الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضاءا بادلي وحمو!

ابراهيم زورو

2019 / 7 / 18
الادب والفن


(على عتبة المدينة التي لفظته! لم يندمج ولم يدع الاندماج تأخذه إلى وسط المدينة، بقي ضائعاً لا لشيء بل لأنه تعثر في طفولته، لديه مجاز والصبا متعثران، يبقى العجوز الجاثم على صدره متحكماً بأيامه ومستقبله، اطفأ شموعه ومع ذلك بقي أسير الإندماج، ويبقى آلان حمو على حافة المدينة منتظراً)
سررت اليوم كثيراً بكاتبين يكتبان عن الموضوع ذاته رغم أنهما لا يعرفان بعضهما وهذا يدل على أن هناك فضاء لغوياً وفكرياً واحداً يوحدهما وهو أمر كان مفقوداً في الأدب الكوردي عموماً، وتأكيدهما على عدم الثقة بالمكان إذا جاز التعبير، وهما يتساءلان معاً عن أهمية المكان رغم أنهما يشكان في وقت ذاته على أن هناك مكان ما موجوداً في هذا العالم يدل عليهما كونهما قد يحتاجانها في الوقت ذاته، هما قد استهلا قصيدتهما بالتساؤل ذاته، بيد أن آلان حمو: يبحث عن طرف المدينة عن المدينة ويبدي أندهاشاً عميقاً ضائعاً بات يبحث عن حاله ليقوّل أو ليسقط الضياع على أحد ما! ولكنه بالاخير اهتدى على نفسه فلا أحد ضائع سواه! فها هو آلان حمو يحكي عن المكان في قصيدته المعنون باسم الضياع بطريقة أخرى ولكنها لا تخلو من التساؤل ذاته: على حافة تلك المدينة/ أوهام قلب بشعور هاربة/ لا يعرف من يهرب من من/ ومن منهما الهارب/ أُخبر ذاته أنه هو الضائع،،،
محمود بادلي يقول: هل مازالت تلك الشجرة مزروعة هناك الشجرة التي تعطي ما يجول ببالك/ وهل ذلك الطريق مازال يسير بجانب الطريق!. وسهى محمود بادلي أن المعالم لا يمكن أن تتغير بين لحظة واخرى ولكنه يبحث عن شيء ما ضائع في نفسه كما هو حالة آلان حمو، ترى ما الذي سيطلب محمود من تلك الشجرة! ليبحث معه عن نفسه أو إذا سمع من مستظليها خبراً ما، كلاماً حديثاً عنه! أو ليرى المكان ويبدي رأيه فيه، أسئلة تتكسر على أبواب قصيدتهما ألف قطعة وقطعة،،،
رغم علمنا أن المكان يقع عليه الاختيار! كونه شيئاً متحركاً بين الاشياء جميعها، يا له من قوم لا يدافع عنه بكلام عادي، المكان الولادة، المراهقة، الشباب مرحلة الحنين إلى مكانه الأول، ما من شيء حظي بهذه الحركة مثلما حظي به المكان في أدبيات المثقفين الكورد، فهو ربما الهة الاشياء جميعها، رغم أننا نذكر الزمن أولاً ولكن للزمان ماضيه، مضارعه، حاضره وللأمر كلامه القاسي، أما للمكان ذاته وبلغة كوردية سليمة، الأول: آلان حمو بنهاية قصيدته يقول ما يلي: تلك المدينة هي التي قطعت حبلي السري! هنا مكان الولادة صرخته الأولى انفصاله عن جنته الأولى والدخول في العالم المختلف كلياً،،،
عندما نحكي عن المكان يقيناً نحن نقصد الإنسان حصراً لأنه يشلف على المكان مشاعر بأكملها أو اجزاءها منها، وما بقيت منها تشكل المكان البالي(الخردة) فالإنسان هو الذي يصيغ المكان أما لنفسه أو لغيره فالكورد من هذا النمط الذين يدهون المكان ويجملوّنه كي يأتي الآخرون ويجلسون فيه بكامل قيافتهم والأنكى من ذلك يقول هذا من ورثة اجدادنا وحيالها يصمت الكوردي ويترك رأسه يتدحرج إلى أسفل الوقت ويبدأ من جديد ليُكْسب المكان هفوة أخرى، ولكن كل اعماله مؤجلة من لدن الآخرين بكلمة "ولكن" وربما في شعور محمود بادلي وآلان حمو شيء كهذا مزروع من فترة طويلة حتى لا يثقان في المكان وخاصة/Dara Mirada / يعرف تلك الشجرة كل الكورد ومازالت تلك الشجرة ذاتها والمكان ذاته، يقابل تلك الشجرة التي بدأ بها محمود نصه الشعري يتساءل آلان عن تلك المدينة التي قطعت حبلي السري ومن عادة الكورد أن الامهات يشلفون تلك السرة على سطوح المدارس أو الجامعات أو أي مكان الذي به ترفع الأسرة رأسها وقد يكون هذا معادلاً لشجرة [دار مرادا] لكنها نسيت نفسها ترمي تلك السرة على المكان مجرد المكان،،،
هنا أتساءل: ترى كم حبل سري رمى على مزابل الوقت أو في أقرب حاوية، لهذا اغلب الناس يروون أنفسهم كباراً ولكنهم ليسوا بهذا المستوى من الهالة التي يرسمونها حول ذاتهم ودليل ذلك هو اهمالهم للمكان الذي هو مقياس الأشياء جميعها لدى الكورد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -


.. المخرج حسام سليمان: انتهينا من العمل على «عصابة الماكس» قبل




.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال