الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب دعم العمالي - الإعلام احب القائمة العمالية

اساف اديب

2006 / 5 / 9
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


تمكّنت الحملة الاعلامية لحزب دعم من إبراز هوية الحزب العمالية الاممية المميزة، واقناع الرأي العام العربي والاسرائيلي بحيوية الحزب وعمله الميداني المستمر طيلة ايام السنة وليس فقط في موسم الانتخابات.

اساف اديب

أجمعت وسائل الاعلام المحلية، على نجاح الحملة الانتخابية التي قادها حزب دعم. العديد من الصحافيين الذين أجروا مقابلات مع مرشحة الحزب الاولى، اسماء اغبارية، عبروا من خلال مقالاتهم عن تعاطفهم مع الحزب وعن تقديرهم العالي لرسالته وقائمته العمالية.

رغم عدم اجتيازه نسبة الحسم، تمكن دعم من ابراز هويته العمالية، وذلك على ثلاثة محاور اساسية: الاول نشاطه الميداني المتواصل طيلة ايام السنة، وليس فقط في موسم الانتخابات. الثاني هويته العمالية، من ناحية الرسالة وتشكيلة القائمة التي شارك فيها 29 عامل بناء وعاملة زراعة. الثالث، هو نجاح مرشحة الحزب اسماء اغبارية في طرح القضايا الاجتماعية والاقتصادية الملحّة امام الجمهورين العربي والاسرائيلي على حد سواء، وذلك خلافا للاحزاب الصهيونية من جهة، والاحزاب العربية من جهة اخرى التي تجاهلت تماما القواسم المشتركة التي تجمع اليوم العمال العرب بالعمال والفقراء اليهود، وعزلت نفسها بذلك عن النقاش الدائر في اسرائيل حول الفقر والبطالة.

هوية الحزب العمالية فرضت نفسها منذ بداية المعركة الانتخابية. ففي يوم 8 شباط لاحظت وسائل الاعلام مرشح دعم وعامل البناء احمد تركي، وهو يتقدم مع وفد الحزب الى لجنة الانتخابات في الكنيست لتقديم قائمة المرشحين. المميز كان ان تركي تقدم مع الوفد بثياب العمل، وهو يعمل منذ اشهر في بناء موقع الكنيست، واعلم الصحافيين انه يطمح ان يدخل الكنيست ويمثل مصالح الطبقة العاملة. ابراز يديعوت احرونوت ومعاريف للخبر، شكّل انطلاقة جيدة للحملة الاعلامية.

قوة الحملة الدعائية التي ادارها حزب دعم تعود الى مشاركة العمال في كل مراحلها. ولعل اهم هذه المراحل كان مشاركة مجموعة كبيرة من العمال والعاملات والشباب من كفر قرع وام الفحم في تصوير الدعاية الانتخابية المتلفزة للحزب امام مبنى الكنيست في القدس. استغرقت الدعاية تصوير يوم كامل، كان تطوعا منهم وعلى حساب يوم الاستراحة الوحيد في الاسبوع. ركزت الدعاية على موضوع الفقر والبطالة واستغلال العمال، وعلى اسلوب مكافحته من خلال النشاط النقابي لفتح اماكن العمل.

الدعاية التلفزيونية كانت قصيرة، استغرقت دقيقة واحدة فقط. وتم بثها عشر مرات في كل قناة من القنوات الثلاث الرئيسية. مع هذا نجحت في جذب اهتمام كبير، وخاصة من وسائل الاعلام الاسرائيلية. الاعلامي المهم ب. ميخائيل كتب في "يديعوت احرونوت" (24/3): "بالفعل الدعاية الوحيدة التي لمست قلبي، كانت دعاية حزب دعم، قائمة العمال. الدعاية، بسيطة، مباشرة، صادقة ومؤثرة".



الاعلام الاسرائيلي

المقال الذي ساهم في ادخالنا الى الوعي الجماهيري كان للصحافي يوآف شتيرن من صحيفة "هآرتس". في 1/3 ابرزت الصحيفة (بالعبرية والانجليزية) مقابلة مع اغبارية مرفقة بصورة كبيرة للمرشحة اثناء اجتماع مع الشبيبة العمالية في ام الفحم. ركز المقال على كون اغبارية المرأة الوحيدة على رئاسة قائمة، ووصفها بانها: "قائدة عربية مشبعة بقناعة عميقة كانت في الماضي تسمى شيوعية واليوم تسمى عمالية".

صحيفة هآرتس ثمّنت ايضا الدعاية الانتخابية لدعم، مما ساهم في خلق جو ايجابي تجاه حزب دعم في اوساط اسرائيلية واسعة، بدأت لاول مرة تعترف بوجود حزب دعم العمالي وبعمله الميداني من خلال جمعية معًا. هذا ما ركزت عليه مقابلة مطوّلة للصحافي ايتمار عنباري في موقع صحيفة "معاريف" بالانترنت في 8/3.

وكان نشر المقال في يوم المرأة قد تصادف مع تنظيم جمعية معًا لمظاهرة نسائية في تل ابيب، طالبت فيه نحو مئة عاملة عربية الحكومة بفتح اماكن العمل في الزراعة. وكان الرد الاعلامي سريعا. في نفس اليوم دعيت المرشحة الاولى الى لقاء في برنامج اخبار الساعة الخامسة، في القناة الثانية. في نفس اليوم اتصل محققون لبرنامج صباحي في نفس القناة لدعوتها الى لقاء في اليوم التالي.

هكذا توالت المقابلات التلفزيونية والاخبارية، وكل مقابلة فتحت الطريق للمقابلة التالية: قناة الكنيست (99)، القناة الاولى (11)، النشرة الاخبارية في القناة العاشرة، ثم قناة الاخبار "هوت" بالعربية (25) للقاء من نصف ساعة.

بتأثير من الحملة الدعائية، دعيت اغبارية لندوة نسائية في تل ابيب نظمتها مؤسسة "نعمات"، القسم النسائي للهستدروت، وشاركت فيها مرشحات احزاب اخرى، امثال شيلي يحيموفيتش (العمل) وزهافا جلؤون (ميرتس). وقد تحدثت اغبارية عن وضع النساء العربيات، وحظيت بتقدير المشاركات. وفي هذا الصدد اجرت مجلة "لائشاة" (المرأة) واسعة الانتشار، مقابلة معها نشرت يوما قبل الانتخابات.

للمقارنة، نشير الى ان دعاية الاحزاب العربية ركّزت على قضايا التمييز والعنصرية، وقدمت الجماهير العربية على انها ضحية، لا قوة فاعلة بامكانها طرح بديل سياسي اجتماعي. طرح حزب دعم الايجابي الذي قُدم للجمهور باللغتين العربية والعبرية، خلق الانطباع بانه معني بفتح قنوات للجمهور والرأي العام الاسرائيلي، وبالتالي حظي بتعاطف وتفهم كبيرين.



الاعلام العربي

التغطية الاعلامية الواسعة التي حظي بها حزب دعم في الاعلام الاسرائيلي، كشفت تجاهل وسائل الاعلام العربية المتعمد. غير ان الظهور القوي في الاعلام الاسرائيلي، اضطر الاعلام العربي لذكرنا.

الحصيلة: مقابلات معدودة في "راديو الشمس" (مقارنة بعشرات المقابلات مع مرشحي الاحزاب الاخرى)، مقابلة من نصف ساعة مع زهير بهلول في اخبار هوت بالعربية (قناة 25)، ومقابلة في صحيفة "الصنارة" في 24/3. يمكننا القول ان الاعلام العربي تصرف بشكل غير مهني، وعمل كذراع للاحزاب الثلاثة الممثلة بالكنيست، وتجند لانقاذها من خطر عدم تجاوز نسبة الحسم بعد ان فشلت في توحيد صفوفها.

ساعدت كثيرا في تعريف الجمهور العربي بنا المناظرة السياسية في كلية مار الياس، والتي بثها راديو الشمس بثا مباشرا. وجودنا هناك الى جانب رؤساء ومندوبي القوائم الاخرى، كان اعترافا بوجودنا حزبا على الساحة.

الذروة كانت بلا شك في مشاركة دعم في المناظرة السياسية التي نظمتها قناة الجزيرة في الناصرة في 20/3، وهناك تم تعريف دعم كتيار عمالي. بواسطة هذا البرنامج تمكّن دعم من دخول معظم البيوت العربية في اسرائيل والعالم العربي وتقديم رسالته الاممية.

يمكننا ان نجزم بان حملة الانتخابات الاخيرة والدعاية الناجحة لحزب دعم، فتحت امام عشرات آلاف العمال فرصة ذهبية للتعرف على الحزب وعلى نهجه العمالي. وحتى لو ان بعض العمال صوّتوا لاحزاب اخرى، او فضلوا عدم التصويت يأسا من العملية الانتخابية برمتها، الا ان الدعاية في هذه الانتخابات تشكل قاعدة مهمة للانطلاق للمرة القادمة. هذه القاعدة الاجتماعية الواسعة من العمال هي هدفنا في المرحلة القادمة، بعد ان صار معروفا انه قام في البلاد تيار عمالي جديد، يفتح القنوات الى قلوب وعقول عشرات الآلاف منهم، بفضل قراءته الصائبة للواقع وقدرته على شق الطريق امام الطبقة العاملة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات