الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صبحي حديدي بين طائري وقواق

يوسف العادل

2006 / 5 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


في مقالٍ منشور في الحوار المتمدن العدد 1458 تاريخ 11/2/2006 بعنوان لقاء البيانو ني خدام ( طيران فوق عش الوقواق)،يستنكر الكاتب صبحي حديدي انخراط المنشق خدام في المعارضة السورية من مسرب جماعة الإخوان المسلمين في سوريا عبر لقاء بروكسل ذائع الصيت الذي جمع( خدام- البيانو ني مرشد الجماعة)، وبالطبع من حيث ساق الكاتب حديدي معايير ونو اظم’محكمةِ الإغلاق المنطقي سياسياً وإيديولوجياً وأخلاقياً ، فإنه لم يفتر ِ على خدام ، ذي الماضي الشخصي، والاعتباري المشين والبغيض والدامي والفاشي والمشارك الفاعل في جرائم نظام حافظ أسد بحق سورية منذ 1970 واعتبر حديدي يدي خدام ملطختين بدماء السوريين كونه نائباً لرأس النظام ، ولو لم يكن في يومٍ من الأيام قائد سرايا الدفاع أو قائد الوحدات الخاصة التي نفذت المجازر، وهنا أستغرب كيف أن الكاتب حديدي( على نباهته وحصافة رأيه وحزمه في نصرة وصون ماضي وحاضر ومستقبل وطنه) لم يعالج ماضي جماعة الأخوان المسلمين الملطخة أيديهم بدماء السوريين،(إلى أن يثبتوا العكس) بنفس النواظم والمعايير التي طبقها على خدام مع أنهم بخلاف خدام( طائر الوقواق) كانوا قادة وحدات نفذت بحق السوريين عمليات اغتيال وذبح ومذابح في المحفل الدموي (ثمانينات القرن الماضي)، لا أدري لماذا جف حبر الكاتب اللامع صبحي هنا!!!!؟؟؟ وأنا بنفس الوقت أرحب بأي تيار إسلامي معارض نظيف اليد والقلب واللسان لأن الوطن لجميع الشرفاء المدافعين عنه ضد اللصوص والقتلة وقطاع طرق التحرر و التحرير،ولا توبة في معصية الوطن.
إذن ثمة معياران أدان بهما الكاتب حديدي المنشق خدام:
1. استمراره في النظام( المجرم) لعقود(أي أنه ذو ماضي)
2. صاحب منصب سيادي رفيع في هذا النظام(أي مؤهل للمشاركة في جرائم النظام)
والآن سأتأبط هذين المعيارين باتجاه مقال آخر للكاتب صبحي حديدي منشور في الحوار المتمدن العدد1542 تاريخ 6/5/2006 بعنوان: جنبلاط وإخوان سوريا،والكاتب هنا لم يعترض على محاولة جنبلاط الانخراط في المعارضة السورية من نفس مسرب خدام(ماهذا المسرب؟!) أي من خلال جماعة الأخوان المسلمين في سوريا، بل ويشجع عليه دون أدنى تحفظ، لكن الكاتب انصرف لومه وعتبه إلى جنبلاط الذي لم يفكر مثلاً في لقاء رياض الترك رغم أنهما تواجدا بالصدفة في باريس ، قبل أسابيع معدودات.والآن سأسال الكاتب ما الفرق بين خدام و جنبلاط تحت سقف معياريك؟ ألم يلتحق وليد بيك جنبلاط مبكراً بالتحالف مع النظام السوري( وخدام منه) الذي كان الذراع العسكري للقوى الإمبريالية والصهيونية والأنظمة العربية في لبنان للي عنق وسحق المشروع التحرري الوطني الديمقراطي الناهض على أكتاف المقاومتين الوطنيتين المتحالفتين عميقاً( اللبنانية والفلسطينية) وكان من أوائل من استشهد دفاعاً عن هذا المشروع الزعيم الوطني اللبناني كمال جنبلاط(1977) والد وليد جنبلاط الابن اللاحق للنظام الأمني السوري اللبناني المتشكل للتو( وهو يعرف قتلة أبيه...؟!) جنباً إلى جنب مع خدام( صاحب الملف اللبناني لعقود) والذين أجهزوا جميعاً على الساحتين السورية واللبنانية.
ٍوالآن إذا كان وليد جنبلاط(الذي نسي أباه شيخ العمل الوطني) قد استمر في تحالفه مع ابيه الجديد والبديل، النظام السوري لعقود( أي ذا ماضي كذلك كخدام)وهذا ينطبق على البند 1 وبنفس الوقت صاحب منصب سيادي في لبنان وميليشيا ذات وزن ونفوذ عسكري وتشكل رأس جسر متقدم للنظام السوري في لبنان، ومؤهل للمشاركة ( في كل الأعمال الخيرية للنظام السوري في لبنان!!! ، أم أن ثمة أعمالاً أخرى؟!!!!) وهذا ينطبق على البند2 فلماذا رحبت أيها العزيز صبحي حديدي بهذا الوقواق (جنبلاط) عاتباً عليه،لماذا باض في عش جماعة الأخوان ، وتمنيت أن يبيض في عش المعارضة السورية، ولماذا لا تجعل معياريك يشتغلان بمكيال واحد وتبعد عن أعشاش المعارضة السورية جميع طيور الوقواق كما فعلت مع خدام.فاحذر لعبة الكيل بطيري وقواق.
والآن أي مصادفة تجعل مثلث( خدام ـ جماعة الأخوان ـ وليد جنبلاط) يبحث عن موطئ قدم في أرض المعارضة السورية عبر شتى المسارب ، ونسأل هنا : ماذا تحمل ذاكرة السوريين واللبنانيين عن هذا المثلث؟!!!.
لا فرق مادمنا أوفياء لأصالة الحوار إذا عرج المنطق في السياسة ، أوعرجت السياسة من منطقها, فتحية للكاتب صبحي حديديٍ على سمو أخلاقه ووفائه وحرصه المزمن على قضايا وطنه كواحد من ألمع فرسان الرأي في سوريا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام لطلاب جامعة غنت غربي بلجيكا لمطالبة إدارة الجامعة بقط


.. كسيوس عن مصدرين: الجيش الإسرائيلي يعتزم السيطرة على معبر رفح




.. أهالي غزة ومسلسل النزوح المستمر


.. كاملا هاريس تتجاهل أسئلة الصحفيين حول قبول حماس لاتفاق وقف إ




.. قاض في نيويورك يحذر ترمب بحبسه إذا كرر انتقاداته العلنية للش