الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجزرة السوكي

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2019 / 7 / 15
حقوق الانسان



إن مجزرة محلية السوكي بولاية سنار عكست مدى تفشي الفوضى في البلاد، فقوات المجلس العسكري تقتل المواطن السناري والسوداني لمجرد حمل لافتة وكتابة شعار يطالب بالسلطة المدنية الديمقراطية والسلام الشامل، وهذه من حقوق السودانيين والسناريين التي لا يمكن التنازل عنها مهما بلغ البطش مداه وإستطال يد الغدر لخنق عنق السودان، فالسلطة القائمة تمارس ذات الإنتهاكات البشعة القديمة والموروثة من الحكم الإنقاذي الفاسد والمستبد، وفي مجزرة السوكي صورة مكررة لمجازر السودان المؤسفة وأخرها أحداث القيادة العامة التي راح ضحيتها عشرات الشباب والنساء تم رمي جثثهم في النيل لإخفاء الدليل والتستر علي من قتلهم، وها هم اليوم يكررون المشهد بعينه داخل محلية السوكي.

قوات الدعم السريع المعروفة بسجلات ملطخة بالدماء تمثل المتهم الأول في مجزرة السوكي إلي جانب جهاز الأمن والمخابرات، ويعتبر والي سنار الذي ساعد في سحب قوات الدعم السريع وجهاز الأمن شاهد وضع نفسه في مقام الشريك في تلك الجريمة، فهو المسؤل الرئيسي عن تهريب الجناة وإخفاء الأدلة، وبالطبع هذا الأمر يؤثر علي مجريات القضية، وعدالة الثورة ستطال كل من أجرم بحق الثوار والوطن.

نكر قائد الدعم السريع حمدان دقلو أمام إحدى القنوات الفضائية وجود قوات له بمحلية السوكي، وحاول والي سنار التستر علي تلك القوات عندما خاطب جماهير السوكي، وقاموا بسحب تلك القوة أمام أعين المواطنيين الذين حملوا شهيدهم أنور حسن علي أكتافهم وجرحائهم فوق هاماتهم وحزموا قضيتهم بجسارتهم وإستداروا بصمود لإستقبال الشارع بتهافات الثورة فهزموا بذلك جنود الظلام وقوى الإستكبار والقهر.

ما حدث في السوكي يجب أن لا يمر أبدا دون مسائلة ومحاسبة للجناة الذين حولوا الشوارع إلي مدافن لضحاياهم الحالمين بدولة السلام والعدالة والديمقراطية، فالصمت حيال الجريمة أقبح من الجريمة نفسها، وفي ظل هذه المجازر البشرية المتكررة بشكل يومي يجب أن نستنهض صوت القوى الوطنية بكل مكوناتها لمواجهة عبث الإنقاذيين الجدد، بل هم حماة الإنقاذوية السابقة بوجه آخر، ويجب المطالبة بتحقيق حول أحداث السوكي لكشف حقيقة ما حدث ومحاسبة كل هؤلاء القتلة، ويجب أيضا رفض إستمرار ظاهرة المدن البوليسية والدفاع عن مدن المدنيين وإرجاع العسكر وآليات وأدوات القتل إلي السكنات، والعمل علي حل المليشيات وتشكيل جيش وطني ومهني يحمي الأرض والشعب وليس السلطة والحزب الحاكم.

نحن نتابع حراك الجماهير وردود أفعال الشعب السوداني الثائر تجاه مجزرة السوكي، فقد تمظهرت قيم ومبادئ ثورة الحرية والتغيير في سلوك المجتمع الإنساني التعاوني الذي عبر عن رفضه التام للتهميش والحرب والإستبداد وأنتج شعاره المطالب بحرية وسلام وعدالة في دولة مدنية وديمقراطية، فبعد ساعات من وقوع مجزرة السوكي خرج مئات المحتجين المتضامنيين مع أهل السوكي من مدن السودان المختلفة وعلي رأسها الجزيرة وغيرها، وكانت مواقع التواصل الإجتماعي في حالة غليان مستمر بمنشورات الغضب التي تشجب وتستنكر هذه المأساة البشرية، وهذا التضامن الواسع مؤشر لوحدة الشعور الشعبي والوطني ويؤكد متانة إرادة التغيير والتحرر في السودان، وبهذا الترابط سنهزم كل المليشيات الظلامية ودولة الظلم، وبتكاتف الشعب وقواه الحية سوف نكون دوما في طريق الإنتصار.

الرحمة لشهداء الثورة والشفاء للجرحى.

سعد محمد عبدالله
15 يوليو - 2019م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وصول عدد من الأسرى المفرج عنهم إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير


.. الدكتور محمد أبو سلمية: الأسرى يمرون بأوضاع مأساوية بسبب الإ




.. أهالي الأسرى: عناد نتنياهو الوحيد من يقف بيننا وبين أحبابنا


.. أطفال يتظاهرون في أيرلندا تضامنا مع أطفال غزة وتنديدا بمجازر




.. شبكات | اعتقال وزيرة بتهمة ممارسة -السحر الأسود- ضد رئيس الم