الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعارضة في العراق ما لها وما عليها

عدنان جواد

2019 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


المعارضة في العراق ما لها وما عليها
المعروف في النظم الديمقراطية ، فيها الحكومة وفيها المعارضة، الحكومة تؤدي واجباتها في خدمة الناس والمعارضة تراقب وتصحح وتقدم المقترحات والحلول، وإذا حدث تقصير تحتج وتدعوا الناس للمطالبة بحقوقها، وقد يصل الأمر الى استخدام الإعلام لفضح المقصر عبر إخبار وتقارير صحفية موثقة عن الفساد وسوء الإدارة، فيشتد الخلاف بين الحكومة والمعارضة ولكن هناك ثوابت يتفق عليها الطرفان لاينبغي التجاوز عليها من قبل الطرفين، كالمصلحة الوطنية وحماية الكيان المجتمعي من التفكك والسلم الأهلي، وعدم الاعتداء على الممتلكات العامة، والابتعاد عن الصراعات وحماية المعارضة قانونيا، نشأت المعارضة العراقية في الدول الغربية والمحيطة بالعراق ، وكان اغلبهم من المطاردين من النظام السابق، وبمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية تم إسقاط نظام صدام وجلب هؤلاء إلى العراق ليحكموا حسب نظرية بريمر بان يتم تقسيم العراق حسب المكونات وبالتالي السلطة توزعت حسب تلك المكونات وطبعا الأفضلية لمن كان خارج العراق.
لكن مع الأسف حكم المعارضون السابقون بعقليتهم القديمة، وكان كل همهم جمع الأموال، واعتبروا جميع من بقي في العراق هم من البعثية أو من الموالين لهم ينبغي إذلالهم، بالرغم إن هؤلاء كانوا يعيشون الحصار وذل العيش والفقر والفاقة والظلم، وما يعاني منه اغلب من بقي في العراق من أمراض خطيرة نتيجة لتلك الظروف القاسية والحروب التي استخدمت فيها مختلف الأسلحة المحرمة دوليا والتشوهات الخلقية، فتم تشريع قوانين تمنح المهاجر وعائلته الأموال الطائلة بالرغم من بعضهم امتلك جنسية في تلك الدول التي هاجر إليها ومزايا والمناصب والأولية في كل شيء والتعيينات الخاصة من درجات خاصة والخارجية والطيران وغيرها، وهو أسلوب الاستحواذ على السلطة الجديدة ، وبدل من نقل العلوم والتكنولوجيا والثقافة في الدول التي كانوا يعيشون فيها نقلوا إلينا الفوضى وأشاعوا التخلف ، واحتدمت الصراعات الطائفية والقومية من اجل الحصول على المناصب باسم شعارات هم صنعوها ، فأصبح القاتل أميرا وزعيم العصابة وزيرا، فنهبت ثروات البلد وتم تهريبها للبلدان التي كان يعيشون فيها سابقا.
للحديث عن المعارضة في العراق فإنها شيء غير مألوف منذ سنىة 1920 ولحد الآن فان من يستحوذ على السلطة لا يسمح أن تكون معارضة ضده، وان ثقافة الاستقالة من المنصب ثقافة غير موجودة في قواميس الديمقراطيات في الدول المتخلفة و العراق منها ، من الصعب أن تكون فيه معارضة لان النظام السياسي فيه تم بنائه على أساس المحاصصة وتوزيع المغانم (وطمطملي واطمطملك) وان من يخرج عل هذه الأعراف يعتبر ابن عاق وخائن وقد يتعرض للتنكيل لأنه يأتي بعرف جديد غير مألوف، وان جزء كبير من الشعب تم تقسيمه على التيارات الحزبية الحاكمة المسلحة وغير المسلحة للحاجة الماسة للعمل وسد لقمة العيش وهذه تأتي عن طريق الأحزاب وأهمها التعيينات في الوزارات الحكومية.
لذلك مجرد الحديث عن المعارضة يعتبره الناس مجرد شعارات انتخابية، لأنهم فقدوا الثقة بالسلطة والحكومات المتعاقبة وجميع الأحزاب المشتركة في الحكومة، والتي لم تنفذ أي شيء من وعودها السابقة، و أثبتت السنين إنهم لا يفكرن إلا بأنفسهم فقط ، وان من يذهب للمعارضة بسبب عدم حصوله على المناصب التي طلبها فحرم منها فاختار طريق المعارضة لكي يبتز الآخرين، لكن الواضح ان من اختار المعارضة قد استشرف مستقبل الوضع السياسي وغضب الشارع على جميع شخوص وأحزاب الكتل الحاكمة، لذلك كانت اغلب شعاراتهم انهاء منهج المحاصصة ، والتعيينات للعاطلين عن العمل من الخريجين، و بناء الدولة على أسس المواطنة وليس على أساس المكونات، وإعلانها انها تفضل تتشكل الحكومات على أساس الأغلبية السياسية وليس على أساس التوافق السياسي.
الحقيقة ان ما يدور في الشارع اليوم، بعد تصدي تيار الحكمة لمشروع المعارضة من اجل التصحيح في العملية السياسية ، ومحاسبة المقصر ومراقبة الحكومة وأدائها، وهي بذلك خطت سنة جديدة لم يسبقها إليها احد فهل تنجح في وسط حيتان الفساد وتلك الكتل الكبيرة التي تمترست بالسلاح ونفذت داخل الدولة وخلقت دويلات عميقة، وكالعادة أي احد يطرح شيء جديد وخاصة في العراق تطلق الاتهامات والتساؤلات أين كانت هذه المعارضة في السنوات السابقة؟ وإذا أرادت ان تكون معارضة صادقة عليها أن تعتذر للشعب العراق عن اشتراكها في النظام السياسي المنحرف وتعيد جميع الأموال التي حصلت عليها من الدولة وتعيد الممتلكات العامة للدولة، والأسئلة كثيرة التي تسال منها ، لماذا تعارضون شخص انتم رشحتموه سابقا وكان رجلكم الأول؟ ولماذا ارتفع صوت المعارضة بعد ان حرمتم من أمانة العاصمة؟ انتم تيار إسلام سياسي والإسلام السياسي فشل في قيادة الدولة؟ والحديث في المثاليات طويل، وينسى المتسائل إنها تركت صف الحكام والذي فيه الأصدقاء والأعداء وفيه المغانم والمناصب والوقف بوجههم من اجل إنصاف الشعب أولا ولكي تضع حد لمخترقي القانون والفوضى العارمة، وهو من حسن العاقبة و الخاتمة وتصحيح الأخطاء والتكفير عنها، وان التائب عن الذنب كمن لا ذنب له ، والجميع يرى العجز الواضح لهذه الحكومة في إنهاء الفوضى وانتشار السلاح، والدويلات داخل الدولة، ونتيجة للمشاكل والانفلات الأمني وضعت العشائر ما يسمى( بالسنينة )وهو شبيه بالمادة القانونية بان تتبرى من ابنها الذي ينتمي للأحزاب والمليشيات المسلحة خوفا من دفع المبالغ الكبيرة(الفصل) بعد أن كثرت حالات الاعتداء باسم الأحزاب والمليشيات والحفاظ على سلامة الناس.
فما يحسب للمعارضة من منصف إنها خطت خط جديد غير مسموح فيه، وإنها سوف تصبح صوت لمن لا صوت له، وإنها تعلم خفايا الأمور وكيف تدار الدولة ، وانك من خلال المعارضة يمكنك الكلام عن الخطوط الحمر مثل من يقف خلف عصابات انتشار المخدرات؟ التي لايسمح الكلام عنها ، ومن يقف خلف الفساد المالي والإداري والأخلاقي وانتشار الفوضى، ومن يجلب الغذاء والدواء الفاسد ؟ ، ومن يقف خلف اللجان التحقيقية التي تبقى حبيسة الرفوف ولم يطلع احد على نتائجها، ومن يقف بوجه تطور الصناعة والزراعة الوطنية؟ ومن يقف بوجه تطور قطاع الكهرباء؟ والاتجار بالأعضاء البشرية، وانتشار الأمراض الخطرة التي لم يتطرق لعددها احد، وتجار العملة، والاستيلاء على الأملاك العامة وأراضي الدولة، وسقوط المحافظات بيد داعش، وتسجيل الحرائق والجرائم الكبيرة ضد مجهول ، لذلك ينبغي التثقيف لمنهج المعارضة من خلال الإعلام الهادف وليس التسقيطي، وان التظاهرات في هذا الوقت ، ليست معيار للنجاح والفشل، لان أغلبية الناس فاقدة الثقة بجميع الأطراف السياسية، ولا تصدق ما يقال ويطرح في الإعلام، ولكن لابد من التصحيح والمعارضة ضرورة في النظام الديمقراطي، فهي من تطلع الجمهور على القرارات التي تتخذها الحكومة وهل هي في صالح الشعب او ضده، كما هو في الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وبريطانيا، فلولا المعارضة لشن الرئيس ترامب الحرب ولنفذ جميع ما قاله ولحصلت كارثة في العالم لكن هناك فلاتر لكل كلام وقرار يتخذ وقانون يشرع، فينبغي تشجيع من يسلك طريق المعارضة لان ليس لدينا طريق آخر إلا الثورة الشعبية واستخدام السلاح والعنف طريقة لإزالة الطبقة الحاكمة من مناصبها وتحاصصها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا والفلسطينين.. هل تؤدي المساعدات وفرص العمل لتحسين ال


.. فهودي قرر ما ياكل لعند ما يجيه ا?سد التيك توك ????




.. سيلايا.. أخطر مدينة في المكسيك ومسرح لحرب دامية تشنها العصاب


.. محمد جوهر: عندما يتلاقى الفن والعمارة في وصف الإسكندرية




.. الجيش الإسرائيلي يقول إنه بدأ تنفيذ -عملية هجومية- على جنوب