الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثوره الشعبيه السودانيه تقترب من انتصارها

عدلي محمد احمد

2019 / 7 / 16
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


من الواضح تماما للنظام السوداني بكل فرقائه, ان تكثيف القمع سيدفع بالثوره الي الامام بصوره تهدد النظام بالاطاحه في ظل المستويات التنظيميه التي تراكمت واتسعت خلال قرابة ال8 شهور المنصرمه
فتكثيف القمع كما ادي الي التهام رئيسين ,يحاصر الآن المجلس العسكري حصارا يتصاعد اكثر فاكثر كلما حاول العسكر معالجته بالقوه, حيث تبدو الجماهير في حالة تحدي رغم تهديد حميدتي بكل صراحه بالحرب الاهليه و"تجويط" الخرطوم.
يشكل هذا الواقع الذي رسمته مليونيات الثوره وعصيانها المدني بعد فض اعتصام القياده , خطرا مضاعفا علي النظام مع ما ادي اليه التصعيد الجنجويدي الارهابي الطابع الي انفضاض كامل تقريبا من جانب الجماهير الشعبيه عن اي قبول للتفاوض والاتفاق مع ضباط اعترف متحدثهم الرسمي لذبح الاعتصام بالصوره البشعه التي تمت , وهو ما حسم امره لدي كثيرين الطلب الاخير السخيف من جانب الضباط القتله للحصانه!, بما يؤكد اعتراف الكباشي الذي حاولو بغباوه التنصل منه.
وبالمختصر اكثر , فقد صار عسكر البرهان معلقين في الهواء, يحاصرهم دخان خطه افشلتها الثوره وحولتها الي هشيما تذروه الرياح فعلا,فلا جنجويدهم تخيف احدا ولا اتفاقهم يلزم احدا الا بعض الطامعين او البلهاء.
اي خطط بديله لتصفية الثوره او حتي صرفها مؤقتا , صارت علي ضعف تأثيرها المتوقع بوضوح غير مسبوق, تتعارض امكانية التوجه اليها مع استمرار هذا المجلس في السلطه.
بل ان اي طغمه عسكريه جديده يمكن الدفع بها بانقلاب جديد , صار هذا المأزق يحاصر اي فاعليه لها مقدما, رغم ميزتها التي تبدو حاسمه حيث لا يخضب الدم اياديها بعد.
الارجح ان تقديم الجنجويد ككبش فداء للموقف كما قدمت اجهزة الامن وكتائب الظل مع البشير وطغمته, قد يكون حاليا محل تقييم وقياس لمدي فاعليته في انقاذ النظام , بعد ان صار ميزان القوي لا يهدد العسكر فقط بل يهدد النظام كله في مقتل , بعد تمزقت مكوناته الفاعله سياسيا شر ممزق .
ولكن اللعب بالحصان الجنجويدي من خلال التراجع به من علي سطح اللوحه ,ناهيك عن امكانية التفريط فيه نهائيا ,امرا له محاذيره المشدده والتي قد تكون خطره لدرجة السقوط في الحرب الاهليه, فالمساله لا تتوقف فقط علي امكانية تهدئة الثوره او صرفها ان امكن, بل تتوقف قبل ذلك وبعده واثناءه علي موقف حميدتي باعتباره اكثر الجنرالات تنفذا , وهو يدرك تماما انه لا يساوي شيئا اذا جرت محاصرة نفوذ جنجويده السوداني والمستورد الافريقي منها ,وان ذلك الامر في لحظه عاصفه كالتي يمر بها النظام السوداني لن يكون الا بداية نهايته وعائلته وقبيلة الريزيقات الذين صارت حياتهم مرتبطه بحميدتي وجنجويده.
والاهم ان المحور الخليجي الداعم لحميدتي في مواجهة حكم البشيروارتباطاته الاخوانيه القطريه الثقيله, يهدف لاعادة انتاج النظام متخلصا من هذه الارتباطات ومواليا لطموحاته التوسعيه في اليمن وغيرها وما قد يستجد من معارك تحتاج الي الجنجويد, وهو هدف يصعب تحقيقه بالكفاءه المرنه المنشوده الا في ظل مستوي عالي من تنفذ الرجل الجنجويدي الاول .
ولكن غياب البدائل يحرر العقول, حيث لا بديل عن تدخل الجيش عبر هذه المناوره في مواجهة الجماهير الا الحرب الاهليه, وهو ما عبر عنه حميدتي صراحة في مؤتمر عسل الحجر ,عندما اشار الي ان ما شاهدته الخرطوم حتي الآن ليس سوي استمارة انذار, (فلو دورت الاسلحه فان الخرطوم سيتم تجويطها), وهو التصريح الخطير الذي اعقبه مباشرة بداية اصطدام الجيش بالجنجويد, او بداية خوض التجربه.
المؤكد ان جهودا شديده يتطلبها الابتعاد التدريجي بحميدتي عن الاحلام والآمال التي صار يعيشها وجنجويده , ستستند هذه الجهود حتما علي تحميله مسئولية ما حدث, بعد ان اصر والبرهان علي فض الاعتصام والغاء الاتفاق, حيث برهنت تجربه داميه ان القمع لا يوقف ثوره قويه بل يمكن له ان يؤججها, ففض الاعتصام لا ارعب جماهير ولا اضعف من قيادتها علي اعتدال معظم مكوناتها, كما ان المبالغه في الضغط علي هذه القياده سيشعل غضب الجماهير اكثر فاكثر ,وهي الامور التي صارت تجسد ملامح ما لا يقل عن ورطه.
الحد الادني الذي سيحتاجه استيعاب حميدتي هو توفير الضمانه له بعودته الي نفس دوره القديم في زمن البشير, وهو ما سيمكن من تحقيق هدف المحور الخليجي في توفير الجنجويد , وذلك علي الاقل حتي تنصرف هذه الاشباح المهدده للنظام كله.
دور السعوديه حاسم هنا في توفير طمأنه مناسبه لحميدتي, وكذلك دورا امريكيا اوروبيا يؤكد علي مجددا علي ضرورة الحكم المدني.
المأزق يتجسد في هذه الملابسات المحيطه بامر الجنجويد, خصوصا وان بدء التعامل معها علي الصعيد العملي ,عبر الدفع بالجيش لا ليحل محلهم بل كصمام امان الهدف منه التوقف بالعنف الجنجويدي عند مستوي لا يفاقم علي الاقل من المخاطر الجماهيريه التي صارت فعليا خطرا محدقا, لم يشيرالامر بالمره الي ان ذلك يمكن ان يكون امرا يسيرا, ظهر ذلك في عدة مناطق بالامس وقبل الامس, فهو لا يقل عن خوض سلسلسله من المغامرات شبه اليوميه غير المحسوبه , اهون ما فيها الصدام بين الجيش والجنجويد ,والذي يهدد بتفاقم اتساع نطاقه في اي لحظه, فالخطر الكبير ان تتطلب الاوضاع علي الارض ,او تفرض التحاق الجماهير بالمعركه بما يهدد بامكانية توثيق علاقات ضباط الجيش من الرتب الاصغر وكذا الجنود وصف الضباط بالجماهيرالثائره, علي ما قدم مشهد اعتصام القياده في بواكيره, وما ظهر في معركة السوكي التي قتل فيها اربعه من الجنجويد.
ان استمرار اطول زمنيا لهذه الصدامات , قد يؤدي الي اوضاع اشد صعوبه, والامر كله في ايدي حميدتي.
ان المجلس العسكري الراهن يفرض عليه هذا الوضع الشاق الذي جري فرضه علي النظام كله , ان يدير انقلابا ضد نفسه ,كما ادار البرهان انقلابه بن عوف, يتواكب الاقدام عليه مع استجابة حميدتي , التي ستظل في كل الاحوال مرتبطه بتقدم الانقلاب المتوقع ونجاحه في معالجة الوضع المأساوي الراهن لنظام الطبقه الحاكمه المالكه, غير ذلك يهدد فورا باندفاعه حميدتيه اجراميه جديده ستودي بالسودان في مجاهل وادغال ومزالق حرب اهليه طويلة المدي لا ضمان فيها لانتصار النظام وتهدد ككل الحروب الاهليه بتحطيم الطبقه المالكه المتحققه بالفعل.
والخطير ان يتم ذلك الاستبدال او التقليص القصدي للجنجويد بكل ما سيترتب عليه من مجازفات ومشاكل بل ومخاطر , في ظل اوضاع اقتصاديه متدهوره تهدد بالانهيار الاقتصادي الذي لم توقفه الا مليارت السعوديه التي لم يبقي منها الا 40 مليار.
والاخطر ان يجري انقلاب في ظل كل هذه الصعوبات المعقده ,الا اذا كانت خطته لا تتجاوز تسليم السلطه فورا وتماما لقياده ثوريه متحققه بالفعل , ولها مصداقيه تسمح بمعالجة الراديكاليه التي صارت عليها اقسام جماهيريه واسعه , مهما تكن الخسائر المترتبه علي ذلك التسليم العاجل , فالاستمرار العسكري مجددا لن يكون له يوميا الا المزيد من تجذر ثوره ما تنفك تتوسع وتكبر وتهدد بالاطاحه الجماهيريه الثوريه.
فيما يتعلق بالثوره الشعبيه فانها مع هذه التطورات المرجحه والممكنه ,ستكون قد عرفت انتصارها, وسلطتها التي سيحاول النظام لاحقا محاصرتها, غير هذا المرجح وحال اي اقتراب من جانب المجلس العسكري الجديد من تجربة حظه في الضغط علي الثوره وجماهيرها , مستقويا بطهارة يده من الدم, فان الثوره مطالبه وفي الحقيقه من الآن علي ابراز المكسب الكبير الذي انجزته مليونية العداله اولا والمتجسد في رفض اي تفاوض مع مجلس حميدتي المعترف بالقتل, ويطلب حصانه !!, علي رفض وادانة اي استمرار في التفاوض العبثي الراهن, علي تطوير تحركاتها الجماهيريه ومليونياتها من اجل المزيد من الضغط والحصارعلي المجلس الراهن, بهدف شل اي محاوله للمماطله ف المغادره الغير مأسوف عليها حتي تجري محاكمته العادله , والاخطر اي محاوله لاضعاف الثوره امام انقلابهم المحتمل, والاهم علي الثوره التحوط لاي تمرد من جانب حميدتي يمكن ان يدفع احد اقرباءه لمباشرته بهدف المزيد من اختبار اوهامه في قمع ثورة نوفمبر العظيمه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري


.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج


.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام




.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي