الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عاد الصيف
ميساء البشيتي
2019 / 7 / 19الادب والفن
عاد الصيف
عاد بي الصيف إليك، باب من أبواب النعيم فُتحَ حاملًا بين ذراعيه ذلك الصيف... أعترف بأنني لم أكن شاعرة وقتها، ولم تكن الحروف تعني لي أي شيء! لم أكن أعلم بأني إذا وضعت الحرف فوق الحرف قد أغزلهم إليك قصيدة، ألقها على وجهك في عيد مولدك فتغدو أميرًا.
كانت الحروف حولي في كل مكان، مبعثرة في أرض الديار، مكومة عند العتبة، منثورة تحت النوافذ، ملقاة على الطرقات، وتحت أقدام المارة، وفي الأحلام!
لم أكن وقتها أعرف كيف أستطيع بهذه الحروف أن أرسم وطنًا أكبر من هذا المنفى وأمنحك حق اللجوء إليه؟! وسماءً كبيرة، زرقاء، صافية دون أي غيوم تعكر هذا الصفو، وغابة حبلى بالشجر، تظللنا من عيون القهر فتمسك بيدي ونسابق الزمن.
لم أكن أعرف أيضًا أن الحروف ترفرف كطيور الحب، تدق علينا نافذة الصباح حتى نصحو، ثم ترافقنا كظلنا، تنام على أكتافنا وتبني أعشاشها وتسكن.
وقد تصبح قوارب نجاة إن غدر بنا البحر وعلا من فوقنا الموج، وتصبح قمرًا، وشمسًا، وأمًا، وأبًا، ورفاقًا بلا مدٍّ أو جزر.
اليوم عاد بي الصيف إلى هناك... كم صيف مضى وقضى لا أعرف؟! لكنني اليوم أصبحت شاعرة... أستطيع أن أرسم من هذه الحروف المبعثرة في كل مكان خيمة بحجم الوطن، مقاعد أبدية للانتظار، جدول الماء، السماء الصافية، شجرة اللقاء، وأنتَ، فقط!
الصيف عاد يا حبيبي... لكنه عاد خاليًا من العناق والقبل.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -لبلبة ربنا تاب عليها واتحجبت-???? لما لبلبة مشيت في الشارع
.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف
.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين
.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص
.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة