الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المعارضة السورية ومفترق الطرق
بدر الدين شنن
2006 / 5 / 9اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
![](https://ahewar.net/Upload/user/images/9990b2a4-9b59-4f1d-9800-d8a1c41884ac.jpg)
لايختلف إثنان من المهتمين بالشأن السوري ، على أن عددأ من المتغيرات قد طرأت ، في الأشهر الأخيرة ، على مستوى المعارضة الوطنية الديمقراطية ، التي يمكن القول ، أنها وضعت .. أو تضع هذه المعارضة أمام مرحلة جديدة ، قد تطول أوتقصر ، إلاّ أنها ، حسب مقاييس منطق هذه المتغيرات ، هي مرحلة مختلفة عما سبقها من مراحل ، وبات ملحاً لملاقاتها ليس تغيير الجلد ، وإنما إحداث تغيير مبدئي جدي في صياغة الخطاب المعارض وفي آلياته وساحاته ومساحاته
قبل ربع قرن ونيف كان مفهوماً أن تطرح المعارضة عنواناً عاماً ، لتكريس موقعها المعارض . كان شعار الديمقراطية في حينه يحمل دلالة عامة شاملة ، لايحتاج إلى برنامج معلل لطرحه ، ولايحتاج إلى الوقت بحثاً عن حوامله الاجتماعية . فقد كانت أحزاب المعارضة قائمة ولها برامجها السياسية والاجتماعية الواضحة ، ولديها ، إلى حد ما ، جمهورها . وكان الشرط الديمقراطي كفيل ، إذا ما تحقق في البلاد ، أن يحدث تغييراً هاماً في إطار النظام - الدولة بكفالة الوحدة الوطنية ، لملاقاة العثار الكبير ، كما جاء في بيان التجمع الوطني الديمقراطي في آذار 1980 ، وإنقاذ الكيان الوطني ، الذي كانت تهدده مقدمات حرب أهلية مدمرة
وقد كان مفهوماً ومقبولاً ، في مرحلة القمع والإعتقالات والتعذيب الوحشي والتصفيات الجسدية والملاحقات الكابوسية ، التي استمرت أكثر من عشرين عاماً ، أن تطرح المعارضة شعارات وتصريحات نارية دفاعاً عن الذات .. وانفعالية هجومية تتناسب مع شدة وآلام القمع والعزل والتخوين
كما كان مفهوماً قبل خمس سنوات ، أن تطرح المعارضة برامج وأوراق سياسية عجولة ، لتعزيز دورها المعارض وانتزاع شرعية واقعية لحراكها تحت سقف نظام ديكتاتوري . إلاّ أنه لم يعد مفهوماً بعد سلسلة من المتغيرات الدولية والإقليمية ، أهمها ، أحداث 11 إيلول 2001 في أمريكا ، إحتلال العراق آذار 2003 ، تصاعد التوحش الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية ، إنفلات الحرب الكونية على " الارهاب " ، تفشي العولمة المفخخة بالهيمنة الأمريكية ، وضع مخطط إعادة تشكيل الشرق الأوسط تحت الهيمنة الصهيو - أمركية قيد التطبيق ، إغتيال الحريري في لبنان ، التي تضافرت مع أوضاع داخلية أمنية ومعاشية بالغة السوء ، وخلقت شروطاً سورية وإقليمية ودولية لم تكن مطروحة من قبل ، لم يعد مفهوماً ، أن يستمر السياق ذاته في الحراك المعارض .
لقد أصبحنا الآن أمام مشهد سياسي جديد مركب .. مشهد اختلفت بعض ملامحه والكثير من شروطه
تأقلم النظام مع المتغيرات الدولية وفق معايير ومصالح متبادلة عربية ودولية ، وتأقلم مع وجود المعارضة . وهو يعمل بخبث لإحتوائها بأشكال شتى . يسمح ويمانع لحراكها ، يسمح بحضور اللقاءات التضامنية في الخارج ويعتقل من حضرها من المطار في العودة ، يقسم المعارض وطنية وغير وطنية ، ويدفع بتشكيلات حزبية جديدة إلى صفوف المعارضة لتفخيخ مواقع المعارضة الحقيقية ، يستقبل وفود سياسية ويعقد مؤتمرات حزبية عربية ، يستنفر قواه الحزبية والجبهوية والإعلامية ، وصار قاب قوسين أو أدنى من شرعنة المعارضة بقانون أحزاب وقانون إنتخابات تحت سقف آلياته القمعية ، وربما ليس ببعيد إقدامه على استبدال حالة الطوارئ والأحكام العرفية بقانون مكافحة الإرهاب حسب الموضة الدارجة في النظام العربي العتيد ، لإعادة إنتاج بنيته وآلياته القمعية حسب سمة العولمة النيو معاصرة ، بل ولوح بعض من رموز النظام بتعديل أو إلغاء المادة 8 من الدستور
المعارضة ، لم يعد تمثيلها مقتصراً على التجمع الوطني الديمقراطي ورموزه التي ملأت أصواتها الآفاق ، طوال وقت ليس بالقليل، صارت معارضات ، حتى إعلان دمشق أصبح من الماضي . وبعد أن برزت ظاهرة خدام ، ومن ثم تشكيله مع الأخوان المسلمين جبهة الخلاص ، وبعد أن كرت سبحة المؤتمرات الخارجية .. المستقلة وغير المستقلة ، ذات الهوى الوطني البرئ وذات الهوى الأمريكي المريب ، المتنقلة من باريس إلى لندن وواشنطن ومن بروكسل إلى مونتريال وهناك موعد للقاء آخر في إرلندا ، ما أدى إلى وضع يقال فيه أنه لم يعد هناك مرجعية واحدة في المعارضة ، أصبحت طيفاً متعدد الألوان والخطوط والخيوط . وهذا الحال إن حمل دلالة إيجابية لصالح توسيع قاعدة المعارضة ، إلاّ أنه يحمل دلالة سلبية أيضاً ، إذ أن تبعثر وتعدد الجهات والجبهات والمرجعيات في المعارضة يصب في المحصلة في مصلحة النظام
بكلام آخر ، إن المعارضة الوطنية الديمقراطية السورية تعاني الآن صعوبات كبيرة ، إن من جهة بنيتها الذاتية ، أو من جهة علاقاتها وسط الطيف المعارض ومن ضغوطات النظام التعسفية ، أو من جهة الريح الغربي ، تكاد تؤشر على أن مشروع التغيير الديمقراطي قد وصل إلى طريق مسدود ، وعلى أن المعارضة الوطنية الديمقراطية قد فشلت أو أفشلت في حمل مثل هذه المهمة التاريخية
وإذا كان مشروع التغيير الوطني الديمقراطي لم ولن يصل إلى طريق مسدود ، أي أنه ليس آيلاً إلى السقوط ، لأنه حاجة موضوعية نابعة من استحقاقات إجتماعية وسياسية واقتصادية .. من حرية وكرامة ورغيف الإنسان السوري ، ومن استحقاقات وطنية مصيرية بالنسبة لسوريا الوطن ولشعوب المشرق العربي ، فإن المعارضة الوطنية الديمقراطية كي تسترد دورها الريادي المحوري في المعارضة السورية وصولاً إلى استرداد مشروع التغيير الوطني الديمقراطي عافيته ، لايكفي أن يكون قدرها مرتبطاً بهذا المشروع ، ولايكفي أن تستمد مقومات وجودها من الرفض الشعبي الواسع للنظام .. من واقع سياسي مأزوم محكوم فيه المواطن أن يكون معارضاً ، لابد لها إزاء ما استجد من متغيرات داخلية وخارجية أثرت في الوضع السوري برمته ، من أن تجدد أفكارها وآلياتها .. وأن تجتاز مفارق الطرق . أن تعيد قراءة الأزمة السورية في أبعادها المتعددة ، وتحدد القوى الاجتماعية حاملة مشروع التغيير الوطني الديمقراطي ، وتعيد بناء استراتجيتها وتحالفاتها الداخلية والخارجية على هذا الأساس
وهذا يستدعي بالضرورة الكف عن تداول " أدلوجة " داخل / خارج لحسم صراعات الداخل ، والتعاطي مع أنشطة الخارج من مؤتمرات ولقاءات واعتصامات .. ومع اختناقات النظام الداخلية والخارجية .. ومنها التحقيق الدولي في جريمة إغتيال الحرير بأحجامها الحقيقية ، أي دون أن تحل محل الفعل الجماهيري في الداخل
إن المحصلة لحراك المعارضة طوال العقود الماضية قدمت البرهان على أن مشروع التغيير الوطني الديمقرلطي ، إذ هو برنامج ثوري بامتياز للقطع مع الاستبداد والتخلف و العجز هو برنامج شعبي .. جماهيري . ولايمكن أن يتحقق ألاّ بفعل شعبي جماهيري عريض . طبعاً هذا يتطلب وقتاً .. يتطلب صبراً ورؤى علمية .. يتطلب قيادات تحمل نظرية ثورية .. يتطلب إعادة بناء المعارضة من القوى الشعبية .. قوى التغيير الوطني الديمقراطي الأساسية
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بعد انتخابات -تاريخية-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان الفرنسي
![](https://i4.ytimg.com/vi/kDfW2oCnduw/default.jpg)
.. احتفالات بالانتصار.. -الجبهة الشعبية الجديدة- تتصدر التشريعي
![](https://i4.ytimg.com/vi/r9uICKME5qM/default.jpg)
.. -سأقدم استقالتي-.. كلمة رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال ب
![](https://i4.ytimg.com/vi/eRtzVC6u-dc/default.jpg)
.. سمكة قرش ضخمة تسبح قرب مرتادي شاطىء في تكساس
![](https://i4.ytimg.com/vi/fBP_XfXIXT0/default.jpg)
.. بايدن.. مصيبة أميركا العظمى! والدولة العميقة تتحرك! | #التا
![](https://i4.ytimg.com/vi/9ZWpOLgPtQI/default.jpg)