الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغيرات في مفاهيم الوطنية او القومية (ثورة تموز 1958)

جواد الديوان

2019 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


تشهد مواقع التواصل الاجتماعي صراعا بين التاييد والمعارضة لثورة تموز 1958، وقدم البعض مقارنات في الديمقراطية لنوري السعيد وقاسم، ولم يتنبه للديمقراطيات في الاحداث العسكرية بعد قاسم!.
تغيرت مفاهيم كثيرة في النصف الثاني من القرن الماضي، ولا زلنا نعمل باليات مفاهيم الازمنة السابقة. وتحول العالم world الى قرية global، تتبادل فيه المفاهيم والافكار بسرعة. وشمل التغيير مفاهيم الوطنية او القومية، حيث كانت الفكرة او المعنى رضيعا في القرن التاسع عشر، واصبحت غولا في النصف الاول من القرن العشرين. وخير مثال على ذلك حطام العراق وسوريا بعد حكم حزب قومي يرفض التغيرات، وناصر مثال اخر في مصر ونكسة 1967 وحربه على اليمن وتدخله في العراق وسوريا وغيرها. والاحداث المذكورة رافقها عنف وسحق لكرامة الانسان. ولا ننسى منظمة التحرير الفلسطينية وتبنيها خطف الطائرات والاشخاص والسفن لتحرير فلسطين مثلا، والتدخل في الاردن ولبنان وغيرها. امثلة على عنف مبرر وقتها يهتف له جماهير واسعة ومثالها زيارة ليلى خالد الى بغداد في السبعينات فترفعها طالبات الاعدادية على الاكتاف فرحا بها لخطفها طائرات وقتها!! اي انه حدث محبب لنفوس الناس.
لم ينتبه او لم يهتم رجال التاريخ بدراسة الظاهرة (حب العنف يرافق مفهوم الوطنية او القومية)، بل كانت دراساتهم واطاريح الدراسات العليا رواية الحدث فقط، اما التحليل فهو على الهامش لا بالعمق، ولم يتم نقد الافكار التي دفعت لذلك العنف، والذي يستنكره اساتذة التاريخ في احداث تموز 1958 اليوم.
وماتت الوطنية او القومية في النصف الثاني من القرن العشرين، وزيارة السادات للقدس وقتها من علامات موتها الواضحة، وتلتها علاقات اسرائيل مع العرب.
وهكذا اصبحت الوطنية او القومية عثرة في تاريخ البشرية ومنهم العرب، وتحولت الى طيف شبح في الدول ما بعد الاستعمار، وبشكل ادق ما بعد الاستقلال. وربما انتهى الشبح في 2003 وسقوط صدام حسين.
الاحداث التي مرت على العراق ومنها ثورة العشرين ورشيد عالي الكيلاني وغيرها يتناقلها رجال الفكر من جيل الى جيل احداث فقط تسجل الانتصارات للحفاظ على البلدان، ومع تكرار الالفاظ الوطنية او القومية، وزرعوا في عقول الاجيال هذه المفاهيم دون نقد واضح.
واليوم اصبحت الوطنية او القومية خطر امام الليبرالية او التحررية، ولنا في العنف الذي شهده العراق بعد 2003 وسقوط صدام حسين مثالا واضحا. تكررت كلمة احتلال وتعاون ساسة العراق مع الامريكان في السر وامنوا بالوطنية او القومية علنا واستخدم المال لجلب مرتزقة حيث برز تحالف يتشابه مع تحالف اسقاط قاسم.
الحركات الوطنية او القومية تفتقد للبرامج السياسية ما عدا الرغبة في الاستقلال عن بلد اخر او مجاميع اخرى. اما البرامج الشاملة للتنظيم الاجتماعي والاقتصادي، فتغيب عنها. وما التمسك باحداث التاريخ ونصوص ادبياته الا مثالا لذلك. ومؤخرا تغيرا بعض الحركات الوطنية او القومية للامام فكانت روسيا بوتين وتركيا اردوغان.
تقييم 14 تموز 1958 لابد ان يتناسب مع الظروف التي انطلقت فيها، وكذلك كم من المفكرين في ذلك الزمن يعي الافكار التي يتم طرحها الان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا