الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجهود الأوروبية تسفر عن انفراج-ملغوم- في الأزمة بين واشنطن وطهران!

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2019 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


من المقرر أن يقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة هامة قريباً إلى طهران في إشارة لافتة الى نجاح جهود مبعوثه الخاص كبير المستشارين في قصر الإليزيه السفير "إيمانويل بون" الذي زار طهران يومي الثلاثاء والأربعاء في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي من الإنهيار ، وتهيئة مناخ مناسب لإيجاد حوار بين الولايات المتحدة وإيران.
التسريبات القادمة من طهران تتحدث عن إنفراج مقيد بمدى التزام الأطراف الأوروبية بدورها في تنفيذ في أزمة الاتفاق النووي الايراني أو خطة العمل المشترك الشاملة،ومايمكن أن يصدر عن الإدارة الأمريكية التي صعدت من لهجتها وهددت على لسان الرئيس دونالد ترامب بعقوبات مضاعفة على إيران على الرغم من أنه واصل إرسال طلبات الى ايران باستعداده التفاوض والحوار المباشر وجهاً لوجه تمهيداً لإيجاد علاقات ديبلوماسية طبيعية.
وقد تعهدت طهران للمبعوث الفرنسي بأنها لن تبادر الى المزيد من خطوات تخفيض إلتزامها ببنود الاتفاق خصوصاً في شأن زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم الى 20% وإعادة تشغيل أجهزة طرد مركزي كانت قد عطلتها قبل إبرام الاتفاق يوم 14 تموز يوليو 2015 بالإضافة إلى إدخال مفاعل أراك للماء الثقيل لإنتاج البلوتونيوم مرة أخرى، لكن طهران لن تفعل ذلك دون مقابل خصوصاً وأنها تبدو الوحيدة من باقي أطراف خطة العمل المشترك الشاملة التي تنفذ التزاماتها بعد خرق واشنطن للاتفاق وهو يدفع الى إنهياره بالكامل، وفِي ضوء تراخي الدول الأوروبية (فرنسا ألمانيا بريطانيا) في العمل بالتزاماتها وفق الاتفاق.
وقيل في هذا السياق إنه تم الاتفاق على أن تفعل الدول الأوروبية نظام إنيستكس للاتفاف على العقوبات الأمريكية بشرط أن يضمن هذا النظام حصول إيران على أموال النفط لشراء ما تشاء هي من بضائع ومعدات وبالعملة الصعبة (اليورو مثلاً) بمعنى أن تحل عملة أخرى محل الدولار في البنوك السبع الأوروبية التي وافقت على الانضمام الى هذا النظام المصرفي لشراء النفط الايراني كما كان قبل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق وفرض عقوبات أحادية على إيران التي أبلغت كبير مستشاري الرئيس الفرنسي أنها لاتمانع في إجراء مفاوضات ثنائية مباشرة مع الولايات المتحدة أو متعددة بانضمام وزير الخارجية الأمريكي الى الاجتماع المقرر يوم 15 من هذا الشهر لوزراء خارجية (ألمانيا فرنسا بريطانيا الصين روسيا) وإيران لبحث الاتفاق النووي،إذا رفعت الادارة الامريكية العقوبات وأوقفت لغة التهديد.
وقال الايرانيون للضيف الفرنسي إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة ومنها خيارا المفاوضات بعيداً عن لغة التهديد والضغوط، والحرب الشاملة إلى أبعد حد إذا انزلقت الحالة الراهنة الى صدام عسكري بعد احتجاز البحرية الملكية البريطانية ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق، واستمرار ماتسميه طهران (فبركة أنباء لاقيمة لها) عن محاولة احتجاز ايران ناقلة نفط بريطانية في منطقة مضيق هرمز.
تكاليف إضافية
وفِي هذا الواقع انتبه المرشد الأعلى القائد العام للقوات المسلحة الايرانية آية الله سيد علي خامنئي إلى أن تهديدات القادة العسكريين(الحرس الثوري والأركان) وحتى رئيس السلطة القضائية آية إبراهيم رئيسي، منحت الذريعة للولايات المتحدة وبريطانيا الغارقة في مشاكلها مع البركسيت(الخروج من الاتحاد الاوروبي) والمنافسة على رئاسة حزب المحافظين وبالتالي رئاسة الوزراء، لتبررا عملية (تدويل) أزمة مرور الناقلات عبر مضيق هرمز الأمر الذي يعني استقدام المزيد من القوات الأجنبية الى المنطقة بما يتعارض مع رؤية ايران الدائمة بشأن أمن المنطقة وأنه من مسؤولية الدول فيها.
وعُلم في هذا الصعيد أن المرشد الإيراني الأعلى أوعز للقادة العسكريين بتخفيف إطلاق تصريحات وتهديدات حول القضايا التي تتحمل حكومة الرئيس حسن روحاني مسؤولية التفاوض أو القيام بخطوات عملية وقانونية لحلها ومنها بالطبع أزمة ناقلة النفط الايرانية وعدم تحميل ايران مسؤولية أعمال (قرصنة ومهاجمة سفن) وتهديد أمن الملاحة وهي بريئة منها براءة الذئب من دم يوسف، كما حصل في قضيتي تفجيرات الفجيرة، ومهاجمة ناقلات النفط، وقد نفذت العمليتان بعد تهديدات إيرانية بإغلاق مضيق هرمز إذا منعت إيران من تصدير نفطها.
يُشار إلى أن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف كان أعلن أن بلاده ستعمل على إطلاق سراح الناقلة الايرانية عن طريق القنوات الديبلوماسية والقانونية وبالتغريدات، في حين تعالت أصوات في إيران مطالبة باحتجاز ناقلة نفط بريطانية رداً بالمثل.
ويدرك المرشد الأعلى أن عليه ضبط إيقاع المسؤولين داخل إيران خصوصاً وأنه قام بتغييرات كبيرة في هيكلية الحرس الثوري شملت القيادة العسكرية وقيادة الباسيج(القوات الشعبية) وجهاز استخبارات الحرس، ومن هنا فإن توحيد الخطاب الايراني يبقى ضرورة ملحة لتفادي تحميل إيران تكاليف إضافية بسبب تصريحات غير مدروسة وتهديدات.
التخفيض مقابل التخفيض
أكدت طهران للفرنسيين أنها ستقابل بخطوة إيجابية بل وبخطوتين أي خطوة إيجابية من الأوروبيين تحديداً بشأن تعويضها عن الخسائر التي لحقت بها جراء انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وأنها ستلغي كل الإجراءات السابقة وذلك بعد أن رفعت طهران شعار التصعيد مقابل التصعيد وقالت في أكثر من مناسبة وبعد صبر أكثر من عام على إنتهاك واشنطن الإتفاق النووي وقرار مجلس الأمن الدولي 2231، إنها ستخفض التزاماتها تجاه الاتفاق لكنها لم تخرج منه وستواصل السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش منشآتها للتحقق من سلمية برنامجها النووي.
ويبدو أن طهران حصلت على تعهد فرنسي بحماية الأوروبيين للاتفاق النووي وأنهم لن يسمحوا بانهياره من واقع معرفتهم أن ذلك سيؤدي الى نتائج كارثية، وطلبوا من طهران توخي الحذر في مسألة ناقلة النفط الايرانية ووعدوا بإنهائها قريباً. والأكثر من ذلك ‏فقد أعلن كبير مستشاري ماكرون أمام أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الأميرال علي شمخاني وفق ما نقلت التلفزة الايرانية الرسمية أن ايران باتت اليوم قوة تفرض نفسها بالمنطقة ، وأنها ورغم الإجراءات الأميركية فإنّ قوة ومكانة إيران في المعادلات الإقليمية والدولية شهدت نمواً لافتاً ، مؤكداً على أن باريس ترغب باستمرار الحوار والتعاون مع إيران لإدارة الأزمات في سوريا واليمن والعراق ولبنان.
هذا الأمر يفترض أن ينعكس على الاجتماع الوزاري هذا الأسبوع لدول (4+1) وإيران، وقديشهد انضمام وزير الخارجية الأمريكي أو من يمثله، أو أن يغادر الرئيس الفرنسي ماكرون الى واشنطن للقاء ترامب الذي كان بحث هاتفياً مع الرئيس الفرنسي جهوده لإيجاد أرضية الحوار مع الايرانيين وذلك قبل أن يبدأ كبير مستشاري ماكرون زيارة لطهران يوم الثلاثاء الماضي.
ويقول الايرانيون إن الكرة الآن في ملعب ترامب أولاً إذا كان يرغب في حل الأزمة فعليه الاستماع لما سينقله له الرئيس الفرنسي، وفي ملعب الأوروبيين بالدرجة الثانية إذا كانوا بالفعل جادين ويمتلكون الإرادة السياسية لمواجهة ماوصفته الصين بالغطرسة الأمريكية، وحماية الاتفاق النووي وتنفيذ ماتم الاتفاق بشأنه مع موفد ماكرون في طهران، أو أن تعود طهران مرة أخرى إلى سياسية التصعيد مقابل التصعيد إذا واصلت واشنطن فرض عقوبات، وحركت حلفاءها في المنطقة لدعم وتمويل معارضين، وانفصاليين للتحرك وتمزيق إيران من الداخل ، وعندها لكل مقام مقال!
"القدس العربي"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عبيد الرهبر
محسن المالكي ( 2019 / 7 / 14 - 14:04 )
لقد اثبت انك عبد من عبيد الرهبر فبصرتك تئن تحت البؤس وانت تدافع اسيادك الملالي تبا لك من جحش

اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة