الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للنساء فقط ..!!

سرى الحكيم

2006 / 5 / 10
الادب والفن


دعوة مني على بطاقة تفوح بعشق امرأة في زمن الخوف والصمت
أكتب لكنَّ ..
معي لنثرثر ..
فبراثن الثرثرة السرية .. أيقضتني من ( عزّ النوم ) .. لتعلن عن يوم كامل للبوح .. فاسمحوا لي رجاءً أن أغلق الباب حالاً.. وأعلّق عليه ورقة بيضاء .. مكتوباً عليها ..
( عذراً .. الثرثرة للنساء فقط )
أدري بأنكم تستغربون اليوم مني .. وأبدو كمعتوهة لا تجيد لغة الكتابة .. فقد اعتدت أن أثرثر بأعلى صوتي لأعلن عشقي أمامكم لرجل رائع حدّ الهوس .. حدّ الهذيان .. ولأرضي تطفل كل الرجال الذين يتساءلون من يكون ؟؟ ..
سأخبركم :
بأنه مازال هنا .. يسكنني .. ومعي حروفي .. يعبث بشبابيك قلبي المشرعة له هو فقط ..
لذا ..
أرجوكم أطووا الورقة ..
لأنها نسوية جداً ..
حين قررت أن أثرثر تحت طائلة الكثير من الأسئلة .. فأنا أدري بأن ثرثرتي هذه ستكلفني الكثير .. وأدرك جيداً بأني سأخسر قلوبكن الصغيرة التي احتوت طفولتي وعبثي دائما .. لكنها دعوة للمكاشفة .. دعوة لمحاكمة النفس ..
أسئلة تسللت لعقلي الصغير ..
لماذا تتلذذ بعضكن عندما تقبض بيديها على سلة من الرجال!؟
رجل يعشقها .. وآخر تعشقه ... ورجل آخر تمد يدها الصغيرة، كجرافة قمح، في جيبه لتحيله أنصع بياضاً من فراء الأرانب .. !! وآخر تعلن صداقتها له .. وهي تدري جيدا بأنه لا يفكر بها بكل هذه السذاجة أبداً .. فالصداقة بين رجل وامرأة تكاد تكون أشبه بأكذوبة .. يخترعها كل منهما فيصدقانها عندما يكون الاستمرار تحت ظل مسميات لاتمت بصلة للواقع .. وفي الوقت ذاته بينما هي تضم كل هذه القلوب المتناقضة .. أجد كل النساء تتذمر إن وقعت عين رجل أحلامها على امرأة أخرى .. حتى وان كانت تلك الحسناء (هيفاء وهبي ) التي تطل بأنوثتها من خلف شاشات مليئة بالغرابة والرخص معاً اليوم ..
لكن هل تراها تجرؤ على إعلان تذمر ذلك الرجل المغفل إن اكتشف حجم قلبها ومدى اتساع نبضاته وهو مكتظ بالمغفلين الذين يؤمنون بتفردهم بقلبها ؟؟
أعرف جيدا .. إن صراحة ثرثرتي اليوم تبدو كما وصف ذلك الرجل صراحته _ الذي لا أشعر بالانتماء لسواه _ بأنها (صراحة تصل حدّ العري ّ ) .. وأدري أيضا بأني أبدو مكروهة جدا الآن .. فسامحوني لأني امرأة عذراوية تفصح عن كل عيوب الآخر دون أن تكترث لطول لسانه ...
وتحت فيء القلوب الكبيرة والمشاعر المتضاربة والمتناقضات التي تحملنها .. لي سؤال آخر تتبعه علامات استفهام كبيرة ..
لماذا يخجل الرجل سيداتي من الاعتراف أمام العالم بأنه عاشق .. وبأن امرأة واحدة تلك التي تفردت بقلبه دون كل النساء واحتوت كل أيامه بأحلامها وخيالاتها وأوجاعها وأسرارها وذكرياتها !؟
ولماذا عليك كأنثى أن تكفي عن لعبة المزاح التي يتقنها هو في محاولات ناجحة دوماً لاستفزازك .. حتى يكاد يختلط الجدّ بالهزل فتضيع بين أصوات القهقهة حقائق تختبيء في قميصه ولاتجيدين بكل دهاؤك طريقة صيدها ؟؟
لماذا يتذمر دوماً، وإن لم يعلن ذلك، إن كررت هي سؤالها الخارج عن حدود التفكير ( هل تحبني ؟؟ ) وعليك أن لاتفصحي عن مخاوفك من أن يكون هذا العشق الذي بدأ يوماً كأسطورة قد أخذ طريقا في التلاشي ؟؟
سيضحك مني كثيراً هذا الرجل الذي يسكن منفاه أبداً عندما تقع عيناه على ثرثرتي النسوية هذه _فقد اعتاد أن يقرأني دوماً _ وسيقول في نفسه ..( أيا امرأة مبللة بترف الحب .. اذهبي .. فللوطن أوجاع أجدر من مخاوف النساء وأولى بثرثرة قلمك في زمن يحتاج فيه من ينطق بإسمه دون الإعلان عن هوية).
عذراً .. فكل الأقلام لها وطني .. لكن ليس كل الأقلام لها أنت
(( آسفة جداً .. لا تظن يا ملاذي أن أسئلتي هي طريقة ذكية لاستنطاقك !! أبداً عزيزي .. لأنني ببساطة اعتدت صمتك المغلف بابتسامة حلوة كقطعة شوكولاته تشبهك .. ))
ولأنني لا أجيد لعبة التخفي التي تتقنها كل النساء .. ولا أعرف بأي الأسواق يبيعون تلك الطاقية التي ترغمني على الاختفاء فاستمتع بأنه بدأ يفتقد غيابي ..فأنا أدري بأنها أسطورة أن أشتري طاقية الإخفاء .. لكني صرت أخاف الأساطير حقا .. أخاف تلك الأسطورة المضافة للأساطير العراقية كما يصفها ذلك الرجل الذي يحتمل كل حماقاتي وطفولتي ونزقي .. فأخاف تقبيل عينيه حتى في أحلامي .. فتركض الأسطورة نحو شوارع الحقيقة .. ولأنني لا أريد أن افقد نورساً انصع بياضاً من ورقتي هذه .. سأستبدل كل الأساطير بأسطورة أخرى أقرب للحقيقة .. ففي بلدي .. بلد المليون نخلة .. بلد الديمقراطية المستحدثة .. والحرية التي لامكان لها إلا في هذه الأسطورة .. تعودت مذ كنت طفلة .. أن ( أشخبط ) على الجدران .. بأقلام ملونة .. وبخطوط مبعثرة .. لا ترمز إلا للطفولة المغتالة في زمن الأنظمة المستبدة .. فكبرت .. حتى صار للسياسيين اليوم حصة من (الشخبطة) على شاشات التلفزة وأوراق الصحف المثقلة بالأكاذيب .. والوعود اللامتناهية تحت شعار
( التوعد بيه خير من التاخذه )
راودتني رغبة( بالشخبطة) بعد سنوات من عمر مضى تحت أصوات الرصاص .. لكن بكل الصدق والحب الذي دفعني لأمسك هذا القلم لأبدأ به ولا أعرف أين سينتهي بي ..
 
 
 
(أشخبط) على باب القلب أسطورة أخرى تضاف للأساطير العراقية .. لتفتح أبوابا من الوفاء لكل النساء اللواتي لا يجرؤن على احتضانه
( أعذروا جنوني به .. لا أعرف لغة أخرى لا تشبه الوفاء .. فقلبي موصد حتى آخر نبض )
وللثرثرة ورقة نسوية أخرى دائما ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور


.. كواليس عملها مع يحيى الفخراني.. -صباح العربية- يلتقي بالفنان




.. -بين المسرح والسياسة- عنوان الحلقة الجديدة من #عشرين_30... ل


.. الرباط تستضيف مهرجان موسيقى الجاز بمشاركة فنانين عالميين




.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 22.4 مليون جنيه خلال 10 أيام عرض