الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطب الجمعة، ما يقال ليس سهلا!

محمد موجاني

2019 / 7 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


في كل يوم جمعة الذي هو عيد المسلمين! يحب البعض بل الأغلبية من المسلمين أن يجعلونه يوم إستراحة وعطلة، وذلك قصد أخد الوقت الكافي لحضور صلاة الجمعة والاستفادة من موضوع الخطبة المقدمة ، و الإستحمام والجلوس مع العائلة وتقاسم وجبة الكسكس ، ونظرا لقداسة هذا اليوم فجل المسلمين يلبسون الثياب الابيض ويصرون على الحضور في المساجد بكثافة ويهرولون ويتسابقون الصفوف الأمامية . لكن ماهي نوع المواضيع و الخطب التي تقدم؟
وهل غايتها عقائدية تعبدية محضة ؟
وما الغاية من الهرولة إن كان موضوع الخطبة تافها وإن كانت النية حسنة ؟
لا شك أن خطب الفقهاء في يوم الجمعة تجمع بين ما هو سياسي وما هو ديني ، هذا أمر لا يتناطح عليه عنزان. فالموضوع المخصص تقديمه على شكل خطبة قد يكون أحيانا درسا في التربية على المواطنة أو الوقوف عند السير الذاتية لبعض الزعماء! في تاريخ البلد، فهي ليست خطب دات طبع تعبدي ولا هي مناسبة لتمرير القيم الأخلاقية للإنسان المسلم ومخاطبة وجدانه فقط، بل لها وغايات أخرى وهي آلة من آليات الغير المباشرة في الضبط والمراقبة والضرب في وعي الشعب وترويد فكرهم وتخديره أكثر، وليست واجب ديني تعبدي يهدف إلى تقرب الإنسان من خالقه بل تهدف إلى زرع حس الوطنية المغشوشة في نفيسة الإنسان المسلم .
لكن الغريب في الأمر أن هذه الخطب لا تخلو أحيانا من سب وشتم وكلام هابط في حق اليهود والنصارى وكأن هذا الشتم تعبدا وهذا ما يغدي في نفسية المسلم كراهية وحقد في حق لليهود والنصارى بل يكن عداوة لكل من اختلف مع ويعتبر نفسه المرجع والمثل الذي يجب أن يحتدى به . وهكذا يشتغل المسلم بهموم الآخرين وينسى نفسه ولم يقدر أن يستوعب أنه مهما سخط الله على اليهود والنصارى وسأت اوضاع الاخرين ولحقت بهم مشاكل ومكائد فلا يمكن للمسلم أن يتقدم وتتحسن وضعيته بعيدا عن مبادئ الحداثة و التنوير و" التدين العاقل " لان مصير المسلمين في آخر المطاف ليس رهين بمصير اعدائهم وهذا النوع من التدين الذي يبعت إلى الكائبة ويجعل المسلم لا يحسن التصرف إلا بوجود جزاء أو خوف من العقاب وهذه هي أخلاق العبيد .
وإذا أردنا أن ندقق في شخص الخطيب ونضع كهنه تحت المجهر فغالبا ما يكون حاملا لكتاب الله و دو مستوى متوسط ورصيد معرفي محدود حتى في الدين الإسلامي وليس إنسانًا مطلعا على معارف اخرى ويجعل من الإسلام العلم الكامل والشامل والعام الذي يعلو ولا يعلى عليه في كل الأزمنة و الأمكنة ، يربط بينه وبين كل صغيرة وكبيرة بل يمكن ان نقول عنه "إنسان مريض بالدين" .
ومن نقط ضعف وعوائق هذه الخطب انها تسير في اتجاه واحد وبه عدم السماح بفتح نقاش وطرح تساؤلات وتصحيح المغالطات، وجعل بعض الأمور في نصابها- كلما أقتضى الحال- وما على المخاطب فيه الا ان يكون مستمعا لما يقوله الخطيب حتى ولو كان يخرف ويهرطق ويخلط بين الشئ ونقيضه .
قد يكون أحيانا من لديه معرفة صلبة ومهمة في أحد المواضيع التي تطرح لكن سيحرم من اغناء النقاش وتعطى معرفة مغلوطة ومعلومات زائفة دون أن يتجرأ أحد عن التدخل لتصحيح أو التعقيب أو التعليق.
في مجمل الكلام ، هذه الخطب ليست سوى أداة من أدوات جس النبض وإلهاء الناس دون التفكير في أمور دنيوية ، قصد جعل عقولهم تسافر عبر الزمن إلى يوم تنظر كل نفس ما قدمت. وإن كانت فعلا هدف الخطب هو تنوير الرأي العام فلماذا لا تناقش مواضيع ذات أهمية قصوى مثل :
زيارة الأضرحة. الشعودة، الاستعانة بالأولياء الصالحين ألا يعتبر كل هذا شركا !
القيم الأخلاقية : التسامح، الحلم، المغفرة، كتمان السر، المساواة، العدل ، الشورى، الرحمة ...... أليس هذا هو رهان وأفق الديانات السماوية بمجملها ؟
دعونا إذن نعيد النظر في بعض الأمور في حياتنا حتى ولو ارتدت ثوب القداسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس