الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات الثورة السودانية..الحل في البل (٥٨)

أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)

2019 / 7 / 20
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (58)
شباب السودان .. يعرف أكثر
أحمد موسى قريعي
ظنت الإنقاذ "ببشيرها وبرهانها وجنجويدها" أن "شباب السودان" يعاني من علل وأمراض الإستكانة والتبعية والإنقياد واللامبالاة والانصرافية والانهزامية، فكانت الإنقاذ ممثلة في المخلوع تتعامل مع الشباب كأنهم "طوبة" زائدة في عملية البناء المجتمعي للسودان، أو أنهم "عبئا" زائد عن اللزوم، لذلك لم تكن تحسب له حسابا حتى سقط المخلوع بفعل ضربات الشباب الثورية التي فاجأت الجميع، فقد كانت الثورة السودانية "ثورة الشباب" بلا منازع، فقد تحول الشباب تحولا نوعيا انتزع حقه في استعادة كرامته، فنجده قد افترش الساحات والميادين والشوارع كأنه كتلة واحدة "متساوية ومتجانسة في الخصائص والأفكار والثقافة والمقومات والحضور" تتمدد بحجم السودان.
فقد رأى كل العالم كيف "ركب" الشباب السوداني "رأسه" مندفعا مخاطرا بأمنه وسلامته، مضحيا بحياته في حالة ثورية نادرة الحدوث، فقد أظهر هذا الشباب نضجا وعيا عاليا بواقعهم وواقع السودان المتأزم منذ الاستقلال، بل أنهم أظهروا حالة فريدة من النضج والمعرفة والإلمام خاصة على صعيد السياسة ومفهوم الثورة، لذلك جاءت ثورة السودان نقية بيضاء تتدثرت بالسلمية "قولا وفعلا" رغم القمع والرصاص الحي الذي جابهه الشباب بصدورهم العارية وأصواتهم الهادرة التي تهتف "حرية سلام وعدالة" والثورة خيار الشعب.
لم يتعلم البرهان ومجلسه الكيزاني مما حدث للمخلوع، فنجده يسير في ذات الاتجاه الذي "يُقزم" دور الشباب وحقهم في دولة مدنية تحفظ كرامتهم وانسانيتهم، فقد نسي البرهان ومن قبله سلفه المخلوع، أن هذا الجيل من الشباب حالة جديدة ومختلفة تماما، لا يشبهون ذلك الشباب الذي لا وجود له إلا في مخيلتهم المريضة بحب السلطة والتسلط، فهذا الشباب من خصائصه أنه "يعرف أكثر"، ويثور راكبا رأسه لا يعرف الخوف أو الرعب أو الموت، بل يعرف فقط كيف يفجر طاقاته الحية التي أخمدتها الإنقاذ لمدة ثلاثين سنة عجفاء.
إن ما يجري الآن من مماطلة، وثورة مضادة يقودها المجلس البرهاني، سوف ينتج عنه مجابهات ومواجهات وبطولات يقودها الشباب من خلال وعيه الثوري المتزايد والذي يمتلك الإرادة والرغبة الكاملة في التغيير. إني أرى الشباب وقد صحح مسار ثورته وأمسك بزمام المبادرة، واسترد الحيز المكاني الذي صادرته سلطات المجلس بعد كارثة "فض الاعتصام". سوف يبدو الشباب في ثورته التصحيحية متساندا ومتلاحما ومنظما يعرف كيف يدير "النسخة الثانية" من الثورة، ويعرف كيف يحرس ميادين وشوارع وترس ثورته، وكيف يلبي احتياجات الصمود والمقاومة، وكيف يتجاوز الصراعات الإجتماعية على اختلاف ألوانها ومفاهيمها والتي باتت تطفو الآن على سطح الثورة. ولحظتها سوف يقلب الشباب "موازين اللعبة" ويدخلون "متاهة الكيزان" التي بدت في نظر المجلس كأنها أبدية.
(لم تسقط بعد .. الثورة لسه مكملة)
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة فيديو صراخ روبرت دي نيرو في وجه متظاهرين داعمين للف


.. فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر




.. لقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي


.. United Nations - To Your Left: Palestine | كمين الأمم المتحد




.. تغطية خاصة | الشرطة الفرنسية تعتدي على المتظاهرين الداعمين ل