الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التداعيات الأولية للحرب الأمريكية على العراق

سمير عادل

2003 / 4 / 2
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


الكلمة اليومية ل"صوت إلى الأمام" إذاعة الحزب الشيوعي العمالي العراقي من داخل العراق يكتبها سمير عادل


وهكذا يتحول مجرم إلى بطل وطني، بعد أن أمضى خمسة وثلاثون عاما في ارتكاب عمليات وحشية ضد جماهير العراق، ويذود بالدفاع عنه كل من غرق في مستنقع الأوهام القومية والدينية .هذا البطل صنعته الحرب البربرية التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ضد العراق .فمع تساقط أطنان من القنابل على رؤوس المدنيين العراقيين، يزداد بقدرها رصيد النظام البعثي الفاشي.ذلك النظام الذي ازدادت عزلته داخل المجتمع العراقي اثر أعماله الشنيعة بحق الإنسانية في العراق ،ابتداء من أحواض الاسيد وقلع الأظافر ومرورا بدواليب التعذيب الدموية وفرق الاعدامات وانتهاءا بقطع الرؤوس والآذان ووشم الجباه والألسن وجدف الأنف بشكل علني، تعود الشرعية له من جديد ليحمل راية "تحرير العراق من الغزاة ".العراق الذي لم يملك فيه الإنسان طوال ثلاث عقود غير القهر والحرمان بكل اشكاله، من عمر ذلك النظام الوحشي .واليوم يدفع بالملايين المحرومين الى تلك المحرقة كي يكونوا وقوداٌ لادامة الحرب التي أعلنتها أمريكا لاطاحة نظام صدام .ارض العراق التي لا يمتلك فيها ملايين المحرومين شبرا منها كي يشيدوا عليها منزلا  تؤوي اطفالهم،ارضا حولت معظمها الى قصور رئاسية ومزارع وحقول لجلادي صدام واعوانه،ارضا امتصت عرق وكد الملايين من الجماهير المسحوقة منذ عقود وعقود،ليتحول الى مليارات من الدولارات تذهب الى جيوب الطبقة البرجوازية العراقية، التي تتباكى اليوم وتدفع باولئك المسحوقين الى اتون الحرب، لانقاذ ارض مصاصي دمائهم !    
   ان التيار القومي العربي والاسلامي ،يستغل مشاهد مصرع الاطفال والشباب والنساء اثر القصف الوحشي الامريكي،ليحولها الى مادة لزرع الاوهام والترهات القومية والدينية في صفوف جماهير العراق بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام . ان هذه الحرب هي ورقة اليانصيب الجديدة التي يتنافس عليها كلا التيارين الاسلامي والعربي، بعد ان توج الاول بهزيمة اثر سقوط نظام طالبان والثاني بهزيمة عبد الناصر في حزيران 1967.ولقد استطاع صدام حسين من خلال معاداته لامريكا ان يتحول الى زعيم هذين التيارين، سواء على صعيد قيادته للتيار القومي العروبي في سنوات الحرب العراقية –الايرانية لصد تصدير الثورة الاسلامية في ايران ومطالبته بمقايضة حل القضية الفلسطينية مقابل انسحابه من الكويت عام 1990 واطلاق عدد من الصورايخ الى اسرائيل اثناء حرب الخليج الثانية ،وبعد ذلك ليعلن حملته الايمانية في منتصف التسعينات والدعوة والعمل بقدم وساق في اسلمة المجتمع العراقي.وكان الخطاب الاخير لصدام حسين الذي كرر كلمة "الجهاد" لعدة مرات وعبارة عاشت فلسطين الحلقة المركزية في الفكر القومي العروبي، لاختتام الخطاب ، هو بمثابة إعلان عن قيادة هذين التيارين في التصدي للقوات الأمريكية-البريطانية التي تنوي إسقاط نظامه .ووجد الخطاب السياسي للنظام البعثي الفاشي رواجا كبيرا دون أي منافسة، مما دفع بآلاف في داخل العراق وخارجه للتطوع في الانخراط في هذه الحرب ضد الجيش الأمريكي.ولم تكن العمليتين الانتحاريتين التي قامت بها القوات العراقية ضد الجيش الأمريكي، إلا ترجمة ذلك الخطاب السياسي في الميدان العملي، حيث تم تسويقها عبر وسائل الأعلام العراقية والفضائيات العربية .
ان سياسة الحزب الشيوعي العمالي العراقي وموقفه العملي هو ادانة هذه الحرب الوحشية والمطالبة بوقفها دون قيد او شرط،تلك الحرب التي جلبت وستجلب المزيد من ابادة جماهير العراق وتدمير جميع المعالم المدنية والبنى التحتية  للمجتمع العراقي الى الوراء.وفي نفس الوقت يناشد جماهير العراق بالابتعاد عن خطر الحرب وعدم التوهم بالاكاذيب والدعايات التي تبثها السلطة البعثية الفاشية في الدفاع عن ارض العراق التي لم يملك فيها الكادحين والمحرومين سوى المعتقلات والسجون واعواد المشانق وفرق الاعدامات العسكرية.أن الحرب الدائرة هي بين مجرمين في الإدارة الأمريكية التي تحاول عن طريق القصف الهمجي ارعاب الجماهير لفرض الخنوع عليها حتى بعد اطاحة النظام المجرم في بغداد ،وبين نظام حول تلك الجماهير الى دروع بشرية لحماية نفسه من السقوط .
 
  








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يتهرب من الإجابة عن سؤال حول إرسال قوات أمريكية للقتال


.. مهند مصطفى: إسرائيل بدأت تدرك صعوبة وتعقيد جبهة الشمال




.. غارة إسرائيلية على شقة سكنية في طرابلس شمال لبنان


.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا




.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق