الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحافة العربية: الجهل المطبق بما تكتبه!

آصال أبسال
(Aasaal Absaal)

2019 / 7 / 20
الصحافة والاعلام


عن تصاعد حدة الخلاف الإعلامي الذي حصل مؤخرا بين هيئة تحرير الصحيفة البريطانية الشهيرة The Guardian وبين الرسام الكاريكاتوري السياسي الإنكليزي ستيف بيل.. التصاعد حول رفض هذه الصحيفة نشر لوحته الكاريكاتورية السياسية الأخيرة متحسبة من قلقها ومدعية بأن هذه اللوحة قد تعرضها لـ«تحديات قانونية» فيما يتعلق بالموقف العنصري تجاه «العبرانيين» الذي يسمونه عادة بـ«اللاسامية» Antisemitism.. وهو الموقف العنصري المقابل للموقف العنصري تجاه العرب الذي أشار إليه الجاحظ أول من أشار إليه بـ«الشعوبية» في كتابه الشهير «البيان والتبيين».. تكتب أسرة تحرير الصحيفة العربية المشهورة «القدس العربي» في افتتاحيتها الأخيرة التي تحمل العنوان «الصحافة تسمح بتراجع حريات العالم أمام إسرائيل؟» من صدور يوم أمس 19 تموز/يوليو 2019، ما يلي..

/تظهر اللوحة نتنياهو مع لعبتين يسميهما «ترمبي ومبي» و«بوزي وزي»، وهو ما يشير عمليا إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الخارجية البريطاني السابق، والمرشح الأكبر حظا في تولي منصب رئاسة الوزراء، بوريس جونسون، فيما يظهر نائب رئيس حزب العمال توم واتسون يقول وهو يتراجع: «آسف. اعتقدت أنكما عضوان في حزب العمال»/..

هذا مثال شديد الوضوح على نوع الصحافة العربية وعلى مدى الجهل بما تكتبه هذه الصحافة بأغلبيتها الساحقة.. مثال تمثله خير تمثيل أسرة تحرير صحيفة عربية مشهورة مثل «القدس العربي».. خاصة وأنها تدعي بأنها /صحيفة عربية يومية مستقلة.. وهي من أكثر الصحف العربية انتشارا.. وأنها اكتسبت سمعة عربية ودولية طيبة، كونها منبرا متنوعا يؤمن بالتعددية وينشر الأخبار الدقيقة.. وأنها تلتزم بالمعايير المهنية والموضوعية، من خلال تغطيتها للأحداث، وتقديم التحليلات العميقة للقضايا العربية والعالمية/.. إلى ما هنالك من التطبيل والتزمير الإعلاميين الذاتيين الأجوفين، ودون أية حاجة إلى عناء التعليق حتى على ركاكة النص الإنكليزي الذي تنشره هذه الصحيفة في مقابل تطبيلها وتزميرها هذين على العلن..

كتبتُ وقتها تعليقي اللازم على المقتطف المذكور أعلاه ورفضت مقصات رقابة الصحيفة «المخابراتية» بامتياز أن تنشر هذا التعليق كعادتها لأنه ببساطة شديدة يفضحها على حقيقتها «المخابراتية» على العلن أيضا.. رفضت أن تنشره حتى في حقلها المخصص للتعليقات، وهو الحقل الذي يحفل بكل أشكال السخف والتفاهة والهراء اليومي تنشرها دون أي تحفظ أو تحسب.. كتبتُ بدوري في ذلك التعليق ما يلي..

يا سلام يا سلام على شرح أسرة تحرير صحيفة «القدس العربي».. يا سلام على تنويرها للقراء والقارئات العرب وجعلهم تماما مثل «الطرشان بالزفّة» الذين لا يعلمون أي شيء عن القصد من وراء النحتين الاسميين كما يظهران في اللوحة «ترمبي ومبي» و«بوزي وزي».. آه لو كانت أسرة تحرير هذه الصحيفة تعلم أن هذين الاسمين المنحوتين «ترمبي ومبي» و«بوزي وزي» هما اسمان منحوتان عمدا من طرف الرسام الكاريكاتوري السياسي المذكور على إيقاع الاسم الإنكليزي الهزلي المشهور Humpty Dumpty.. وهو اسم الشخصية الإنكليزية المشهورة في أناشيد الأطفال منذ نهاية القرن الثامن عشر حتى أيامنا هذه، حيث تصورها هذه الأناشيد كرجل سمين جدا وقصير جدا على هيئة بيضة ضخمة سقط ذات يوم من على الجدار الذي اعتاد أن يجلس عليه، وانكسر بالتالي كما تنكسر البيضة ولم تعد كل قوى الإنس والجن تستطيع رأبه كما كان على حاله..

وهناك في اللغة العربية العامية في اللهجة الفراتية تحديدا، كما تعلمتُ من أستاذي الكريم غياث المرزوق، العديد من الأسماء المنحوتة بشكل هزلي لكي تدل على هكذا شخصية سمينة وقصيرة من مثل «البُخُم» و«التِّيخُو» و«البَطْحِيش» إلخ.. وهناك أيضا العديد مما يقابلها في اللغة العربية الفصحى من ألفاظ يكاد أن يطويها النسيان الجمعي العربي من مثل «البُؤْبُ» و«الإِزْبُ» و«الحُظُبُّ» إلخ.. !!

ما تنشره جريدة «القدس العربي» من خلال الكثير من افتتاحياتها.. وهذه بداية المطاف بالحتم.. وكذلك من خلال الكثير من مقالات كتابها وكاتباتها الذين تتباهى بإمكانياتهم وبمستوياتهم تباهيا نرجسيا بالطبع.. إنما هو أصدق دليل على ما قاله السياسي الأمريكي توماس جفرسون في قوله التهكمي الساخر بما معناه.. /من لا يقرأ أي شيء على الإطلاق.. إنما هو أكثر ثقافة بكثير ممن لا يقرأ سوى الجرائد/ .. !!

***

كوبنهاغن، 20 تموز/يوليو 2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أحيي الكاتبة آصال على هذه الملاحظات الهامة
واسيني بومدين ( 2019 / 7 / 20 - 17:56 )
أحيي الكاتبة آصال أبسال على هذه الملاحظات الهامة
أغلب الكتاب الصحفيين العرب وين ما كانوا عبارة عن مقلدين للكتاب الصحافيين الغربيين
مقلدين تقليد أعمى لدرجة أنهم يقلدون حتى الجهل الذي يقع فيه الكتاب الصحفيين الغربيين
يعني هذا أن أغلبية الكتاب الصحفيين العرب جاهلين مضاعفين حتى النخاع ومنهم كثيرون في هيئة تحرير القدس العربي وكتابها الذين يتفخفخون بالكتابة فيها أيضا


2 - تشكر الأخت الدكتورة آصال أبسال على مقالها الكاشف
سلمى سعيد ( 2019 / 7 / 21 - 00:39 )
تشكر الأخت الدكتورة آصال أبسال على مقالها الكاشف لجهل أكثرية الكتاب الصحافيين العرب بما يكتبون وحتى بما يقلدون من الكتاب الأجانب
للأسف هذا هو الواقع المزري للصحافة العربية الذي هو في الأساس وليد أنظمة قمع وأجهزة مخابرات حتى بين الصحافيين العرب أنفسهم وعلى بعضهم البعض فمن المستحيل في هكذا جو قمعي ومخابراتي أن تكون الصحافة وسيلة لتثقيف وتنوير عقول المجتمع في الداخل من بلادنا وفي الخارج أيضا!!


3 - تحية خاصة للأخت آصال أبسال وشكرا لها على مقالها
سلاف أحمد ( 2019 / 7 / 21 - 18:56 )
تحية خاصة للأخت آصال أبسال وشكرا لها على مقالها الرائع الذي يفضح زيف وأكاذيب الصحافة العربية بمعظمها وخاصة الصحف التي تدعي بأنها في المقدمة عربيا وعالميا مثل صحيفة القدس العربي كله كذب على كذب هيدي مو أكتر من صحيفة مأجورة تمولها جهات خليجية معينة ضد جهات خليجية أخرى صحيفة مرتزقة مأجورة بكل معنى الكلمة!!؟؟


4 - تُشكر الأخت الدكتورة آصال أبسال على هذه النظرة!!!
نديم سلمان ( 2019 / 7 / 23 - 16:29 )
تُشكر الأخت الدكتورة آصال أبسال على هذه النظرة النقدية الثاقبة في جوهر الصحافة العربية المأجورة والموجهة حسب أهداف الأنطمة الاستبدادية التي تمولها!!!
تُشكر الأخت الدكتورة آصال أبسال من القلب
وجه جميل وعقل أجمل!!!


5 - مرة أخرى، أؤيد ما جاء في التعليق الأول
درغام السرجيني ( 2023 / 12 / 7 - 15:22 )
كما كتبت من قبل، فإن سبب تخلف المجتمعات الذكورية في العالم العربي إنما يكمن في انتشار المتأسلمين الأدعياء والكذبة وعلى الأخص أولئك الحثالة السفلة من إالنقطاء العتوفين من أمثال الإمَّع القذر والحقير المنحط درقاع السفتان الذي يستسخف حتى الترحُّم على أرواح الراحلين من طبقة اليسار المثقف كمثل نوال السعداوي وسعدي يوسف وغيرهما. وإن دلت هذه القذارة والحقارة والانحطاط على شيء فإنها تدل على حقيقة أن هذا الإمع الجاهل والحسود والكذوب والمتحدِّر من أصول غائطية خروية ليس في حوزته سوى توزيع المديح والتملق والتزلف لمن هم في مصاف من لم يفتأ يلعق أحذيتهم وأستاههم من أسياده من أذناب شبيحة النظام الأسدي الإجرامي الفاشي، وذلك تبعا للمبدأ الغابي والحوشي الشهير (ليس حبا بعلي بل كرها بمعاوية) - هذه حقيقة

اخر الافلام

.. كيف سيؤثر تقدم اليمين الشعبوي في الانتخابات الأوروبية على مس


.. يوسف زيدان يتحدى علماء الأزهر ويرفض تجديد الخطاب الديني | #ا




.. جهود أميركية مستمرة لإبرام هدنة في غزة على وقع عمليات إسرائي


.. اندلاع حريق شمال هضبة الجولان إثر عبور طائرتين مسيرتين من جه




.. نتنياهو أسير اليمين…وأميركا تحضّر للسيناريو الأسوء! | #التاس