانياً ليوم المواجهة (الأسود) مع أمريكا ما لم ينزل الرئيس ترامب من الشجرة ويقبل بالعودة الى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 ، ويا دار ما دخلك شر أو كما يقول المثل العراقي "إخبطها واشرب صافيها"..
وهو كما يبدو ماتفكر به ايران بجناحيها إذا انهار الاتفاق النووي!
"القدس العربي"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإيراني يحتفل بيومه الوطني ورئيسي يرسل تحذيرات جديدة


.. زيلينسكي يطلب النجدة من حلفائه لدعم دفاعات أوكرانيا الجوية




.. الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة 14 جنديا جراء هجوم لحزب الله الل


.. لحظة إعلان قائد كتيبة إسرائيلية عن نية الجيش اقتحام رفح




.. ماذا بعد تأجيل الرد الإسرائيلي على الضربة الإيرانية؟