الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يريدون من شعبنا في لبنان

صالح الشقباوي

2019 / 7 / 17
القضية الفلسطينية


ماذا يريدون من ابناء
شعبنا الفلسطيني في لبنان ؟!

د.صالح الشقباوي
الوجود الفلسطيني في لبنان ، هو نتيجة مباشرة للغزو الصهيوني لفلسطين ، الذي احدث النكبة ، ووزع اكثر من مليون فلسطيني على دول الجوار العربي ، كان للبنا ن بحسب وضعه الجغرافي نصيبا من هذه التوزيعة العشوائية .من الديموغرافيا البشرية الفلسطينية ، التي تم اسكانها جغرافيا في مناطق مختلفة من لبنان ، بعد ان استاجرت الانروا لمدة 99 عاما الاراضي التي اقيمت عليها مخيماتنا الفلسطينية ..في بيروت مرورا بصيدا وصور ..والرشيدية
معرجا على بعلبك لتصل الى الشمال طرابلس...وهنا يجب ان نميز بين ثلاث مراحل مختلفة من عمر هذا الوجود والتواجد الفلسطيني ..حيث بدأ التواجد الفلسطيني يأخذ شكله الرسمي منذ عام 1951وبدات الانروا باصدار بطاقات وكروت الاجئين بعد ان تم احصاء الغالبية العطمى في المخيمات وتوزيع الحصص الجغرافية على الناس داخل المخيمات لبناء الخيمة ..وهنا تميزت العلاقة الفلسطينية مع الرسمية اللبنانية بالتوتر الشديد وعدم الاستقرار والخوف ..خاصة من ابناء قيادة الطائفة المارونية الذين كانوا يسيطرون على مراكز مهمة في الجيش والامن العام والمخابرات ..والمتخوفين من هذا الوحش الفلسطيني الذي وجوده قد يحدث خللا لصالح الصف الوطني اللبناني الاسلامي .بجناحيه السني والشيعي .لذا تم شن حرب عشوائية مخيفة ومنظمة من بعض الجهات اللبنانية ا(فراد المكتب الثالث )..وقد تميزت هذه المرحلة بكونها مرحلة ذل واذلال منظم مورس ضد الوجود الفلسطيني بعد ان اصدرت وزارة العمل قائمة طويلة من الوظائف الممنوعة على الفلسطيني ممارستها كي لا يزاحم اللبناني على مناصبه ووظائفه..وكانت هذه القوانين تحمل في طياتها واعماقها جوهر للروح الانعزالية والطائفية ليس فقط ضد الفلسطيني ولكن ضد الشارع اللبناني الاسلامي .وهذا ما سنلمسة واقعيا عند مناقشتنا للمرحلة الثانية والتي تميزت بوجود الثورة الفلسطينية في معظم الاراضي اللبنانية " عدا المناطق المارونية "والتي تحولت الى ساحة مواجهة مع العدو الاسرائيلي ..وخاضت اعنف واقوى المعارك الوجودية في تاريخها ..هذا الوجود الثوري لم يلغي دور الدولة اللبنانية ومؤسساتها الرسمية ، بل شكل سندا سياسيا واقتصاديا وعسكريا للدولة وللشعبين اللبناني والفلسطيني وحافظ على بناء اقتصادي ومالي لبناني كبير لدرجة انه حفظ التوزن القيمي لليرة اللبنانية وجعلها تصمد في ظل غياب سياسة مالية واقتصادية واضحة للدولة اللبنانية ..وهنا اسجل للتاريخ وبعيدا عن الانحياز ..ان الوجود الفلسطيني في لبنان كان نعمة لكل احرار وشرفاء لبنان ونقمة على كل العملاء .. الذين قاتلوا الثورة الفلسطينية وساهموا الى حد كبير في اخراجها من الساحة اللبنانية ..بل وساهموا بارتكاب مجازر ضخمة بحق الشعب الفلسطيني ( مجزرة صبرا وشاتيلا نموذجا )..وهنا بدأت المرحلة الثالثة بعناوين مذبحية كبيرة ..بعد الخروج المادي للثورة الفلسطينية من لبنان 1982..وتوزيع جسد الثورة على جغرافيات عربية مختلفة ....حيث بدأ ت الرسمية الفلسطينية باعادة دراسة حالتها على الساحة اللبنانية ..وبدات بدراسة طبيعة علاقتها مع قوى لبنانية جديدة ..وكان لها انتهاج وسائل العقل والعقلانية مع الرسمية اللبنانية ومع القوى اللبنانية المختلفة ، ومارست اعلى درجات التشاور والتنسيق مع الدولة اللبنانية واجهزتها المختلفة ، ونجحت الى حد كبير النئي بنفسها وقضيتها عن التجاذبات اللبنانية وقالت باعلى صوتها اننا اصحاب قضية وقضيتنا تحتاج للجميع ان يكون معنا لا ان نكون مع احد ..وقد مارس هذه الفلسفة وهذا النهج السفير الشاب اشرف دبور ونجح الى حد كبير في الحفاظ على التوازن الفلسطيني الغير مرئي ولكنه محسوس بين القوى اللبنانية المختلفة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا