الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات الثورة السودانية..الحل في البل (٥٦)

أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني
(Ahmed Mousa Gerae)

2019 / 7 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ما تم التوقيع عليه يوم 17 يوليو ما هو إلا مساومة رخيصة وحقيرة لقسمة السلطة مع المؤتمر الوطني في نسخته "المعدلة" لذلك قوى الإجماع الوطني وهي أهم كتلة في الحرية والتغيير رفضته واعتبرته ناقصا ومعيبا ولا يحقق أهداف الثورة.
إذا رفضت قوى الاجماع الوطني التوقيع على الاعلان السياسي هذا يعني أنها لا يمكن أن توقع على الاعلان الدستوري الذي يحمل الكثير من التعقيدات والقضايا الشائكة وهذا معناه لا يوجد اي اتفاق يمكن أن يتم مستقبلا وهذا يؤكد ما قلته في اليوميات السابقة، أتمنى أن يدرك الجميع ان العسكر يريدون اتفاقا يبعدهم عن حبل المشنقة ويحمي نظام الإنقاذ من المحاسبة وهذا يعني "وأد" أهداف الثورة.
ما حدث من توقيع يعتبر عمل عبثي يتحمل الوفاء والالتزام به من وقعه من قوى الحرية والتغيير، أما الشعب وقواه الحية فلا علاقة لهم بهذه المساومة التي تكرس وتؤسس لإعادة النظام البائد في ثوب جديد. بمباركة أصحاب الهبوط الناعم الذين لا هم لهم سوى الجلوس على كراسي الحكم، لا تعنيهم دماء الشهداء ولا تضحيات الشعب، باختصار اتفاق 17 يوليو يعني الاعتراف بالمجلس العسكري كشريك أساسي في الثورة التي سرقها، ويعني امتدادا لسياسات القمع والعنف التي ظلت الإنقاذ تمارسها بحق الشعب السوداني لمدة ثلاثين عاما، وكل هذا يعني إعادة انتاج الأزمة السودانية الشاملة، كأننا لم نقم بثورة ولم نقدم شهداء ولا تضحيات.
الحقيقة الوحيدة التي أؤمن بها هي أن العسكر لا يريدون أي اتفاق بل مساومة تمنحهم الشرعية وتُفرغ الثورة من مضامينها.
لذلك أقول لكم أوقفوا هذا العبث وهذه المسرحية التي كسب من ورائها المجلس البرهاني مزيدا من الوقت، وعودوا إلى ثورتكم قبل أن يتجاوزكم الشارع. وتذكروا أن الحل في البل .. وتسقط بس.
(لم تسقط بعد .. الثورة لسه مكملة)
[email protected]





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


اخر الافلام

.. لقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي


.. United Nations - To Your Left: Palestine | كمين الأمم المتحد



.. تغطية خاصة | الشرطة الفرنسية تعتدي على المتظاهرين الداعمين ل

.. فلسطينيون في غزة يشكرون المتظاهرين في الجامعات الأميركية




.. لقاءات قناة الغد الاشتراكي مع المشاركين في مسيرة الاول من اي