الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سينما أطلس

جلال حسن

2019 / 7 / 17
الادب والفن


سينما أطلس
جلال حسن
أمس، مررت من أمام سينما أطلس في شارع السعدون، أحسست أن المكان يفتح ذاكرة شهية تتوهج في تكثيف صور زاهية ومشرقة، ونبض ذكريات يسكن في الخيال، يرفض النسيان رغم اختلاف المعالم وضياعها.
المكان يضيع في تساؤل، لكنه يعطي دليلا ملموسا على انه كان مسكونا رغم تغير الزمن. أنه مكان الصورة التي لا تبارح على الانزياح طالما كانت هنا حياة يوما ما.
أن مكان سينما أطلس الحيوي الذي يتوسط شارع السعدون بتلك الواجهة الجميلة واللوحة الخشبية العريضة التي تعرض عليها مانشيتات الأفلام كان دليلا واضحاً على لهفة اللقاءات بين الأصدقاء، وتحديداً في كازينو "الموعد" الملاصقة لباب السينما عندما كانت نقطة دالة لمواعيد الأصدقاء.
تعد سينما أطلس من أجمل سينمات بغداد، وذاكرة مدينة، وصرح عمراني باذخ خصوصاً في هندستها على شكل قلعة بجوانب دائرية على سقف مقوس تتوسطها من الأعلى فوهة على شكل مدخنة لخروج الهواء الساخن، والتي تتكون من طابقين ومسقفا بالزجاج الملون ودرجين بمدخلين يحتويان على كافتريا ومطعم وقاعة للانتظار، فضلا عن تميزها بالمقاعد الحمر مع وجود أمكنة خاصة تسمى "لوج".
افتتحتْ سينما أطلس عام 1967 بالفيلم الهندي “الجسدان” أو “ دوبدن” من تمثيل الممثل"مانوج كومار" والممثلة " أشا باريخ" والممثل الكبير "بران باجان" وقد لاقى الفيلم نجاحاً منقطع النظير، لقصته التي تتحدث عن تضحية المحبوب ومكابدات العاشقة، وروعة الإحساس في أغانيه التي أداها ولحنها مطرب الهند الكبير"محمد رفيع" وأستمر العرض لعدة أشهر.
وأخر فيلم عرض على شاشتها كان بعنوان "عمارة يعقوبيان" بعدها انتكست السينما كحال باقي السينمات في بغداد، وصارت تعرض أفلام رديئة لم تصل الى مستوى الذوق العام، ولم تفيد كل المغريات في إعادتها الى سابق عهدها حتى في مشاهدة ثلاثة أفلام في بطاقة واحدة، ورغم محاولات تحويلها الى مسرح يعرض مسرحيات تجارية في مناسبات الأعياد، لكن هذه المحاولة باءت بالفشل أيضاً.
وفي عام 2015 تحولت السينما الى مخازن ومحلات تجارية لبيع مواد الديكور وقطعتْ واجهاتها الأمامية والجانبية وضاعت كل ملامحها.
أمس، ومن أمام سينما أطلس رسمتْ في ذهني صور العوائل العراقية التي كانت تلتقي لمشاهدة الأفلام العربية والأجنبية في تقليد عراقي عائلي متميز يوم كانت السينما ثقافة عامة تشكل حضوراً فاعلاً في الوعي الاجتماعي على نحو إنساني في رسم ملمحاً بارزاً في الثقافة العامة.
أمس، لم يبق أمامي غير حسرة جرتْ دمعة على زمن مضى دون رجعة.
.....................
جلال حسن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض