الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مليونية أربعينية شهداء القيادة العامة والأحداث السياسية

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2019 / 7 / 13
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



غدا السبت الموافق الثالث عشر من شهر يوليو الجاري، ستخرج جموع الجماهير الثائرة من كل المدن والقرى في مواكب مليونية هادرة وحاشدة تحت شعار "أربعينية مجزرة القيادة العامة" من أجل إحياء ذكراهم الخالدة وتجديد المطالبة بتسليم كافة مفاتيح السلطة المدنية الإنتقالية لقيادة الثورة من المدنيين، وغدا ستشهد الشوارع والميادين والمحطات الإذاعية والقنوات الفضائية علي كتابة فصل ذهبي جديد من الكفاح الثوري التحرري لشعب السودان، فأرواح شهداء الثورة المجيدة لا تفارق أبدا قلوب وعقول الثوار القابضين علي جمرات العهد الذي لا يقبل التنازل والخنوع، فهد الثوار بناء وطن حر وديمقراطي يسع الجميع، والعهد أيضا تحقيق القصاص لشهداء السودان الذين دفعوا أرواحهم الغالية لتحرير السودان من الإستبداد، فتحرير البلاد لا يكتمل إذا لم يحاسب أولئك الجناة الظالمين عن جرائم القتل العمد بأسلحة الغدر ضد المتظاهرين العزل، لذلك لا بد من تشكيل لجنة التحقيق المستقلة بدعم المحيط الإقليمي والدولي لتستمع للشهادات وتشاهد كافة فيدوهات وصور تلك المجزرة، ولإحداث التغيير الحقيقي الذي خرج من أجله ملايين السودانيين لا بد من تسليم كل مقاليد الحكم للمدنيين وربط الديمقراطية بالسلام والعدالة، فلا يمكن الوصول إلي دولة المواطنة بلا تمييز إلا من خلال ديمقراطية كاملة وسلام شامل وعدالة تنصف المظلومين.

الثورة السودانية كانت لوحة فريدة لا مثيل لها في القرن الحادي والعشرين، ذلك لأنها جمعت السودانيين جميعا في ساحات الكفاح ضد العنصرة والتهميش والفساد والإستبداد وحكم الحزب الواحد الذي قام بمصادرة مصادر الإستنارة وشوه التاريخ، كان الناس بمختلف ألوانهم وأديانهم وأعمارهم يهتفون بالحرية والسلام والعدالة ويطالبون بحقوقهم السياسية والمدنية في ترابط وإنسجام وإصرار علي إنتصار الثورة وإسقاط نظام القهر والفقر، وعكس تلك المشاهد حقيقة الثورة المفاهيمية التي يقودها شعبنا العظيم، وهذا التميز يجب أن يختتم بسلام وديمقراطية، وهنا نشير لضرورة تدقيق النظر فيما تم أنجازه بالتفاوض بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري، فالسودان داخل علي مرحلة تاريخية لا تقبل الأخطاء، وكل حفوة ولو كانت صغيرة ستكلف السودانيين أثمان باهظة سندفع فواتيرها في المستقبل القريب، لذلك ظللنا نطالب بربط عبور الثورة من باب الدكتاتورية إلي فضاء الديمقراطية باحكام ربط حزام السلام جيدا بحيث يمنع السقوط في منتصف الطريق.

نتابع اليوم أحداث كثيرة علي المسرح السياسي قبل خروج مليونية أربعينية مجزرة القيادة العامة، ففي أديس أبابا إجتمعت وفود الجبهة الثورية السودانية بقوى الحرية والتغيير بهدف بحث مسألة السلام والديمقراطية، وفي الخرطوم أنباء تسليم الوساطة الأفروأثيوبية مسودة الإتفاق بعد تأجيل ذلك ساعات لقوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري للقرأة النهائية والذهاب مباشرة للتوقيع وسط تجدد التراشق الإعلامي الذي بين مدى تباين الأراء والمواقف، وبالتزامن مع سير جهود الوساطة ولقاء قوى الحرية والتغيير بدار حزب الأمة القومي حسب ما ورد في وسائط التواصل الإجتماعي أعلن المجلس العسكري عن محاولة إنقلابية غير مفهومة المقصد، هذه التحركات تحتاج لقراءة دقيقة لفهم ما يدور خلف الكواليس، ولا نريد تحليل تلك الأمور بنظرية المؤامرة، لكن نحن في أهم مراحل التغيير حيث يكثر التجاذب هنا والتنافر هناك وهذا يحتم علينا أن نتعامل مع الأحداث بدقة، وما يهم السودانيين هو وحدة قواهم الثورية والسياسية الحية وتحقيق السلام والديمقراطية عبر ضغط المظاهرات والإعتصامات، فلا يمكن الوصول للحقوق والحريات دون أصوات الجماهير التي تمتلك الحق الأصيل والقرارات المفصلية في رسم مستقبل الدولة السودانية، فثورة ديسمبر المجيدة شققت جدار النظام الإسلاموعسكري بشكل كبير جدا، وقد دك إعتصام أبريل الظافر جدار المجلس العسكري، وقادت مواكب الجماهير المنتصرة بعد فض الإعتصام لتفاوض وإتفاق لم يرى النور بعد، والمواكب التي ستخرج غدا وبعده ستقود السودان إلي السلام والديمقراطية بجسارة وصمود حرائر وأحرار السودان، ولا صوت يسمع إلا بأمر الشعب.

المجد للثورة والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى وعاش السودان.

سعد محمد عبدالله
12 يوليو - 2019م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتداء الشرطة الهولندية على متظاهرين متضامنين مع فلسطين


.. الألعاب الأولمبية: تحقيق حول مدى التزام الحكومة الفرنسية بوع




.. شرطة مكافحة الشغب الهولندية تعتدي بالهراوات على متظاهرين مؤي


.. أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل




.. أون سيت - لقاء مع صبري فواز | الجمعة 26 أبريل 2024 | اللقاء