الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أنا مماثلة أم ممثلة !؟

أحلام رمو

2019 / 7 / 17
الادب والفن


هل أنا مماثلة
أم ممثلة ؟



لطالما شعرت بالوحدة رغم أنني كنت محاطًة بكل هذه الجماهير


 
كنت أقف في منتصف ال صالة المزدحمة بهم
عندما أوقفني صوتـ بعيد ليسألني !!
من تكونين !

أنا !؟

أنا أقضي الكثير من وقتي بكل هؤلاء الأشخاص ، لكنني مع ذلك دائماً أشعر بالوحدة.
أُقسم نفسي لأربع أجزاء فقط لجعلهم سعداء ، والواضح عليهم حقاً
. لكن هل انا أشعر بالسعادة !؟
لا
انا لا أكتفي بهم
. أشعر بالفراغ الدائم
بالدوران حول نقطة لا تنتهي على الإطلاق

إذا تحدثت لاحد فلكي أتفوه بأشياء يريدها هو سماعها فقط
وليس حديثاً وصلت اليه نتيجة تفكير وتحليل وإعتقاداً مني او حتى قناعة
، ابتسامتي التي ارتديتها دوماً لم تكن لي.
والإطراء الذي أتلقاه من الناس ليس لي.
إنهم يتفاعلون مع واجهة مزركشة من صنعي أنا
وليست حقيقتي الخلقية
فمن أكون أنا !؟
. لقد كنت مختبئًة وهاربة طوال حياتي خوفاً من رهاب
(التخلي )
من أن أصبح منبوذة
من رفضهم لان اصبح فرداً منهم ومعهم
لذا بهم أصبحت
لفترة طويلة لدرجة أن هذا الكائن الذي يسكنني منذ ان تكونت لأتكيف به لم يعد يشبهني. لذلك ... أسألك يا نفسي
هل أنتي مطابقة و مماثلة لهذه المواصفات !؟
أم ممثلة اتقنت دورها لحد التقمص!؟


أو هل كانت أقصى رغباتي وأحلامي هي الثناء ؟
أو هل أهتمام الناس بي من خلال ارتدائي ل هذا الزي التنكري هي مهمتي الوحيدة في هذي الحياه!؟

امنيتي ان يعترفوا بمصداقية شخصيتي
أريد أن يتقبلوا أرائي انا
مايهمني انا فقط
وما أؤمن به فقط
. لكي أكتشف من سيبقى معي حين يسقط هذا القناع القديم المهترىء
. أريد أن أعرف من سيبقى يحبني للنهاية حتى لو لم ابذل مجهوداً إضافياً للتمسك به

هذه الوظيفة الدائمة كمهرجة للملك لم تعد نافعة لقد أتعبتني ولم تجلب لي أي فائدة.
لم أسمح لهذا المخلوق المدعو ب انا
اياما للاستراحة
أو إجازة مدفوعة
أوحتى أيام مرضية.
كل أيامه كانت مسرات ومعايدات ومباركات وطنية
ورسميات

اشغلت أفلاماً لم أشاهدها قط
كنت مشغولة جدابمشاهدة ردود افعال الناس من حولي لأتأكد من أن هذه الأفلام تشعرهم بالفرحة
. أشاهد باستمرار الناس من حولي للتأكد من أنهم عندما ينظرون إلي ، يحبون ما يرونه مني

لم أخذ قسطاً وفيراً من النوم
خوفاً من إستيقاظي المبكر والمزعج خوفاً من مفاجئة العابرين بي ذات صباح من دون قناع
،. لم يكن لدي وقت للحديث عن ما يزعجني لأنني كنت اجري بكل الزوايا
والحنايا منهمكة للغاية
لاعارة كتفاي ل يستند عليها الأخرون عندما تعتريهم نوبات البكاء
. لم يكن لدي وقت لأسأل نفسي ما أتمناه
لأنني مشغولة جدًا بتلبية طلبات وتحقيق امنياتهم



سمعت دوماً نداء الطائرة عندما كنت أحلق مرارا وتكرارا في السماء يطالبونني بوضع قناع الغاز قبل مساعدة الشخص المجاور في حالة وقوع كارثة ما
لم أحب هذه القاعدة أو لم اكن افهما حتى الآن. لان في قرارة نفسي أكبر المصائب جللاً في الدنيا
أن أنشغل بإنقاذ نفسي من الغرق بدلاً من طفل على وشك أن يفارق الحياة

لقد سعيت بتجاهل روحي لفترة طويلة حتى صعبت على روحي التنفس
. حتى ادركت بعد طول فراق انني لن أستطيع إنقاذ أي شخص آخر إذا ما بدأتُ بنفسي أولاً.

ربما كانت هذه نقطة البداية
نقطة الالتقاء بروحي
يومٌ ليس كباقي الايام

عندما أعترضتُ للذهاب الى حفل لم تكن عندي الرغبة للذهاب اليه

لارتدي فستاناً مبهرجاً غير مريح
لأشرب سوائل لا أحبها
، لقضاء بعض الوقت ، وإضاعة بعض الوقت
وهدر المزيد من الطاقة
لإضافة البعض من التسلية لحياة غيري
رفضي ليصافحني، ويقبلني، ويحدثني إناس لااملك شوقاً لرؤياهم
ليلمسني ويعاشرني من لا اهوى لقياهم
هكذا بدأت بثورتي على نفسي
وهكذا وضعت يدي على وجهي ومزقت هذا المخلوق لفصله عني الى الابد

لانني سابقاً لم اكن أعي
انني ببطء ومع مرور الزمن،
كنت قد غيرت كل ملامحي وجدران مستقبلي
وهيكل تاريخي
وحتى ديكور منزلي لإرضاء الآخرين.
وفي اليوم الذي قررت فيه الصاعقة زيارتي
وأضعت فيه قناعي
لم يبقى معي شخصاً واحدا من الذين حاولت جاهدة اسعادهم
وحدي في هذا الإعصار
وحدي امام التيار
احترق من هول الصدمة
واصرخ من غضبي عليهم لا احد يمدني بالماء لاخماد سعير هذه النهار
عندما زال مكياجي انطفأت الأنوار ولم يتعرف علي احد
انطفاءت الأنوار ووضعت رأسي على الوسادة وتذكرت انني أنا لم اسأل نفسي يوما اين تكمن سعادتي !؟
. قضيت كل وقتي في الاستماع إلى ما أراده الآخرون مني بدلاً من التفكير بذلك.


لذا عندما قررت الخروج.
قلت لهم وداعاً لفترة وجيزة.
دون خوف او إعطاءهم مبررات او شروحات لتجنب اطلاقهم الأحكام التعسفية علي
بدون أعذار كاذبة ، فارهة قلقاً على مشاعر أصدقائي
ولرغبتي على الاعتماد عليهم.
لا سأغير بوصلة حياتي وأتحرك بالاتجاه السليم
لن اعتمد على غيري قبل ان لم أتعرف على نفسي أولاً
. لقد ابتعدت عن الحاجة إلى جعل الآخرين سعداء.
السعادة بالنهاية اختيار
. نحن الوحيدين المسؤولين عن قراراتنا
وليس من واجبي أن أحاول إجبار شخص آخر على أن يتخذ هذا القرار

 
ومنذ ذلك الحين وانا اشعر بالضجة بالرغم من رحيلهم جميعاً


Ahlam Rammo








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري