الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللقاء الاخير

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2019 / 7 / 22
الادب والفن


باعد بيننا الفراق الطويل امتد سنين و سنين ، تساقطت من امامي كما تتساقط احلام المحرومين بعد اليقظة ، حلم كنت ممسكا بة كما يمسك الطفل لعبته الاولى ، كان قريب المنال ، ان يحتوينا حيز يكفينا ، انفرد بكِ ، انظر في عينيكِ ، اغرق في احلامهما ، اذوب في سحرهما ، لم اكن اعلم ان الاقدار تشاكسنا و تنشر دسائسها في طريقنا ، و يتسرب الحلم كما تتسرب حبات الماء من قبضة يديَّ و انا اسقي وردة البنفسج التي اشتريتها خصيصا لكِ ، و بعد فراق طويل تلطف القدر وغسل عاره و جمعنا بصدفة اخيرة من تدبيره ، و كأنه يطلب منا السماح . كيف اسامح من افترس احلامي و قتل براعم الامل المتفطرة تكاد تشق طريقها كي تزهر حياةً ؟ لكنكِ اقنعتني بان اكون على غير طبيعتي و اسامح من عاندني و اخذ حبيبة القلب من احضاني . اشترطتُ ان لا يباعد بيننا ثانية لاني لا املك المزيد من العمر ، كل شئ عندي في اواخره ، بدات عروقي تجف او تكاد ، اتمنى بل اريد ان ابقي على القليل الذي عندي لكِ لازرعكِ بين ظلوعي ، اطوقكِ باشواقي و لهفتي التي تكاد تحرقني . ثلاثة عقود اغتربتِ فيها و كان لكِ حياة لا اعرف تفاصيلها و لا اريد ، ما يهمني ان تاتي على الموعد ، اريد ان استعيد معك ذكريات ظلت حبيسة الضلوع عمرا باكمله ، اقفلتُ عليها و واريتها جوانحي . قلتِ بانك الان ارملة بعد ان رحل من خطفكِ مني …حاولتْ و كم حاولتْ ان اعثر عليكِ ، لم اكن اريد شيئا سوى ان اراكِ ، كنتِ كل تلك السنين بطلة احلامي ، تجرين ، تمرحين حتى ترقصين و عندما افيق اتمنى ان اعود الى حلمي ، لارتمي في احضان عطركِ ، لاتنفس الحلم معكِ ، اسالكِ و احلّفكِ بحبنا الم تشتاقي لي ، الى همهمة الارتباك و الخجل التي تملكتني في اول لقاء ، وانتِ الم تقولي مرة بانك كنت على وشك السقوط مغشيا عليكِ . ارتدى حلته التي تركها للمناسبات و بخ الكثير من العطر مما اثار حفيظة زوجته و استفسرت بلا مبالاة كعادتها ، لم يجب ، غادر مسرعا حتى لا تلاحظ فرحته و تفسد شيئا منها . و صل الى بيت اختها حيث المكان الموعود ، طرق الباب و هو يشد الجاكيت لاصلاح هيئته ، لم يسمع ردا ، كرر الطرق مرات و مرات لا جواب ، سمع جارتهم تصرخ دون ان يراها : "ذهبوا الى المطار و تركوا لك هذه الورقة " تجمد في مكانه لا يقوي على الحراك ، لطمته المفاجأة ، كررت صراخها ، فاق من ذهوله ، تقدم و اخذ قصاصة ورق صغيرة مرغما … عزيزي …اسفة لقد اتصلوا بي من البيت ولدي وقع له حادث ، اسفة وداعا . عادت الى غربتها و هو الى بيته …








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل


.. تراث الصحراء الجزائرية الموسيقي مع فرقة -قعدة ديوان بشار-




.. ما هو سرّ نجاح نوال الزغبي ؟ ??