الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أين نبدأ؟ نقد الذات.. من الداخل ولاً

عبدالله عطية

2019 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


الواقع المرير الذي نعيشه اليوم كعراقيين يفرض علينا التأقلم والتعلم بشكل يومي، لمواكبة الحياة اليومية التي تزداد صعوبة يوماً بعد يوم دون توقف، وهذا يعود كما يعلم الجميع الى قضايا اجتماعية وحياتية نعاني منها جميعاً بمستويات مختلفة حسب مستوى الدخل والوعي والثقافة التي تشكل فروق واضحة بين الافراد داخل المجتمع.
اذا عدنا الى هذه المشاكل وطرحنا السؤال المعروف عنها، من سبب هذه المشاكل؟ سوف تجيب الغالبية العظمى من المجتمع بهذه الاجوبة وهي المليشات السياسين الاحزاب ايران اميركا الحكومة تركيا السعودية وحتى الماسونية والصهيونية، والبعثية وانها مؤامرة والكثير من الاجوبة التي قد تكون في بعض الاحيان مضحكة للغاية، لكن كل ما ذكر اعلاه صحيح بنسب متفاوتة، وهذا امر طبيعي كل شعب يريد مصلحته حتى وان كان على حساب الاخرين ولا لوم لاحد في هذا سوى انفسنا، نحن من سمحنا لهم بذلك وعلينا تحمل العواقب، لان لا احد يسرق داراً الا اذا غفل اهله او بمساعدته احد افراد الدار، وهذا واضح وموجود في الواقع والجميع يعرفه.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)، وهذا يعني الاصلاح يبدأ من الداخل، علينا ان نعمل على اصلاح ما خربته الايام بأنفسنا، علينا اعادة النظر بممارساتنا اليومية، ليس السياسي وحده يكذب، الجميع يكذب في ابسط الامور ويحسبه شطارة، او يقول ان الحياة تتطلب ذلك، وغيرها من الامور التي نفعلها كي نواكب صعوبة الحياة او تعقيداتها، شيء اخر هو الجهل المتفشي في الاوساط الاجتماعية هذه الافة التي تتسع رقعتها يوماً بعد الاخر مساهمة في انهيار المجتمع، وتحول فئة الشباب الى فئة تهتم للمنظر قبل العقلية، وللجسد قبل الروح، فتجد اليوم الشاب يرتدي اغلى ماركات الملابس، ويحمل افضل انواع الهواتف ويقود اغلى السيارات الا ان تفكيرة محدود، عمس ما كان عليه الشباب سابقاً بسيطاً لكن مثقفاً وواعي، وهذه مشكلة كون هذه الفئة الاجتماعية هي من تقود البلد مستقبلاً.
انا هنا لا انتقد الشباب فقط، بل كل الفئات المجتمع مثلا شيخ العشيرة الذي يجبر افراد عشيرته على انتخاب السياسي من نفس العشيرة، او ذاك الشخص الذي يقسم على انتخاب سياسي مقابل رصيد شحن او وجبة غذائية، هل هذه الحرية والديموقراطية؟ هل تعلم عزيزي انك تبيع اربع سنوات من عمرك وعمر اولادك واحفادك والوطن مقابل عشرة او عشرين الف دينار؟ وبعد فترة تخرج وتنادي سرقونا ودمرونا السياسين، طيب لماذا لا تحمل نفسك هذه المسؤولية؟، كان ينبغي ان تدرك ان من يشتري ذمم واصوات الناس يبيعها ايضاً، لانه يتاجر بالسياسة والنتيجة هي الواقع المتردي الشبه منهار في البلد، لذا هل يستطيع الان ان يخرج احد ويطالب بأنهاء الفساد والمحاصصة؟ بالتأكيد لا لان الشعب بالاغلبية مشارك في هذه العملية، لذا اقول غيروا ما بأنفسكم اولاً ثم نادوا بحقوقكم.
شيء اخر هو من نتاجات الجهل التقليد الاعمى لرجال الدين والمذهب والقضية التي اكل عليها الزمن وشرب ولازال الناس يصدقون، لماذا يحلم العراقي ان يعيش مثل المواطن في الدول الاسكندنافية؟، لان هناك حرية وقانون ووعي تجعل المجتمع متماسك، ولا غرض لرجل الدين في السياسة، بينما رجال الدين لدينا مثل الطماطة في كل وجبة حاضرة والبلية الكبرى ان الناس يصدقون، فحين يخطب على المنبر تجد الناس فاغرة افواهها ومستسلمة بكل حواسها لرجل الدين الذي ينادي بزهد علي، وبساطة محمد، ويوصي الناس بالصبر، بينما هو يملك من الدنيا اكثر مما ملك ال محمد في الدنيا، ولا تزال الناس تصدق، هذا من غير المحاباة وتوجيه الرأي العام على قضايا بسيطة بينما السياسيين المتعاونين معهم يلعبون ويسرحون ويمرحون دون ان يمسهم اي طرف من اطراف الحديث على المنبر.
الكثير من المشاكل التي نعاني منها كمجتمع لذا المقال الواحد لا يكفي، لذا انا اقول سوف اكتب سلسلة من المقالات تحت العنوان اعلاه واناقش كل قضية بشكل مفرد، كي يتسنى لنا المساهمة في وضع الحلول المناسبة وبالتالي خلق شيء من الوعي الذي يوجه ولو بشكل قليل صوب الوعي وخلق ثقافة النقد والنقاش، لانها الخطوة الاولى للتخلص من الجهل وبالتالي الفهم والعمل على اساس الفهم هذا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر سويسرا.. عملية السلام من دون روسيا لا يمكن أن تستمر| #


.. واشنطن تحذر.. هجمات حزب الله شمالي إسرائيل قد تؤدي لحرب -غير




.. الجيش الإسرائيلي: استدعينا مقاتلين برا وجوا لمنع اختطاف جثث


.. محتجز إسرائيلي أنقذ من غزة يدعو حكومته إلى التوصل لصفقة تباد




.. الحجاج ينفرون من عرفات إلى مشعر مزدلفة بعد أداء ركن الحج الأ