الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عَبَط الاقتصاد البيولوجي!

محمد الشهاوي
(Muhammad Alshahawy)

2019 / 7 / 10
الطب , والعلوم


من الاختلافات الأساسيَّة بين الذكور والإناث (من الناحية البيولوجيَّة) الاختلاف حول كميَّة إنتاج الخلايا الجنسيَّة، ففي حين يُمكن للذكور إنتاج نحو 40 مليون حيوانٍ منويٍ في القذفة الواحدة فقط، وتعويض هذه الكميَّة خلال ثلاثة أيام على الأكثر؛ فإنَّ الأنثى غير قادرةٍ سوى على إنتاج بويضةٍ واحدةٍ فقط كل شهر تقريبًا، وما يُعادل 350-400 بويضةٍ طوال حياتها. وفي حين أنَّ الذكور مُعرَّضون لخسارة الملايين من حيواناتهم المنويَّة في القذفة الواحدة؛ حتى دون الحاجة إلى ممارسة الجنس، كما في حالات الاستمناء والاحتلام مثلًا، فإنَّ المرأة لا تفقد بويضاتها بهذه الوسائل الذاتيَّة، وهو ما يجعل خلاياها الجنسيَّة نادرةً، وعزيزةً جدًا، وهو ما يجعلها تسعى إلى الاستفادة من أكبر عددٍ منها قبل فوات الأوان، لأنَّ البويضة التي يتم إنتاجها، ولا تجد مَن يُلقحها، تموت، ولا يُمكن تعويضها مرَّةً أُخرى، وهو ما يعني نضوبًا في مواردها الجنسيَّة. وفي حين يتم إنتاج الحيوانات المنويَّة بصفةٍ يوميَّةٍ على مدار حياة الذكور، فإنَّ الأنثى لا يُمكنها إنتاج سوى بويضةٍ واحدةٍ كل شهرٍ، ولفترةٍ محدودةٍ من عمرها فقط. وهذا -أيضًا- ما يجعلها تُرشّد في استهلاك بويضاتها، فلا تُنفقها إلَّا في مكانها ووقتها المُناسبين. الأمر هنا أشبه بأن يكون دخلكَ الشهري محدودًا، عندها سوف تُحاول قدر الإمكان الترشيد في النفقات؛ بحيث لا تصرف أموالك (المحدودة أصلًا) إلَّا في شراء ما هو مُفيدٌ وضروريٌ فعلًا، في مُقابل الشخص الذي يمتلك دخلًا شهريًا مرتفعًا جدًا، فإنَّه يُنفق أمواله في ما قد تراه أنتَ كمالياتٍ، وأشياء غير أساسيَّة أو غير ضروريَّة. ولا يُمكننا تخمين حكمة الطبيعة من هذا البذخ البيولوجي الذي وهبته للذكر على وجه الدقَّة، في مُقابل الندرة التي تُعاني منها الأنثى، ولكن يبدو أنَّ هذا البذخ البيولوجي هو أحد الأسباب الرئيسيَّة في غرور الذكور، وشعورهم بالسيطرة والقوة، وإحساسهم بأنَّ الأنثى بحاجةٍ إليهم دائمًا، لاسيما وأنَّ المُنتج الذي يملكونه Inelastic لا يخضع لقانون العرض والطلب، فوفرة الحيوانات المنويَّة، لا يُقلل أبدًا من قيمته ولا يُقلل من الإقبال عليه، لأنَّ في مقابل هذه الوفرة البيولوجيَّة لدى الذكور، ثمَّة ندرةٌ بيولوجيَّة عند الإناث. والحقيقة أنَّ هذه النُدرة البيولوجيَّة هي المُتحكم الفعلي في سوق الخلايا الجنسيَّة، وحركتها، ولهذا كانت الأنثى هي موضوع الجنس، على مر العصور البشريَّة، وليس الذكر صاحب الوفرة الجنسيَّة، في حين أنَّ العكس تمامًا ما كان يجب أن يكون صحيحًا؛ فالنُدرة البيولوجيَّة للأنثى كان يجب أن يجعلها الأكثر شبقًا للجنس، والأكثر رغبةً فيه، والأكثر إقبالًا على استغلال خلاياها الجنسيَّة، والاستفادة منها قبل نضوبها، ولكن شيئًا من هذا لم يحدث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الأمن الأمريكية تمنع وسائل الإعلام من تغطية اعتصام معهد


.. الجزيرة ترصد تزايد أعداد السفن المنتظرة في المياه الإقليمية




.. واشنطن تستعمل التكنولوجيا لكسب تأييد جزر المحيط الهادي


.. ??طلاب من معهد العلوم السياسية في باريس ينددون بالحرب الإسرا




.. علاء الشربينى الا?كل نفس وا?بويا كينج الطبخ في ا?ي مكان