الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات الثورة السودانية..الحل في البل (٥٩)

أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)

2019 / 7 / 21
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (59)
لابد من دولة مدنية ..توازي تضحيات الشباب
أحمد موسى قريعي
لا يخفى على أحد حجم التضحيات الكبيرة التي قدمها شباب السودان في سبيل تحقيق أهداف الثورة، فقد قدموا الدماء والعرق والجهد والفكر وضحوا بمستقبلهم الدراسي، لذلك من الطبيعي أن يحصلون على دولة مدنية "كاملة الدسم" توازي حجم تضحياتهم وليست حكومة مدنية "رخوة" لا حول لها ولا قوة، تستمد إرادتها من عسكر وكيزان الإنقاذ.
فقد كان شباب السودان في حالة فعل وحراك ثوري مستمر منذ ديسمبر 2018 ، في مواجهة سلطة غاشمة ومستبدة لا تعترف بغير القمع والقتل والترويع، لكن جسارة الشباب تجاوزت تلك المرحلة إلى مرحلة تحمل "شقين" شق ثوري ملتهب ومستمر، وشق سياسي يواجه عنت وتعنت وتجبر وتكبر المجلس الكيزاني سارق فرحة الشباب، وأحلامهم وأمانيهم وتطلعاتهم بقيام دولة مدنية ديمقراطية تعددية تحفظ تنوعهم واختلافهم وثقافاتهم وتحترم آرائهم، وتحقق آمالهم من غير "محاصصة" أو تفريق أو جهوية أو عقد نفسية.
كل من يعرف شباب وكنداكات السودان بشكل عميق يعرف أنهم لا يمكن أن يتراجعوا عن تحقيق كامل أهداف ثورتهم، بل هم في حالة وعي متجدد، وإيمان عميق ومتجذرانتصار بحتمية الثورة، ولديهم اصرار وتحدي على مواجهة الإنقاذ ومجلسها وجنجويدها ودولتها العميقة وثورتها المضادة وشيوخها ومنظريها ومنتفعيها وكتائب ظلها وأحزاب الفكة التي تقتات على وجع الشباب وتقاطعات وتفاهمات ومحاصصات السياسة. فالفعل الثوري الشبابي مستمر في ظل الأبواب المغلقة، والظروف الضاغطة، حتى يحقق حلمه في دولة مدنية تستوعب مجهوداتهم وأفكارهم في عملية البناء، فهم يتمتعون بكفاءات مهنية وخبرة ثورية وتدفعهم روح الشباب التي تتكامل فيهم "معرفيا ونفسيا وعقليا وثوريا وفكريا وسياسيا". فهؤلاء الشباب هم الضمانة الحقيقية لأي عملية سياسية "محترمة" تتم في السودان، وهم حراس الثورة الذين لا تغفل أعينهم وضمائرهم عنها ساعة واحدة حتى يحققون دولة الحرية والكرامة والديمقراطية والمواطنة والسلام.
بالرغم من أن الإنقاذ قد دمرت ولمدة ثلاثين عاما عقائد الشباب "الدينية" والسياسية والاقتصادية والنفسية، وشوهتهم وفصلتهم عن واقعهم، إلا أنهم عادوا أشد تماسكا وتصميما وثورية لا تعرف التراجع أوالخوف أوالاستسلام، بل يعرفون طريقا واحدا هو طريق الثورة وشوارعها وأهدافها وميادينها وترسها ودولتها المدنية أو يموتون دون ذلك شهداء أنقياء وأطهار لم تغترف أيديهم شيئا محرما في عرف الدولة والسياسة، ولم تتلوث أيديهم بقطرة دم واحدة، ولم يأكلون المال العام فيتحللون منه كشيوخ وصبية الإنقاذ. بل يحملون في دواخلهم فطرة بيضاء نقية لا تحمل الحقد ولا تعرف دروبه ومسالكه المتعرجة والتي عادة ما تنتهي إلى القتل والتشفي كما فعل المجلس الكيزاني بأحرار الشباب وكنداكاته الماجدات في مذبحة الاعتصام.
ينبغي على قوى الحرية والتغيير ألا تتعامل مع شباب الثورة كقوة ثانوية في معادلة التغيير، لأنهم في الواقع هم أصل التغيير والثورة وأصحاب السبق والرصة.
(لم تسقط بعد .. الثورة لسه مكملة)
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليسار الفرنسي يتوعد -بإخماد شعلة- اليمين المتطرف


.. فرنسا تواجه خطر صعود اليمين المتطرف




.. هل ينجح اليسار في فرض -جبهته الشعبية- أمام اليمين المتطرف؟ •


.. ?? بنعبد الله: تصريح رئيس الحكومة بالبرلمان يثير القلق و يحم




.. ?? بنعبد الله: تصريح رئيس الحكومة بالبرلمان يثير القلق و يحم