الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


‎من نكح من؟!

لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)

2019 / 7 / 15
الادب والفن


‎ـ لخضر خلفاوي* ـ باريس
‎ــ
‎هنا أبناء المهجر (الفرنسيون ـ الجزائريون) عقب انتهاء مباراة الجزائر ـ نيجيريا ( كأس إفريقيا ـ مصر) مباشرة راحوا منطلقين كما المجانين كما هو معهود، حيث يحتفون و يصنعون أهوال الفرح و الأهازيج !.. لكم أتحسّر لأجله و أشفق عليه أحيانا هذا الجيل ، باللهجة الجزائرية أقول (ايْغِيضّنِي) ! .. جيل يحب وطنا لا يعرفه جيدا .. فقط وطنه المعشوق هذا ( الجزائر) الذي سُرِّب إليه توريثا من خلال جينات تدفقت من طيش نطفة عابرة سبيل بمهبل بعيد عن المسقط الرئيسي !!!
‎"شرُّ البليّة ما يُضحك" أو البلية مضحكة في شرّها! . مثلنا الشعبي في البلد يتقارب مع هذا الفصيح؛ حيث نقول :"هَمّْ ايْضَحَّكْ و همْ أيْبَكِّي !" أتحدث هنا عن "أبناء الجزائريين بالأصول و وضعهم المُتشعِّبْ ! كانت ليس ببيعدة عن مكان طاولتي شابة فرنسية ليست ـ مهجنة جينيا ـ متعاطفة مع الفريق الجزائري و مع الجزائرين ، خرجت من حانتها " القبائلية" المحاذية لمقهاي التركي تحتفي معهم تلقائيا بعدما أغرقت معدتها بالشرب .. راحت الشابة محاولة تقليد زغرودة حرائر الجزائر فتصدر صوتا شبيه بالعنزة المخنوقة ! و تقول ( رِيْ .. رِيْ .. رِيْ… ) و هي تجهد أنفاسها المتبقية من الحانة و تضغط على حبالها الصوتية المنعدمة الصوت لشدة تعبها من الخمرة ... تذهب و تجيئ في الممر الرئيسي و تردد هتافها "الهرائي " تعبيرا عن فرحتها بفرح الشباب الفرنسي من أصول جزائرية؛ إحتفاءا بنصر فريق البلد الأم .. تجلس لحظة و تقف و تتحرك للحظات.. ثم في غدو و رواح تعود كما البلاء إلى جمع من الأصدقاء المغاربة كان يتأهب جميعهم في الذهاب إلى المسجد لصلاة العشاء بلحظات عقب انتهاء المباراة (23.21 سا) .. كانت تهمس تارة و تجهر تارة أخرى في آذان مجاوريها برغبتها في النكاح ؛ بالأحرى رغبتها في الجنس مع واحد من سلالة جيل نوفمبر المجيد الذي يحتفل منذ الخامس من يوليو بالعيد الوطني لـ "الشباب و النصر" . كانت تقول بنجوى كبيرة : " أريد أن أنكح الآن !.. أريد الجماع ! عندي رغبة في النكاح ..رِيْ .. رِيْ .. ريْ .. فيف لالجيريْ ـ تحيا الجزائر ! " . يبدو أن الخمرة الفرنسية و النصر الجزائري بكل نشوته عند التقائهما يعطي من أسرف فيهما من فاقدي الإتزان المناسباتي الرغبة في الجنس ! ما أغربه من موقف مضحك و مؤلم عن قرب طاولتي الذي صادفني هذا المساء و أنا ارتشف قهوتي المعهودة في مكاني المعهود و سيجارتي كانت بدورها تُدخِّنُنِي و تنكحُ رئتي طويلة النفس.. ففي جعبتي حقولا من التبغ و مناجم من كبريت ـ صنع بـ" المنفى و البعاد" عن الوطن ! بعدها طرحت سؤالا أمزح مع نفسي بعد حادثة هذه الشابة الفرنسية السكرانة المنتشية بنصر الجزائريين:
‎ـ المنفى و أنا من فينا يا ترى نكح الآخر !؟ 
‎ـــــــ
‎(أديب، مفكر، شاعر، إعلامي و مؤسس و مدير "الفيصل" الدولية بباريس.) *
‎ـ من ضواحي باريس: في الـ 15 يوليو 2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?قوى مراجعة نهاي?ية لمادة اللغة الفرنسية لطلاب الثانوية الع


.. السجن 3 سنوات للفنان محمد غنيم في اتهامه بتهديد طليقته




.. إعلان صادم لمحبي الفنانة السورية كندة علوش و-ولاد رزق 3- يحط


.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -




.. حملها أمامهم.. شاهد كيف فاجأ صديق تايلور سويفت معجبيها على ا