الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


والدة الأسير ليلي أيوب املنا بالله ان نفرح بحريته في العيد القادم

على سمودى

2019 / 7 / 18
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


في سجن "جلبوع "، يستقبل الأسير ليلي ايوب ابو رجيلة ، 39 عاما ، بصبر وصمود وعزيمة ومعنويات عالية ، بينما تتجسد كل معاني الحزن والعذاب باقسى صورها في حياة عائلته ، الوالد الستيني يعاني المرض ويتحسر على شباب بكره الذي يضيع في غياهب السجون بعدما حوكم بالمؤبد ، والوالدة الستينية التي استوطن جسدها المرض الخبيث فحرمت رؤيته منذ سنوات ، بينما الزوجة تواصل تأدية الرسالة برعاية طفليها ، المريضة جواهر 15 عاماً التي تتنقل بها بين المستشفيات لعلاجها ، فيزداد وجعها لحاجتها لزوجها ليقف معها وليمسح دموع طفلهما أيوب 13 عاماً ، الذي يبكي في كل كل مناسبة خاصة في العيد و نهاية عام دراسي لان والده لا يشاركه فرحة تفوقه .

السنوات العجاف

في منزلها ، بقرية عطارة ، بمحافظة رام الله ، لا تتوقف الوالدة جواهر أبو رجيلة ، عن البكاء لشدة حزنها وتأثرها على فراق بكرها خاصة بعدما تفاقمت أوضاعها الصحية ولم تعد قادرة على زيارته ، وتقول " دموعي لو نطقت لصرخت حزناً لحالتي المأساوية التي اعيشها منذ فراقه ، في كل مناسبة ، أبكي وأتحسر على بكري الذي عاش حياته مكافحاً ومتفانياً من أجل أسرته ، وما كاد يفرح بتأسيس حياته وانجاب الاطفال حتى انتزعه الاحتلال وحرمهم منهم "، وتضيف " أي قانون يجيز حرمان الأم من ابنها ، والاطفال من والدهم؟ ، أحفادي يكبرون بوجع مستمر لحاجتهم لوالدهم الذي قضى 23 عيداً خلف القضبان ، لم يحصل أطفاله على عيديته ولم يعيشوا طفولتهم "، وتكمل " هذه سنوات عجاف وقاسية تمر علينا ، ومما زاد وجعي مرضي الذي حرمني زيارته ، منذ سنوات ، محرومة من رؤيته ومشاهدة وجهه ، لا اريد من هذه الدنيا سوى عناق ابني والفرح برؤيته مع زوجته وأطفاله ".

السيرة الذاتية

في قرية عطارة ، أبصر الأسير أبو ارجيلة النور ليكون بكر عائلته المكونة من 7 أنفار ، ويقول والده " أنه ابني وأخي وصديقي وكل حياتي ، عشنا فرحة لا تنسى عندما رزقنا به ، وكبر متميزاً بكل سماته الرائعة ، حسن الخلق ، بر الوالدين ، الحنان والطيبة وروح المحبة والالفة والتفاني والعطاء حتى ضحى بمستقبله ودراسته رغم نجاحه في الثانوية العامة وتحمل معي المسؤولية لرعاية العائلة "، ويضيف " سماته جعلته يحظى بمحبة وتقدير كبير لدى كل من عرفه ، فتميز بعمله في احدى الشركات المحلية ، وتمكن من الزواج عام 2002 ، وشرع في بناء عائلته والتخطيط لمستقبلها ".

الاعتقال والحكم

عاش أبو ارجيلة حياة طبيعية قسمها بين العمل وعائلته التي عاشت صدمة كبيرة لدى اعتقاله من مكان عمله بمدينة البيرة في تاريخ 29/6/2006 ، ويقول والده " بعد زواجه رزق بجواهر وأيوب الذي كان بعمر شهر فقط عندما حاصر الاحتلال الشركة التي يعمل فيها ، هاجموه وفتشوه واعتقلوه ، اقتادوه لزنازين التحقيق في سجن المسكوبية لمدة شهرين ، مورست خلالها بحقه كل أشكال التعذيب "، ويضيف " بعد رحلة معاناة مريرة بين السجون والمحاكم ، قضت محكمة عوفر بسجنه مؤيد اضافة ل13 عاماً ، بتهمة تنفيذ عملية فدائية قرب بيت إيل ، كما تعرض للعقوبات من عزل ومنع زيارات وحرمان من الاستقرار ، ليعيش معاناة قاسية بين السجون ".

الشهادات العلمية

تتزين جدران منزل عائلة الأسير بالعديد من الشهادات العلمية التي حصل عليها خلال اعتقاله ، ويقول والده " نعبر عن اعتزازنا بصمود وتضحيات ابننا الذي تحدى الاحتلال وحكمه بمواصلة دراسته ، نجح في الثانوية العامة ، وحصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ والعلوم الانسانية ، ثم حصل على شهادة الماجستير وفي رصيده حتى الان 5 شهادات متعددة ،وما زال مستمر ليكمل في الدراسات العليا لكسر القضبان وقهر الاحتلال "، ويضيف "ابني وكل الابطال أمثاله أثبتوا للمحتل أن الاسير الفلسطيني قادر ان يكون ويثبت ذاته وكيانه رغم القيود والسلاسل الحديدية التي ستتحطم قريباً ".

اطفال الأسير

لم ينال الحكم من معنويات الزوجة الوفية تغريد ، التي تعهدت لرفيق دربها بالصبر والصمود واكمال المشوار ، فجواهر كانت بعمر الزهور وأيوب بسن شهر ، فاحتضنتهما مع والديه لتربيتهما ورعايتهما وتعليمها،ويضيف جدهم " كبر أحفادي على بوابات السجون التي حرمتهم حضن وحنان والدهم ، وتجرعوا الحسرة ومرارة الفراق والشوق المتزايد كلما كبروا وسط دموعنا أمام تساؤلاتهم اليومية عن والدهم خاصة في المناسبات والاعياد "، ويكمل " حفيدي أيوب كان بعمر شهر واليوم انهى الصف الثامن وهو متفوق في مدرسته ، وفي نهاية كل عام يبكي لغياب والده و يتمنى أن يكون والده لجانبه لدى حصوله على شهادة التفوق "، ويتابع " في نهاية كل مرحلة ، تتضاعف أوجاعنا بسبب حالة حفيدنا أيوب وحزنه الذي يفتقد والده في تلك اللحظة الجميلة التي لن تعود ، فكل مرحلة تمر لن تعود أو تتكرر ، ليبقى الجرح مفتوحاً ولن يندمل حتى يعود ابني ".

الطفلة جواهر ...
الالم الكبير للعائلة ، معاناة كريمة ليلي جواهر من المرض ، لكنه لكثرة محبته لوالدته وعلاقته الوطيدة بها ، اطللق عليها اسمها ، ويقول والده " عاش يفخر بوالدته وصبرها وحبها وتربيته له ، فكرمها باطلاق اسمها على ابنته التي كبرت بسرعة لكنها أكثرنا ألماً ووجعاً ، فهي تعاني من اعاقة في قدمها اليمني ، وتتنقل دوماً للعلاج بين عيادات ومشافي رام الله والقدس "، ويضيف " انها بحاجة لرعايته ووجوده لجانبها ، وحزن حفيدتي لا تعبر عنه كلمات خاصة عندما تفقد والدها ولا تجدها أمامها في لحظات الالم يشد أزرها ويعالجها ، ننتمى من رب العالمين أن يشفيها ويفرحها ويسعدنا بحريته وعودته الينا جميعاً ".

عقوبات وصبر ..

كل العائلة ، اصبحت ممنوعة امنياً ، وحالياً الصغير أيوب من يسمح له بزيارة والده ، بينما الوالدة المريضة يرفض الاحتلال منحها تصريح لمتابعة علاجها في القدس ، وكذلك الوالد ما زال الاحتلال يمنعه من الحصول على تصريح لدخول القدس ، ومما خفف احزانهما ، حصول الوالدين على تصريح لمرة واحد ة ، فتمكنا من زيارة ليلي في سجن جلبوع ، ويقول والده " يدخل ابني عامه الرابع عشر خلف القضبان ، ولا تفارقنا صور الوجع وذكريات الفراق في كل لحظة و مناسبة ، لكن ايماننا دوما برب العالمين أن يعيده لنا لنفرح بحريته "، ويضيف " عيد جديد ودعناه محرومين من وجود حبيب قلبنا وحياتنا بيننا ، لكننا صابرون ومتوكلون على رب العالمين ، فلن يغلق سجن بابه على أحد ، وكلما اشتدت لحظات الظلمة فان فجر الحرية قادمة وقريبة ، وكلنا آمل ان يكون بيننا في العيد القادم ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حàٌ ىهيےهٍ يه وèçيü, يàٌ ىهيے‏ٍ ë‏نè.
RogerEQ ( 2022 / 1 / 7 - 07:20 )
ٌîçنàٍü ٌàéٍ ëهينèيم ïهéنو

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -