الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مونودراما-شاتيلا ،من والى ماضي وحاضر ناطق فلسطيني

امتياز المغربي

2006 / 5 / 9
الادب والفن


"عمركم اسمعتوا في ساحة المدرسة ،ولاد زغار ما بعرفوا الحدود في اللغات ،عمركم اطلعتوا في وجه طفل صغير ،هلقد صادق وبريئ ،انا كنت طفله وكنت اقعد على المرجيحة وستي كانت تدفشني بايديها علشان تعلى المرجيحة في الهواء و اعلى معها انا". كان هذا جزء مما قالته الفنانة بيان شبيب على خشبة مسرح عشتار في مدينة رام الله ،خلال تجسيدها لمونودراما "صفد-شاتيلا ،من و الى".

أجادت شبيب لعب دورها على المسرح و تمكنت من إيصال تجسيد واقعي لما كانت عليه حياة الصفدين حيث كانت هناك تجري حياتهم كما الموسيقى المنسابة دون أن يعكر صفوها أي صوت نشاز ،حيث الجبال الخضراء التي تتعاقب عليها الفصول فتلونها ،وحيث توجد أشجار الزيتون القديمة الدالة على الأجداد القدماء ،وبهطول مواسم الفلاحين وطقوسهم ،إضافة إلى ترابط العائلات واجتماع شملها ،وحيث تزهر قصص حب وأعراس.

الى جانب التمثيل اجادة بيان شبيب التأليف ،حيث رافقت المخرجة اناميكي دليس بتأليف مونودراما "صفد-شاتيلا ،من والى" ،وفصورت الظروف الصعبة في مخيم اللاجئين ،حيث كانت الحياة تتواصل بشكل عادي رغم هذا الفراق والشتات حيث كان الناس يستيقظون مبكرين ،كأنهم غادين الى حقولهم ،يضحكون على الذكريات المضحكة ،يحبون ،يتزوجون ،ينجبون أطفالا .

عرضت المونودراما قصتان ،لزمنين ،لبلدتين ،لمراتين ،قصتا حب ،لخسارتين.... ولكن حلم العودة الى صفد يجمع شتات الامكنة و الازمنة و المشاعر فيخرج ذلك على ارض المسرح بشكل يحاكي ما حدث وما سيحدث و يؤكد على ان الجرح و الالم مازال مستمر.

ماحدث مع جدة الفنانة بيان شبيب ترك اثرا لم تنساه او تتناساه فبقيت على عهدها لجدتها فأوفت بوعدها لها عندما قامت بالمشاركة بتاليف المونودراما وتجسيد شخصية جدتها على المسرح.كانت تعابير وجهها تترك علامات من الوجع والالم والحسرة على وجوه جمهور الحاضرين الذين اتحدوا مع الصمت لكي يشاهدوا ويستمعوا الى وجعهم الفلسطيني الذي أجادت ترجمته شبيب في دورها الاوحد على خشبة مسرح عشتار.

كانت الديكورات المستخدمة في المونودراما تنقل جمهور المتفرجين من زمن الى زمن فمن الثراث الفلسطيني والثوب الفلسطين الى الصور والذكريات التي لازالت تتعلق فوق الخزانة الجانبية الموضوعة على جانب خشبة المسرح وبمساعدة ألة العرض التي ظهرت صور من معاناة الشعب الفلسطيني ،صور لم ينساها الشعب ولن ينساها التاريخ لانه حفرها في الذاكرة ،ذاكرة الوطن والأجيال.

اعطت الاضاءة والاصوات والتقنيات التي استخدمها عطالله ترزي خلال العرض جو مميز ،فمن العتمة الى النور الى الضوء الخافت الذي كان يجعل احداق المتفرجين تزداد اتساعا في محاولة منهم لرؤية مأساة شعب بكامله مأساتهم من خلال عرض مونودراما "صفد-شاتيلا ،من و الى".اضافة الى عملية عرض بعض الصور من خلال الة العرض ورغم مرور الزمن.

ودائما يكون لبعض المؤسسات دورا في دعم كل ما يترجم الواقع الفلسطيني وما يعيشه المواطن سواء في الشتات او الوطن ،وكان الدعم هذه المرة للمسرح من قبل لاوليفيا ماغنا ومؤسسة عبد المحسن القطان كما قام مسرح عشتار بانتاجه لمونودراما "صفد-شاتيلا ،من و الى".

صفد-شاتيلا ،من والى ... مونودراما مسرحية ،لسيرة ذاتية حدثت فعلا ولربما مازالت فصولها لم تنته ،وربما لن تفعل فعل الانتهاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب